أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فتحي علي رشيد - تقديس الزعامات عند العرب المعاصرين .حالة مرضية أم عرضية ؟















المزيد.....

تقديس الزعامات عند العرب المعاصرين .حالة مرضية أم عرضية ؟


فتحي علي رشيد

الحوار المتمدن-العدد: 6108 - 2019 / 1 / 8 - 22:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من الناحية التطورية تعتبر الغوريلا ( القردة إنسانيات الشكل )أقرب الكائنات الحية الراقية إلى الإنسان ومن أبرز ما تتصف به مجموعاتها المؤلفة من حوالي خمسين فردا (بين اناث كبار وصغار بينهم عدد من الذكور )هو خضوع المجموعة لأوامر الزعيم المطلقة ,والذي غالبا مايكون أكبر أو أقوى أو أضخم أفراد المجموعة وفي بعض الحالات المتقدمة ,اصبح الغوريلا الأذكى ولكي يفرض سيطرته على المجموعة يقتل كل الذكور .ومن حسن حظنا كبشر أن الذكر الأذكى والأعقل والأكثر خبرة ومعرفة ودراية وحكمة ورأفة .غدا بمثابة القائد أو الزعيم للعشيرة ومن ثم للقبيلة وهذه قفزة تطورية حاسمة في تاريخ الأنواع .ومع نشوء وتطور المجتمعات والدول والإمبراطوريات بات التقديس (بدل الخضوع الغريزي الناجم عن الخوف ).تقديس الملك أو الامبرطور أوالشاه أو القيصرالذي يثبت نجاعته, حاجة ضرورية تتطلبها تسييرأمور الدولة الناجحة .ولا يذكر التاريخ إلا قلة من الرجال المعتوهين أو المرضى نفسيا أو عقليا الذين حكموا بلدانهم أمثال كاليغولا أو نيرون أوهتلرأو ستالين .مع أن الأخيرأحدث في بلده نهضة مدهشة لكنه مع ذلك لم يحكم لأكثر من ثلاثين سنة .أما بالنسبة لنا نحن العرب فنذكر بأن عمر ابن الخطاب والذي يعتبر أعظم شخصية حاكمة في تاريخنا القديم والحديث لم يحكم لأكثر من عشر سنوات , وجميع الخلفاء الراشدين لم يحكمونا مجتمعين فترة أطول من تلك التي حكمنا بها أقل زعيم عربي شأنا .أما من حكموا بالقوة والغلبة أولفترة أطول فجاؤوا ـ على الأغلب ـ نتيجة لعملية التوريث أو التدليس أو التخويف .وغالبا ما كان ينتج عن حكمهم تراجع في مستوى بلدانهم وشعوبهم وجماعاتهم ,على كافة المستويات أو بعضها .ومع أن الكثيرمن المواطنين العرب يعرفون ذلك ألا أن أغلبهم كانوا ومازالوا يصرون على التمسك بالزعيم الفلاني أو العلاني رغم معرفتهم أنه لم يعد يصلح للحكم أو لإدارة أمور البلد ـ على الأقل ـ بسبب ماأحدثته سياساته مؤخرا من خراب ودمار . مما يجعلنا نقرر أن ذلك أن دل على شيئ فإنما يدل أما على وجود حالة مرضية أصابت الشعب أو لأن تلك المجموعة التي تتمسك بذاك الزعيم وتقدسه لم تجد بديلا عنه وهذا بالمنطق مستحيل .أولأنه جاء نتيجة لحالة مستجدة أو مصطنعة عرضية خارجة عن إرادتهم ,كون عمر هذه الحالة لايزيدعن سبعين سنة حيث لم تظهر الا بعد قيام دولة أسرائيل وابراز الأمريكان مثلا في سوريا للزعيم "حسني الزعيم" .والطريف أن بعض المجموعات البشرية مثل المنتمين إلى الحزب الشيوعي السوري أو حزب الكتائب اللبنانية أو حزب المردة أو التقدمي الاشتراكي أو جماعة كرامي و.....ماتزال تصر على السير خلف ابناء أو أحفاد الزعيم الأول كما لو كانوا شخصيات مقدسة (سلالة نقية وطاهرة )لانظير لها وكأنه لايمكن لنساء تلك المجموعة أن تلد من هم أقدر أو أصلح أو أفضل للحكم والزعامة كما هو الحال في سلالات الملوك والأمراء العرب.
