أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محيى الدين غريب - 7 يناير ليس الحل














المزيد.....

7 يناير ليس الحل


محيى الدين غريب

الحوار المتمدن-العدد: 6107 - 2019 / 1 / 7 - 23:23
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


(مقال منذ سنة 2003)
الذين يعرفوننى يعرفون أننى لست من الذين يصنفون الناس بقدر دينهم ولا بقدر غناهم او جاههم ، بل فقط بقدر مساهمتهم ومواقفهم الإنسانية ، ولذلك قررت أن اكتب ما خال بفكرى فى هذا الموضوع الذى يعتبره معظم الناس موضوعا حساسا.

وتعجبت عندما قرأت وسمعت ورأيت المسئول بعد الآخر والكاتب بعد الآخر وهم يطننون بفطنة هذا الاختراع ، ألا وهو إعتبار يوم 7 يناير (عيد الميلاد المجيد‏) عطلة رسمية للجميع فى جمهورية مصر العربية بقرار من رئيس الجمهورية. اعتبره البعض مبادرة شخصية تاريخية لتجنب وقوع فتنة طائفية ، واعتبره د. مصطفى الفقى " قرار مسح الغبار عن الإسلام الصحيح وإنصافا للاسلام " (أخبار اليوم 2/12/2002).

وتعجبت وانتظرت أن أسمع ولو كلمة أو رأيا واحدا يقترب من قريب أو بعيد عما خال بفكرى ولكن دون جدوى ، ووجدتنى حبيس هذا الراى الوحيد ، وانتظرت حتى نهنأ بالعطلة ونهدأ ونفكر مرة ثانية.
ولاشك أن مثل هذا القرار يعد فى الظاهر قرارا لطيفا وسخيا ولابد أن يحوذ إستحسان الجميع ، إلا أنه قرار غير عملى وغير طبيعى.

قرار غير عملى لأن فيه خسارة لأكثر من 85 % من انتاج البلاد فى الوقت الذى نحن فى أمس الحاجة إلى المزيد من الأنتاج ، وهو قرار غير عملى لأنه يحرم المسيحيون من قضاء إجازتهم أكثر خصوصية وأقل ازدحاما ، وهو قرار غير عملى لأن يوم 7 يناير سيقع كل اربعة سنين موافقا لعطلة ايام الجمعة والسبت والأحد .

وهو قرار غير طبيعى لأن اختلاف الديانات من بين الاختلاقات الطبيعية مثلها مثل إختلاف العقيدة والمذهب واللون والرأى ....، لايصح أن يكون سببا فى تفرقة أو خلاف بين أبناء الوطن الواحد وبعضهم.
إن الشعور تجاه الآخرين والتعايش معهم لابد أن ينشأ وينمو طبيعيا داخلنا وليس فى يوم معين من السنة وليس مصادفة من قرار سياسى أو من مبادرة من هنا أومن هناك .

وهو قرار غير طبيعى لأن قبوله وإستتبابه لابد أن يؤول بنا إلى فكر المساومة السياسية فى مثل هذه الأشياء ، فلم لا عطلة رسمية لأقليات اخرى لها دين او مذهب او عرق آخر ، ولم لا تكون حصة المشاركة فى الحكم والسلطة بالنسبة العددية للأقليات المختلفة ، وهكذا .... لنتوه فى صراعات داخلية لا نهاية لها.

أتذكر طفولتنا القريبة البعيدة جيلنا وربما جيل بعدنا لم نفكر مطلقا فى مثل هذه الاختلافات ، لم نفكر ما إذا كان جيراننا مسيحيين أو مسلمين وكذا زملاؤنا فى المدرسة وطبيب العائلة والفنان والوزير والغفير. لم أفكر ولأكثر من خمسين عاما لماذا كانت تأخذنى جدتى (المسلمة والمتدينة قلبا وقالبا) من حين لآخر إلى كنيسة العذراء أراقبها وهى تتمتم بالدعاء ثم نشعل شمعة " لستنا مريم ."

الحل أن نعود إلى داخلنا إلى طبيعتنا إلى تاريخنا إلى أدياننا السمحاء وإلى مصريتنا التى دامت آلاف السنين حتى نستطيع أن نقف امام هؤلاء الذين يطننون بالوحدة الوطنية ويستغلونها سياسيا من أجل موقف تاريخى أو مبادرة من هنا أو من هناك.



#محيى_الدين_غريب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عطلة 7 يناير ليس الحل
- مصريون أولا ثم عرب
- ذكرى ثورة 23 يوليو 1952
- أن تكون مصريا!
- وتاهت القضية
- ديمقراطيتهم وديمقراطيتنا
- الأديبين ع. & ع.
- مين يشهد لأم الديكتاتورية
- فرنسوا نويل بابيوف - آخر العاطسين فى الزكائب-
- أنين الصمت
- ثورة 25 ينابر ليست للذكرى !!
- أوهام تقسيم الدول
- المؤامرة بين الحبكة الأدبية وإراداة الشعوب !
- الناقة والجمل
- من يضطهد من ...!!
- لو كنت الإله القادر !!
- محاكمة الأنبياء 5 (المرافعة)
- المحاكمة 5 (المرافعة)
- نحن لم نولد أحرارا
- محاكمة الأنبياء 4


المزيد.....




- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...
- لوموند: المسلمون الفرنسيون وإكراهات الرحيل عن الوطن
- تُلّقب بـ-السلالم إلى الجنة-.. إزالة معلم جذب شهير في هاواي ...
- المقاومة الإسلامية تستهدف تحركات الاحتلال في موقعي المالكية ...
- مكتب التحقيقات الفيدرالي: جرائم الكراهية ضد اليهود تضاعفت ثل ...
- قناة أمريكية: إسرائيل لن توجه ضربتها الانتقامية لإيران قبل ع ...
- وفاة السوري مُطعم زوار المسجد النبوي بالمجان لـ40 عاما
- نزلها على جهازك.. استقبل الآن تردد قناة طيور الجنة الجديد 20 ...
- سلي أولادك وعلمهم دينهم.. تردد قناة طيور الجنة على نايل سات ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محيى الدين غريب - 7 يناير ليس الحل