أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فلاح عبدالله سلمان - الاديان والوعي صراع وجود لاحدود














المزيد.....

الاديان والوعي صراع وجود لاحدود


فلاح عبدالله سلمان

الحوار المتمدن-العدد: 6129 - 2019 / 1 / 29 - 23:17
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


.
الوعي كمفهوم عام هو معرفة الواقع وتمييز صوابه من خطئه عن طريق تفعيل العقل وادواته ، فهو ومن خلال التعريف يتبين انه يلعب دور الكاشف الذي يريك الامور على حقيقتها ، وبما ان كل انسان يمتلك الادوات التي تؤهله لفهم واقعه ورؤيته بشكل واضح فقد امتلك كل منهم الوعي وهو بذلك له القدرة على معرفة واقعه معرفة حقيقية ، الا ان ذالك الوضوح والبساطة في فهم الواقع دفع المتضررين الى ابعاد هذا العامل المهم عن حياة البشرية من خلال عملهم على "ايجاد المانع وعدم وجود المقتضي"، فالموانع التي وضعوها هيعلى سبيل المثال حرمة الخوض في امور لانها حسب دعواهم تؤدي بك الى الهلاك ، اما عدم وجود مقتضي فتجسد ذلك بوجود قوة خفية تمنحك ماتربد دون عناء او تعب ، وهذان الامران منعا الانسان من امتلاك الوعي .
الفرق بين صراع الوجود وصراع الحدود كبير جدا فبينما يبحث صراع الحدود عن مدى وحدود قضية معينة وعن الدائرة الاوسع للكل من الافكار المتصارعة ،يقوم صراع الوجود على الغاء ونفي كل طرف للطرف الاخر ، وهذا الامر متحقق بتمامه في صراع الوعي مع الدين او مع كل الافكار الماورائية (الميتافيزقا) عموما ، فلأن الوعي يكشف لك حقيقة الاشياء سيكشف معها حقيقة الخداع والتحايل والتشويه الذي يضعه المنتفعين من اجل تغير وجه الحقيقة وسيجبرك عندها على الغاء كل افكار الخرافة التي تنادي بها الغيبيات ، وبالمقابل سيعمل المنتفعون من الماورائيات على بذل قصارى جهدهم من اجل الغاء الوعي وتعطيل كل مايساعد على تفعيله ، ، اذن هنالك تحدي ، ولان اصحاب الغيبيات يملكون المخدر الذي ينجذب اليه الناس البسطاء وهم كثر كانت الغلبة لهم، اما الانسان الواعي فسيعيش حالة من الاغتراب نتيجة صراع داخلي تتنازع فيه رغبته في العيش وفق الحقيقة التي توصل اليها بوعيه ونفاق المجتمع وجهالته الحاكمة مما يضطره الى الهروب من الواقع والعيش في عزلة ، ولهذا تجد اكثر الفلاسفة والمفكرين كانو قليلوا الاختلاط بالناس ولم ينغمسوا بمجتمعاتهم ، بل يقتصرون في اجتماعهم على مجموعة تكاد تكون مالكة لنفس القدر من الوعي ، وهذا مايفسر ظاهرة عزلة المثقف الواعي في مجتمعاتنا ، ومن هنا اعتبر الوعي نقمة على اصحابه لانه سيسبب صراع داخلي والم فكري وعزلة مجتمعية ، وقد تفاقمت هذه الحالة عند بعض الفلاسفة والمفكرين عندما احسوا بالعجز التام فأختاروا الرحيل نهايئا عن هذا العالم .
وهنا لابد من الاجابة هلى سؤال وهو : هل ان جميع المؤمنين بالغيبيات لايملكون الوعي؟ .
ان الاجابة بحيادية عن هذا السؤال تقضي بالاعتراف بان هناك من المعتقدين بالغيبيات هم قمة في الوعي ومن الاجحاف عدم الاعتراف بذلك ولكن ، هنالك ثلاث امور يجب فهمهما ؛- الاول / ان الوعي يحتاج لعدم الانتماء والتجرد من كل مسبقات فكرية موروثة لانه والحال كذلك سيصاحب بحثه انحياز تأكيدي ، اي لابد ان يكون الواعي لامنتمي لان وعيه سيكون حينئذ غير محدود بالعكس عن وعي المنتمي.
الثاني/ ان الوعي يحتاج الى الاستمرارية في الادراك وفهم الواقع وتوأمت المستجدات مع العقل.
ثالثا/ ان المعرفة وان كانت هي الطريق الى الوعي الا انها ليس الوعي نفسه فالكثير منا يملك معرفة ولايملك الوعي الذي يعكس هذه المعرفة ويحولها الى ادوات لتغيير الواقع السيء.
وهنا يكون اصحاب الغيبيات مالكين للمعرفة الغزيرة ووعيهم محصور في طور انتمائهم اي "وعي المنتمي".



#فلاح_عبدالله_سلمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عبدالمهدي بين مثالية التنظير وسطحية التطبيق
- عراقيون بالاسم ايرانيون بالولاء والانتماء
- أسباب أنتشار الافكار رغم فشلها (الاديان انموذجا)
- رب يقتل من يفكر لايستحق العبادة.
- أغلبية المالكي هي حل ام تحايل ؟
- الدين مشكلة اجتماعي
- لفظ( السيد )وديانة المصالح
- اصالة الالحاد وتبعية التوحيد
- ثنائية قيود العقل العربي
- للعراق فقط
- طارق الهاشمي جلاد يتحول الى بطل
- الارهاب السياسي وسياسة الارهاب
- علاج المجتمع بالصدمة الكهربائية
- المظاهرات الطائفية نتيجتها الانشقاق
- المظاهرات بين اسئلة المنطق واجوبة العقل
- نزيف البلد والتهم الجاهزة
- نزيف البلد والتهم الجاهزة
- المصالح البرزانية ومنطق الحلول الدستورية
- قانون البنى التحتية وازدواجية الشخصية السياسية
- اسرائيل تقطف زهور الربيع العربي


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف قاعدة -عوفدا- الجو ...
- معرض روسي مصري في دار الإفتاء المصرية
- -مستمرون في عملياتنا-.. -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن ...
- تونس: إلغاء الاحتفال السنوي لليهود في جربة بسبب الحرب في غزة ...
- اليهود الإيرانيون في إسرائيل.. مشاعر مختلطة وسط التوتر
- تونس تلغي الاحتفال السنوي لليهود لهذا العام
- تونس: إلغاء الاحتفالات اليهودية بجزيرة جربة بسبب الحرب على غ ...
- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية
- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...
- “محتوى إسلامي هادف لأطفالك” إليكم تردد قنوات الأطفال الإسلام ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فلاح عبدالله سلمان - الاديان والوعي صراع وجود لاحدود