أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء اللامي - محمد علي الحكيم يعترف بدولة العدو الصهيوني ضمنا ثم يتراجع مذعورا














المزيد.....

محمد علي الحكيم يعترف بدولة العدو الصهيوني ضمنا ثم يتراجع مذعورا


علاء اللامي

الحوار المتمدن-العدد: 6105 - 2019 / 1 / 5 - 12:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إنها المرة الأولى التي تعلن فيها الدبلوماسية العراقية على لسان وزير الخارجية محمد علي الحكيم وأحد تلامذة مدمر العراق بول بريمر أن (العراق يؤمن بحل الدولتين)! هذه خطوة ستفرح دولة العدو والتطبيعيين الدونيين في العراق والدول العربية حتى لو بدت صغيرة من حيث الشكل، فهي تعني دخولا صريحا في عملية الاعتراف بدولة العدو والاستعداد للتطبيع معها. إنَّ الفرق كبير وعميق جدا بين استراتيجية العراق الدبلوماسية التقليدية التي تقول إنَّ (العراق يؤيد ويدعم حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على أرض وطنه وعاصمتها القدس) وبين استراتيجية جديدة تقول (إن العراق يؤمن بحل الدولتين)، فكيف ذلك ولماذا يحاول الحكيم استغفال العراقيين؟
حتى الصبي الغر يعرف أن المطالبة بدولة مستقلة للشعب الفلسطيني وعاصمتها القدس لا يعني الاعتراف بدولة العدو لأنها لا تدخل في التفاصيل ولا يحق لها ذلك، ولكن الاعتراف بحل الدولتين يعني الاعتراف مقدما ومجانا بدولة العدو الصهيوني. ثم إن الاعتراف بدولة العدو وتحديد شكل الدولة الفلسطينية والطريق المؤدي إلى قيامها، ليس من مشمولات ومسؤولية محمد علي الحكيم ووزارته ودولته أو أية دولة عربية أخرى. هذه الاستراتيجية المعهودة والرسمية للدول العربية هي استراتيجية الحد الأدنى، وهي تقف مع الحق الفلسطيني وتترك لهذا الشعب تقرير مصيره وإقرار شكل الدولة التي يريدها وتسمح بها ظروف نضاله المعقد والبطولي ضد الدولة الصهيونية.
إنَّ القول بأن العراق مع الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس لا يعني ولا يشترط ولا يفهم منه أن هذه الدولة ستكون مجاورة لدولة العدو، ولا يعني أيضا أنها الدولة "الفلسطينية الديموقراطية الواحدة لعموم فلسطين" التي طالبت بها الحركات الثورية والتقدمية الكلاسيكية في القرن الماضي، وهناك أصوات ما تزال تطالب بها حتى اليوم، بل هو إقرار واعتراف بالحق الفلسطيني ودعوة إلى قيام دولة فلسطينية وعاصمتها القدس فقط لا غير، دون الدخول في التفاصيل، أما الجديد الذي جاء به محمد علي الحكيم، والذي ذكرنا دوره الفعال والمؤثر والمشبوه في احتلال العراق وخدمة المؤسسات والأجهزة التي شكلها المحتلون الأميركيون، فهو أنه يعترف اعترافا صريحا بدولة العدو حين يقول "إن العراق يؤمن بحل الدولتين"! والحكيم هنا يصادر ويزور إرادة ملايين العراقيين، فشعب العراق لم يتنازل عن عقله الجمعي له أو لزعيمه إياد علاوي أو لرؤساء حكومته وجمهوريته وبرلمانه ليفكروا ويؤمنوا بدلا منه بأشياء معينة تنطوي على خيانة الثوابت العراقية حول القضية الفلسطينية.
وأمام انفضاح محاولة الحكيم المتذاكية لاستغفال العراقيين، ومع ارتفاع صوت احد النواب في مجلس النواب لاستجوابه على خلفية تصريحه المشبوه ولأنه يعلم أن طرده من منصبه وسحب الثقة ممكن نظرا لهشاشة موقعه ولاضطراب المشهد السياسي داخل المجلس أصيب محمد علي الحكيم بالذعر خوفا على منصبة وبادرإلى إصدار تصريح رسمي في اليوم التالي ينفي فيه (بعض التصريحات والاخبار التي تداولتها وسائل الاعلام ومنصات التواصل الاجتماعي حول تصريح وزير الخارجية بشأن موقف العراق من القضية الفلسطينية وحل الدولتين) ويعود لاهثا إلى استعمال لغة ومصطلحات الدبلوماسية العراقية العتيدة من قبيل "دولة الكيان الصهيوني" ويستنجد بوقائع وتفاصيل ذاتية صغيرة لتبييض وجهه من قبيل إن رئيس سلطة أوسلو محمود عباس منحه وسام القدس تقديرا لدوره في "مشروع قرار برفع العلم الفلسطيني في مبنى الامم المتحدة"، وإذا ما علمنا أن محمود عباس نفسه يعيش هو وسلطة أوسلو التفريطية أزمة عميقة مع شعبه الفلسطيني، ولم يبق له من دور سوى استمراره في قيادة التنسيق الأمني مع دولة العدو الصهويني ضد المقاومين الفلسطينيين سنفهم حجم ووزن هذه الشهادة التي يريد الحكيم بواسطتها مسح العار الذي لحق به من محاولته التطبيعية هذه وانقاذ منصبه الذي منَّ عليه به أسياده.
إن محمد علي الحكيم لم يزل لسانه وليس جاهلا بما قال بل هو أطلق بالون أخبار استفزازيا، وقام بعملية تسديد قسط أول من الدين الذي عليه تسديده لأسياده الأميركيين والصهاينة، وتحديدا لأول مسؤول غربي هنأه بمنصبه الجديد وهو وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو! بقاء محمد علي الحكيم في هذا المنصب سيجلب الكثير من المفاجآت السوداء للعراق وشعبه وتاريخه!
زبدة الزبدة: نقول لهذا الوزير المتذاكي ومن معه من مشبوهين: إنَّ أي دعوة لحل "الدولتين" تنطوي ضمنا على اعتراف بدولة العدو الصهيوني "إسرائيل"، وسنفهم منها استعدادكم للتطبيع لاحقا مع تلك الدولة، أما المطالبة بدولة فلسطينية عاصمتها القدس فلا تتضمن ذلك فكفوا عن العبث واللعب بنار الثوابت العراقية والعربية وإلا ستحرقكم وتلطخكم بالعار، أما الذين التزموا الصمت من شيعة وسنة تحالف "الإصلاح" وكتلة "سائرون" ودولة القانون ولم يقولوا شيئا حول تصريحات محمد علي الحكيم فسوف يحسب عليهم صمتهم هذا، ولن ينساه الناس وسيعتبر إشارة أخرى جديدة على الطريق الأميركي الذي يسيرون فيه... وسنلاحقكم بالنقد والفضح في كل بيان وتصريح وسكوت يبدر منكم ومن وزرائكم!
*فيديو يتضمن تصريح محمد علي الحكيم الذي قال فيه إن العراق يؤمن بحل الدولتين:
https://www.facebook.com/100030133483243/videos/134193520928430/
*رابطان يحيلان الى مقالة نشرتها قبل فترة وأوردت فيها بعض المعلومات عن ماضي محمد علي الحكيم وعمله خلال سنوات الاحتلال الأميركي للعراق :
http://www.albadeeliraq.com/index.php/ar/node/1581



