أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - دهام العزاوي - المواطنة وسؤال الهوية















المزيد.....

المواطنة وسؤال الهوية


دهام العزاوي

الحوار المتمدن-العدد: 6108 - 2019 / 1 / 8 - 23:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المواطنة وسؤال الهوية
د. دهام العزاوي

ان سؤال الهوية لا يرتبط بطبيعة الصراعات والانقسامات التي تحصل بين الهويات في المجتمعات المتصدعة ورغبة كل منها في فرض نموذجها الثقافي على الهويات الاخرى بطريق العنف او الترغيب والترهيب وانما كذلك بين الهويات التي تبحث عن الوحدة وتشكيل اتحاد جديد يقوم على المصالح السياسية والاقتصادية ، ففي تلك النماذج من الدول المتحدة تسعى بعض الجماعات الكبيرة الى تغليب هويتها الفرعية على بقية الجماعات سوآءا في التعليم او الاعلام او اللغة الرسمية للدولة ، ولاشك ان التنازع لفرض الارادة على الاخرين وارغامهم لتبني التمثلات الرمزية للجماعة الغالبة وان كان نزوعا فطريا يتعلق برغبة الانسان للسيطرة على اخيه الانسان الا انه سيودي حتما الى الاطاحة بمفهوم التعايش السلمي والاندماج المجتمعي وسيفضي لاحقا الى ابقاء نار التكاره وعدم الانسجام قائما في المجتمع مما يؤدي الى ضعف مفهوم المواطنة بما يعنيه من علوية الرموز والمشاعر الوطنية في عقل وتفكير وسلوكيات المواطنين وبما يخلق بينهم شعور الهوية الواحدة والدفاع عنها ضد اي اعتداء خارجي او داخلي . وفي عصر العولمة حيث تقاربت بفعل التكنولوجيا الشعوب بمشاعرها وافراحها وآلامها ومناسباتها وتقاليدها تصاعدت في ذات الوقت مشاعر الولاء والبراء من الوطن ففي الوقت الذي ساهمت التكنولوجيا من وسائل اعلام ، ووسائل نقل سريع ( قطارات ، طائرات ، سيارات ، طرق حديثة ، متروات ، انفاق ) ووسائل تواصل اجتماعي وجوالات في تقريب الناس لبعضهم البعض وقللت الفوارق الاجتماعية والاقتصادية وساهمت بانتقال العمالة بين مناطق البلد الواحد ، فانها في ذات الوقت قد هزت مشاعر الكثير من الجماعات الدينية والقومية المهمشة واعطتها مساحة كبيرة للتعبير عن مشاعرهم المكبوتة بطريقة تعبر عن ان زمن القمع الذي كانت تمارسه الانظمة الاستبدادية ضد الحريات العامة وبعيدا عن المسائلة قد انتهى وان تسييج الحدود بجدار من الصمت والتكتيم الاعلامي والسياسي قد كسره معول الاعلام ووسائل التواصل الاجتماعي الذي اوصل اصوات الغاضبين والمحتجين المحرومين الى اقصى اماكن العالم مما ولد نمطا جديدا من عولمة التعبير اخذت تؤثر بعضها البعض ، فاحتجاجات ذوي السترات الصفراء قد انطلقت في باريس ضد البطالة وزيادة الاسعار وفرض الضرائب ولكنها انتقلت بكم تكنولوجيا نقل الصورة الى مناطق كثيرة في العالم كالعراق ( البصرة ) ولبنان وهولندا وبلجيكا وكذلك في فلسطين المحتلة ، وفي السودان وغيرها ، وقد شكلت ظاهرة محمد البوعزيزي ذلك الشاب التونسي الفقير الذي احرق نفسه في 2011 ، احتجاجا على تهميش السلطة ، شكلت الشرارة التي اشعلت الربيع العربي والذي اطاح بالكثير من النظم الاستبدادية العربية . ولاينحسر تاثير التكنولوجيا في ميدان السياسة بل يتعداه الى ميدان الحياة العامة حيث تختلط مشاعر الحب والكره وتتحول الى مشاعر سلبية تظهر وقت الازمات مما يطيح بالتعايش السلمي والانسجام والامن بين المواطنين فما تتركه مباريات ريال مدريد وبرشلونة وغيرها من الفرق المشهورة عالميا على امن واستقرار المجتمع من حيث استنفار اجهزة الامن لفض المتشابكين من مشجعي الفريقين وما ينجم عنها من قتولات وجروحات متبادلة في بعض المجتمعات وفصول عشائرية في مجتمعنا ، تدفعنا لتحليل الظاهرة من زاوية المشاعر المكبوتة عند الشباب والحقد على السلطة جراء نقص الخدمات وانعدام التعيينات والبطالة والفقر!!
