حيدر مكي الكناني
كاتب - شاعر - مؤلف ومخرج مسرحي - معد برامج تلفزيونية واذاعية - روائي
(Haider Makki Al-kinani)
الحوار المتمدن-العدد: 6120 - 2019 / 1 / 20 - 16:46
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
- التحليل النحوي – حواريات حيدر مكي
إن شخصية (حيران ) شخصية افتراضية هي دلالة للحيرة ومن خلال حيرته حاولنا التوصل إلى بعض الإجابات اللغوية الخاصة بموضوع (التحليل النحوي ) هذه المرة ولعل (عبد النديم الجسر) في كتابه ( قصة الأيمان ) قد استعان بشخصية (حيران بن الأضعف ) الذي كان ينشد الفلسفة وسر الوجود لذا أحببنا أن ننوه إلى تشابه الأسماء فقط لا غير .
حيدر مكي
بداية
( صوت حوار في قاعة )
- لعل من مساوئ المنهج المتبع في تدريس النحو استخدام الدراسة الأفقية للدروس النحوية أي لم يدرس ككتلة واحدة بل قد جزء ناه تجزيئا .
( ظلّ (حيران )محتار بما تردد في قاعة المحاضرات التي بجنب قاعته وتذكر كل المراحل الدراسية التي مرّ بها وانهالت عليه وجوه من درسه اللغة العربية بدئا من معلمته (ليلى ) مرورا بمدرسه ( أحمد) في المتوسطة و(مصطفى ) في الإعدادية وانتهائها بالدكتور (مضحي) الفلسطيني,وفعلا صدق صوت المحاضر كنا ننسى ما تم دراسته في المرحلة الأولى ونتذكر ما نحن فيه فقرر أن يذهب إلى صديقه الذي وعده بشرح "التحليل النحوي ") .
الحواريات
حيران – ها نحن من جديد نلج إلى باب آخر سنطرق هذه المرة على عنوان جديد وهو ( التحليل النحوي) .
- أهلا بك صديقي لكنك اتصلت بي متعجبا لمحاضرة تناولت الأخطاء المنهجية في تدريس اللغة العربية والنحو بشكل خاص
حيران – نعم , فعلا المحاضر يقول : " لعل من مساوئ المنهج المتبع في تدريس النحو استخدام الدراسة الأفقية للدروس النحوية أي لم يدرس ككتلة واحدة بل قد جزء ناه تجزيئا ..
- جميل أكمل وماذا قال بعد ألا تذكر ... سيكون مدخلا مهما للولوج إلى مفهوم (التحليل النحوي) .
حيران - أتذكر انه تطرق إلى تفسير الخط الأفقي لدراستنا للنحو وكيف ندرسه مبعثرا لا كتلة واحدة , وهنا يقفز سؤال في رأسي , كيف ذلك ألا توجد منهجية أخرى ؟ وهل حقا أن منهجيتنا خاطئة ؟
- هو محق جدا فنحن نبدأ دراستنا كطلبة مختصين للغة العربية بالمقدمات النحوية : دراسة علم الكلام باب الكلام وما يتألف منه ثم المبني والمعرفة النكرة والمعرفة ,فتسرد الأبواب سردا.
حيران – وكيف للطالب أن يتذكر ويجمع منهجا قد تبعثر على سنوات دراسته ؟
- تصور إننا ندرس المبتدأ والخبر وما ذكرنا أعلاه من مواضيع نحوية مبعثرة في مراحل نقوم بدراسة النواسخ , إن وأخواتها كان وأخواتها ثم أفعال الرجاء والشروع والفاعل,حتى نصل إلى إعراب الجمل وأشباه الجمل فيشتت النحو على ثمانية مستويات تقريبا فيصل الطالب إلى المستوى الثامن لكنه بحاجة إلى المستوى الأول .
حيران - إذن الذي أدّى إلى صعوبة النحو هو تجزئته وليس دراسته ككتله واحدة ,وما هي الطريقة التي يجب أن يُشرح بها النحو ليس معرفة النحو فقط بـــل كيف نتقــن التحليل النحـــوي أيضا ؟
فعلا ما هو التحليل النحوي ؟
وما المراد بالتحليل النحوي ؟
- مهلا مهلا ,صديقي كيف لي أن أجيب على هذا السيل من الأسئلة .. أولا علينا أن نعترف أن من مشكلاتنا الرئيسية في العربية ومنهجها أننا غيبنا التحليل النحوي فهو فعلا غائب عنّا لذلك كل من درس النحو يجده مدروس من أمثلة مصنوعة
- ضربَ زيدٌ عمرا
لم ندرس تركيبة هذا الجملة ودلالاتها من خلال النص سواء كان النص قرآنية أم غيره بل ظلت هذه الصيغة ترافقنا طيلة دراستنا لكننا إن واجهتنا جملة بنفس صيغتها سنلاقي بعض الصعوبات خصوصا بعض النصوص القرآنية.
