أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد صالح سلوم - البون الشاسع بين الشاعر الكبير المعري وشاعر البلاط المتنبي















المزيد.....

البون الشاسع بين الشاعر الكبير المعري وشاعر البلاط المتنبي


احمد صالح سلوم
شاعر و باحث في الشؤون الاقتصادية السياسية

(Ahmad Saloum)


الحوار المتمدن-العدد: 6128 - 2019 / 1 / 28 - 19:58
المحور: الادب والفن
    


ابو العلاء المعري اهم من المتنبي شاعر البلاط بكثير ولكن لم يحظى المتنبي بكل هذا المديح والتبجيل بينما شاعر وفيلسوف وكاتب في غاية العبقرية كالمعري يبقى طي الغياب..السبب ان من وظف الدين لخدمة الامبريالية لا يريد لاحد حتى لشاعر من الزمن الغابر ان يوجه نقدا قاتلا لحاملي هذا الوعي الديني الخرافي الذي تنهب من خلال الياته التضليلية تنهب الامبريالية ذهبا اسودا وغازيا ومكانا استراتيجيا وكل ما ينتجه الانسان في المنطقة لجيوب حفنة من اللصوص المليارديرية والتريلونية في نيويورك


اذا اردت ان تعرف الفرق بين الثرى المتنبي والثريا المعري فعليك ان تقرأ عن الكوميديا االالهية لدانتي التي اعتبرت تحفة العقل المسيحي الاوروبي الخارقة للمألوف والتي جعلت الغرب المسيحي ينظر الى الاخرين نظرة استعلائية ليتبين من اعترافات قس اوروبي ان اقتباسها كان من رسالة الغفران للشاعر الملحد ابو العلاء المعري بينما لا يشكل كل ما كتبه المتنبي سوى زاد صور باهتة وقافية لا اكثر ولا اقل فمن المعروف ان قصائد المتنبي خطابية مباشرة ليس فيها صور ابداعية ..هذا شيء مثبت ومعترف به نقديا ويمكن الانتباه اليه بسرعة ..شخصيا لا اعتبر ان المتنبي شاعرا كبيرا ابدا ولو بدوت مخالفا للمسلمات العربية للنقد والشعراء العرب لسبب غير ان شعره تغيب عنه الصور والعمق ويسود فيه التفاخر والادعاء والمباشرة فهو غير ملحد ومن المستحيل ان يعرف التاريخ شاعرا كبيرا وغير ملحد هذا شرط الابداع عبر كل التاريخ


ليس كل ملحد مبدع ولكن اي مبدع كبير هو ملحد حكما والا لم ابدع وخرق نواميس المعرفة المتداولة بين الناس ..واوول شروط الابداع اعمال العقل ثم الاحساس فاذا كان العقل مغيبا كما يقول المعري في حالة المؤمن فانه لن يقدم شيئا ابداعيا ..وحتى اذا دققت برسالة الغفران ستجد ان باطنها الالحاد اي جعل فضاءات الرواية المتخيلة اوسع بكثير مما لو قام بها عقل مؤمن بالخرافات كانت فتاوي الفقهاء ستثبطها وتضيق عوالمها و تكبلها بالاف الاشكال الردعية والرهابية الفكرية المجتمعية والزمنية السلطوية ..اول شروط الابداع تحرير العقل وتحرير العقل لايتم الا بالالحاد..على كل حال اعتقد اننا لن تنفق بهذه النقطة ابدا وهذا حقك ان تعتبر كل ملحد غير مبدع..وحقي ان اعتبر كل مبدع ملحد بالضرورة ..ولا علاقة للأمر بالانوية ولا النرجسية ولا مثل هذا شخصيا ادقق ما الذي اعطى ابو العلاء المعري وغيره هذه القدرة على التخيل فاجد انه ازاح عنه كل القيود الدينية المجتمعية واستهزأ عليها وقدم رسالته التخيلية ..