سؤال الهوية دفع النظم السياسية ذاتها للتماهي مع الواقع الدولي المعولم ، فالتكنولوجيا وتباري المواطنين للتهافت على اقتنائها اخذ يفقد الكثير من النظم السياسية ميزاتها السابقة للسيطرة على الهوية الوطنية والتحكم في تشكيلها وفقا لرؤية تلك النظم وثقافتها السائدة ، فبعض النظم السياسية تماهت واندمجت مع الواقع العالمي وطورت اساليبها في توظيف الاعلام وشركات الموبايل وتكنولوجيا الاتصالات والطرق الحديثة في ايصال الخدمات الى المواطنين في ابعد منطقة جغرافية مما عزز من شعورهم الوطني الموحد ، في حين ان الكثير من تلك النظم المتخلفة تركت للقوى العالمية المتقدمة المالكة للتكنولوجيا وللحداثة فرصة التحكم بتشكيل ثقافات وهويات شعوبها ، بل بالعكس وظفت بعض تلك النظم وسائل الاعلام على سبيل المثال في بث خطابات الكراهية ومقولات عنصرية عمقت من ازمة الهوية والانقسام في مجتمعاتها ويبقى سؤال الهوية والمواطنة سؤالا ملحا في واقعنا الراهن وله تداعياته المؤثرة على مدى التجانس والانسجام الوطني لاسيما في المجتمعات التي لازال سؤال من نحن يؤرق الكثير من الباحثين عن العدالة والمساواة وتكافؤ الفرص في وطنهم الذي ولدوا فيه ولم يعشقوا بلدا غيره ويحلمون بغد جميل تتحقق كل امنياتهم بالعدالة الاجتماعية والرفاهية الاقتصادية.
واستنادا لما تقدم وبالقياس على واقع العراق هذا البلد الذي عاني ولازال من اشكالية تعريف هويته الوطنية ، فان مواطنيه يتخبطون بين سياسات احتلال امريكي سعى بقوة لتمزيق اواصر اللحمة الوطنية بين العراقيين وارجاعهم الى مكوناتهم الاثنية وبين حكومات لا تملك برنامجا وطنيا واضحا في اعادة ما خربه الاحتلال واعادة رسم ملامح الهوية الوطنية بحدها الادنى وبين فضاء معولم ومحقون بشتى انواع الفايروسات الثقافية التي غزت عقول الشباب والاجيال العراقية الصاعدة وجعلتهم اتكاليين في سلوكهم وتبريريين في افعالهم واستهلاكيين في اموالهم . ومن يقلب صفحات الانترنيت يجد العجب العجاب في احاديث الشباب التي تهبط عن المستوى الوطني الى مستويات دونية تفاخر بأمجاد القبيلة والعشيرة والقومية والطائفة . وكما قال الشاعر جرير للراعي النميري :
فغض الطرف انك من نمير
فلا كعبا بلغت ولا كلابا
اذا غضبت عنك بنو تميم
حسبت الناس كلهم غضابا
لا شك ان سؤال الهوية بات من اكثر الاسئلة الحاحا عند العراقيين بعد ما حصل في 2003 من احتلال مدمر للهوية وماجره من انبعاث الهويات الفرعية واحترابها المخفي والمعلن، وما استتبعه من انفلات اعلامي وانفتاح تكنولوجي غير منضبط ولكن الحقيقة ان هذا السؤال له جذوره التاريخية المرتبطة بولادة الدولة العراقية ذاتها في بداية العشرينات من القرن المنصرم ، حينما شككت بعض الجماعات في شرعية ولادة تلك الدولة واعتبرتها غير شرعية وناقصة ، فرفع بعضها السلاح ضد الدولة الوليدة محاولة الاستقلال وتكوين دولة جديدة تعبر عن هويتها القومية التي تعتقد ان القوى الاستعمارية مزقتها ! في حين اثرت جماعات اخرى تحت ضغوط فتاوى دينية الانعزال عن مخرجات الدولة ونظامها السياسي لعقود طويلة خوفا من فقدان السيطرة على الاتباع وانغماس ابناءها تحت ضغط المدنية والحداثة في مخرجات الدولة الحديثة . كان الملك فيصل الاول رحمه الله اول من شخص حالة العراق وعرف مشكلات هويته الوطنية وهو يخوض جولاته ومساعيه لبناء هوية عراقية واحدة وقد ظل يصرح في مناسبات متعددة ان مهمة التوفيق بين العراقيين ليست بالهينة ، وان اقامة توازن بين مكوناته الرئيسة هي مهمة عسيرة ، ففي احدى مذكراته الى مجلس الوزراء عام 1931 ، تناول الملك فيصل المشاكل القومية والطائفية التي عاني منها العراق ، فالعراق وفق تصوره ( من جملة البلدان التي ينقصها اهم عنصر من عناصر الحياة الاجتماعية ، ذلك هو الوحدة الفكرية والملية والدينية ، فهي والحالة هذه مبعثرة القوى ، منقسمة على بعضها ويحتاج ساستها الى ان يكونوا حكماء مدبرين وفي عين الوقت اقوياء مادة ومعنى . وعلى جانب كبير من الاحترام لتقاليد الاهالي ، ولا ينقادون الى تأثيرات رجعية او افكار متطرفة تستوجب رد الفعل ) .
