أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد علام - كالعادة البغيضة: بيان حزب العمال الشيوعى الفرنسى، يستثنى نفسه ؟!















المزيد.....

كالعادة البغيضة: بيان حزب العمال الشيوعى الفرنسى، يستثنى نفسه ؟!


سعيد علام
اعلامى مصرى وكاتب مستقل.

(Saeid Allam)


الحوار المتمدن-العدد: 6104 - 2019 / 1 / 4 - 12:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كالعادة البغيضة:
بيان حزب العمال الشيوعى الفرنسى، يستثنى نفسه ؟!



سعيد علام
القاهرة، الجمعة 4/1/2019م

".. يجب أن نرصّ الصفوف في مسألة الثورة ومسألة الحزب الشيوعي وتدعيمه، و العمل على تثوير الحركة النقابية و تنظيم الشباب والنساء من خلفيات شعبية في القواعد الثورية والمناهضة للإمبريالية.".(1)


هذه الكلمات، (29 كلمة)، هى كل ما جاء من عرض وتقيم لدور حزب العمال الشيوعى الفرنسى تجاه "الوضع السياسى والاجتماعى فى فرنسا"، فى ختام البيان، (993 كلمة)، الصادر عن حزب العمال الشيوعى الفرنسى، ديسمبر 2018، تحت عنوان: "بيان اللجنة المركزية لحزب العمال الشيوعي الفرنسي حول الوضع السياسي والاجتماعي في فرنسا وحركة السترات الصفراء.."، اما باقى الكلمات، (964 كلمة)، فهى حصراً عرض وتقييم ونقد لحركة السترات الصفراء، وكأن البيان هو عن حركة السترات الصفراء فقط، وليس عن الوضع السياسى والاجتماعى فى فرنسا وحركة السترات الصفراء!، هذا الوضع، "السياسى والاجتماعى" فى فرنسا، وهذه الحركة، "السترات الصفراء"، فى فرنسا، مفترض انهما ليسوا خارج مجال اداء حزب العمال الشيوعى الفرنسى نفسه، وبالتالى عرضه وتقيمه!.


ولكن كالعادة البغيضة، دائماً ما تندهش من توفر السمة العامة المشتركة فى معظم شيوعى العالم، فرداً او حزباً، فى فرنسا وغير فرنسا، سمة الافراط فى نقد وتقيم كل شئ، فرد او حركة او حزب، وشبه انعدام تام وكامل لاياً من ذلك كله للفرد الشيوعى نفسه، او للحزب الشيوعى نفسه، اى غياب "النقد الذاتى" شبه التام. انه يرى فى تنامى اليمين عموماً، واليمين المتطرف خاصة، فى فرنسا واوربا والكثير من دول العالم، كل الاسباب، الا قصوره هو نفسه. وعلى الرغم من مرور اكثر من ثلاثة عقود على فشل اول تجربة اشتراكية فى العالم، والتى تعلقت بها امال شعوب العالم المقهورة والقادة اليساريين، وتزايد هزائم التجارب الاشتراكية فى انحاء مختلفة من العالم، وتقدم اليمين برعاية النيولبرالية الغربية عموماً وبقيادة امريكية، فى فنزويلا، كوبا، ومؤخراً فى البرازيل .. الا انه حتى الان، مازال يعتبر اليسار بشكل عام، والشيوعى بشكل خاص، ان اى نقد ذاتى هو خيانة ايديولوجية، ملتقياً فى ذلك مع التكفير العقائدى فى اليمين الدينى. انها جنينية الفاشية الايديولوجية التى ليست اقل بغضاً من الفاشية الدينية.