ونحن أذا أخذنا الحالة الفلسطينيية (باعتبارها حالة ثورية )فإننا لايمكن إلا أن نصاب بالدهشة :فمثلا نجد البعض يقدس عرفات ( من حسن حظنا أنه لم يخلف أولاد ليحكومنا بالوراثة كما في الحالتين السورية واللبنانية الممانعتين ,مع أنه ورثنا من هو أسوأ مافي تلك المجموعة )وأخرين يقدسون أحمد جبريل وآخرون نايف حواتمة وأخرون جورج حبش ..وكل فرد من تلك المجموعات يلعن قائد المجموعه الاخرى ( أو ماتسمى تفخيما "فصيل ") ,ويصفه بأقدع الصفات ,ولو أمكنه لقتله دون أي شفقة أو رحمة .كما لو أنهم عادوا أو حنوا للحالة التي كانت عليها مجموعات قرود الغوريلا (الذين يقتلون زعيم المجموعة الأخرى رغم أنه من ذات النوع ). وهذه الحالة المرضية أو البدائية امتدت لتشمل دولا عربية عريقة مثل مصر و العراق وسوريا والجزائر ,,.فنحن لايمكن أن ننسى تقديس عبد الناصررغم الهزيمة التي حدثت في عهده , ولاتقديس السادات أو حسني مبارك أو السيسي والتمسك بهم كما لو كانوا انبياء مع أن أغلبنا بات ينكرنبوة الرسل أوينكر ماجاؤوا به .والطريف أن لم يكن سليل سلالة نقية زعم أو تصور أنه المهدي المنتظر كما تجلى في سلوك السيد حسن كبديل عن قيادات مستهلكة .
أما إذا تذكرنا من جاؤوا كبدائل عن صدام حسين أو حافظ الأسد أو عبد الناصر فنجد أن كثيرا منهم لايستحقون أن يكونوا علىى كرسي الحكم بسبب مافعلوه بشعوبهم وبلدانهم وما ألحقوه بها من تقسيم أو دمار وخراب مادي ونفسي وعقلي أو نتيجة لضياع أو تسليم أجزاء من بلدانهم للعدو الغاشم فحسب بل لنمط حياتهم وسلوكهم الشخصي الملئ بالعجز ولاشك سنصدم . أما أذا تذكرنا القذافي وعمر البشير وعلي عبد الله صالح والمقعد بوتفليقة فاننا لاشك سوف نصاب بالصداع . وأنا شخصيا أرى أنه كان من الأفضل لهم أن يجمعوا ويوضعوا في مصحة للأمراض النفسية أو العقلية ,أو ليعزلوا في جزيرة نائية وهادئة , وذلك رأفة بحالهم كونهم في أعماق أنفسهم يعرفون أنهم بحاجة لراحة نفسية أكثرمن أن يحكموا حتى أسرهم .وهذا ماصرح به بعضهم "أنه جيئ به إلى الحكم وبأنه لم ولا يجري وراءه ". بدلا من قتلهم كما فعل بعضنا بالقذافي أو صدام أو علي صالح .
والسؤال الذي يطرح نفسه علينا بعد كل هذا الإصرارعلى فرض هؤلاء الحكام لأنفسهم عنوة ,أوعلى إعادة انتاجهم أو انتاج أمثالهم من جديد ـ على الرغم مما ألحقوه ببلدانهم وشعوبهم أو مجموعاتهم وطوائفهم أو أحزابهم من دمار وخراب وموت وتهجير وتعتير وشقاء واغتراب وتباعد وأحقاد ؟وبغض النظر عما إذا كان هذا من بنات عقولهم ,أم نتيجة لتخطيط قامت به قوى شريرة (مثل الموساد )لاتريد ببلداننا وشعوبنا خيرا ,أو كما قال عمر البشير "لحقدها علينا كوننا نتمسك بديننا " ؟.) . وإما لأن أسماع كثيرين منا تلقت في المدرسة والبيت والشارع والجامعة والوظيفة أوالمذياع أو قرأت في الصحف والتلفزيون كلمات ـ كما نتناول في طعامنا نوع من المخدرات تجعلنا ننام على الذل والهوان والعبودية والخنوع والخيبة ؟
ونحن إذا علمنا ,أو تذكرنا أن معادلة إقامة الدول والشعوب المتخلفة تتكون من شقين :المستبدين والطغاة من جهة . والعبيد والأقنان والرعاع من جهة أخرى. وطالما أنه لايمكن للإستبداد أوالإستعباد والتخلف أن يبقى أو يستقيم ,إن لم يجد المستبدين ,بشرا لديهم الاستعداد لأن يكونوا عبيدا . بمعنى أننا جميعا ,وبداية إذاماأردنا (وقبل أن نفكر ب )التحرر من العبودية والتخلف والاسترقاق ,أو من التعتيروالشقاء والخيبة . وقبل أن نهاجم الاستعمار وأعوان الاستعمار وقبل أن ندعوا شعوبنا إلى التشبه بالغرب وأمريكا من حيث عدم تقبل حكم أي زعيم لبلده لآكثر من دورتين انتخابيتين وبشكل ديمقرطي ونزيه وشفاف فعلا لا قولا .وقبل أن نحارب طواحين الهواء و نلعن الحظ العاثر علينا أن نحارب ماهو قريب منا جدا .ماغرس في نفوسنا وعقولنا من تقديس أو تأليه للزعيم .على الأقل أن نبدأ الإدرك بأن الزعيم ليس إلا بشر مثلنا ,حًكًمناه نحن بنا ليُحسٍن من أحوالنا وأوضاع بلدنا ,وإن أخطأ قومناه بألسنتنا وأن لم يستجب سنقومه ـ كما قال الأعرابي لعمر ابن الخطاب ـ بسيوفنا . وإن لم نفعل لاهذا ولا ذاك فالأجدر بنا أن نصمت و نتقبل الامر الواقع ونكف عن الشكوى والتذمر .



