أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سلام إبراهيم - مساهمتي في كتاب -كيف تكتب رواية ناجحة- صدر مؤخرا















المزيد.....

مساهمتي في كتاب -كيف تكتب رواية ناجحة- صدر مؤخرا


سلام إبراهيم
روائي

(Salam Ibrahim)


الحوار المتمدن-العدد: 6124 - 2019 / 1 / 24 - 19:18
المحور: الادب والفن
    


صدر قبل يومين كتاب "كيف تكتب رواية ناجحة" وهنا مساهمتي فيه:

(كيف تكتب رواية ناجحة؟!.
سلام إبراهيم
هذا السؤال أغرب سؤال طُرح عليّ في حياتي الأدبية، فمن يعرف أنه يكتب رواية ناجحة؟، ومن يقرر أن هذه الرواية ناجحة أم لا؟، ثم كيف يُسأل من لم تكتمل تجربته الأدبية وتكون نصوصه قد غربلها الزمن والنقاد وثقافة بلده أولا ثم محيطها الأوسع، العربي بالنسبة لنا.
و.. و.. عشرات الأسئلة الأخرى؟، من مثل أي نوع من الروايات، الإنسانية، البوليسية، النفسية، التاريخية، وووووووو.
وكنت أود أن يكتفي السؤال بصيغة "كيف تكتب رواية" دون "ناجحة" فتكون الأجوبة معقولة، فكما أظن وأعتقد أن الكثير من الذين وجه إليهم السؤال كتبوا روايات لكن من الصعب إطلاق صفة النجاح عليها.
لذا سأحاول مراجعة تجربتي بعد سبع روايات صدر منها ست والسابعة في الطريق بإيجاز:
لست كاتب رواية أحداث غايتها التشويق ونيل أعجاب القرّاء، فما أسهل هذا النمط من الكتابة.
أدركتُ بوقتٍ مبكر وقبل أن أكتب الرواية، وفي خضم انغماري في كتابة القصة القصيرة، ومن خلال معاينتي الفاحصة للنصوص العراقية الرائدة والعربية والعالمية أن القصص والروايات الإنسانية تبحث في ثيمة محددة، "الجريمة والعقاب" لدستيوفيسكي مثلا في "الشعور بالذنب لدى الإنسان"، الشيخ والبحر" لهومنيغواي في "روح الإنسان المقاوم"، "المسخ" لكافكا في "إغتراب الإنسان وانسحاقه"، والأمثلة بعدد الأعمال الروائية العظيمة. هذا الأدراك الذي كان غير واضح تماما جعلني أبحث في القصص التي كتبتها في ثيمة محددة تتعلق بثنائيات الوجود، الوجود وعدمه، الحياة والموت، الحب والكره، السعادة والتعاسة، الجبن والشجاعة، وهكذا..
لذا تركزت فكرة البحث وأنا انتقل لكتابة الرواية. ففي روايتي الأولى "رؤيا الغائب" التي صدرت عن المدى 1996 كنت أعاين فداحة الفقد الذي شعرت به عند فقدان أخي وصديقي الذي شاركني في غرفة واحدة في بيت طفولتي، طالب الجامعة والتشكيلي الشيوعي "كفاح عبد إبراهيم" 1957-1983 في أقبية الدكتاتور، صورت فاجعة الفقد بتخيل ساحة الإعدام في القسم الأول، وتخيل العالم السفلي للأقبية في القسم الثاني، وفي الثالث طقوس التشييع والدفن وحزن الأمهات المرّ. لتتحول الرواية إلى صرخةٍ تمجد الإنسان في وطن صار الموت فيه ظاهرة يومية عادية وإنسانه الأرخص.
في روايتي الثانية "الإرسي" التي صدرت عن دار "الدار" القاهرة 2008 بحثتُ في محنة العراقي وهو يواجه الموت في زمن الحرب من خلال ثيمة "التشبث بالحياة والبقاء حياً بكرامة" فصورت مسيرة من يساق قسراً لجبهات الحرب فيهرب ويتخفى في القسم الأول المقسم إلى تسعة فصول، كل فصل منسوج على ثيمة ثانوية تعمق الثيمة الرئيسية، أما في القسم الثاني فصورت حياة المختفي عند التحاقه بالثوار في خمسة فصول، نسجت على ثيم ثانوية تعمق الثيمة الجوهرية للرواية.
الروايتان "رؤيا الغائب" و "الإرسي" اندمجت أجوائهما الواقعية بأجواء الكوابيس والمثيولوجيا الدينية للجنوب العراقي.
في روايتي الثالثة "الحياة لحظة" التي صدرت عن الدار المصرية اللبنانية 2010 القاهرة بنيت الرواية على فكرة عنوانها وهي ناصية من يصلها يجد نفسه يعيش صريحاً يكشف الأسرار، والماضي التاريخي والشخصي لشخصيات النص بفصولها الخمسة عشر حيث تقوم هذه الشخوص بتعرية ذواتها، والتاريخ العراقي وتحاور قناعاتها الفكرية ببنية المدينة الفاضلة وهنا في النص "موسكو" مدينة الشيوعيين الفاضلة، التي تتكشف أقصد كل مدينة فاضلة في كل تجارب التاريخ عن زيف هذه الفكرة وأن تحققت فلفترةٍ وجيزة، وتتابع مصير شخصية الرواية المحورية حتى اللحظة التي يغادر بها لحظته عند عودته للعراق.
لضيق الحيز سأتجاوز الحديث عن روايتي الوحيدة التي صدرت في العراق عن وزارة الثقافة "في باطن الجحيم" 2013 وهي رواية وثائقية صورت مأساة قصف قرى الشمال العراقي بالأسلحة الكيماوية وكنت من المصابين فيها إصابة بليغة عَوقَتْ حياتي الجسدية وجعلتني أعيش بثلث رئة. لطبيعة بنية وأغراض مثل هذا النمط من الروايات وأتحدث عن روايتي الخامسة "حياة ثقيلة" التي صدرت عن دار "الأدهم" القاهرة 2015 الباحثة في ثيمة الموت الملاحق للعراقي أينما حلّ من خلال ملاحقة مصائر ثلاث شخصيات تركهم الرواي خلفه في العراق ليعود بعد الاحتلال باحثاً من خلال ثلاثة أقسام مستقلة متصلة صورت سيرتهم الحياتية ومصائرهم التراجيدية بالإضافة إلى مصير الراوي التراجيدي أيضاَ ليخلص النص إلى أن العراق يعيش زمن من أسوء الأزمان التي مرت به تاريخياً حيث الموت لا فكاك منه.
أما عن أشكال تحقق النص الروائي تأسيساً على ما ذهبت إليه كون الكتابة بحث حول موضوعة جوهرية مركزية فيتعلق بعوامل عميقة معقدة ومركبة تتعلق بـ:
1- ثقافة الروائي التي تحوي رؤياه وفلسفته وحساسيته وغرضه من فعل الكتابة، والأهم باعتقادي هو بلوغه إلى نقطة أسميتها في العديد من مقالاتي النقدية – الحياد الموضوعي - التي تجعله منفتحاً يميّز الشر والخير ومنحازاً للإنسان في كفاحه من أجل حياة عادلة أفضل. دون ذلك سيسقط النص في متاهات ويفقد مبرره الفني والجمالي كما هو حال الأدب الذي مجدَّ الحروب في العراق زمن الدكتاتور أو مَجّدَ أفكار أيديولوجية داخله في صراع مع المجتمع كما هو حال الأدب الحزبي.
2- قدرة الروائي وموهبته التي تحوي قدراته اللغوية، قدرته على إلتقاط الأحداث التي تقدم في رويها خلاصة حياة وتكتنز بالدلالات التي تعمق الثيمة، مضاق لقدراته التقنية في البناء الروائي وهذا يأتي من المراس والتجربة ودراسة التجارب الروائية المعروفة تاريخياً.
أكتفي بهذا القدر لمحدودية المساحة وأقول:
ما ذهبت إليه أستخلصته من تجربتي في كتابة الرواية التي أرتكزت فيها على سيرتي الذاتية الضاجة وكل شخوصي أستقيتهم وانتقيتهم من الحياة، أعرفهم، عشتُ معهم، أرتبطت بهم في علاقات إنسانية. لم أستقِ أي شخصية من الكتب أو التجارب الروائية الأخرى. وسعيت على مستوى فني لبناء الفصل في رواياتي كنص مستقل له ثيمته وبنائه ممكن قرائته منفردا،
والسؤال هل قدمتُ رواية ناجحة؟!.
لم أفكر بذلك أبداً.
ولا أدري هل هي ناجحة أم لا؟!.)



