محطات سورية ( 9 ) الله لايعطيكم عافية

بدرالدين حسن قربي

الحوار المتمدن-العدد: 1525 - 2006 / 4 / 19 - 10:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

ذكرت صحيفة الثورة السورية منذ أيامٍ، أنه جرى الحجز على شركة ( مصنع عافية) ووضعُ حارسٍ قضائي عليه. والسبب أن المصنع – حسب روايتهم – يفتقد الشروط الصحية والبيئية، مما أدى لانتشار الجرذان (على ذمتهم وأمانتهم)، وكذلك تهريب اللحمة من لبنان، وأن المصنع يصنّع منتجاته دون إخضاعها للتحاليل الغذائية والرقابة الصحية. وأن المصنع والمصنعين – حسب روايتهم وعلى ذمتهم – كانوا عاملين العمايل ولاسيما أن أحد الشركاء كان ابن السيد/ عبدالحليم خدّام.

صح النوم ونهاركم أسـود على (هيك) اكتشافات وتحقيقات، وعلى أفعالٍ تعتقدون أنكم بها تحسنون صنعاً. تتهمون غيركم لتحسين صورتكم وتشويه سمعتهم، وكأنكم أصدق منهم قولاً وأحسن منهم عملاً، ولكن لن يصلح العطار ماأفسده ( الفشّار ).
بداهةً قد يقال إن هذا كلامٌ حقٌ يراد به باطل، إذاً سنقول حقاً وأما عن النوايا فالله بها عليم، لأننا نتكلم عن الأفعال والأقول وهي الظاهر، ولسنا بمتحدثين عن النوايا لأن أمرها متروك فهي من السرائر.
ابتداءً نحن لسنا ضد الضبط والربط لوضع الأمور في إطارها الصحيح بعيداً عن قانون (العزبة) المزرعة، ونشجع على محاسبة الجميع في دائرة القانون والنظام العام، ونشد على أيديهم، ونبارك جهدهم. أما أن يكون الأمر في دائرة الكيد والمكر، فلا يحيق المكر السييء إلا بأهله. فإن هكذا أعمال لاتقمع فساداً ولا تنهي فوضى و(سلبطة)، وإنه ربي لايصلح عمل المفسدين.

مصنع طويل وعريض، ويعمل منذ أمد بعيد..!! منذ خمسة عشر عاماً..!!؟ وهو كما وصفتم واكتشفتم مؤسس على غير ما تقوى من الله حسب زعمكم. ولسوف نصدِّقكم، ونمضي معكم تثبيتاً وتأييداً لقولكم، فاثبتوا على إفادتكم، ولاتبدّلوا كلامكم، لأنكم مطلوبون لوضع (الكلبشـات) في أيديكم. قفوهم إنّهم مسؤولوووون!!!
إذا كان – كل مازعمتم – حقاً صحيحاً ولاغبار عليه صدقاً، وعندكم الأدلة والمستندات والبراهين، و(متحفظين) على الجرذان أيضاً لكمال الأدلة، فلقد أثبتم – فيما قلتم – :
أن هنالك جهات وقّعت على استيفاء هذا المصنع للشروط المطلوبة، وإلا مااشتغل كل هذه السنين الطويلة أو لم توقّع والمصنع يعمل، فهو في الحالتين إهمال كبير من الجهات المعنية.
ولقد أثبتم إهمال جهاتٍ صحيةٍ وتموينيةٍ وبلديةٍ لمسؤولياتها في الرقابة على التصنيع في قوت الناس من غذاء وشراب. وأثبتم إهمال الجهات الجمركية في تأكيد التهريب. وكلهم لاشك من جماعة الحزب القائد للدولة والمجتمع.
مع كل الإثباتات السابقة – التي لاشك بصدقكم فيها – لم نسمع أن أحداً من هذه الجهات تمت إحالته إلى جهات الاختصاص للسؤال والمسآلة أو للحساب والمحاسبة فيما كان، وهم جميعاً تحت سلطانكم وفي ملكوتكم يأكلون ويقبضون، و( يشفطون ويلهفون ) !!!.

