أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سامي الاخرس - حق بزمن اللاحق .. شعب وحكومة















المزيد.....

حق بزمن اللاحق .. شعب وحكومة


سامي الاخرس

الحوار المتمدن-العدد: 1525 - 2006 / 4 / 19 - 11:04
المحور: القضية الفلسطينية
    


من شدة الألم ،والقسوة ،والجرح النازف مما تشهده ساحتنا الفلسطينية ،حاولت الهروب من قلمي ،وخوض غمار الكتابة بمجالات أخري غير السياسة، وكلما ابتعدت وجدت الجسد يبتعد فقط ، والذهن ينغمس بما يدور ،وما يدمي القلب الماً ويزيد الوجدان هماً.
منذ الانتخابات التشريعية التي جرت بالساحة الفلسطينية ،وإفراز واقع سياسي جديد تزامن بفوز حركة حماس بأغلبية هذا المجلس ،والأوراق تبعثرت ،وانقلبت الأمور رأسا علي عقب . وأضحي المشهد الفلسطيني كساحة رياضية يتسابق المشاهدين لمشاهدة ما يدور بساحة الملعب الفلسطيني ،ومن سيتمكن من إحراز الهدف في مرمي الآخر .. غير عابئين بما يبذله لاعبي الساحة من جهود وافرازات جسدية وذهنية ،ومهارات تسخر للصالح العام ،بعيداً عن الفردية .
السيناريو يتواصل وحلقاته تتشابك سلسلة بأخري ،حيث لا حديث يعلو عن مصير حكومة حماس (الحكومة الفلسطينية) ،وعن موعد صرف الرواتب للموظفين ،وعن الاستيلاء علي الأراضي ،وعن دور كتائب القسام ، ومن سيتبرع من الدول العربية لدعم الشعب الفلسطيني ، وناهيك عن المساس اللفظي علي الفضائيات ،وصفحات المجلات والصحف بكل ما يسيء لهذا الوطن والمواطن .أضحت قضيتنا من قضية وطن محتل ،وجرائم احتلالية لحظية ترتكب بحق الفلسطيني في الوطن ،ومذابح ضد لاجئي العراق ،إلي قضية رواتب الموظفين ،وصلاحيات الحكومة والرئاسة .. وهذا بحقيقة الأمر ما هو سوي إطلاق ليد الاحتلال الصهيوني ،وعملاء الأمريكان لارتكاب مزيداً من الجرائم والمذابح.
بخضم هذا المشهد تحول العديد من ابناء شعبنا لأدوات بايدي المتربصين ،فمن اغلاق الطرق لاحتلال مباني ومؤسسات الوزارات ... الخ من مظاهر الفلتان المخطط ، فإن بررت تصرفات الموظفين بحقهم بالمطالبة برواتبهم كونهم الشريحة العظمي من ابناء شعبنا ،وهذا الراتب يعتبر مصدر رزقهم الوحيد ، ولقمة عيش اسرهم ، فلم نبرر لهم ممارساتهم التي تسيء لهم ولنا وللوطن ، فليس هذا الفلسطيني الذي يمارس مثل هذه الأخلاقيات ،كما ليس من حق آولئك الذين يهاجمون هذا الموظف الاساءة له بتصريحاتهم وآرائهم ،فهو يمتلك الحق ،ولكن لا يمتلك طريقة المطالبة الخاطئة به ، فعلينا جميعاً التريث والإبتعاد عن المراهقات الفكرية ،وكيل الاتهامات هنا وهناك.
المشهد الأخر التنازع علي الصلاحيات في الوزارات الفلسطينية ،هذه الوزارات بحقيقة الأمر ما هي سوي وزارات كرتونية ،تمثل مكانة اجتماعية لنيل لقب وزير أو وكيل وزارة والتدوين بملفات شعبنا اسم ولقب وزير ،فعشر وزارات فلسطينية تناوبت علي منح لقب وزير لعدد شكل عبء مالي علي كاهل هذا الشعب ، بما يحصده الوزير من امتيازات مادية أثناء فترة عمله بالوزارة وما بعد التقاعد ، حيث اضحي لقب وزير مكرمة لا أكثر ، ويكافأ الفاشل والحردانين بلقب وزير تحت مبدأ المراضاه ، وإن لم تصدق إسأل بعض الوزراء الذين فشلوا باختيار شعبهم وعينوا وزراء . ورغم ذلك فالحاجة والظروف السياسية المعاشة تتطلب ذلك . أما أن تتحول هذه الوزارات لساحة استعراض فهذا ما لايطاق مثلما حدث ويحدث بوزارة المرأة ،هذه الوزراة التي تبحث عن صلاح المجتمع ،وتطور المرأة الفلسطينية ، فوزيرتنا تستعد صباحا للذهاب لمكتبها بمجموعة مسلحة تحرس مكتب الوكيلة خوفا من ممارسة عملها ، والوكيلة تصطحب مجموعتها العسكرية لحمايتها واخراس الوزيرة .... ولكم الحق بتصور حجم المآساة .