#سلام_إبراهيم (هاشتاغ)       Salam_Ibrahim#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكتابة بحث لا إملاء
- رسالة للرفيقة سلوى زكو
- إدراك متأخر
- الكاتب والبوح العاري
- من رموز حياتي
- من دفاتر القراءة
- علاقتي الثقافية بالحزب الشيوعي العراقي 2- مو وقتها يا رفيق م ...
- عن وضع الثقافة العراقية الراهن
- إعلان: أي ملتقى بائس للرواية العراقية، وأي إتحاد أدباء عراقي ...
- ليلة في برلين
- د. عدنان الظاهر شخصية ثقافية فريدة
- سيرة وجع عراقي: سفر في حياة الشاعر علي الشباني العاصفة.
- من رسائل الروائية العراقية عالية ممدوح إلى الروائي العراقي س ...
- أوراق من ذلك الزمن لعلي محمد: كتاب يوثق بدقة لحركة الأنصار
- مرور 17 عام على رحيل الشاعر العراقي المجدد -عزيز السماوي- من ...
- أن تعانق صديقاً بعد واحد وأربعين عاماً
- الروائي المصري الجميل -مكاوي سعيد- وداعاً
- الأجنبية كتاب عالية ممدوح: حفر في منظومة قيم القسوة الاجتماع ...
- المدنية والإنسان والخرافة
- يحدث في الفجر


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سلام إبراهيم - مساهمتي في كتاب -كيف تكتب رواية ناجحة- صدر مؤخرا