ثامر المؤنس
الحوار المتمدن-العدد: 6127 - 2019 / 1 / 27 - 11:08
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
عقاب شعراء المربد بمائتي جلده
كنت في البصره قبل فتره فالتقيت بمجموعه من كبارادبائها وشعراءها فحدثني الصديق الشاعر عادل مردان عن ماجرى لهم هوا مع ثلاث شعراء في البصره وفي احدى امسيات مهرجان المربد عام 2007
يقول الراوي ع مردان -لقد خرجنا من غرفة بعض اصدقائنا في احد فنادق العشار بعدما انهينا سهرتنا التي كنت مفعمه بالشعر الانطلوجي المطعم بالسورياليه والرومانسيه الى حد الذروه حيث احتسينا الخمر بجميع اصنافه ناهيك عن الجعه البارده او المجرشه والذي هربه وجلبه لنا بعض اصدقائنا الشعراء من بغداد..
لاننا كنا محرومين منه حيث منع بيعه وشربه بل كانت المفارز في طريق بغداد توقف تفتش السيارات وتصادرالخمور من اصحابها وتعاقب كل من يهربه للبصره ويتاجر به وقد فجروا محلات وبيوت كانت للمشروبات الروحيه, لقد منعوها في البصره بعدما كان مسموح بها على مر العصور..
بعدها توادعنا نحن الاربعه مع اصدقاءنا الشعراء ضيوف المهرجان الاخرين وودعناهم بالاعناق والقبلات وكان من بيننا المبدع والفنان التشكيلي الاستا ناصرالقوطي.
بعدما غادرنا الفندق وركبنا اسياره الاجره متجهين الى بيوتنا .
اوقفتنا مفرزه بالطريق واثناء تفتيشنا اشتم ذلك الجندي رائحة الخمر التي كانت تعط من افواهنا وسئلنا -هل شربتم الخمر فاجابه ناصر بعصبيه وهوثملان- مادخلك انت بخصوصياتنا ان شربنا او لم نشرب نحن احرار منذ ان ولدتنا امهاتنا فلاسلطه لك انت علينا ولا قرار.حينها نادى الجندىعلى مسئول المفرزه _سيدي هؤلاء ثمة سكارى وشاربين للخمر.جاء مسئول المفرزه وامر باعتقالنا جميعا وقتادونا الى احدى مراكز ومعتقلات جيش المهدي في البصره,وبذلك يكون ناصر ومشادته اللفضيه مع الشرطي هيه المسبب لاعتقالنا.
بعدما وصلنا المعتقل تحدثنا مع المسئول وابلغناه باننا اساتذه شعراء كتاب وادباء راجين منه ان يتفهم ربما وضعنا وان يطلق صراحنا.
فرد المسئول -هذا لا يعنيني ولايهمني ان كنتم شعراء او مدراء, فسانتف الليله شعركم شعره شعره وساجلدكم 200 جلده ايتها الزناديق والكفره.
تجمعوا السياطين وتوزعوا ونهلوا علينا بالضرب كما كان ينهل مطر السياب في جيكور,اشبعونا ضربا وسياط لم نشاهدها سوى بالافلام الهنديه.
بعد برهه جاء مسئولهم وقال لهم كفى لاتضربوهم ولكن استمروا وضربوهذا الشويعرالقوطي لان اسمه القوطي لايريحني فاستمروا بضربه وجلدوه 100 جلده اخرى ولا تتوقفوا عنه فغدا ناصرثريدا منثورا,مرت عدة ايام ونحن بحاله يرثى وقد اعيانا التعب الوسخ مدممين خائفين لانعلم ما مصيرنا.
اما من الجانب الاخر فيكمل الرواي ويقول فقد وصل امر اعتقالنا الى اصدقاءنا بالاتحاد وعلموا ايظا بمكان المعتقل عن طريق سائق التكسي.
في تلك الفتره كانت البصره تمر بمرحله الاقانون والفوضى حالة انذار وتحت سيطرة جيش المهدي بالداخل والجيش الانكليزي الذي يتمركز باطراف المدينه.
