أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - سليم نزال - انيموس و اقصى اليسار و قرية ماكندو!














المزيد.....

انيموس و اقصى اليسار و قرية ماكندو!


سليم نزال

الحوار المتمدن-العدد: 6106 - 2019 / 1 / 6 - 02:14
المحور: مقابلات و حوارات
    



قبل اريعة اعوام بالضبط رحل صديقنا (اقصى اليسار ) . و كنت قد تعرفت عليه من خلال صديقة مشتركة اسمها انيموس .و على ايه حال كلاهما كانا يستعملان اسماء مستعارة كما درجت عليه الحاله فى غرف الدردشة مع بدايات عصر النت .كان اقصى اليسار امريكى مقيم فى الارجنتين كما كانت انيموس امريكيه مقيمة فى المكسيك .و كان شيوعيا يسير طريق تشى غيفارا و ثوار امريكا اللاتينية فى العصور الماضية .فى مرحلة من مراحل الثورية كانت اسماء مثل سيمون بولفار محرر امريكا اللاتينية و زاباتا احد ابرز ثوار المكسيك تتردد ا فى حواراتنا و احاديثنا .و كنا نجد اشخاصا مثل تشى غيفارا و كاسترو امتدادا لهذا الرعيل .لكن الشخصيه التراجيدية فى امريكا اللاتينية كانت فى نظرى سيلفاددور اليندى لم يكن الرجل ثوريا مثل الاخرين .لكنه كان رجل مبادىء .لم يغادر قصر الرياسة بعد انقلاب بينوشيه و حمل بندقيه و مات و هو يدافع عن القصر الجمهورى لا مونيدا رمز الشرعيه .


اطلعتني انيموس على موقعه و كان من اهم المواقع التى قراتها فى الدفاع عن قضايا العالم الثالث .بل انه كان مهتما بموسيقى و اغان من العالم الثالث لانه كان يهتم بابراز ثقافة العالم الثالث .كان الرجل منحاز لقضيا شعوب العالم باخلاص قلما رايته .كانت فكرة الثورة و الخلاص من الامبريالية خبزه اليومى .
و قد استفدت كثيرا من تحليلاته و دراساته .
و قد اجرى معى مقابلتين او ثلاثة كانت حول فلسطين و حول الربيع العريى .كما نشر لى العديد من المقالات .و كان يهتم بكفاح فلسطين و يضع اخبار فلسطين فى مقدمة الاخبار .كان لديه اضطلاع واسع حول القضية الفلسطينة من جوانبها المتعددة .و كان يؤكد لى دوما ان المشروع الصهيونى لا مستقبل له .

انيموسكانت معادية لللامبرياليه .كانت شيوعيه بالفطره و لكن لم يكن عندها اضطلاع نظرى واسع حول الشيوعيه. و كانت تؤيد فلسطين بكل قوة و حراره .. كانت امراه طيبه تعيش مع زوجها الامريكى ايضا فى قرية فى المكسيك .و اخبرتنى انها تفكر فى كتابة نوع من مذكرات و بالفعل شجعتها على ذلك .و قد استغرق الامر حوالى ثلاثة سنوات عندما صدر كتاب فنجان قهوة الذى ارسلته لى فى البريد . . كان كتابا رائعا يتحدث عن حياة الناس فى تلك القرى المكسيكيه .كانت قصص الكتاب بسيطة و لغة قريبه جدا من اللغة المحكية المتداوله يوميا .

قرات الكتاب بنهم .و الطريف انها منحت اسماء شلتنا من الاصدقاء اسماء لابطال الرواية,
و لعلها ارادت بهذا ان تعبر عن حبها للاصدقاء الذين تتقارب معهم فى الفكر .

و قد كان لنا صديقة سويدية ايضا من يحملون فكرا معاديا لللامبريالية .و مرة ذهبت وزرت الصديقة السويديه و ارسلنا لامينوس صورة لنا و كانت فرحة جدا للقاءنا . امضيت ويك اند رائع لدى الصديقة السويدية . و لما كانت معرفتى بها من خلال النت كان تلك المرة الاولى التى اقابلها فيها .يا لها من امراة هادئة ! لم ارى فى حياتى قط امراة تتمتع بهذا الهدوء .
اما شقتها الصغير فهى منظمة الى درجة انها تصل الى اى شىء فى البيت خلال ثوان فقط . قلت لها لكم احسدك على هذا .اذ يلزمنى ساعات احيانا لكى اجد ورقة او كتابا فى فوضى بيتى .

