أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - حنان محمد السعيد - التربية على الطريقة المصرية














المزيد.....

التربية على الطريقة المصرية


حنان محمد السعيد
كاتبة ومترجمة وأخصائية مختبرات وراثية

(Hanan Hikal)


الحوار المتمدن-العدد: 6128 - 2019 / 1 / 28 - 09:52
المحور: حقوق الاطفال والشبيبة
    


هل يمكن أن يصيب المرض النفسي والاضطرابات النفسية الغالبية العظمى من أفراد شعب يصل تعداده الى مائة مليون شخص؟
إن هذا السؤال يبدو بالنسبة لي محيرا ولكن ما نراه من سلوكيات يومية وما يتم تناقله من أخبار وحوادث على مدار اليوم لا يمكن النظر إليه الا من هذا المنطلق.
وخاصة تلك الحوادث المفرطة في شناعتها والتي يكون الجاني فيها أحد الوالدين والمجني عليه أحد الأبناء أو كلهم في بعض الحالات، فلقد أصبح خبر مقتل أطفال على يد أحد والديهم من الأخبار اليومية التي تطل علينا من خلال الصحف وبرامج التلفزيون ومن خلال شبكات التواصل الاجتماعية.
وليس القتل وحده ولكن الاهمال المفرط أو ارتكاب أفعال تضر بشكل كبير بسلامة الطفل ولا يمكن أن يقوم بها أباء أو امهات يتمتعون بدرجة مقبولة من الصحة العقلية والنفسية مثل حادثة طفل الشرفة الذي ارسلته أمه مشيعا باللعنات والصرخات من شرفة الجيران الى شرفة منزله لفتح الباب بعد أن تجرأ واخطأ الخطأ الذي كاد أن يكلفه حياته ونسى المفتاح في الداخل!
ولم يتوقف الفزع هنا على موقف الأم ولكن والأكثر فزعا كان موقف نسبة كبيرة من الشعب من الحادث حيث وجد هؤلاء المبررات والأعذار للأم واعتبروا أن عملها مقبولا من وجهة نظرهم بسبب سوء الأحوال المعيشية والفقر الذي جعلها تختار بين عشاء أطفالها أو احضار نجار ليقوم بفتح الباب فاختارت المخاطرة بحياة طفلها مقابل العشاء.
إن مثل هذه السلوكيات ليست غريبة على الشعب المصري والذي يعتقد أن التربية تكمن في التعذيب والضرب وأن الأطفال هم ملكية خاصة لا ينازعهم فيها أحد وأن بإمكانهم تعذيب الطفل وكيه بالنار أو تجويعه أو جلده إذا ما ترائى لهم ذلك.
سلوك يمكن أن يصدر من الأب أو الأم أو المعلم أو المعلمة أو ممن يتمتع بأي سلطة على الطفل الذي لا حول له ولا قوة.
وهو سلوك ينمو مع الطفل الذي يتربى على النفاق والازدواجية ويختلط عليه الأمر فيعتقد أن مثل هذه الأفعال السادية المريضة المتسلطة هي من قبيل الحب وأن من حق الاقوى والأكثر نفوذا أن يمارس على من هم ادنى منه قوة ونفوذا كافة أشكال القمع والقهر والتنكيل، ولذلك يمكن أن تشاهد موظف يجلد الناس بحزامه لينتظموا في الطابور أو شرطي يطلق النار على مواطن لأنه أساء الأدب ولم يرد بشكل لائق على تساؤلات الشرطي أو رئيس دولة يعنف برلماني وحامل لشهادة الدكتوراة لأنه طالبه بالنظر في الحد الأدنى للأجور.
كثيرا ما كنت أتسائل عن السبب الذي يجعل هذا الشعب يقبل بكل الانتهاكات التي لا يقبل بها أي شعب أخر، ولا يمانع في استغلال الكبار والنفاذين لنفوذهم في الاستيلاء على المال العام أو توظيف اقاربهم أو غيرها من الأمور التي تبدو لأي انسان سوي جريمة غير مقبولة ويجب أن يدفع مرتكبها الثمن، إلا أنه في ظل نوعية التربية التي يتربى عليها الانسان المصري منذ نعومة أظافره تجعل من العسير عليه أن ينشأ إنسانا يحترم ذاته ويعرف حقوقه وواجباته ويؤديها بدون الحاجة الى رقابة خارجية فهو تعلم أن الدافع الوحيد للالتزام بأي واجب هو الخوف وأنه اذا ما تمكن من تجنب اللوم يمكنه ارتكاب أي جرم أو التنصل من أي مسؤولية.
إن هذا الشعب يحتاج الى نوع من العلاج الجماعي ليعرف أن الحب والاهتمام لا يكون أبدا بالضرب الذي قد يفضي الى الموت وانما بالرعاية والدعم والتفهم، وأن الكرامة والرقابة الذاتية وقيم العمل الشريف هي ما يجب أن يتم تنميته في نفوس الأطفال وليس الخوف والقهر والرعب والتملق واغتنام الفرص ولو على حساب الشرف والكرامة وكل القيم السوية.