لن تنتصر الدولة الاشتراكية بدون ان تنتصر ثورة اشتراكية، التى لن تنتصر بدورها بدون حزب اشتراكى ديموقراطى يمتلك من الاليات، وقبلها الجرأة، على ان ينتقد نفسه وادائه حتى اعلى المستويات، على ان يكون نظامه الفعلى يسمح لكل فرد ان ينتقد الحزب وهيئاته العليا دون ان يشعر انه سوف يكون تحت مقصلة الاتهام بالخيانة والعمالة، والاهم من كل ذلك، ان يمتلك الحزب الاليات التى تجعله قادراً على الاستفادة من كل نقد اياً كان المستوى القادم منه، انها ارادة واليات فعلية وفعالة وليست مجرد امنيات طيبة فى عبارات عامة وفضفاضة من امثال: ".. يجب أن نرصّ الصفوف في مسألة الثورة ومسألة الحزب الشيوعي وتدعيمه، و العمل على تثوير الحركة النقابية و تنظيم الشباب والنساء من خلفيات شعبية في القواعد الثورية والمناهضة للإمبريالية."!.


لم يتعرض البيان من قريب او بعيد للسؤال البديهى، اين حزب العمال الشيوعى الفرنسى من الـ"حركة واسعة النطاق " التى حشدت" عشرات الآلاف من الأشخاص الذين يرتدون سترةً صفراء ويحتلون تقاطعات الطرق، ويمنعون المرور على الطرق السريعة، ويتظاهرون كل يوم سبت في باريس وفي عدّة مدن أخرى. كما وصلت هذه الحركة إلى جزيرة ريونيون"l’île de la Ré--union--"، إحدى مستعمرات الإمبريالية الفرنسية."؟!. اين حزب العمال الشيوعى الفرنسى من "تحرّكات السترات الصفراء "التى ولّدت" تعاطفاً في فرنسا كما في بلدان أوروبية أخرى"؟!.


لقد اكتفى حزب العمال الشيوعى الفرنسى فى الاجابة عن "اسئلة "طرحت" حول طبيعة هذه الحركة وأهدافها وآفاقها." ساخرا بالاتى:

".. هناك بعض الأساطير التي تضع هذه الحركة "فوق" التنظيمات المتعثّرة للطبقة العاملة والجماهير العاملة، بذريعة أنها فشلت في منع تنفيذ السياسات النيوليبرالية."!.

الحقيقة، نعم انها فشلت، فالسياسات النيوليبرالية اجتاحت العالم، شرقه وغربه، شماله وجنوبه، حتى دول حلم الاشتراكيين، روسيا والصين.

ايضاً، انها ليست اسطورة، بل حقيقة واقعة تحتاج لمن يستطيع ان يقرأ رسالتها القراءة الصحيحة والشجاعة.


وفى موضع آخر يستطرد البيان: ".. لكن هذه الحركة تريد أن تكون أيضاً غير سياسية. العديد من متظاهري السترات الصفراء لا يشعرون بأنهم ممثلون إما من قبل النقابات أو الأحزاب السياسية، وقد أبقوا أنفسهم بعيدين عن التعبئة السياسية."!.

وهذه حقيقة اخرى، نعم لقد كفر الناس بالسياسة والسياسين، وكونهم يعبرون عن مشاعرهم عن هذا الكفر بالقول بانها حركة غير سياسية، لا يعنى بأى شكل من الاشكال انها حركة غير سياسية، الم يطالبوا برحيل ماكرون رأس السلطة السياسية واعتبروه، عن حق ورؤية ثاقبة، "رئيس الاغنياء"؟!. المهم، ان تكون لدينا القدرة والرغبة الحقيقية فى ان نقرأ الواقع الفعلى قراءة اعميق من الاكلشيهات المحنطة التى ملها الناس وكفروا بها وبقائليها، من امثال: "يجب أن نرصّ الصفوف في مسألة الثورة ومسألة الحزب الشيوعي وتدعيمه، و العمل على تثوير الحركة النقابية و تنظيم الشباب والنساء من خلفيات شعبية في القواعد الثورية والمناهضة للإمبريالية."! .. والاهم، ان نجتهد فى محاولة الاجابة على سؤال: لماذا "متظاهري السترات الصفراء لا يشعرون بأنهم ممثلون إما من قبل النقابات أو الأحزاب السياسية، وقد أبقوا أنفسهم بعيدين عن التعبئة السياسية."؟!، وكيف يتم علاج ذلك بفاعلية متخلصة من سيكلوجية "جيتو النخبة" اليسارية المنعزلة عن جمهورها الحقيقى، فى الضواحى والقرى والمدن الصغيرة، وعدم الارتكان لكافيهات وسط باريس وجادة الشانزليزيه.




