أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ضياء الشكرجي - الدينية واللادينية والإلهية واللاإلهية 3/3














المزيد.....

الدينية واللادينية والإلهية واللاإلهية 3/3


ضياء الشكرجي

الحوار المتمدن-العدد: 6129 - 2019 / 1 / 29 - 12:13
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الدينية واللادينية والإلهية واللاإلهية 3/3
ضياء الشكرجي
[email protected]o
www.nasmaa.org
لماذ أقول أن الدينيين من الإلهيين ومن اللاإلهيين متساوون في طريقة التفكير والتعاطي مع الآخر المغاير، لأن كلا منهما يرفضان المغاير، حتى المغاير النسبي، فالدينيون الإلهيون يرفضون الإلهيين اللادينيين، لأنهم لادينيون، ويغفلون عن المشترك بينهما، ألا هي الإلهية. والدينيون اللاإلهيون (الملحدون) هم أيضا يرفضون اللادينيين الإلهيين، لأنهم إلهيون، ويغفلون عن المشترك بينهما، ألا هي اللادينية والعقلانية. فالديني الإلهي لا يرضى عن الإلهي، حتى يتبع دينه، فيكون إلهيا دينيا، والديني اللاإلهي أيضا لا يرضى عن اللاديني، حتى يتبع دينه، فيكون لادينيا لاإلهيا، أي ملحدا. فنجد الإلهي الديني يرتاح لطرح الإلهي اللاديني، عندما يورد الأدلة العقلية لإثبات وجود الله، ويصطف إلى جانبه، ويمتدحه فيما يعرض من أدلة على وجود الخالق، ولكن بمجرد أن يكتشف أنه لاديني، ينفر منه ويتشجنج تجاهه، ويرفضه ويسفه أفكاره، ويعتبره جاهلا، وكافرا، ونجسا. وهكذا هو الحال مع اللاإلهي الديني، فهو يرتاح لطرح اللاديني الإلهي، عندما يراه يورد الأدلة على عدم صدق الدين، ويمتدحه ويعتبره رائعا وعبقريا فذا، ولكن بمجرد أن يكتشف أنه إلهي، ويسرد الأدلة على وجود الله، ينفر منه ويتشنج تجاهه، ويسفه أفكاره، ويعتبره جاهلا، غير علمي، وغير عارف بالفلسفات، وبمناهج التفكير، ومتخلفا وخرافيا وإلى غير ذلك. [أقول ذلك من غير أن أعمم طبعا.] بينما الإلهي اللاديني، لا يجد عنده أية مشكلة مع اللاديني اللاإلهي، بل ولا مع الديني العقلاني النسبي، إن وجد، مع ندرته، وهكذا اللاديني اللاإلهي (العقلاني النسبي)، لا يجد عنده عقدة تجاه اللاديني الإلهي، لأن اللادينيين سواء كانو إلهيين أو لاإلهييين، فإنهم نسبيون، ولا يدّعون امتلاك الحقيقة النهائية أو المطلقة.
أقول لمن يخالفني الرأي: بكل تأكيد أنا بالنسبة لك على خطأ، لأن الصواب عندك ما تتبناه وتقتنع أنت به، ولكن عندما تدرك حقيقة نسبية الخطأ والصواب، ستعلم أنك أيضا مخطئ بنسبة ما، ولعلك مخطئ في نفس القاعدة الفكرية الأساس التي تنطلق منها في بناء صرحك الفكري، كما يمكن أن يصدق هذا الافتراض عندي.
الكلام طويل ومفصل، وسيطلع القراء الكرام على هذه التفاصيل مع الوقت. وكما بينت في البداية، إني لست متفرغا الآن للكتابة عن هذا الموضوع، إلا بشكل محدود جدا، بل إني أختار مما كتبته حتى الآن عبر عقد من الزمن أو أكثر، ولم أنشره، بل جعلته مشروع كتاب للمستقبل، ثم رأيت أن أنزل هذه الأفكار الآن، بعد مراجعة سريعة، وإجراء بعض التنقيحات. ليست القضية أن أقنع القارئ بصواب ما أذهب إليه، بل من أجل إثارة طريقة مغايرة للتفكير بشأن قضايا الدين والإيمان والإلحاد، فالقضية ليست محصورة في ثنائية الإيمان الديني والإلحاد، أو بين الإلهية الدينية واللادينية اللاإلهية، بل هناك الإيمان اللاديني، أو الإلهية اللادينية، زاعما أن الإلهية واجب عقلي، مع احترامي للأصدقاء الملحدين الذين لا يرون ما أراه، وأن الدين ممكن عقلي، ثبت عندي عدم صدقه في الواقع، مع اعتذاري لعقلاء الدينيين. فالممكن هو متساوي الطرفين، ممكن الوجود وممكن العدم، أو ممكن الصدق وممكن الكذب، وبالتالي تخضع النتيجة للفحص والدراسة. وحيث إن الدراسة لا يمكن أن تكون خالية من الثغرات مئة بالمئة، يبقى الإثبات كما النفي بالنسبة للمكن ظنيا، بينما الواجب والممتنع العقليان يكونان يقينيين عند من يراهما واجبا أو ممتنعا.



#ضياء_الشكرجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدينية واللادينية والإلهية واللاإلهية 2/3
- الدينية واللادينية والإلهية واللاإلهية 1/3
- دعوى ثبوت النبوة العامة بالنبوة الخاصة 3/3
- دعوى ثبوت النبوة العامة بالنبوة الخاصة 2/3
- دعوى ثبوت النبوة العامة بالنبوة الخاصة 1/3
- أدلة النبوة العامة على النبوة الخاصة
- النبوة بين الإمكان والوجوب والامتناع
- تجسد الله في إنسان والتناسخ والحلول
- ذكورة الله في الأديان
- خطأ تجاه المسيحية له إيجابياته وقع فيه الإسلام
- المعجزات في قصص الأنبياء 2/2
- المعجزات في قصص الأنبياء 1/2
- قصص الأنبياء في الكتب (المقدسة) 2/2
- قصص الأنبياء في الكتب (المقدسة) 1/2
- الإيمان بين العقل والدين
- الدين مؤسس أم هادم للأخلاق 2/2
- الدين مؤسس أم هادم للأخلاق 1/2
- النبوة حقيقة أم وهم 2/2
- ثلاثية الإيمان والعقل والدين 8/8
- ثلاثية الإيمان والعقل والدين 7/8


المزيد.....




- ” نزليهم كلهم وارتاحي من زن العيال” تردد قنوات الأطفال قناة ...
- الشرطة الأسترالية تعتبر هجوم الكنيسة -عملا إرهابيا-  
- إيهود باراك: وزراء يدفعون نتنياهو لتصعيد الصراع بغية تعجيل ظ ...
- الشرطة الأسترالية: هجوم الكنيسة في سيدني إرهابي
- مصر.. عالم أزهري يعلق على حديث أمين الفتوى عن -وزن الروح-
- شاهد: هكذا بدت كاتدرائية نوتردام في باريس بعد خمس سنوات على ...
- موندويس: الجالية اليهودية الليبرالية بأميركا بدأت في التشقق ...
- إيهود أولمرت: إيران -هُزمت- ولا حاجة للرد عليها
- يهود أفريقيا وإعادة تشكيل المواقف نحو إسرائيل
- إيهود باراك يعلق على الهجوم الإيراني على إسرائيل وتوقيت الرد ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ضياء الشكرجي - الدينية واللادينية والإلهية واللاإلهية 3/3