أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جهاد علاونه - الأصالة والمعاصرة














المزيد.....

الأصالة والمعاصرة


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 6121 - 2019 / 1 / 21 - 18:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هنالك دول غنية وذات ثراء فاحش تدفع المليارات لكي نعيش نحن في الماضي ولا نخرج منه إلا على ظهورنا إلى قبورنا, دول تبني في الوطن العربي في كل 200متر مسجدا ومركزا لتحفيظ القرآن والسنة, وأنا لست ضد هذا كله, فمن الممكن أن نكون متدينين كبعض الدول ومتطورين, ولكن أن نكون متدينين وفاسدين فهذه جريمة أو أننا نقوم بتدريس ثقافة هي في الأصل فاسدة, حسب الإحصائيات نحن أكثر شعب في العالم لديه مراكز دينية ومحطات فضائية تلفزيونية دينية يُنفق عليها بالمليارات ومع ذلك نحن في الحضيض سياسيا وفنيا وعسكريا وثقافيا.

لم أسمع تقريبا عبر وسائل الإعلام المسموع والمقروء والمنظور عن شيء أسمه تمجيد الماضي وتقديس الماضي والتضحية بالحاضر من أجل أن يعيش الماضي, ألكل يقرأ ماضيه من أجل المعرفة والعلم ولكن ليس من أجل أن يبنوا خيمة في الماضي ويعيشون تحت ظلها, وهنالك من شعوب العالم من ينظر إلى الماضي ليستمدوا منه العبرة أما العربُ المسلمون ينظرون إلى الماضي لكي يفتحوا عليه نافذة يتنفسون منها.
والماضي معروف بنوعين الأول وهو الأقدم ويمتد لآلاف السنين والنوع الثاني هو الفلكلور الشعبي وهذا ذاكرته قصيرة لا تتعدى مائة عام أو مائة وخمسون عاما, ويعرف من خلال الأبنية الطينية المصنوعة من الطين والقُصيبْ, ولهذه الفترة أشعارا تختلف أوزانها عن الشعر العربي القديم وبحوره الثمانية ومجزآته....الخ.

وليس الموضوع متوقف على هذا بل هنالك ظاهرة معروفة وهي الأخطر وتعني جلب التشريع السياسي والقضائي والمدني من الماضي القديم وعدم اعتراف بالأصالة, أي أننا أمام صراع قوي جدا بين الأصالة والمعاصرة وهذه المعركة دائما ما تخسر أمام الأصالة أي تفضيل القديم على الحديث في كل شيء, في الدين والأدب والسياسة.
معظم شعوب العالم تنتصر فيها الأصالة الحديثة على المعاصرة مع الاعتراف ضمنا بوجود تاريخ قديم له كل الاحترام ولكن لا يُسمح لهذا التاريخ بأن يسكب دماءه الفاسدة بعروق وأجساد حية.

نحن نعيش مع الماضي, الأموات يحكموننا, والأموات يبنون لنا المحاكم القديمة والأموات يتدخلون بيننا وبين أزواجنا ويتدخلون بطريقة تربيتنا لأطفالنا, وأنا واحد من الناس الذين لا يستطيعوا تربية أبنائهم على الأصالة حيث الكل يتدخل لصالح الأصالة, المدرسة تربي والتلفزيون يربي والشارع يربي والأصدقاء يربون والإنترنت حديثا يربي,

لماذا نحن كعرب مفتونون كل هذا الحجم بالقديم, صحيح على نظرية هيغل الحديث لا يعني أنه الأفضل من القديم وإن كان الأفضل لا يعني أنه الأقدم, ولكننا نُقحم الماضي في حياتنا في كل شيء حتى في الملبس والمأكل والمشرب, فغالبية نسائنا يلبسنا كالنساء القديمة وغالبية الرجال يلبسون كالرجال القدماء ويفتخرون بهذا الجهل الذي يسمونه تقاليد عربية أصيلة, وكأنهم يقولون: هذا دين الآباء والأجداد فكيف نخرج عليه!.

وللدولة أجهزة تقمع فيها كل ما هو جديد وتحيي كل ما هو قديم في مؤسسات المجتمع المدنية شبه الحكومية وفي مؤسسات الدولة وهذه كله من أجل أن يواجهوا عدوا غير معلن عنه أو لنقل أنه المعاصرة.

من المعروف أن الوثنية أو العلمانية لم تقد يوما حربا ضد الدين إلا وكانت هي الخاسر فيها, فلو افترضنا وجود عالم اجتماع يجلس بين الناس ومقابله شيخ دين فهل سينتصر العالم على الشيخ؟ طبعا في مجتمعاتنا صعب جدا.
نحن أمة تقدس الماضي لدرجة أنها تُقدم له ابناءها كتضحيات في سبيل بقائه.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شكرا لك يا واهب الحياة
- صلاة المسلم والمسيحي
- اليأس السياسي
- هكذا يا يسوع
- يا سيدي المسيح2019
- تعلم المسيحية بعشر دقائق2
- عابرون
- الأقباط فتحوا مصر للمسلمين
- كيف تشكلت الديانة الإسلامية؟
- خلف المسيح توجد مبادرة
- لقمة خبزنا مغمسه بالدم
- ذكرى وداع أُمي
- اطردوني
- بول البعير وبول البقر
- المسلسلات البدوية الأردنية
- رب العالمين
- لويش نضحك على بعض!!
- صوت الحزن
- جِدّي جِدّي يا جِدّي
- أنا مسؤول عن ظلم أهلي


المزيد.....




- إزالة واتساب وثريدز من متجر التطبيقات في الصين.. وأبل توضح ل ...
- -التصعيد الإسرائيلي الإيراني يُظهر أن البلدين لا يقرآن بعضهم ...
- أسطول الحرية يستعد لاختراق الحصار الإسرائيلي على غزة
- ما مصير الحج السنوي لكنيس الغريبة في تونس في ظل حرب غزة؟
- -حزب الله- يكشف تفاصيل جديدة حول العملية المزدوجة في عرب الع ...
- زاخاروفا: عسكرة الاتحاد الأوروبي ستضعف موقعه في عالم متعدد ا ...
- تفكيك شبكة إجرامية ومصادرة كميات من المخدرات غرب الجزائر
- ماكرون يؤكد سعيه -لتجنب التصعيد بين لبنان واسرائيل-
- زيلينسكي يلوم أعضاء حلف -الناتو- ويوجز تذمره بخمس نقاط
- -بلومبيرغ-: برلين تقدم شكوى بعد تسريب تقرير الخلاف بين رئيس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جهاد علاونه - الأصالة والمعاصرة