حيران – إذن كيف ندرس النحو ؟
-يجب دراسة النحو من خلال النص لأن دراستنا الحالية للنحو هي بعيدة كل البعد عن النص ومعناه فدراستنا للنحو بعيدا عن التحليل النحوي والنص .
حيران – كيف ستكون الدراسة ومن أين نبدأ ؟
- سندرس الجملة وغايتنا الوصول إلى فهم النص ففهم النص يأتي من فهم معناه ودلالاته فالمعاني العامة متاحة للجميع وواضحة لكن هذه المعاني قد تختلف في الدلالة باعتبار أن الدلالات غير المعنى العام .
حيران – الدلالة غير المعنى العام ؟! كيف هذا ؟!
- نعم إليك هذا المثال أنظر في قوله تعالى :
( إلى الله تصير الأمور ) المعنى العام واضح جدا وهو أن كل الأمور تصير إلى الله
حيران - صحيح هو ذا المعنى وما هي الدلالات وكيف تختلف عن المعنى العام ؟
- جيد , لكن الدلالات النصية مختلفة فمثلا لماذا قدم (إلى الله) على (تصير الأمور) لماذا لم يقل (تصير الأمور إلى الله ) لماذا جاء التعبير القرآني بهذا الشكل ؟
كل حركة في تركيب الجملة العربية تجد لها ظل على المعنى ويسمى ذلك بالدلالة .
حيران - إذن هدفنا هنا ليس تحليل الجملة بل تحليل النص , كيف يتم ذلك ؟
-يتم ذلك عن طريق تحليل النص من خلال معرفة الجملة فغايتنا من التحليل النحوي هو كشف معنى النص ودلالاته التي تسمى ظلال المعاني دلالات أيّ نص .
دراسة التحليل النحوي
حيران – ذكرنا وجود إشكالين في تدريس النحو الأول المنهجية الأفقية المبعثرة للمادة على عدة سنوات ويدرس بمعزل عن النصوص , كيف سندرس (التحليل النحوي ) ؟
- ستكون الدراسة حسب منهجية علماء الأعجاز القرآني وذلك من خلال (معرفة اللغة ومعرفة الشعر) فمثلا رائعة الجرجاني
كان كل كلامه عن الشعر (في دلائل الأعجاز ) أما النحو فهو علم آلة هو علم يؤتى به إلى فهم النص .
التطبيق العملي :
النص ___ جمل ____ كلمات .
النص يتكون من جُمل والجُمل تتكون من كلمات , أي نَص, أيّ قصيدة تتكون من جُمل وكلمات فمعرفة الكلمات هي معرفة الجمل التي تتكون بالكلمات أن جهلنا باللبنة التي يتكون منها النص هو جهلنا بالنص .
حيران : ماذا علينا ان نتقن من مهارات حتى نتقن التحليل النحوي ؟
- أولا يجب علينا أن نتقن مهارة تقسيم الجمل إلى كلمات وهذا ما ذكره الأمام علي (ع) (اسم فعل حرف) ولعل اغلبنا وان وصل إلى رتب عالية من التعلم والتدريس ربما يجهل تقسيم الكلمات , فمن الكلمات ينطلق النحو كله فعلينا أن نتعلم عدة مهارات .
حيران – وما هي هذه المهارات ؟
- الماهرات يمكن حصرها في النقاط التالية :
1- تفكيك الجمل إلى كلمات .
(معرفة الكلمات معرفة النص حتى تصل للتحليل النحوي وعدم معرفتك بتقسيم الجملة إلى كلمات هو جهلك بالنحو )
2- يجب بيان وحقيقة الكلمات أي نوعها وحسب نظرية الأمام علي ( ع) أي نوع هذه الكلمات هل هي (اسم , فعل ,حرف )
لأن هاتين المهارتين لأنها بنية تحتية للنحو كله .
حيران – أيمكن أن تحول كل كلامك هذا إلى تطبيق عملي على نص قرآني ؟
- إذا لم تحقق المهارتين المذكورتين آنفا لن تستطيع شيئا أبدا يعني عليك أن تتقن مهارة
تطبيق :
قال تعالى : بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
(إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا(1) وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا(2) وَقَالَ الْإِنْسَانُ مَا لَهَا(3) يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا(4) بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا(5) يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ(6)
التفكيك :
اذا - كلمة
زلزل - كلمة تدل على الحدث
ت -كلمة تدل على تانيث الأرض
الأرض - كلمة
زلزال - كلمة دلالة مستقلة
هــ - كلمة دلالته تعني الأرض
واخرجت - واو - كلمة اخرج - كلمة ت - كلمة
الأرض - كلمة
اثقالها - اثقال - كلمة ها - كلمة
وقال - الواو - كلمة قال - كلمة
الأنسان - كلمة
ما - كلمه
لها - اللام كلمة والهاء - كلمة لماذا تستطيع ان تقول لك ولي ولها اذا الهاء كلمة
هذه القدرة على التفكيك الجملة الى كلمات ستعطيك وعي في كلامك حين تتكلم حين يسألك أحدهم اين كنت؟
- كنتُ اصلي - ركبت كان ودللت على نفسك بالصلاة .