بو العلاء المعري-تعب كلها الحياة


غَـيْرُ مُـجْدٍ في مِلّتي واعْتِقادي نَــوْحُ بـاكٍ ولا تَـرَنّمُ شـادِ

وشَـبِيهٌ صَـوْتُ الـنّعيّ إذا قِيسَ بِـصَوْتِ الـبَشيرِ في كلّ نادِ

أَبَـكَتْ تِـلْكُمُ الـحَمَامَةُ أمْ غَنَّـت عَـلى فَـرْعِ غُصْنِها المَيّادِ



صَـاحِ هَـذِي قُبُورُنا تَمْلأ الرُّحْبَ فـأينَ الـقُبُورُ مِنْ عَهدِ عادِ

خَـفّفِ الـوَطْء ما أظُنّ أدِيمَ الأرْضِ إلاّ مِـنْ هَـذِهِ الأجْـسادِ

وقَـبيحٌ بـنَا وإنْ قَـدُمَ الـعَهْدُ هَــوَانُ الآبَـاءِ والأجْـدادِ

سِـرْ إنِ اسْطَعتَ في الهَوَاءِ رُوَيداً لا اخْـتِيالاً عَـلى رُفَـاتِ العِبادِ

رُبّ لَـحْدٍ قَـدْ صَارَ لَحْداً مراراً ضَـاحِكٍ مِـنْ تَـزَاحُمِ الأضْدادِ

وَدَفِـيـنٍ عَـلى بَـقايا دَفِـينٍ فـي طَـويلِ الأزْمـانِ وَالآبـاءِ



فـاسْألِ الـفَرْقَدَينِ عَـمّنْ أحَسّا مِـنْ قَـبيلٍ وآنـسا مـن بلادِ

كَـمْ أقـامَا عـلى زَوالِ نَـهارٍ وَأنــارا لِـمُدْلِجٍ فـي سَـوَادِ

تَـعَبُ كُـلّها الـحَياةُ فَـما أعْجَـبُ إلاّ مِـنْ راغبٍ في ازْديادِ

إنّ حُـزْناً فـي ساعةِ المَوْتِ أضْعَافُ سُـرُورٍ فـي سـاعَةِ الـميلادِ



خُـلِقَ الـنّاسُ لـلبَقَاءِ فضَلّتْ أُمّــةٌ يَـحْـسَبُونَهُمْ لـلنّفادِ

إنّـما يُـنْقَلُونَ مِـنْ دارِ أعْـمالٍ إلــى دارِ شِـقْوَةٍ أو رَشَـادِ

ضَـجْعَةُ المَوْتِ رَقْدَةٌ يُستريحُ الجِـسْمُ فيها والعَيشُ مِثلُ السّهادِ



كـيفَ أصْبَحتَ في مَحلّكَ بعدي يـا جَـديراً مـنّي بحُسْنِ افتِقادِ

قـد أقَـرّ الـطّبيبُ عَنْكَ بِعَجْزٍ وتَـقَـضّى تَــرَدّدُ الـعُـوّادِ

وَانْتَهَى اليأسُ مِنكَ وَاستشعَرَ الوَجْدُ بـأنْ لا مَـعادَ حـتى الـمعادِ

هَـجَدَ الـسّاهرُونَ حَوْلَكَ للتمْريـضِ وَيـحٌ لأعْـيُنِ الـهُجّادِ

أنـتَ مِن أُسْرةٍ مَضَوْا غَيرَ مَغْرُوريـنَ مِـنْ عَـيشَةٍ بِذاتِ ضِمادِ



فَـعَزيزٌ عَـليّ خَـلْطُ الـلّيالي رِمَّ أقـدامِـكُمْ بِـرِمّ الـهَوَادي

كُـنتَ خِـلّ الصِّبا فلَمّا أرادَ البَـينَ وَافَـقْتَ رأيَـهُ فـي المُرادِ

ورأيـتَ الـوَفاءَ للصّاحِبِ الأوَّلِ مِـنْ شـيمَةِ الـكَريمِ الجَوادِ

وَخَـلَعْتَ الـشّبابَ غَضّاً فَيا لَيْتَــكَ أَبْـلَـيْتَهُ مَـعَ الأنْـدادِ

فـاذْهَبا خـير ذاهـبَينِ حقيقَيْن بِـسُـقْيا رَوائِــحٍ وَغَـوَادِ

ومَــراثٍ لَـوْ أنّـهُنّ دُمُـوعٌ لـمَحَوْنَ الـسّطُورَ فـي الإنْشادِ



والـفَتَى ظاعِنٌ ويَكفيهِ ظِلُّ السَّـدْرِ ضَرْبَ الأطْنابِ والأوْتادِ

بـانَ أمْـرُ الإلَـهِ واختَلَفَ النّاسُ فَـداعٍ إلـى ضَـلالٍ وَهَـادِ

والّـذي حـارَتِ الـبَرِيّةُ فِـيهِ حَـيَوَانٌ مُـسْتَحْدَثٌ مِـن جَمادِ

والـلّبيبُ الـلّبيبُ مَنْ لَيسَ يَغْترُّ بِـكُـوْنٍ مَـصـيرُهُ لـلفَسادِ

وهذه قصيدة "على قدر اهل العزم "للمتنبي ويمكن ملاحظة الفرق بكل سهولة من حيث المباشرة والخطابية والتعابير التي لاتتضمن صورا ابداعية


