أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مهند الصباح - العشائريّة في طريقها لتصبح مؤسسة حكم رديفة














المزيد.....

العشائريّة في طريقها لتصبح مؤسسة حكم رديفة


مهند الصباح

الحوار المتمدن-العدد: 6120 - 2019 / 1 / 20 - 17:33
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


مهنّد الصبّاح

العشائريّة في طريقها لتصبح مؤسسة حكم رديفة.

" إنّ القبيلة إذا قوي سلطانها ضعف سلطان الدولة، وإذا قوي سلطان الدولة ضعف سلطان القبيلة"... ابن خلدون
العربي، جُبل على حبّ القبيلة التي كانت تعتبر مصدرا لأمنه الشخصي وتشبع رغبته في الانتماء للمجموعة بحيث يصبح جزءا من كل، وهي التي تؤمّن له إطارا قانونيّا حياتيّا ينظّم له معاملاته وعلاقاته البينيّة مع أقرانه وأنداده في مجتمعه الصحراوي، أو القروي قبيل الدولة المدنيّة، ويشكّل له درعا حاميا من أيّ اعتداء قد يتعرّض له من قِبل الآخرين. مع ظهور الدولة بكلّ أجهزتها الخدماتيّة والتنظيميّة وصياغة العقد الاجتماعي لم يعد هناك مبرر لبقاء هذا الحبّ المدمّر، إلا أنّ العربي يأبى سوى برهنة حبّه للقبيلة والعشائريّة. نحن في فلسطين لسنا بمعزل عن ذاك الحبّ الذي يتنامى يوما بعد يوم بفعل أيدينا، ربما فلسطين ليست دولة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، إلا أننا غير معفيين من محاربة هذا الحب المقيت، بل كوننا ما زلنا تحت احتلال يتطلب منّا جميعا التكاتف والعمل نحو التمدّن، ونبذ مورثات وشوائب ترسّبت من الماضي؛ كي ندخل الدولة المنشودة بكلّ طاقاتنا الابداعيّة الحرّة. ثمّة ما يؤرّق المرء في الآونة الأخيرة من محاولات تهدف إلى مضاعفة حجم الدور الذي تلعبه العشائر والعائليّة في الأراضي الفلسطينية، سواء في البتّ في القضايا الخلافيّة بين الأفراد والعائلات، أو حتّى بين أجهزة الدولة ( السلطة ) وبين المواطنين. الأمر الذي يهدد استقرار المجتمع وانحرافه عن طريق التطور والارتقاء إلى مصاف المجتمعات المتحضرة، ويؤدي إلى طمس الطاقات والقدرات الفرديّة تحت عُتمة شيخ القبيلة وبالتالي تصعيد معدلات الهجرة لتلك الكفاءات إلى خارج البلاد. لا يمكن فهم تعاظم هذا الدور دون قراءة المشهد السياسي والفصائلي والاجتماعي بشكل عام، غياب القوّة التنفيذيّة للقانون، غياب دور الأحزاب في التوعية الجماهيريّة، تخلخل وتزعزع بنود العقد الاجتماعي بين الحاكم والمحكوم، وغيرها الكثير من العوامل التي أدّت بهذا الدور للبروز بشكل كبير، لننظر قليلا إلى موقف العائلات والعشائر في مدينة الخليل تجاه حراك الضمان الاجتماعي، وموقفها أيضا من تصريحات وزير الحكم المحلي المستهجنة مؤخرا ، وهناك نبأ أوردته وكالة وطن للأنباء يفيد بتوسّط رئيس جهاز المخابرات الفلسطينية لحلّ الخلاف مع عائلات المدينة. ولنعد قليلا بضعة أشهر إلى الوراء، جميعنا يذكر كيف أمّنت أجهزة السلطة في إحدى مدن الخليل إجلاء عائلة بأكملها تنفيذا لحكم عشائري جرّاء جريمة قتل، وقبلها بقليل نذكر تماما كيف تمّ صياغة حلّ عشائري بين جهاز للسلطة وبين عائلة مغدور قتله أحد عناصر هذا الجهاز في بلدة العيزرية. نظرية الفراغ، هي ما يمكن أن يفسّر محاولات مأسسة العشائريّة، وليس حبّ العربي للقبيلة وكُرهه للمدنيّة وسيادة القانون، يقول ابن خلدون في مقدّمته " إنّ القبيلة إذا قوي سلطانها ضعف سلطان الدولة، وإذا قوي سلطان الدولة ضعف سلطان القبيلة". إذن العلاقة بين العشائرية والسلطة هي علاقة عكسيّة، والسلطة هنا بمفهومها الحديث الشمولي( أجهزتها الثلاث، الأحزاب، مؤسسات المجتمع المدني ودورها في رسم السياسات العامة،..،. ). كل ما ذُكر آنفا عزز السعي وراء مأسسة قانون وحكم العشائر، مثال على ذلك ما يحدث مؤخرا من عقد مؤتمرات ترعاها إحدى الملتقيات العائليّة من أجل تنظيم العمل العشائري في المدينة المقدّسة – ربما مدينة القدس تعاني من ظروف خاصة، تختلف عمّا سواها من مدن الوطن وتستدعي التصدّي للقانون الإسرائيلي الهادف للسيطرة عليها -. لكن هذا المثال ليس منفصلا عمّا يجري في باقي المحافظات. تعزيز العشائريّة والقبليّة سيؤدي بالضرورة إلى انتاج نظم عشائريّة متضاربة فيما بينها، ممّا يدفع إلى تكتّلات عائليّة وتحالفات تكون بمثابة قبائل تسكن البيوت الحجريّة، لها منظومتها الدافعيّة والاقتصاديّة وربّما تمثيلية في أيّة انتخابات قادمة- محليّة وبرلمانيّة وحزبيّة -. هذه المنطومة إذا ما تمّ التعامل معها بشرعيّة وبحكم الأمر الواقع ستؤدي إلى تلاشي أيّة ملامح ممكنة من ملامح الدولة الحديثة والمدنيّة، وستصبح الدولة عبارة عن ألعوبة بيدها تأتمر بأمرها، وسيكون رأس كلّ عشيرة ذو نفوذ اخطبوطيّ وحكمه غير قابل للنقد، وسنشهد صراعات للسيادة بين تلك التكتلات في عموم الوطن. وربما وصل بنا الحال إلى إحياء معسكري اليمنيّة والقيسيّة، وإعادة ارتداء العباءة ذات اللون الأبيض وتلك ذات اللون البُنيّ، بدلا من الانصهار في عمليّة التحضّر جميعا. وهذا ما يريده الاحتلال للسيطرة علينا من خلال تطبيق النظريّة الانجليزيّة " فرّق تسد ". وهو بدوره سيعزّز هذه النزعة، وسيعطيها نوعا من الاعتراف؛ كي يتقبّلها الشعب أكثر فأكثر، وربما سنسمع بمصطلح احتلاليّ جديد ( روابط العشائر في يهودا والسامرة ) على غرار روابط القرى سابقا في حال الإعلان عن انتهاء فعاليّة السلطة الفلسطينية وانتفاء مبرر وجودها. لا بدّ من التحرّك من أجل انقاذ البلاد من غياهب الماضي وعدم استجلاب كل شوائبه، كيف يعقل أن يكون العالم المتحضر يتحدّث عن إنتاج " روبوت " مجهري يسري في عروق الإنسان، وينقل الدواء حيث شاء الطيب المُعالج داخله، ونحن لا زلنا نرّقع عباءة أجدادنا في الصحراء؟
2019/01/20
[email protected]