#حنان_محمد_السعيد (هاشتاغ)       Hanan_Hikal#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- احلام الثورة
- لماذا يستميت الرئيس على الحكم؟
- الديكتاتور المرعوب
- صروح الفقراء
- مآساة الحقوقيين في العالم العربي
- الوطن .. الأمن .. والبطاطس
- عفاريت حماس
- دستور الطغاة
- ثورة على ضفاف النيل
- ضاقت الدائرة
- بدانة المصريين
- المحتل والمختل
- فوبيا الألوان
- تأملات في الثورة الفرنسية
- النطيحة والمتردية
- عنصرية البلهاء
- زيارة المنشار عار
- حسنين ومحمدين
- التنوع البيئي والتنوع السياسي
- الجسد المريض


المزيد.....




- الحكومة اليمنية تطالب الأمم المتحدة بإعادة النظر في التعامل ...
- الأمم المتحدة تدعو إلى إجراء تحقيق دولي بشأن المقابر الجماعي ...
- مدير جمعية الإغاثة الطبية بغزة: نحاول إعادة تشغيل مستشفى الأ ...
- الأمم المتحدة: توزيع مساعدات على نحو 14 ألف نازح حديث في الي ...
- خطة ترحيل اللاجئين إلى رواندا: انتقادات حقوقية ولندن تصر
- حملة -تطهير اجتماعي-.. الشرطة الفرنسية تزيل مخيما لمهاجرين و ...
- الأمم المتحدة تطلب فتح تحقيق دولي في المقابر الجماعية في مست ...
- أرقام صادمة.. اليونيسيف تحذر من مخاطر -الأسلحة المتفجرة- على ...
- أهالي الأسرى الإسرائيليين يحتجون في تل أبيب لإطلاق أبنائهم
- بدء أعمال لجنة الميثاق العربي لحقوق الإنسان بمقر الجامعة الع ...


المزيد.....

- نحو استراتيجية للاستثمار في حقل تعليم الطفولة المبكرة / اسراء حميد عبد الشهيد
- حقوق الطفل في التشريع الدستوري العربي - تحليل قانوني مقارن ب ... / قائد محمد طربوش ردمان
- أطفال الشوارع في اليمن / محمد النعماني
- الطفل والتسلط التربوي في الاسرة والمدرسة / شمخي جبر
- أوضاع الأطفال الفلسطينيين في المعتقلات والسجون الإسرائيلية / دنيا الأمل إسماعيل
- دور منظمات المجتمع المدني في الحد من أسوأ أشكال عمل الاطفال / محمد الفاتح عبد الوهاب العتيبي
- ماذا يجب أن نقول للأطفال؟ أطفالنا بين الحاخامات والقساوسة وا ... / غازي مسعود
- بحث في بعض إشكاليات الشباب / معتز حيسو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - حنان محمد السعيد - التربية على الطريقة المصرية