أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - بهلول الكظماوي - دكة عبسي














المزيد.....

دكة عبسي


بهلول الكظماوي

الحوار المتمدن-العدد: 1525 - 2006 / 4 / 19 - 07:58
المحور: كتابات ساخرة
    


( بغداديات )

يحكى انه في زمن السلاطين العثمانيين , كان لوالي بغداد قصراً ( سرايا ) مطلاً على ضفاف نهر دجلة , و على مقربة من قصره جسراً للمشاة , وكان من عادة هذا الوالي أن يجلس عصر كل يوم ليتفرّج على المارّة العابرين على هذا الجسر.
ومن خلال جلوسه اليومي اعتاد على رؤية شاب يأتي صباح كل يوم إلى ضفّة النهر فيخلع ملابسه و يضعها على رأسه ليعبر النهر سباحة , و عندما يصل إلى الجانب الآخر من النهر يعود ليلبس ملابسه من جديد و يذهب إلى حال سبيله , وهكذا يعود ليفعل في المساء في طريق عودته .
و بعد متابعة من الوالي إلى الشاب دامت لأكثر من سنة كاملة , أرسل الوالي خلفه ( الشاب ) ليسأله عن سرّ عبوره للنهر سباحة في حين يوجد جسر للمشاة
خصص للعبور .
فأجابه الشاب و يدعى ( عبسي ) بأنه لا يزال في مقتبل العمر و مفعم بالقوة و النشاط و الحيوية , و باستطاعته العبور سباحة دون أن يحمّل الجسر ثقل وزنه و لربما سيذوب قسم من خشب الجسر نتيجة للاستهلاك الذي سيحصل من احتكاك حذاءه بالجسر .
اعجب الوالي من وفاء و وطنية هذا الشاب ( عبسي ) فأكرمه و جعل منه مستشاراً له .
وما هي إلا أيام ويموت خازندار الوالي الذي كانت تحيط به الشبهات على سرقاته و رشاويه من الدولة , فلم يجد الوالي افضل من السيد ( عبسي ) لتعيينه خازنداراً ( وزير مالية ) جديداً بدلاً من الخازندار الذي توفى .
و بعد أن تربّع عبسي على بيت مال ولاية بغداد , لم تمض السنة إلا أصبحت غالبية ممتلكات الولاية محوّله باسمه الشخصي .
إلى أن أتي يوم من الأيام على الوالي وهو يهم بدخول قصره فأوقفه الحرّاس ليقولوا له : بأنه يتوجّب عليه أن يحصل على إذن دخول من الخازندار الجديد ( عبسي ) لان القصر اصبح من الأملاك الخاصة به .
أرسل والينا المغدور على خازنداره عبسي ليسأله عن سر جشعه و طمعه الذي فاق المعقول قائلاً له :
إن الخازندار السابق برغم انه كان طماعاً و جشعاً إلا انه رغم خدمته التي فاقت العشرة سنوات في الخازندارية , لم يسرق عشر ما سرقته أنت في ظرفية سنة واحدة .
فأجابه خازندارنا الجديد عبسي :
صحيح إن الخازندار القديم كان قد خدم اكثر مني بعشرة اضعاف و لم يسرق في كل هذه المدة عشر ما سرقته , إلا أنها كانت خدمة مريحة هادئة قياساً بالسنة التي قضيتها سباحة في ماء دجلة البارد لأمهّد لمثل هذا اليوم , وما السلطة و المنصب الذي أنا عليه إلا حصيلة لتلك الجهود المضنية .
و ألان عزيزي القارئ الكريم :
أقولها بصراحة للأخ الشيخ ( الكبير ) و لا اريد أن اثلج صدور البعثيين و التكفيريين بالتفرّج على نشر غسيلنا الوسخ :
أقولها إن عوائل الكثير من شهداء المنطقة لا يزالوا يتذكرون المرحوم والدك الذي كان يجلس بنفس موقعك في المسجد الذي ورثته منه و تصرح من هذا المسجد بخطبك النارية , كيف كان شبابنا يقبض عليهم من قبل كلاب البكر و صدام و حزبهما العفن بمرآى و مسمع من المرحوم والدك ليساقوا إلى الإعدام واحداً تلو الآخر و وجبة بعد و جبة , لان المرحوم والدك قاده اجتهاده الى ان تبقى صحيفة اعماله بيضاء امام مديرية الامن البعثية العامة .
و كيف نفذت بجلدك من ما يسمى بمحكمة الثورة منتصف السبعينات مقابل أن يلقى الشيخ عارف البصري و صحبه الميامين ربه شهيداً مصلوباً على أعواد مشانق البعث القذر.
ثم كيف حينما هاجرت إلى إيران و ( تأرّنت ) فأصبحت ملكياً اكثر من الملك الشاهنشاه , فكان الاخوة العمال الكادحين العراقيين يلقى القبض عليهم من قبل الأجهزة الأمنية الايرانية و يزجون بالمعتقلات بحجّة ان الكارت الاخضر التي زودتهم به الحكومة الايرانية لا يسمح لهم بالاشتغال فيها كنت أنت أيها الشيخ الكبير و كثير من أمثالك غير مكترثين لما يحدث لان مستقبلكم مؤمن من الحقوق الشرعية التي كنتم تبتلعوها حيث تعيشون بأرغد عيش و أطيب إقامة و عملية تضييق الرزق على العمال و الكسبة العراقيين كانت تصب في صالح سيطرتكم و تسلّطكم عليهم .
و بعد قدومكم إلى لبنان ممثلاً للمجلس الأعلى اختلفت مع المرحوم السيد باقر الحكيم على امور دنيوية لتبدأ بتكوين كيانك الخاص الذي تصبوا إليه مما جعل قسم من العراقيين المقيمين في لبنان أن يحتكوا بشخصكم الكريم , و لمّا كان هذا القسم من العراقيين يميلون إلى جانب سماحة المفكّر الإسلامي الكبير السيد محمد حسين فضل الله , مما جعل في صدرك حرج منه فقعدت له بالمرصاد و حاربته بكل ما اوتيت من قوة و طاقة اكثر مما حاربت به صدام حسين و حزبه العفن ,.
سماحة الشيخ الكبير :
أنا شخصياً لا تربطني بك أية علاقة , ولا مصلحة شخصية لدي لإثارة أية قضية معك , ولكن تصريحاتك النارية من منطقتكم تسمعنا قرعاً لناقوس الخطر ينذر بتمزّق و تشتّت شمل ائتلافنا الموحّد الذي هو أمل الأمة لغدها الموعود.
و بمقدورنا أن نكشف الكثير من المستور لأبناء شعبنا البسطاء الذين يصلون خلفك , ولكن هيهات هيهات أن يصدر منا أي قول أو عمل يفرح فلول البعثيين و التكفيريين ومن ورائهم أسيادهم الانكلو أمريكان و الرجعية في المنطقة و يثلج صدورهم في هذا الوقت العصيب .
إنها شقشقة هدرت فقرّت !
أما ربّاط قضيتك بقصة صاحبنا ( عبسي ) أعلاه أقول :
لقد كان عبسي اللاعب الوحيد في زمانه , أما أنت فلست باللاعب الوحيد في هذا الوقت الذي يتربّص بنا كل البعثيين و التكفيريين إضافة لأسيادهم المحتلين و الطامعين في إرجاع عقارب الساعة إلى الوراء من الرجعيين في منطقتنا العربية الإسلامية , فلا تضنن نفسك فالحاً بخطبك النارية هذه التي لا تصيب الذين ظلموا منكم خاصّة , وقد قال المثل المأثور : من كان بيته من زجاج فلا يرم الآخرين بحجر. و خصوصاً نحن لا زلنا في بداية الطريق و لم نتولاها لحد الآن :
( فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض و تقطّعوا أرحامكم )