#علاء_اللامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- آخر مخترعات عبد المهدي: لا علاقة بين السيادة الوطنية ووجود ا ...
- بمناسبة استقالة الوزيرة الحيالي لأن أخاها داعشي!
- رفع صورة صدام هدية من السماء للطائفيين في السلطة وخارجها
- بين دستور الأحرار في كوبا ودستور التابعين في عراق بريمر
- رواية عبد المهدي لزيارة ترامب : التفاهة ليست وجهة نظر!
- يوسف زيدان وخرافة -المسجد الأقصى في الجعرانة-
- رائد فهمي والقروض الأجنبية والطريقة البابلية لحلها
- أغنية لكاظم الساهر نشيدنا الوطني؟
- الحجاب -الديني- شمل حتى طفلات الابتدائية، القمع الناعم؟
- العامري يعترف بتدخلات إيران في العراق وحملة اعتقالات ليلية ف ...
- وزارة ثقافة نافلة وتعويضات مليارية جديدة للكويت لتنظيف تربته ...
- وثيقة وزارية تؤكد عرقلة إنجاز ميناء الفاو!
- نقد الجغرافية التوراتية العسيرية واليمنية
- اعترافات القاتل الاقتصادي الأميركي جون بركنز
- عبد المهدي لا يعرف الفرق بين ميناء الفاو الكبير والجزيرة الخ ...
- هل سيحول عبد المهدي العراق الى كتلة من العشوائيات؟
- إما تفكيك النظام الطائفي أو الانفجار الاجتماعي الدموي القريب ...
- حكومة عراقية ناقصة في فيلم أميركي طويل!
- ما الفرق بين المالكي والعبادي وعبد المهدي؟
- اغتيال الشيخ وسام الغراوي أحد قادة انتفاضة البصرة إشارة خطير ...


المزيد.....




- مراهق اعتقلته الشرطة بعد مطاردة خطيرة.. كاميرا من الجو توثق ...
- فيكتوريا بيكهام في الخمسين من عمرها.. لحظات الموضة الأكثر تم ...
- مسؤول أمريكي: فيديو رهينة حماس وصل لبايدن قبل يومين من نشره ...
- السعودية.. محتوى -مسيء للذات الإلهية- يثير تفاعلا والداخلية ...
- جريح في غارة إسرائيلية استهدفت شاحنة في بعلبك شرق لبنان
- الجيش الأمريكي: إسقاط صاروخ مضاد للسفن وأربع مسيرات للحوثيين ...
- الوحدة الشعبية ينعي الرفيق المؤسس المناضل “محمد شكري عبد الر ...
- كاميرات المراقبة ترصد انهيار المباني أثناء زلازل تايوان
- الصين تعرض على مصر إنشاء مدينة ضخمة
- الأهلي المصري يرد على الهجوم عليه بسبب فلسطين


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء اللامي - محمد علي الحكيم يعترف بدولة العدو الصهيوني ضمنا ثم يتراجع مذعورا