#فتحي_علي_رشيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المتاجرة بالقضية الفلسطينية
- قراءة في حل المسألة الكردية
- انتصارات محور المقاومة بين الوقائع والأوهام
- قراءة في الموقف الأمريكي مما يجري في سورية
- مايدور حول استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا
- تجدد عوامل نشوب الحرب العالمية الأولى
- تساؤلات حول حلف الشرق الأوسط والعداءلإيران أخطر تحدي يواجه ا ...
- قراءة في تفاعلات جريمة مقتل الصحفي جمال خاشقجي
- قراءة جديدة في القضية الفلسطينية (21) نقض النظرية السامية وا ...
- الخاشقجي والصراع في الشرق الأوسط
- - لافروف - , -الحاكم بأمرالله - ! في سوريا
- دلالات الموقف من المختطفات - الدرزيات -لدى داعش
- تهالك القوى الجديدة المعادية بالكلام للولايات المتحدة وإسرائ ...
- قراءة جديدة في القضية الفلسطينية (20) دحض نظريات التفوق العن ...
- قراءة جديدة في القضية الفلسطينية ( 19 ) الأبعاد التاريخية وا ...
- الحل في سورية سهل ,لكنه ممتنع
- مستقبل مظلم,لحاضر متشح بالسواد ومخضب بالدماء
- الهروب من الحل
- معركة الفصل في إدلب
- صفقة القرن


المزيد.....




- مقتل فلسطينية برصاص الجيش الإسرائيلي بعد مزاعم محاولتها طعن ...
- الدفاع المدني في غزة: العثور على أكثر من 300 جثة في مقبرة جم ...
- الأردن: إرادة ملكية بإجراء الانتخابات النيابية هذا العام
- التقرير السنوي لـ-لعفو الدولية-: نشهد شبه انهيار للقانون الد ...
- حملة -شريط جاورجيوس- تشمل 35 دولة هذا العام
- الصين ترسل دفعة من الرواد إلى محطتها المدارية
- ما الذي يفعله السفر جوا برئتيك؟
- بالفيديو .. اندلاع 4 توهجات شمسية في حدث نادر للغاية
- هيئات بحرية: حادث بحري جنوب غربي عدن
- وزارة الصحة في غزة تكشف عن حصيلة جديدة للقتلى والجرحى نتيجة ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فتحي علي رشيد - تقديس الزعامات عند العرب المعاصرين .حالة مرضية أم عرضية ؟