اجتمعوا هيئة اتحاد ادباء البصره وكان من ضمنهم عراب الادباء الداهيه حاتم العقيلي, لقدعجز بالاجتماع جميع الادباء عن تقديم اي حل ممكن ان يساعد لااخلاء سبيلنا, الا العراب العقيلي الذي اطلقت انا عليه فيما بعد بلقب الثعلب الماكر فقد كان له راي مغاير وحازم.
انتفض العقيلي صارخا وجدتها فعندي حل, سنتوجه الى قائد قوات الجيش البريطاني نشتكى له عسى ان اقنعه ويطلق صراح اصدقائنا وافق الجميع على مبادرته وبدئوا بالتحرك على الفور،ذهب حاتم العقيلي مع مجموعة من الاتحاد وتوجهوا بالسياره الى الجيش الانجليزي .
قبل الوصول للموقع اخرج حاتم قريعة من العرق كان قد خبئها في جيبه ارتشف منها رشفتين وسحب نفس سيجاره بحرقه كي يركتز ويهدء من روعه في سبيل تنفيذ تلك المهمه المصيريه.
اوقفوهم العسكر الانكليزي فبدا العقيلي بمهمته وطلب من الجند وقال -اريد مقابلة قائد القوات فلدي امر هام وخطير جدا ولا استطيع البوح به الا لي الجنرال قائد القوات. اخذ احد الضباط كلام حاتم على محمل الجد ورافقه باتجاه الجنرال .
عندما دخل حاتم العقيلي على القائد ادى التحيه ثم بدا بالخطابه-ايتها القائد لقد جئتك بمهمه كي ابلغك عن جريمه قدحصلت مع بعض الاساتذه الكبارالذين اعتقلوا من قبل قوات جيش المهدي بسبب شربهم للخمر وبدوري كرئيس لاتحاد الادباء اريد ان اخلي مسئوليتي وان احملكم مسؤلية ما ربما سيحصل لهم ان لم تتصرفوا لانقاذهم حالا.
استطاع العقيلي بحنكة عباراته وفصاحتة لسانه ان يمس ويدغدغ وجدان القائد العسكري, فتعاطف القائد معه وسئله في البدء ان كان يعرف مكان المعتقل فاجاب العقيلي_ نعم ,بعدها قرر الجنرال وامر احد ضباطه برتبة مقدم بالتوجه مع العقيلي بدبابه لاطلاق صراح الادباء الشعراء من الاسر فورا. تجهوا وانطلقوا بالدبابه وعند الوصول الى المكان حيث كان حاتم معهم بداخل الدبابه نزل الضابط فسال مسئول المركز عن مجموعة المعتقيلين من الادباء فرفض المسئول ان يدلي بأي شيئ وقال- لاعلم لي بهم وليس لدينا هكذا اسماء.
عندها عاد الضابط الى الدبابه وامرا سائق الدبابه بالهجوم على المركز وفعلا انطلقت الدبابه اقتحمت سور المركز وحائط المعتقل فانبطح قسم من الجند ولاذ قسم اخر بالهروب.
لقد حرروا الشعراء الاربعه المعتقلين ومن ظمنهم عادل مردان وناصر القوطي من الاسرعندها صرخ حاتم العقيلي يحيا العدل يحيا العدل لقد تحرروا لقد حررناهم اخذهم بالحضن وهم يقابلون ويشكرون حاتم .
وبهذا يسجل الداهيه حاتم العقيلى اعتى واكبر بطولات حياته من اجل انقاذ اصدقائه من فم الموت.
فتحية حب وفاء واجلال الى ذلك العملاق العقيلي الذي كان على اتم الاستعداد ان يضحي بحياتة من اجل انقاذ اصدقاءه
ثامر المؤنس 20190125 السويد
#ثامر_المؤنس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
اليوتيوب
لينكدإن
تيلكرام
تمبلر
بلوكر
الموبايل