لابد من اتقان التفكيك اولا قبل عملية الأعراب حينها سنعرف الواو حرف وزلزلة اسم واخرج فعل وهكذا سيكون الهدف المقصود من هذا المثال هو التعريف بالمرحلة الأولى لمعرفة النص من خلال القاعدة العلوية للأمام علي (ع) كلامنا (اسم , فعل , حرف ).
مالطريقة التي نعرف بها حقيقة هذه الكلمات ؟
منهج علماء المسلمين قام على تقليل الحفظ قدر الإمكان لأن ما يحفظ يقسم قسمان :
1- ما يحفظ تعبدا - وهو القرآن الكريم .
2-ما يحفظ تعلما - أصول العلم وليس العلم كله .
ينقل عن الشاطبي في الإفادات والأنشادات قال:
لا يكون العالم عالما الا بأربعة شروط :
1- ان يحيط حفظا بأصول ذلك العلم .
2- وحسن العبارة عنه .
3- معرفة لوازمه .
4- دفع الشبهة عنه .
______________
إذا الكلمات لا نحفظها كلها لكننا نستطيع أن نقسمها
إلى ما يلي :
1- الفعل : معرب ومبني يفهم من المعنى .
2- الحروف : مباني ومعاني أما المباني حروف اللغة العربية باتحادها تبنى الكلمة إذا اتحدت والمعاني كحروف الجر وغيرها وهناك حروف مشتركة مبنى ومعنى الواو في (والعاديات ) قسم إذن هي حرف معنى ونفس حرف الواو في كلمة (قالوا) هي اسم مبني لأنها تدل على الجماعة .
إذن الخلط في المشترك وليس بالأفعال الخالصة والأسماء الخالصة فمثلا التاء في كتبتْ هنا حرف لكنها في كتبتُ أسم
هل توجد مقاييس لفظية بين لمعرفة الاسم عن الفعل ؟
- بعد خمسة قرون أصبح معرفة الفرق بين الاسم والفعل فيه خلل إذا اعتمد الجانب المعنوي باعتبار الزمن والحدث فصار هناك مقاييس لفظية وهي كما يلي:
1- الكلمة التي تقبل لم قبلها مباشرة تعرف إنها فعل مضارع .
2- الكلمة لا تقبل لم لكنها تقبل تاء بعدها هي فعل ماضي .
3- الكلمة التي لا تقبل لم لكنها تقبل ياء المخاطبة لنفسي وللمؤنث هي فعل أمر .
العلامات اللفظية لتحديد الاسم :
لماذا نصف المخلوق ؟ نصفه حتى يعرف ولإيضاح المقصود .
لكن الهدف من صفات الله تعالى الثناء والمدح
نتيجة :
هناك كثير من القواعد اللغوية تجري على المخلوقين مثلا : كان محمدٌ واقفا
لكن ( وكان الله غفورا )هنا الـ(كان) أزلية فهو كان وسيبقى . إذا مقاييس اللغة على المخلوقين تختلف منها عن الخالق فقالوا الاسم غير المسمى على قياس المخلوقين لا إشكال حين تقول لا الناهية للمخلوقين حين تقول ( لا تجسسوا ) لا ناهية (ربنا لا تؤاخذنا ) هنا لا دعائية حاشا لله أن تكون ناهية .
الأصل في الاسم أن له مسمى إما أن يكون معنوي مثلا الحب لله
كيف نعرف الأسماء :
1- دخول حرف الجر - له وبك وفيك واليه واليها هناك دليل على اسمية كل من (الهاء والكاف ) هو دخول حرف الجر فهي ليست بحروف ولكنها أسماء فحين نقول : أحب فيك الصدق - الكاف هنا دلالاته أنت لكني لو قلت لك أحب في خالد الصدق تذهب الدلالة إلى خالد آخر وليس المقصود أنت .
هذه مقاييس لفظية فالفعل (صلّى )
1- لم يصلي - مضارع .
2- صليتُ - ماضي .
3- صلّي - أمر .
التكملة في الجزء الثاني ...
#حيدر_مكي_الكناني (هاشتاغ)
Haider__Makki__Al-kinani#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
اليوتيوب
لينكدإن
تيلكرام
تمبلر
بلوكر
الموبايل