ولذلك كان من الطبيعي والحالة هذه ان يحمل المستقبل تنافسا واحتكاكا بين تلك المكونات على نحو اوصل مشروع بناء الدولة العراقية في مراحل لاحقة الى مرحلة من الانسداد السياسي المتمثل في غياب حقيقتين اساسيتين :
اولهما : تعثر المشروع الوطني بسبب افتقار السلطة الى الادوات التي تجعل من التنافس بين العصبيات الاجتماعية تنافسا سلميا وطبيعيا وركون السلطة على اختلاف مسمياتها الى اساليب غير ديمقراطية في تثبيت وجودها وفرض نموذجها ورؤيتها الخاصة بهوية الدولة وبالمواطنة ، مما دفع الى تحول غالبية الشعارات الي رفعت حول الوحدة الوطنية والمساواة وحكم القانون الى نوع من الارتزاق السياسي والبحث عن مغانم السلطة والمصالح الشخصية للأحزاب التي حكمت العراق وهو ما اضر بالهوية الوطنية التي ظلت مشوهة في عقلية المواطن العراقي والذي بقي ولازال يردد من انا ؟
ثانيا : ضعف مفهوم المواطنة ذلك المفهوم الذي يشرعن المساواة بين المواطنين في الحقوق والواجبات ويقوي من ولائهم للدولة بصفتها القوة التي تدافع عن الكيان الاجتماعي برمته .
ولاشك ان سبب ضعف المواطنة في العراق يعود في جزء اساسي الى ضعف السلطة في العراق على اختلاف مراحلها عن ادارة التنوع في العراق ، فالتعدد لم يدر وفق مبدأ حق المشاركة للجميع او وفق منطق الادارة السليمة للاختلاف ، اذ سعت السلط الهيمنة على مفاصل المجتمع واقامة تجانس فوقي وقهري للهويات العراقية قابل للانفجار في اي لحظة تضعف فيها السلطة . وقد غيبت هذه الطريقة القسرية شبكة المؤسسات الوسيطة بين الفرد والدولة كالأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني ودور القطاع الخاص والطبقة الوسطى ، مما جعل انهيار السلطة ومعها الدولة امرا بسيطا وغير مفاجئ وهو ما حصل مع الاحتلال الامريكي وسياساته في تفكيك الهوية الوطنية عبر اشاعة نظام المحاصصة الطائفية والقومية والعشائرية والحزبية واشاعة النهب للمال العام واضعاف حرمته في نظر العوام وفسح المجال للكثير من الفاسدين والمارقين لتسلم المسؤولية ، واطلاق العنان للفضائيات والشخصيات الحاقدة من سياسيين ورجال دين واعلاميين لترويج خطاب الكراهية بين العراقيين وتحت مبررات الحرية ، اضافة الى اضعاف التعليم بكل مستوياته وابعاد الكفاءات واضعاف الطبقة الوسطى ، وبكل اسف بات العراقي يخضع اليوم لمقاييس جماعته وطائفته وليس لمعايير المواطنة والانتماء الوطني التي تشربت بين العراقيين منذ الاف السنين ولازالت رغم ضعفها صمام امان امام سريان مشاريع التقسيم والتفكيك التي ارادت لها بعض القوى الداخلية والخارجية ،
اختم بما قالته احدى الكاتبات البريطانيات في ردها على مقولات البعض من الكتاب من ان العراق ولد ولادة قيصرية مشوهة نتيجة سياسات الاستعمار البريطاني وان الوضع الطبيعي هو في تفكيك العراق واعادة حقوق بعض مكوناته ، فردت قائلة حتى وان تغاضينا عن الاف السنين من تاريخ بلاد النهرين واعتبرنا ان العراق ولد قسريا ، الا يكفي اكثر من ثمانين عاما من الوحدة بين المكونات المتضادة ان تخلق صفات وقيم مشتركة بين العراقيين تعينهم على تجاوز محنتهم .
هذا السؤال يمكن ان نعيده بطريقة اخرى الا يكفي بعد كل الشعارات ما دون الوطنية التي رفعت منذ 2003 والى اليوم ، ان نكتشف كعراقيون ان السلطة والوصول الى مغانمها وملذاتها كانت على حساب الكثير من الشعارات والاغطية الايدلوجية التي دفع ثمنها بسطاء المواطنين المسالمين في الامن والخدمات وضياع الموارد وغياب رؤية تنموية موحدة طوال السنوات الماضية وان التفكير بإعادة الهوية الوطنية بات ضرورة للخروج من عنق الزجاجة الذي لازالنا عالقين فيه .