إهمال بهذا الحجم من جهات صحيةٍ وتموينيةٍ وبلديةٍ وجمركيةٍ في ممارسة مسؤولياتها الرقابية على التصنيع في طعام الناس وشرابهم، من هو المسؤول عنه!!؟ لم نر أحداً منهم يساق إلى محاكم أمن الدولة لينال جزاءه السريع!!!. وأما تهريب اللحمة من لبنان فأمر مضحك وقد انسحب الجيش السوري منذ قرابة العام، والتهريب قضية أساسها التلبس (القبض على المهربات وقت التهريب). يعني موضوع الجرذان – على ذمتكم وأمانتكم – معقول ووارد، (بس شغلة ) تهريب اللحم من لبنان فيها مافيها.
أما أن يحجز على المصنع فهو نصف الحقيقة الغائب، ثمّ يُترَك العابثون من رجالات النظام وقُوّادِ الدولة والمجتمع المحميين بسلطانه وجبروته، يعيثون في البلد فساداً وإهمالاً وعدم اكتراثٍ بصحة الناس وقوتهم وهي الحقيقة بكاملها، فلسوف يغطي هؤلاء الفاسدون على مصانع أخرى كما أفاد تقريركم الأسود عن المصنع المشار إليه. أو أن يكون الأمر مرهوناً بولاء هوامير الصناعة والمصنعين للنظام، ويوم يفتحون فمهم لأمر ما، فنُلفّق لهم التهم المناسبة، ونكيد لهم كيداً، كما كان مع تجارٍ وصناعيين من جماعة ربيع دمشق، (وياما بجراب الحاوي من أفاعي).

يعني أن تعملوا قضايا وتلاحقوا أناساً أمسوا خارج ساحة العمل أويعيشون في المنافي وتتابعوهم بمظنة الفساد فهو أمر مستغرب وصعيب مع وجوبه في حال ثبوته، لأن الأوجب منه أن نرى من أثبتم تقصيرهم – وهم في دائرة سيطرتكم وسلطانكم - يساقون إلى دوائر العدل وساحات القضاء مع حديثكم عن المصنع وأصحاب المصنع، لتتأكد صدقيتكم في محاربة الفساد والمفسدين. أما أن تتحدثوا كثيراً عمن هم بعيدون عنكم وتُسمعونا قرقعتكم، ثم تتركون من هم معكم وقريبون منكم، فهي تبدو - وكأنها - حركات إعلامية ودعائية مكشوفة للتمويه والتغطية على الفساد من حولكم، (وزعبرات وفبركات) المراد منها ليس صحة وعافية ناسكم، وإنما القصد الإساءة لأناسٍ ليس حديثنا للدفاع عنهم، وإنما لكشف باطل وزيغ عليه تتسترون.

إذا كانت كل الجهات المهملة التي أثبتم إهمالها وتقصيرها – وأنتم المسؤولون عنها بحكم مواقعكم وسلطانكم – تُركت تسرح وتمرح. ألا يستوجب هذا أن تمدوا أيديكم للشعب ليضع فيها (الكلبشــات) لأنه يرى ببصيرته ماأعمى الله عنه بصركم، فأصبحتم ترون الفساد في فرنسا ولاترون الفساد المقيم بين أظهركم في دمشق (مرض بعد نظر في العيون حقيقي) بحيث يرى البعيد ولا يرى القريب (مد نظر) كما يقال بالعامية.

قواعد النظام الخشبية هي نفسها، يبدئ فيها ويعيد. من كان معنا موالياً وشريكاً وسنداً وعوناً، كنا له خير الشركاء وأحسن الأعوان، وكنا له وعليه - ولكل هبشه وسرقته ومخالفته وفساده - أرضاً وسماءً وستراً وغطاءً. ومن كان غير ذلك أو حدثته نفسه بسوء وإن النفس لأمارة بالسـوء، فذنبه على جنبه وياسواد نهاره وليله، ففساده ثابت وإن كان من الصالحين، وأمورنا له جاهزة مجهزة وإن كان من الغائبين. نُرتّب له التهمة التي نريد، ونوجهها إلى المحكمة التي نريد، وعندنا ادعاء وقضاء – الله أكبر - ذو وعدٍ ووعيد، (بدّو) خدمة تستاهل وتُفيد، ولاسيما لمن أعرض ونأى وقال: لا..!! لن نؤثركم على ماجاءنا من البينات أو ممن مضى في طريقٍ رشيد.

نقول لكل من ظنّ أنه بفعله، قد جاء بالثعلب من ذيله، وفعل مافعل بعد خمسة عشر عاماً، وحجز على ماحجز بصحوةٍ من ضميره، ويظنّ أنه حقق اكتشافاتٍ كانت خافية، وكشف المستور من أيامٍ خالية، بعد خمسٍ وعشرٍ من سنيييييينٍ ماضية، إنّما العافية لم تكن عافية:
إي وربي..! إنّما هي (مافِيَه)، إي والله.. !! الله لايعطيكم عافيه.

#بدرالدين_حسن_قربي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات