أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نجاح محمد علي - ايران ترد على جولة بومبيو : مؤتمر وارشو .. من العراق !















المزيد.....

ايران ترد على جولة بومبيو : مؤتمر وارشو .. من العراق !


نجاح محمد علي
سياسي مستقل كاتب وباحث متخصص بالشؤون الايرانية والإقليمية والارهاب وحركات التحرر

(Najah Mohammed Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 6121 - 2019 / 1 / 21 - 23:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



لم تتأخر طهران كثيراً لترد على جولة وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو الإقليمية، لترسل وزير خارجيتها محمد جواد ظريف الى العراق التي كانت أهم محطات جولة بومبيو، في زيارة استثنائية حملت رسائل عديدة أهمها ما أراد ظريف إيصاله الى الأمريكيين ومن النجف وأمام منزل المرجع الأعلى آية الله سيد علي السيستاني : نحن باقون هنا وأنتم راحلون.

وبدا واضحاً من طبيعة اللقاءات التي أجراها الديبلوماسي الظريف صاحب الابتسامة المميزة، وشملت كل خارطة "المكونات" العراقيّة -وهذا يحدث لأول مرة وعلى العلن حيث حرص الوزير الايراني على إطلاق تصريحات لافتة بعد كل لقاء من تلكم اللقاءات، أن طهران ستكثف معركتها حول النفوذ مع منافسيها الإقليميين خصوصاً السعودية،في العراق ومنه ستواجه أيضاً خطة الولايات المتحدة الرامية الى عزلها وتشديد الضغوط عليها في المؤتمر المزمع قريباً في العاصمة البولندية وارشو.

جنازة بومبيو
تدرك طهران جيداً أن بومبيو الذي قطع جولته في المنطقة ولَم يذهب الى الكويت، أن عليها تفعيل دبلوماسيتها من العراق الذي تريد واشنطن - كما لمح ظريف- من بعض الفصائل العراقية تحويله الى منصة عداء وإيذاء تعتمد عليه خطة مارتين إنديك السفير الأمريكي الأسبق في تل أبيب عبر إحتواء زعامات شيعية عراقية، ومن هنا جاء لقاء ظريف مع تحالف "الإصلاح" وخطابه المباشر الى رئيسه وزعيم تيار الحكمة عمار الحكيم قائلاً له بعد إشادة كبيرة بأسرته : "الاعتماد على الشعب له عواقب أفضل من الإعتماد على الأجانب".
وبينما نقل المترجم المرافق كلمة (بيكانكان) وترجمها الى (الآخرين) قائلاً على لسان ظريف : "الاعتماد على الشعب له عواقب أفضل من الإعتماد على الآخرين"، فإن عمار الحكيم الذي نشأ وترعرع في ايران التي كانت وراء إنشاء المجلس الأعلى الذي ورث رئاسته عن أبيه وعمه، فهم مغزى الرسالة وعرف ماذا كان يريد ظريف إيصاله وهو يحاول إخماد فتنة صراع بين تياره وعصائب أهل الحق، يعتقد الايرانيون أن خطة مارتن إنديك تقوم عليها لجر الشيعة الى حرب داخلية يضعف نفوذ ايران،ويذلل الصعاب أمام جهود قطع نفوذها في العراق والمنطقة.
بومبيو لم يزر الكويت وعاد الى واشنطن بحجة المشاركة في جنازة ، ولَم ينجح حتى الآن في تحشيد المنطقة ضد إيران من واقع فشله في جمع الأقطاب المتنافرة في الإقليم على قلب رجل واحد. ربما عدم ذهابه الى الكويت التي ترجح سياسة الحوار والدبلوماسية الناعمة مع إيران يفسر ذلك خاصة وأن الكويت كانت قطعت في هذا الطريق أشواطاً وهي ترفض سياسية التصعيد والمواجهة التي جاء بومبيو للترويج لها. ويبدو أن بومبيو فشل أيضاً في تحقيق أهداف إقامة مؤتمر وارشو المقبل على وهذا ما أشار له وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف السنوي(الأربعاء) قائلاً "إن الدعوة (للمؤتمر) تنص على أن الوثيقة النهائية ستعدها الولايات المتحدة وبولندا نفسها دون إمكانية مشاركة دول أخرى في هذه العملية مضيفاً "لدينا شكوك كبيرة في أن مثل هذا الحدث يمكن أن يساعد في حل المشاكل بشكل بناء في منطقة الشرق الأوسط".
ولكنَّ هذا لم يمنع الايرانيين من التفكير جدياً في مواجهة مخططات واشنطن ضدهم، ولهذا قرروا الذهاب الى العراق، وبالتعويل على استحقاقات التأريخ والجغرافية والروابط الشعبية التي أشار لهاظريف بقوله ومن النجف التي ذهب لها أيضاً وزير الخارجية الفرنسي ، عندما قال الوزير الايراني وكأنه يشيع جنازة بومبيو من العراق "إن علاقات بلاده مع العراق قائمة قبل تأسيس الدولة الأميركية، مشيراً إلى أنه لا يحق لوزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو التدخل إطلاقا في شؤون العلاقات بين البلدين".
خلوة
قبل زيارة ظريف كان وزير النفط الايراني بيجن زنغنة زار العراق بعد يوم واحد من زيارة وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو .واقتصرت زيارة زنغنة على الرسميين ومنهم الرئيس برهم صالح ورئيس الوزراء عادل عبد المهدي الذي شجعت طهران ترشيحه لغاية في نفس يعقوب لكنها لا تعول عليه كثيراً في معركتها لمواجهة الولايات المتحدة فوق الأرض العراقية .
وفي هذا الواقع كان لافتاً الخلوة الطويلة بين وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف والمرجع السيستاني في منزله بالنجف وقد التقاه مرتين وبحضور زوجة ظريف التي رافقته أيضاً في لقاءاته التي تمت في القنصلية الايرانية في كربلاء مع معتمدي المرجع الأعلى اللذين يمثلانه في صلاة الجمعة كل اسبوع وهي رسالة ذات مغزى الى الأهمية التي توليها طهران الى دور المرجعية في حفظ العلاقة بين العراق وايران وتجاوز تداعيات مرحلة الحرب الطويلة بينهما ووصفها ظريف بالتأريخية " ولقد ارتوت هذه العلاقات بدماء الشهداء المراقة في الحرب ضد داعش".
فتوى سنية
أجرى ظريف خلال الزيارة وهي أطول زيارة له الى دولة في الخارج، لقاءات منفصلة مع رؤساء وممثلي الفئات والمنظمات والمؤسسات الدينية والسياسية والثقافية والقومية والاجتماعية في العراق، بمن فيهم رئيس وأعضاء ديوان الوقف السني في العراق، وممثلو مختلف الأقليات القومية والدينية شملت المسيحيين والتركمان والصابئة والأيزدية والشبك والكورد الفيليين.
وفي رد مباشر على زيارة بومبيو التي كان من أهدافها تشجيع العراق على الالتزام بالعقوبات الأمريكية على إيران، اعتبر رئيس ديوان الوقف السني عبداللطيف الهميم أن هذه العقوبات تضر العراقيين قبل الايرانيين ،وأكد في فتوى نادرة أن “الدفاع عن الجمهورية الإسلامية أمام الحظر الجائر الأميركي واجب شرعي”.
وعزز حضور ظريف مع وفد اقتصادي كبير، ولقاءاته مع رجال الأعمال وتجار القطاع الخاص في بغداد والنجف وكربلاء والسليمانية وأربيل الشعور لدى طهران أنها قادرة على إجهاض أهداف واشنطن من فرض العقوبات عليها، ومحاولات تحريك الشارع الايراني على نظام الجمهورية الاسلامية لإسقاطه من الداخل.
ويمكن القول أيضاً إن لقاءات ظريف مع زعماء العشائر الذين كانت خطة مارتن إنديك أكدت الاعتماد عليهم في العمل نحو قطع نفوذ ايران، من واقع أن زيارة بومبيو العراق كانت مع الحكومة بينما تحرك ظريف كل مفاصل القرار داخل العراق في ظل وجود حكومة ضعيفة تشكلت بتوافق وتفاهم يشهد الكثير من التفجيرات السياسية التي تهدد بسقوطها.
زيارة وزير الخارجية الايراني تم رسم خارطتها داخل العراق مع المرشد الأعلى سيد علي خامنئي الذي التقاه ظريف مطولاً قبل أن يغادر الى بغداد حيث يستعد خامنئي لاتخاذ قرارات(هامة) تتعلق بالاهتمام أكثر من أي وقت مضى وبشكل جدي بالمناطق "الساخنة" وتحديداً مناطق أهل السنّة في سيستان بلوشستان والعرب في خوزستان الذين يشكون من عدم إهتمام الحكومات المتعاقبة بهم، ويريد بومبيو في مؤتمر وارشو المقبل أن يجري التركيز عليهم أكثر في خطة نقل الحرب الى داخل ايران، والتي كان محمد بن سلمان وعد بها قبل أن يصبح ولياً للعهد في السعوديّة ويتحرك على كسب ود زعامات شيعية عراقية يكون لهم الدور المفصلي في المواجهة مع ايران، وهو ما أشار له ظريف في حديثه مع تحالف النصر الذي يضم مقتدى الصدر و حيدر العبادي و إياد علاوي، عندما حذر من مغبة الاعتماد على الأجانب، وهو يمهد لزيارة الرئيس الايراني حسن روحاني المقبلة في آذار مارس قائلاً: "علاقاتنا مع العراق ليست مصطنعة ولسنا بحاجة لزيارة العراق سرا ً(في اشارة الى زيارة ترامب للعراق)”، مؤكداً “إننا هنا نلتقي الناس ونحضر بينهم وإن شعبي البلدين تربطهما علاقات وطيدة ....ونحن أهل الأرض".
"القدس العربي"



