أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى محمد غريب - المسؤولون عن ضحايا الفراغ السياسي في العراق














المزيد.....

المسؤولون عن ضحايا الفراغ السياسي في العراق


مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب

(Moustafa M. Gharib)


الحوار المتمدن-العدد: 1525 - 2006 / 4 / 19 - 11:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المسلسل الدموي الذي صاحب العملية السياسية له اسبابه العديدة الا ان السبب الرئيسي يكمن في الفراغ السياسي الذي حدث لمرتين و تماطلت بعض القوى السياسية وفي مقدمتها الاحزاب والتنظيمات السياسية الدينية وراحت تلهث خلف التسلط والاستئثار او الزعامة والمناصب الحكومية السيادية تحت ذرائع شتى اكثرها باطل لتمويه الحقائق عن دور هذه التنظيمات في المسلسل المذكور بهذه الطريقة او تلك. وقد يكون الى جانب هذا السبب الرئيسي سبباً آخر هو الاحتلال وسياسته ذات المكيالين وما اقترفه منذ البداية من اخطاء وتداعيات لكي يستمر في الادعاء لنجاح مشروعه وبخاصة الامريكي الذي يدعي بتحقيق الديمقراطية والمثل الاحسن في المنطقة!! ومع هذا فاننا نجد ان دور الاحزاب السياسية الدينية وفي مقدمتها الائتلاف العراقي الموحد قد لعبت دوراً سلبياً في عدم خلق المناخ الوطني العراقي الصحيح والتحلي بالمسؤولية الوطنية تجاه الوطن والشعب العراقي، وشذت عن قاعدة سياستها وتوجهاتها التي اعلنتها سابقاً في زمن النظام الشمولي او فيما بعد اثناء مجلس الحكم او الحكومات المتعاقبة.
ان الحقبة الزمنية التي تلت الانتخابات الاولى وانبثقت عنها الحكومة الطائفية والقومية الضيقة تعد اسوء حقبة زمنية فيما بعد السقوط والاحتلال فخلال ثلاثة اشهر من الفراغ السياسي الى حين تشكيل الحكومة دفعت الجماهير الشعبية ثمناً باهضاً بالارواح والممتلكات حيث تصاعد الارهاب البعثسلفي وتزايدت قدرات المليشيات التابعة للائتلاف للفتك بالناس, هذه الحقبة التي تربعت فيها على قيادة البلاد حكومة السيد الجعفري تميزت ايضاً بضيقها وضيق افقها الوطني وبتفرد رئيس الوزراء ووزراء الائتلاف العراقي الموحد وتهميش وزراء الاتحاد الكردستاني والتنصل من الاتفاق الذي تم التوقيع عليه من قبل الطرفين وفي مقدمتها قضية الفيدرالية حيث قام الائتلاف وعلى لسان السيد عبد العزيز الحكيم والبعض من قادته المعممين بالاعلان عن ضرورة قيام اقاليم وكأنه يريد بذلك تقسيم العراق الى مناطق طائفية ، شيعية وسنية وكردية وعلى باقي القوميات الاخرى الف سلام وايضاً توبيش الفيدرالية لكردستان العراق، والقضية الثانية هي قضية كركوك وعدم ايجاد الحلول الوطنية الصحيحة لعودتها الى طبيعتها وموقعها الحقيقي، كما تجلت هذه الحقبة باتساع الاعمال الارهابية المختلفة وشجعت توسع المليشيات المسلحة ومنحتها باشكال مختلفة مهمات المؤسسات الامنية الرسمية مما نتج عنها تأسيس فرق الموت وفرق اخرى تلاحق الذين يختلفون معهم وفق مخطط التصفيات الجسدية وكذلك القتل على الهوية التي يتم تشجيعها من قبل جهات حكومية مسؤولة لتوسيع شقة الخلافات وخلق واقعاً جديداً يتميز بالاحتقان الطائفي وصولاً الى التقسيم المراد تحقيقه، كما لمسنا تردي الاوضاع الاقتصادية والمعيشية واتساع الفساد الاداري والرشاوي والسرقات وشيوع الفقر وسوء الخدمات الصحية والبيئية وتفشي الامراض والبطالة والعصابات الاجرامية المختلفة تحت يافطات سياسية وحزبية للتمويه عنها وعن اعمالها الاجرامية ، ونتج عن هذه السياسة المعادية لطموحات اكثرية الشعب العراقي حالة من الاضطراب الامني وزيادة العنف الطائفي. وبمجرد انتهاء الانتخابات الثانية تصاعدت وتائر التصريحات المتمسكة بالكراسي السيادية وكأنها ورثاً يجب ان يعود لأصحابه، وبدأت المشاحنات المختلفة بحجة الحوارات وانتقلت الى تهديدات وفضائح وتحريض البعض ضد البعض الآخر وتجلت هذه الحقبة من الفراغ السياسي الثاني كما هو حال الفراغ السياسي الاول بمختلف مظاهر العنف والاعمال الارهابية لكنها تميزت عن الاولى بدفع البلاد الى الحرب الاهلية وزيادة تدخل الدولة الايرانية في الشؤون الداخلية و استمرار تعنت السيد الجعفري الذي يراهن عليه بالاعلان عن ضرورة الاسراع في تشكيل حكومة انقاذ وطني وتجميد الدستور وحل البرلمان العراقي وربما غلق جميع الاحزاب وتنظيمات المجتمع المدني والاعلان عن حالة الطوارئ في البلاد وهذا يسهل عملياً توجيه الضربات العسكرية القوية لمن يقف ضد هذه الحكومة وحينها نكون قد وصلنا الى الباب المغلق الذي ترجم في الخطاب السياسي الطائفي والقومي الضيق وترك الابواب الاخرى الاكثر شراً مفتوحة لعواصف قاصفة لا يمكن التنبؤ بنتائجها القادمة.. اما المشروع الوطني الديمقرطي الذي استطاع الظلاميون تحجيمه وتهميشه فدوره محصور في اثارة المواقف المضادة ضد المشروعين الآنفي الذكر ودفع الوعي الشعبي باتجاه فهم قوة وقيمة الرفض الشعبي لهما وهذه المسألة تحتاج الى وقت قد يطول احياناً او هزة اجتماعية تفلت الامور فيها من ايدي المهيمنين على العملية السياسية وكذلك قوات الاحتلال..
ان ضحايا الفراغ السياسي حصراً تتحمله الكتل الكبيرة التي فازت في الانتخابات الاخيرة وفي مقدمتها الائتلاف العراقي الموحد فهذا الوقت الضائع عبارة عن فخ موبوء بالجرائم والقتل وكل الاعمال الارهابية والاجرامية، والضحايا من الفقراء والمعدومين، من الطبقة العاملة والفلاحين والمثقفين الثوريين والكسبة والموظفين هم الذين خرجوا الى الانتخابات الاولى والثانية والاستفتاء على الدستور وخلفهم عشرات الآلاف من الذين تضرروا من هذه الحقبتين ومازالوا يدفعون الثمن دماً غالياً بينما المهيمنين على القيادات يتمتعون بكل شيء تقريباً ولا يفكرون بالملايين الذين خرجوا متحدين الارهاب وصوتوا لكي تنتهي هذه الحالة المزرية وتبدأ قضية الحصاد النافع لانقاذ العراق