#بهلول_الكظماوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الى الذين ستنتف لحاهم
- نص بيضه
- الخبز اليابس
- حارف رويسه
- طهارة الجامع
- بيضات كاكه حمه
- فحل, لو نثية
- بيت شلفاطه
- مشتهيه او مستحيه
- أتحاد خلف بن امين و عليوي خريكه
- الميّت ميّتنه ... او نعرفه اشلون مشعول صفحه
- ملّه فطم
- بغداديات
- عملهه عملة جحا بباب الجامع
- عرب وين او طنبوره وين
- ديفد كمحي وشعرات الاصلع
- دعوة الى ثورة اخلاقية
- الدجاجه جوه التمن يا اعمه
- بغداديات ياهره يا هرع
- بغداديات - زغٌر ألصوره و كبٌر الصمٌونه


المزيد.....




- فنانون يتدربون لحفل إيقاد شعلة أولمبياد باريس 2024
- الحبس 18 شهرا للمشرفة على الأسلحة في فيلم أليك بالدوين -راست ...
- من هي إيتيل عدنان التي يحتفل بها محرك البحث غوغل؟
- شاهد: فنانون أميركيون يرسمون لوحة في بوتشا الأوكرانية تخليدً ...
- حضور فلسطيني وسوداني في مهرجان أسوان لسينما المرأة
- مهرجان كان: اختيار الفيلم المصري -رفعت عيني للسماء- ضمن مساب ...
- -الوعد الصادق:-بين -المسرحية- والفيلم الأميركي الرديء
- لماذا يحب كثير من الألمان ثقافة الجسد الحر؟
- بينهم فنانة وابنة مليونير شهير.. تعرف على ضحايا هجوم سيدني ا ...
- تركيز أقل على أوروبا وانفتاح على أفريقيا.. رهان متحف -متروبو ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - بهلول الكظماوي - دكة عبسي