المشهد الثالث خطاب رئيس الوزراء بصلاة الجمعة في محافظة الشمال ، وما تبعه من تصريح النائب عن كتلة حماس من تصريحات زرقاوية ، بكلا الحالتين فهذه التصريحات تدلل على حجم المأزق الذي تعيش به حكومتنا الفلسطينية ،وحالة الإرباك التي اصابها ،وهذا مؤشر سيء لا يمكن قراءته بمعزل عن حجم الضغوطات ،والتجربة السياسية الحديثة للحكومة ، فالكلمات المبعثرة هنا وهناك لن تجدي شيئا ‘علي رئيس الوزراء استدراك الحالة قبل أن تفلت من يداه ،ومواجهة استحقاقات المرحلة ،وعدم الخشية من الفشل بأي حال ، وهذا بالحقيقة ما تمارسه حركة حماس هو التمهيد للفشل ،وخلق المبرررات ، وذلك اتضح من خلال دعوتها لمسيرات فك الحصار ،ومناصرة الحكومة الفلسطينية بعد صلاة الجمعة ، ولكن هل يعقل أن يتم الدعوة لهذه المسيرات باسم الشعب الفلسطيني ، ولم نشاهد علماً فلسطينياً واحدا بهذه المسيرات ، فكل ما شوهد رايات خضراء وقبعات يعتمرها متقدمي المسيرة ، فهل هي مسيرات مناصرة للحكومة أم لحركة حماس؟
وذلك يدلل على سوء تخطيط وإدارة من حركة حماس والحكومة الفلسطينية ، فكان الأجدر بوزارة الإعلام المبادرة بإعلان انطلاق فعاليات تضامنية فلسطينية لفك الحصار وإعلان التكاتف الوطني تحت شعار فلسطين أولا وأخيرا ، وعدم السماح لأي صوت حزبي فئوي أن يسيطر علي هذه الفعاليات ، ولكن ما حدث؟ فليترك الرد للحكومة الفلسطينية ولوزير الأعلام.
المشهد الرابع غدا تعتبر ذكري إحياء يوم التضامن مع الأسير الفلسطيني ،هذا السير الذي يشكل ملحمة وعنوان صمود ،وإرادة تقهر الجلاد وتخط بآلامها وقيودها مسيرة عطاء بلا حدود ، هذه الذكري ذابت في مجري الأحداث كما ذابت العديد من المناسبات كمذبحة دير ياسين ،ويوم الثامن من آذار ، وبعض المناسبات الوطنية ،التي غابت عن ذهن المواطن الفلسطيني تحت سياط ما تتناقله وسائل الإعلام من حالة الساحة الفلسطينية . فأضحي يلهث للاستماع للهموم اللحظية المعاشة .
أخيرا ما اثار حفيظتي ما سمعت من إحدي منابر الفضائيات العربية ،بحوار عن القضية الفلسطينية ،وبإحدي المداخلات لمواطن عربي تحدث بها عن الشعب الفلسطيني يتسول الأن ،هذا المواطن أراد بهذه المداخلة أن يثير الشعوب العربية والحكومات لمساندة ودعم الشعب الفلسطيني ، ولكنها مزقت الفؤاد ، فلسنا شعب متسولين ولن نكون متسولين ، فالعزة والكرامة هي قوتنا ، وعروبتنا هي كأس الماء الذي نروي به ظمأنا ، وحبنا للوطن اسمي من الأموال ، فمن يدفع فلذة كبده للاستشهاد لا يبحث عن أموال ، ولكن هذه الحفنة المتهورة ممن يتلاعبون بمصير شعبنا أرادت التسول باسم شعبنا لتملأ الكروش ،وخزائنها بالبنوك ، فما الحل ؟
بمقال سابق بعنوان "هل هي بوادر انهيار لحكومة حماس؟" تطرقنا للحل وهو ملك الحكومة الفلسطينية وحدها، وهو انها أمام خيارات لا ثالث لهما ، إما الانزلاق بجملة الاتفاقيات والاعتراف بها جملة ،والبعد عن الاعتراف التدريجي والمراوغة بالألفاظ ،أو العودة لخيار المقاومة ،وإلقاء ربطات العنق لمن يملك مهارة إرتدائها ،وأي خيار يحاكمه شعبنا ، فلحظة واحدة مع النفس كفيلة أن تخرج حكومتنا من هذا المأزق ووضع الحلول المناسبة للحالة الراهنة.
فالمرحلة لا يمكن أن تشهد محاكمات لمن أخطأ ،أو انتظار أخطاء الأخرين ، فهي بحاجة لقرارات حاسمة ، تنبع من المصلحة الوطنية العليا لشعبنا ولقضيتنا ، وليس من مصالح حزبية وفئوية .
بجملة هذه الأحداث المتلاحقة ، يدفع طرف واحد ثمن باهظ ألا وهو شعبنا الفلسطيني ، الذي ينهك بين مطرقة الأحزاب وسنديان الحصار ، فمتي ستتجه أحزابنا وقوانا للعمل وفق الوطن أولاً .
فالهزيمة الحقيقية ليس سقوط حكومة أو فشل حركة في الانتخابات ، إنما سقوط مبادئ وأهداف وقيم وأخلاقيات ننتهجها بحياتنا اليومية ،وشعاراتنا الاستراتيجية .
سامي الأخرس
16/4/2006