#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)       Moustafa_M._Gharib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المقاطعة اضرت مصالح العراق والشعب العراقي
- ثمة دهليز في الزمن الكرّ
- البرلمان العراقي كسلطة تشريعية هو المكان الحقيقي لتخاذ القرا ...
- المحنة تتلوها المحنة والأبغض محنة الاحتقان السياسي على الكرا ...
- وبعد.. الى اي مصيبة اكثر من هذه المصيبة
- الموقف من الاقاليم ورفع جلسة البرلمان الجديد
- بلا هوادة... اثنان وسبعون عاماً من النضال الوطني والطبقي
- اخطار السياسة الايرانية المريبة
- خيول الجلود الذهبية
- الفروقات في استقلالية سلطة القضاء بين عهدين
- المرأة العراقية و ( 8 ) آذار مابين الواقع والطموح
- مزالق سياسة الانفراد تؤدي الى التسلط والدكتاتورية
- حسن بن محمد آل مهدي ودعواه المستقبلية بالضد من الحوار المتمد ...
- لا للطائفية لا للحرب الأهلية نعم للوحدة والتلاحم الوطني
- أحفاد الذين قصفوا المراقد في كربلاء آبان الإنتفاضة فجروا الم ...
- من هم وراء اغتيال وترهيب العلماء العراقيين؟
- سفر الظل في رحلةٍ الى الوطن الغائب
- اختيار رئيس الوزراء والحكومة الجديدة ومحنة التغيير
- هل كانت المفوضية العليا للانتخابات مستقلة حقاً؟
- أين الجمعية الوطنية؟.. واين الحكومة؟... ومتى الفرج؟


المزيد.....




- الإمارات تشهد هطول -أكبر كميات أمطار في تاريخها الحديث-.. وم ...
- مكتب أممي يدعو القوات الإسرائيلية إلى وقف هجمات المستوطنين ع ...
- الطاقة.. ملف ساخن على طاولة السوداني وبايدن
- -النيران اشتعلت فيها-.. حزب الله يعرض مشاهد من استهدافه منصة ...
- قطر تستنكر تهديد نائب أمريكي بإعادة تقييم علاقات واشنطن مع ا ...
- أوكرانيا تدرج النائب الأول السابق لأمين مجلس الأمن القومي وا ...
- فرنسا تستدعي سفيرتها لدى أذربيجان -للتشاور- في ظل توتر بين ا ...
- كندا تخطط لتقديم أسلحة لأوكرانيا بقيمة تزيد عن مليار دولار
- مسؤول أمريكي: أوكرانيا لن تحصل على أموال الأصول الروسية كامل ...
- الولايات المتحدة: ترامب يشكو منعه مواصلة حملته الانتخابية بخ ...


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى محمد غريب - المسؤولون عن ضحايا الفراغ السياسي في العراق