قلت لصديقتنا السويدية ما رايك ان نذهب للمكسيك لكى نبقى بعض الوقت فى قرية انيموس .و كانت الفكرة ان تبقى هى بعض الوقت ثم تسافر لترى بلدان اخرى فى امريكا اللاتيبنية بينما انعزل انا لاتفرغ للكتابة .
رحبت انيموس بالفكرة و قلت لها كل ما هو مطلوب ان تساعدنا فى ايجاد شقة نستاجرها فى القريه و اضافت ايضا انها ستجد لنا فتاه تنظف البيت و تطهو الطعام .
و عندما ارسلت لى انيموس بعض صور القرية ذهب تفكيرى الى قرية ماكوندو القرية التى نسجها خيال غارسيا ماركيز . كانت شخصيات الرواية عالقة فى ذهني .من شخصيه مؤسس القرية اركاديو الى شخصيه ارسولا الساحرة المراة التى كانت ربما اكثر رقة من ان تعيش فى هذا العالم .ثم شخصية العجرى ميلكيلدس حيث اكتشف الغجر القرية التى كانت تعيش عالمها حيث بدات تتغير على وقع الزمن الحديث .
بل صرت اتخيل نفسلى جالسا اكتب فى تلك الاجواء المشابه لاجواء قرية ماكندو !
توفي اقصى اليسار و ارسلت من خلال انيموس رساله تعزية الى عائلته .و بعد ذلك حصلت احداثا كان بعضها غير واضح لى .عرفت ان انيموس حاولت الانتحار و قد كتبت لى رسالة اشبه بالوداع لكنها ظهرت مرة ثانية حيث تحدثت معها مرة او مرتين ثم اختفت نهائيا .اتصلت بى صديقتنا السويدية تسالنى ما العمل لمعرفة ما حصل لها.
قلت لها ربما يوجد عنوان لشركة النشر على كتابها الذى ضاع منى فى مكان ما فى البيت .لكنها قالت انه لا يوجد لان الامر كما يبدو كان طباعة محلية .
ايا كان الامر مضت انيموس كما مضى اقصى اليسار من قبل .و باتت انيموس فى تفكيرى مثل شخصيات ماركيز التى ضاعت فى ذلك العالم البعيد !



#سليم_نزال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- احاديث مع فيرونيكا فى اخر يوم من العام !
- بعض من تامل الحياة !
- عن المطران كبوتشى في ذكرى وفاته
- خيار سوسيوجيا الامل .
- نحن فى مرحلة اكثر وضوحا!
- هل من قراءة لافاق المستقبل ؟
- عصر التحولات!
- عام اخر يضاف لاحدى اشرس المقاومات فى التاريخ!
- اليوم الاخير من عام2018
- عالم بائس و سيكون اكثر بؤسا ان لم نفعل شيئا!
- عن القراءة و عن الحياة !
- على اعتاب عام جديد!
- حذار من ضياع هويتنا !
- كان ياما كان فى قديم الزمان !
- احاديث نهاية السنة !
- لقاء مع صديق اوغندى!
- الباحث حين يصبح شاعرا !
- هل يمكن تفسير السلوك الحضارى ؟
- هل ستعود الحضاره الى ا المنطقة العربية ؟
- تنتهى الطريق و لا تنتهى الاغنية !


المزيد.....




- الصفدي لنظيره الإيراني: لن نسمح بخرق إيران أو إسرائيل للأجوا ...
- عميلة 24 قيراط.. ما هي تفاصيل أكبر سرقة ذهب في كندا؟
- إيران: ماذا نعرف عن الانفجارات بالقرب من قاعدة عسكرية في أصف ...
- ثالث وفاة في المصاعد في مصر بسبب قطع الكهرباء.. كيف تتصرف إذ ...
- مقتل التيكتوكر العراقية فيروز آزاد
- الجزائر والمغرب.. تصريحات حول الزليج تعيد -المعركة- حول التر ...
- إسرائيل وإيران، لماذا يهاجم كل منهما الآخر؟
- ماذا نعرف حتى الآن عن الهجوم الأخير على إيران؟
- هولندا تتبرع بـ 100 ألف زهرة توليب لمدينة لفيف الأوكرانية
- مشاركة وزير الخارجية الأمريكي بلينكن في اجتماع مجموعة السبع ...


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - سليم نزال - انيموس و اقصى اليسار و قرية ماكندو!