#دهام_العزاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخطاب الديني والمسؤولية الوطنية
- الفلوجة تستغيث فهل من مجيب ؟
- الحماية الاجتماعية في العراق : الفقراء اخر المستفيدين
- المبادرة الوطنية للمشاريع الانمائية في المناطق المحررة
- ما كثر المتسولين وقلة المتعففين
- السلم المجتمعي .. الضرورة الغائبة في العراق
- ما احوجنا الى كايزن عراقي
- الديمقراطية الاثنية في ظل العولمة


المزيد.....




- أوروبا ومخاطر المواجهة المباشرة مع روسيا
- ماذا نعرف عن المحور الذي يسعى -لتدمير إسرائيل-؟
- من الساحل الشرقي وحتى الغربي موجة الاحتجاجات في الجامعات الأ ...
- إصلاح البنية التحتية في ألمانيا .. من يتحمل التكلفة؟
- -السنوار في شوارع غزة-.. عائلات الرهائن الإسرائيليين تهاجم ح ...
- شولتس يوضح الخط الأحمر الذي لا يريد -الناتو- تجاوزه في الصرا ...
- إسرائيليون يعثرون على حطام صاروخ إيراني في النقب (صورة)
- جوارب إلكترونية -تنهي- عذاب تقرحات القدم لدى مرضى السكري
- جنرال بولندي يقدر نقص العسكريين في القوات الأوكرانية بـ 200 ...
- رئيسة المفوضية الأوروبية: انتصار روسيا سيكتب تاريخا جديدا لل ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - دهام العزاوي - المواطنة وسؤال الهوية