أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - ابراهيم سبتي - الانتحار في العراق حالة فردية ام ظاهرة ؟














المزيد.....

الانتحار في العراق حالة فردية ام ظاهرة ؟


ابراهيم سبتي

الحوار المتمدن-العدد: 6121 - 2019 / 1 / 21 - 12:59
المحور: حقوق الانسان
    




اعلنت مفوظية حقوق الانسان العراقية مؤخرا ، بان عدد حالات الانتحار في احدى المحافظات العراقية بلغت 59 حالة في عام 2018من بينهم فئة الشباب تباينت بين الطلق الناري والشنق والحرق والغرق . وهذه المحافظة هي ذي قار جنوبي العراق ذات النسيج الاجتماعي المتماسك والعادات العشائرية االمتأصلة اضافة الى التاريخ الحضاري والادبي والثقافي والفني الذي اشتهرت هذه المحافظة بها وبانها صاحبة الريادة في كل مجالات الادب والثقافة والارث الحضاري المتفرد الذي ساد المجتمعات والدول القريبة حين علمت البشرية كتابة الحرف الاول وكتبت اول قصائدها ابان اشعاع الحضارة السومرية . ان حالات الانتحار التي شهدتها المحافظة مؤخرا ، تنم عن اسباب ظاهرية واخرى خفية ربما . الا ان ما يعرف منها هو بالتاكيد الحالة الاقتصادية والنفسية وسواها وخاصة بين صفوف الشباب المنتحر . ان تلك الحالات لا تاتي مصادفة انما هي نتيجة تراكمات كبيرة وضخمة لا يستطيع اي كائن تجملها ناهيك عن ان الوزارات والمؤسسات المتخصصة والمنظمات ، بعيدة كل البعد عن هموم ومشاكل الشباب وترك المسؤولية على عاتق العائلة التي ربما لا تستطيع فعل شيء او منع حدوث شيء لوحدها . ان وزارات التربية والتعليم العالي والعدل والشباب والمنابر الدينية ، عليها الاقتراب من الشباب العراقي بوضع برامج خاصة تعالج ولو نسبيا الحالة النفسية والمادية لهذه الشريحة الخطيرة او المواطنين الاخرين الذين يعانون حالات اليأس وفقدان فسحة الامل من الاوضاع السائدة . واية برامج توضع للمعالجة ، مهما طال وقت تنفيذها ، كفيلة بان تؤثر تاثيرا مباشرا على النفسية المتعبة وبالتالي وضع حلول طارئة ومؤكدة لتفهم المشكلات ومتابعتها مع العائلة كي لا تزيد المأساة وتكثر حالات الانتحار بين صفوف الشباب خاصة من الذين باتوا يشعرون بانهم يصارعون الظروف والتحديات بمفردهم وهذا ما لا يستطيعون تحمله . ان مسؤولية الدولة ، كبيرة ومهمة في احتضان ابنائها من الذين يعانون شظف العيش واليأس من الغد ومن صعوبة التأقلم في المدرسة او الجامعة او البيت مما يتطلب الشروع بمعالجات سريعة ولا سيما ان المجتمع العراقي عانى ما عاناه من الحروب والحصارات والخسارات والموت المجاني في الشوارع ليل نهار ، فاثر كل ذلك نفسيا واقتصاديا في نفوس الكثير من الطاقات الواعدة التي تحتاج الى رعاية خاصة والدولة العراقية قادرة على ذلك لمتانة اقتصادها الذي تُحسد عليه من قبل دول كثيرة باعتباره دولة غنية وعليها احتضان كل مواطنيها على قدر واحد من الاهمية وبالتالي جعل المواطن يشعر بان رعاية الدولة هي القوة الساندة له مما يوفر له عيشا كريما لائقا يوازي الحالة الاقتصادية والموارد الضخمة التي تدخل سنويا للبلاد . مما لاشك فيه ان البلدان المتحضرة والباحثة عن الرقي والمعاصرة ، هي التي ترعى وتحتضن الشباب وكل المواطنين باعتبارهم القوة المحركة لكل شيء وهم القادرون على تغيير المعادلات الاقتصادية والاجتماعية وسواها . وهنا لا بد من الوقوف على حالات الانتحار التي نخشى ان تتحول الى ظاهرة مؤلمة يومها لا ينفع الندم . وعلى المعنيين من الوزارات والمنظمات والمؤسسات ذات العلاقة ، بان تضع حلولا وبرامج مفيدة من شأنها الاقتراب من حياة المواطن والوقوف بجانبه ومعرفة مدى تفكيره وهمومه وآلامه ومكابداته لكي تكون الحالة مشخّصة ومقدور عليها قبل ان تتحول الى وباء خطير تغذيه الافكار المتطرفة الخطيرة فتكون الخسارة اشد وافدح . ان طاقات الشباب وباقي الافراد لهي المحرك القوي لاية خطوة نحو الغد الذي تترقبه الدول والمجتمعات للتسابق للوصل واللحاق بركب التطور الذي تسعى اليه كل الدول التي ترعى مصالح مواطنيها .



#ابراهيم_سبتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مزامير المدينة للروائي علي لفته سعيد
- رواية بابل سامي مور 2 لعلاء مشذوب الحدث في دلالته المنتجة
- الصحافة في عامها المفجع
- امبرتو ايكو .. هل رواية واحدة تكفي ؟
- اندريه كروكوف.. حارس السجن الذي أمتع العالم برواياته
- مهارة الرواية اليتيمة
- فرجينيا وولف .. سباق الرواية مع الموت
- مقاربة روائية عراقية
- الشاعر كمال سبتي في ذكراه العاشرة
- صمويل بيكيت في عزلته الروائية
- كتاب الثقافة
- ما يتجنبه القاص في سرده!
- غياب الشاعر .. حضور الشعر
- فرجينيا وولف .. نصف رواية متبقية
- الثقافة بقلب نابض
- ثقافة المذيعين والأخطاء المكشوفة
- هل يصنع السياسي مجدا لنفسه ؟ ‏
- القصة القصيرة جدا وتقرير المصير
- هل يوجد نجم ثقافي في العراق ؟‎
- بمناسبة الذكرى الخامسة لرحيل الشاعر كمال سبتي .. موت الشاعر ...


المزيد.....




- عائلات الأسرى المحتجزين لدى حماس تحتشد أمام مقر القيادة العس ...
- استئجار طائرات وتدريب مرافقين.. بريطانيا تستعد لطرد المهاجري ...
- تعذيب وتسليم.. رايتس ووتش: تصاعد القمع ضد السوريين بلبنان
- كنعاني: الراي العام العالمي عازم على وقف جرائم الحرب في غزة ...
- كيف تستعد إسرائيل لاحتمال إصدار مذكرة اعتقال دولية لنتنياهو؟ ...
- منظمة التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بش ...
- الأمم المتحدة: الطريق البري لإيصال المساعدات لغزة ضرورة
- الداخلية التركية تعلن اعتقال 23 مشتبها بانتمائهم لـ-داعش- بع ...
- تقرير كولونا... هل تستعيد الأونروا ثقة الجهات المانحة؟
- قطر تؤكد اهتمامها بمبادرة استخدام حق الفيتو لأهميتها في تجسي ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - ابراهيم سبتي - الانتحار في العراق حالة فردية ام ظاهرة ؟