سعيد علام
إعلامى وكاتب مستقل
[email protected]
http://www.facebook.com/saeid.allam
http://twitter.com/saeidallam



المصادر:
(1) بيان اللجنة المركزية لحزب العمال الشيوعي الفرنسي حول الوضع السياسي والاجتماعي في فرنسا وحركة السترات الصفراء..
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=623361



#سعيد_علام (هاشتاغ)       Saeid_Allam#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ايام الثورة: ايام تقدم العالم. من 1917 الى 2011 وما قبلهما و ...
- السعودية تتكفل بأعادة اعمار سوريا !! مجدداً، بن سليمان فى صف ...
- فوق الحاكم: الشعب. الأعلام للدفاع عن المحكومين، وليس الحكام.
- هل تشهد مصر، ثورة بحجم وطن ؟! -المبالغة فى استخدام الألم الم ...
- هؤلاء العملاء الحكوميين، واعترافاتهم المخجلة ! ماكرون: لن تت ...
- مستقبل الفراغ السياسى الحالى فى مصر ؟!
- تفجير مصر من الداخل ! لماذا الاكتفاء بحلب البقرة، لما ممكن ا ...
- الخليج الذى ذهب ؟!
- -بدون رقابة- .. وع اللى جرى..؟! (1)
- ليس لدى المافيا سؤال، من امر بالقتل؟!
- الرحيل الوشيك !
- الشروع فى تحقيق الارباح، قبل ان تجف دماء خاشقجى ! هدية الامي ...
- قضية خاشجقى كفرصة ! وتسويق المحللين الاستراتيجيين للتناقض ال ...
- بريطانيا تنقذ -رقبة- السعودية ؟!
- ترمب ليس مجنوناً ؟ مرحلة ما بعد العولمة.
- هل نجرؤ على الانتصار؟!:* كل الاعلام لل-يمين-، ويسار بلا اعلا ...
- الشيخان، وهدم القوة الناعمة للدولة المصرية ! من الشيخ صالح ك ...
- جريمة -المتحرش- يسرى فودة: جلس قريباً جداً منى ؟! توظيف جيل ...
- بعكس ما يرى -نافعة-: النهايات حتماً، منسجمة مع المقدمات !
- من -فوبيا- السيسى الى -لوم- الاسوانى، يا شعبى لا تحزن !


المزيد.....




- أوروبا ومخاطر المواجهة المباشرة مع روسيا
- ماذا نعرف عن المحور الذي يسعى -لتدمير إسرائيل-؟
- من الساحل الشرقي وحتى الغربي موجة الاحتجاجات في الجامعات الأ ...
- إصلاح البنية التحتية في ألمانيا .. من يتحمل التكلفة؟
- -السنوار في شوارع غزة-.. عائلات الرهائن الإسرائيليين تهاجم ح ...
- شولتس يوضح الخط الأحمر الذي لا يريد -الناتو- تجاوزه في الصرا ...
- إسرائيليون يعثرون على حطام صاروخ إيراني في النقب (صورة)
- جوارب إلكترونية -تنهي- عذاب تقرحات القدم لدى مرضى السكري
- جنرال بولندي يقدر نقص العسكريين في القوات الأوكرانية بـ 200 ...
- رئيسة المفوضية الأوروبية: انتصار روسيا سيكتب تاريخا جديدا لل ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد علام - كالعادة البغيضة: بيان حزب العمال الشيوعى الفرنسى، يستثنى نفسه ؟!