#نجاح_محمد_علي (هاشتاغ)       Najah_Mohammed_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عمار الحكيم وفتنة- الفرات- !
- تطورات إدلب وشرق الفرات ..كل يغني على ليلاه !
- إيران: عام التحدي النووي!
- القوات الأمريكية في سوريا طالعة من بيت أبوها رايحة لبيت الجي ...
- أمريكا أشعلت الحرب في اليمن فهل تساعد إيران في إطفائها؟ !
- إيران: جدل “الأموال القذرة” ينشر “الغسيل” في الخارج !
- إيران مدعوة الى تعزيز جبهة الداخل ولن تعتمد على نتائج الإنتخ ...
- هل تعيد العقوبات الأمريكية على إيران إنتاج -ثوريين-في إيران ...
- الانتخابات في العراق تزوير وتفاهمات وصفقات !
- عقوبات ترامب : لماذا اشتكت ايران على أمريكا في لاهاي ؟!
- إيران في سوريا: الإعمار أم حرب تعم المنطقة؟!
- عين إيران على مابعد إدلب!
- اعتداء المنصة في الأهواز ...السعودية كانت هناك!
- البصرة..فتنة تلد أخرى!
- قمة طهران الثلاثية حول إدلب: الرسالة وصلت!
- خامنئي يبقي على روحاني... الى حين!
- السياحة الدينية الجنسية في ايران ... النقش على الماء !
- الحكومة المقبلة في العراق بين ماكغورك وسليماني، والباقي ترجم ...
- ايران وتركيا تقاومان العقوبات الأمريكية بالريال والليرة !
- إيران: الخير فيما وقع !


المزيد.....




- مدير CIA يعلق على رفض -حماس- لمقترح اتفاق وقف إطلاق النار
- تراجع إيرادات قناة السويس بنسبة 60 %
- بايدن يتابع مسلسل زلات لسانه.. -لأن هذه هي أمريكا-!
- السفير الروسي ورئيس مجلس النواب الليبي يبحثان آخر المستجدات ...
- سي إن إن: تشاد تهدد واشنطن بفسخ الاتفاقية العسكرية معها
- سوريا تتحسب لرد إسرائيلي على أراضيها
- صحيفة: ضغط أمريكي على نتنياهو لقبول إقامة دولة فلسطينية مقاب ...
- استخباراتي أمريكي سابق: ستولتنبرغ ينافق بزعمه أن روسيا تشكل ...
- تصوير جوي يظهر اجتياح الفيضانات مقاطعة كورغان الروسية
- بعد الاتحاد الأوروبي.. عقوبات أمريكية بريطانية على إيران بسب ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نجاح محمد علي - ايران ترد على جولة بومبيو : مؤتمر وارشو .. من العراق !