#سامي_الاخرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرأة العربية رمزاً للتخلف بعصر التمدن
- حملوك فارساً ......
- تعقيب علي مقال المرتد الأفغاني .. ورد علي الحوار المسيحي بشأ ...
- الوطن العربي أغني البلاد ... أفقر العباد
- وإنها لفوضي حتى النصر ... أو القهر
- حياة المرتد الأفغاني بحياة أمة
- يوم الأرض .... يوم الوفاء
- شتان بين أم تنتظر هدية العيد ... وأم تذرف دمع فراق عزيز
- المرأة وعولمة الجسد
- من ينصف حمدي قرعان
- من الطرف الرابع بعملية اعتقال المناضل أحمد سعدات ؟
- غلاء الأسعار وثورة الجياع
- إبحار في ذاكرة عربي
- المرأة والحب والجنس
- ماذا حدث في الجلسة الأولي للمجلس التشريعي الفلسطيني؟
- انا الشهيد........
- قمر الشهداء أبو علي مصطفي ذاكرة وتاريخ
- من مذابح لبنان إلي مذابح العراق ... ضريبة دماء فلسطينية بأيد ...
- هل يطحن العراق بطاحونة الطائفية ؟
- فلتان أمني أم فلتان أخلاقي


المزيد.....




- -الطلاب على استعداد لوضع حياتهم المهنية على المحكّ من أجل ف ...
- امتداد الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين إلى جامعات أمريكية جدي ...
- توجيه الاتهام إلى خمسة مراهقين في أستراليا إثر عمليات لمكافح ...
- علييف: لن نزود كييف بالسلاح رغم مناشداتها
- بعد 48 ساعة من الحر الشديد.. الأرصاد المصرية تكشف تطورات مهم ...
- مشكلة فنية تؤدي إلى إغلاق المجال الجوي لجنوب النرويج وتأخير ...
- رئيس الأركان البريطاني: الضربات الروسية للأهداف البعيدة في أ ...
- تركيا.. أحكام بالسجن المطوّل على المدانين بالتسبب بحادث قطار ...
- عواصف رملية تضرب عدة مناطق في روسيا (فيديو)
- لوكاشينكو يحذر أوكرانيا من زوالها كدولة إن لم تقدم على التفا ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سامي الاخرس - حق بزمن اللاحق .. شعب وحكومة