أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - داود السلمان - الحمير تتعرض للإبادة الجماعية














المزيد.....

الحمير تتعرض للإبادة الجماعية


داود السلمان

الحوار المتمدن-العدد: 6105 - 2019 / 1 / 5 - 15:20
المحور: كتابات ساخرة
    


لعل الشعب العراقي هو الوحيد عن بقية البلدان العربية والاسلامية الذي تناول لحوم الحمير بكميات كبيرة، سواء كأكلات سريعة أو ذات الطبخ العالي، أي كنوع مرغوب فيه على مستوى جميع الامراق. وما يميز العراق عن بقية الشعوب الاخرى: هو أنه تعرض الى حصار قاس جدا، الا وهو الحصار الاقتصادي الذي فرضته الولايات المتحدة على العراق ابان غزوه للكويت في تسعينيات القرن المنصرم.
وفي هذه الفترة القاسية والظالمة معا، مر الشعب العراقي بحالة تجويع فضيعة، حتى خلط التراب بالطحين وتناوله كلقمة سائغة. أما اللحوم البيضاء والحمراء فلا تتناولها الا الاسر المرفهة الضاربة جذورها في البطر، والممتلئة جيوبها بالدنانير والدولارات. أضافة الى ارتفاع الاسعار في كافة السلع، من مأكل ومن ملبس ومن غيره، بما فيها مادة اللحوم، وهي المادة الرئيسية في المطبخ العراقي، حيث صار كيلو اللحم بسعر طفل او طفلة تبيعه بعض النسوة (نتيجة الفقر والعوز) للعوائل المحرومة من الانجاب، وهو ما يسمى: (الاتجار بالبشر).
هنا اقتنص بعض التجار – أصحاب الضمائر الميتة- الفرصة حيث وجدها سانحة امامه، وهي فرصة لا تعوّض، فراحوا يذبحون الحمير(المتردية والنطيحة) ويبيعوها بالأسواق الشعبية، وبأسعار مناسبة، بحيث لا تؤثر على اصحاب الدخل المحدود، وحتى فاقدي الدخل، من الناس العطالة- البطالة. وبذلك اصبح كل الشعب العراقي، وبأجمه، يأكل اللحوم الحمراء من دون أن سئل عن المصدر، من باب ذبها براس عالم واطلع منها سالم؛ وهذه المرة لم يسلم، بل وقع بالقاضية مرة اخرى، ونحن في زمن الديمقراطية، واحزاب حاجة بربع، وصديقي باك محفظتي، وهذه المرة بوك من دون حسيب ولا رقيب، والله يرحم حسيب، لأنه مات قبل الديمقراطية بـ 2500متر طفر موانع، وظل ابن الخايبة، يركض والعشا خباز، حتى عموا على الخباز وصار اغلى من اللحم. لم يسلم المواطن، لأن هناك اخبار تسربت من على المواقع الاخبارية تشير الى أن الجهات الامنية عثرت مؤخرا على مخرن كبير في احدى محافظات العراق الوسطى، وجدوا في هذا المخزن قطع غيار لبقايا حمير تعرضت للإبادة الجماعية على يد تجار لا يخافون الله، وتبين للجهات الامنية أن هؤلاء التجار يصدّرون هذه اللحوم، وبكميات كافية لكل محافظات العراق، لكي لا ينحرم مواطن عراقي من هذه اللحوم، كثيرة البركة وبأسعار زهيدة، كسرا للحصار ورغما عن انوف الفاسدين، وسراق المال العراقي العام، فبوركت الايادي التي ذبحت هذه الحمير وصدرتها للشعب الراقي، ولم تفكر بتصديرها للخارج، على اعتبار انهم يحبون المواطن ويغارون على الوطن.
ملاحظة/ وكاتب هذه السطور، اصبح يعاني من الصفنات الكثيرة ما يثير الاستغراب، فنسترعي الانتباه.



#داود_السلمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مشروع تحجيم دور العشائر
- ما نوع تشاؤم شوبنهاور؟
- العالم في خضم الفيس بوك
- توضيح -تشاؤم شوبنهاور-
- شوبنهاور واقعيا لا متشائما
- لا دليل على تشاؤم شوبنهاور
- نعم.. شوبنهاور ليس متشائماً
- سيد قطب.. منظر الارهاب
- شوبنهاور ليس متشائماً
- لماذا تقرأ؟
- يدعى سعدي يوسف
- اسمها أروى- قصة قصيرة
- اقصوصتان
- ابن سينا في فكر نوال السعداوي
- نقد نظرية (وجد الجنس لغرض الحفاظ على النوع)
- عزوف أفلاطون عن الزواج
- حقيبة الزندقة: ابن المقفع(مقدمة)
- عزوف ديكارت عن الزواج
- الارث- قصة قصيرة
- اسباب عزوف المعرّي عن الزواج


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - داود السلمان - الحمير تتعرض للإبادة الجماعية