على قدر اهل العزم تأتي العزائم
وتعظم في عين الصغير صغارها
يكلف سيف الدولة الجيش همه
ويطلب عند الناس ما عند نفسه
يفدي أتم الطير عمراً سلاحه
وما ضرها خلق بغير مخالب
هل الحدث الحمراء تعرف لونها
سقتها الغمام الغر قبل نزوله
بناها فأعلى والقنا يقرع القنا
وكأن بها مثل الجنون فأصبحت
طريدة دهر ساقها فرددتها
تفيت الليالي كل شيء أخذته
إذا كان ما تنويه فعلاً مضارعا
وكيف ترجي الروم والروس هدمها
وقد حاكموها والمنايا حواكم
اتوك يجرون الحديد كأنما
إذا برقوا لم تعرف البيض منهم
خميس بشرق الأرض والغرب زحفه
تجمع فيه كل لسن وامه
فلله وقت ذوب الغش ناره
تقطع ما لا يقطع الدرع والقنا
وقفت وما في الموت شك لواقف
تمر بك الأبطال كلمى هزيمة
تجاوزت مقدار الشجاعة والنهى
ممت جناحيهم على القلب ضمة
بضرب اتى الهامات والنصر غائب
حقرت الردينيات حتى طرحتها
ومن طلب الفتح الجليل فانما
نثرتهم فوق الاحيدب كله
تدوس بل الخيل الوكور على الذرى
تظن فراخ الفتح انك زرتها
اذا زلفت مشيتها ببطونها
أفي كل يوم ذا الدمستق مقدم
اينكر ريح الليث حتى يذوقه
وقد فجعته بابنه وابن صهره
مضى يشكر الاصحاب في فوته الظبى
ويفهم صوت المشرفية فيهم
يسر بما أعطاك لا عن جهالة
ولست مليكا هازماً لنظيره
تشرف عدنان به لا ربيعة
لك الحمد في الدر الذي لي لفظه
واني لتعدو بي عطاياك في الوغى
على كل طيار اليها برجله
الا ايها السيف الذي ليس مغمداً
هنيئاً لضرب الهمام المجد والعلى
ولم لا يقي الرحمن حديك ما وقى



وتأتي على قدر الكرام المكارم
وتصغر في عين العظيم العظائم
وقد عجزت عنه الجيوش الخضارم
وذلك مالا تدعيه الضراغم
نسور الفلا احداثها والقشاعم
وقد خلقت اسيافه والقوائم
وتعلم أي الساقيين الغمائم
فلما دنا منها سقتها الجماجم
وموج المنايا حولها متلاطم
ومن جثث القتلى عليها تمائم
على الدين بالخطى والدهر راغم
وهن لما ياخذن منك غوارم
مضى قبل ان تلقى عليه الجوازم
وذا الطعن اساس لها ودعائم
فما مات مظلوم ولا عاش ظالم
سروا بجياد مالهن قوائم
ثيابهم من مثلها والعمائم
وفي اذن الجوزاء منه زمازم
فما يفهم الحداث الا التراجم
فلم بيق الا صارم او ضبارم
وفر من الفرسان من لا يصادم
كأنك في جفن الردى وهو نائم
ووجهك وضاح وثغرك باسم
إلى قول قوم أنت بالغيب عالم
تموت الخوافي تحتها والقوادم
وصار الى اللبات والنصر قادم
وحتى كأن السيف للرمح شاتم
مفاتيحة البيض الخفاف الصوارم
كما نثرت فوق العروس الدراهم
وقد كثرت حول الوكور المطاعم
باماتها وهي العتاق الصلادم
كما تمشي في الصعيد الاراقم
قفاه على الاقدام للوجه لائم
وقد عرفت ريح الليوث البهائم
وبالصهر حملات الامير الغواشم
لما شغلها هامهم والمعاصم
على أن أصوات السيوف اعاجم
ولكن مغنوماً نجا منك غانم
ولكنك التوحيد للشرك هازم
وتفتخر الدنيا به لا العواصم
فانك معطيه واني ناظم
فلا انا مذموم ولا انا نادم
اذا وقعت في مسمعيه الغماغم
ولا فيه مرتاب ولا منه عاصم
وراجيك والاسلام انك سالم
وتفليقه هام العدى بك دائم





#احمد_صالح_سلوم (هاشتاغ)       Ahmad_Saloum#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دعاية ديكتاتورية امبراطوريات الاعلام الامبريالية لذم كوريا ا ...
- قصيدة :حلب ، احرف الاهداب ومشاتل الهوى
- قصيدة : دمشق وأسماء الأشواق
- بداية نهاية زمن البلطجة الامريكي الصهيوني من فنزويلا الى سور ...
- مئات المليارات العربية من اجل ثقافة الموت الاخوانجية والوهاب ...
- خليج خنازير اخر في فنزويلا ..ومادورو رئيسا بارادة اغلبية الش ...
- خيمة كبيرة تأوي ضحايا الحرب الاستعمارية الامريكية الصهيونية ...
- قصيدة :وشوشة عذوبتكِ
- قصيدة: استفزاز
- العقل لايجتمع مع الدين ابدا ..فالاديان اقوى اسلحة الامبريالي ...
- هل العقل العاجز اخترع الاله واستفادت منه السلطة الزمنية لاست ...
- اجواء تحرير ايرلندا من الاحتلال البريطاني الخبيث
- قصيدة : بيارق السودان الثائر
- الاتحاد السوفييتي واليوغوسلافي كأفضل تجربة اتحادية للشعوب حت ...
- قصيدة : احتراف فراشة العشق
- قصيدة:حين تقرأين قصائدي
- زغلول النجار وتدمير العقل العربي بمعجزات القران والسنة وبول ...
- قصيدة : ضفيرة تبللها الخلجان
- قصيدة: اعراس تمطر الحادا
- من هو الاله الذي يبارك بالاسلاميين والمسيحيين واليهود ويخصص ...


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد صالح سلوم - البون الشاسع بين الشاعر الكبير المعري وشاعر البلاط المتنبي