#مهند_الصباح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القواسم المشتركة في الشخصيّة بين نيتنياهو وزعماء العرب المطب ...
- مُعززات العنف في مجتمعنا الفلسطيني
- كأس العالم ... صراع ثقافي، سياسي، وحضاري
- هل أخطأت الجبّهة الديمقراطيّة بقرارها المشاركة في الدورة الح ...
- بين القناعة والرضا والطموح أمور متشابهات ... كما أظنّ وأرى
- هل الإنسان مكتشف أم مخترع ؟ كما أظنّ وأرى
- لا يوجد حبّ مجرّد ... كما أظنّ وأرى
- المجلس المركزي وسحب الاعتراف، الهدف والمستهدف من القرار
- المثقف والاغتراب ... تحدٍ دائم
- مركز الليكود يفرض خيار الدّولة الواحدة
- بين معركة البوّابات وهبّة العاصمة
- ثلاث خيارات لا رابع لها
- الكمبرادوريّة الفلسطينيّة ومشروع الخلاص الوطني
- كتاب ثقافة الهبل يدعو لتحرير العقول
- لماذا تتم المصالحة الفلسطينية الآن؟
- معركة الأربعة عشر يوما والالتفاف الجماهيري الواسع
- حجارة الدمينو الفلسطينية
- الصمت الرسمي الفلسطيني من أزمة الخليج.
- قطع العلاقات مع دولة قطر...
- قراءة في رواية الحنين إلى المستقبل


المزيد.....




- جملة قالها أبو عبيدة متحدث القسام تشعل تفاعلا والجيش الإسرائ ...
- الإمارات.. صور فضائية من فيضانات دبي وأبوظبي قبل وبعد
- وحدة SLIM القمرية تخرج من وضعية السكون
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /25.04.2024/ ...
- غالانت: إسرائيل تنفذ -عملية هجومية- على جنوب لبنان
- رئيس وزراء إسبانيا يدرس -الاستقالة- بعد التحقيق مع زوجته
- أكسيوس: قطر سلمت تسجيل الأسير غولدبيرغ لواشنطن قبل بثه
- شهيد برصاص الاحتلال في رام الله واقتحامات بنابلس وقلقيلية
- ما هو -الدوكسنغ-؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بلومبرغ: قطر تستضيف اجتماعا لبحث وجهة النظر الأوكرانية لإنها ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مهند الصباح - العشائريّة في طريقها لتصبح مؤسسة حكم رديفة