أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - علي أحماد - الحل بين عناد رحل أيت مرغاد وتأويل النادل لسداد ثمن البراد














المزيد.....

الحل بين عناد رحل أيت مرغاد وتأويل النادل لسداد ثمن البراد


علي أحماد

الحوار المتمدن-العدد: 6103 - 2019 / 1 / 3 - 01:48
المحور: كتابات ساخرة
    


خرجت من غرفة النزل المتواضعة التي اكتريتها لأقضي بها الليلة ، وهي غرفة صغيرة بها سرير من حديد بنوابض يهتز عند كل حركة ويحدث صريرا يصم الآذان وملاءات رمادية ترتجف لها الأبدان خصوصا في فصل الشتاء البارد، والحال أن تازناخت مفتوحة جغرافيا على جبل سيروا .
تنتشر الفنادق الصغيرة والمقاهي وتفي بالغرض لغرباء مثلي تضطرهم ظروفهم للمبيت بهذه المدينة / القرية التي تكتظ بالناس ليلة السوق حيث تنشط تجارة الزربية الوزكيطية المشهورة بجودتها و بيع وشراء لوازم صناعتها من صوف وأصباغ....
وأنا أمر أمام مقهى على الشارع الوحيد الذي يعبر تازناخت في اتجاه أغادير نادى علي النادل ، وقد جمعتني به صداقة لأنني أتردد على المحل لأتناول الطاجين اللذيذ بلحم الضأن . بعد التحية والسؤال عن الأحوال طلب مني أن أكون حكما بينه وبين زبناء من رحل أيت مرغاد اختلف معهم حول ثمن المشروب وقد حالت لغة التواصل بين الطرفين للوصول الى حل ، وكاد الخلاف والمشاداة الكلامية أن يتحولا الى شجار عنيف . والحكاية بدأت عندما جلس رجلين الى طاولة بالمقهى وطلبا برادا من الشاي بالنعناع . وضع النادل أمامهما البراد وقدحين من ( المردوم ) على صينية بيضاء . كلما مر رجل من بني جلدتهما وحط الرحال عندهما طلبا من النادل قدحا وكرسيا . كلما زاد عدد الرجال زاد عدد الأقداح والكراسي وارتفع ثمن البراد عند صاحب المقهى دون علم رحل أيت مرغاد الذي يقهقهون انتشاء ، مادام المرعى خصب بهذه الربوع بعد الأمطار الغزيرة التي عرفتها المنطقة . أصبح عدد الرحل المتحلقين حول الطاولة وكؤوس الشاي سبعة . عندما أرادا دفع الحساب للنادل صعقهما الثمن المطلوب واستنكرا على النادل قوله الذي يئس في اقناعهما لأن لسانهما يختلف ويقف حجرة عثراء بين تفاهم الطرفين ، لهذا احتكم الي النادل لأني أتقن لغة أهل تازناخت ولغة أيت مرغاد . الأولى بحكم المعاشرة والثانية لأني أقتسم جغرافيا الإنتماء والإنتساب الى حلف أيت يافلمان مع أيت مرغاد . بعد أخذ ورد استطعت أن أقنع الرحل من أهلي أن ثمن البراد يرتفع كلما زاد عدد الكؤوس عن المطلوب بدرهم لكل كأس وهو ما لم يخطر ببال هؤلاء ، ولكنهم في الأخير أدووا السومة المطلوبة وهم يضحكون دون اخفاء صدمتهم واعجابهم بذكاء أهل هذه الربوع من المغرب المتعدد وتعلموا درسا بثمن بخس . ظل النادل يحفظ لي هذا المعروف مدة اقامتي بتازناخت ....



#علي_أحماد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تسبيح وحصى ..أمداح وقرآن يتلى
- من ذكريات التتلمذة / قصعة الكسكس
- من ذكريات التتلمذة بمدرسة تاشويت / التلاميذ وقصعة الطعام
- هوامش على هامش الحكم على زعماء حراك أحراش الريف
- جرادة....أنشودة الرغيف الأسود
- من ذكرى أبي عشق الراديو/ المذياع
- يوم بقرية بالجنوب الشرقي / أريج القهوة ولواعج العذرية
- من ذكرى أبي / ديك - تاحمدجوت -
- يوم بقرية بالجنوب الشرقي ( المغرب )
- الخطوة الأولى نحو المدرسة
- اللقاء الأخير
- الجمرة الخبيثة عراب موسم الخطوبة بإملشيل
- من ذكرى أبي الدراجة الهوائية
- من مذكرات معلم / وريث حمل ثقيل
- التزيين في قضية تعنيف الأساتذة المتدربين
- وشاية كاذبة تستنفر الإذاعة و نيابة التعليم بميدلت .
- مدارس بدون تدفئة في ذروة القر والصقيع
- كلمة في حق صديق
- يوميات معلم بدكالة / أكتوبر 1991 الشيخ والوليمة
- من ذكرى أبي / الجزء الرابع الكفن


المزيد.....




- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني
- وفاة الفنان صلاح السعدني عن عمر يناهز الـ 81 عام ….تعرف على ...
- البروفيسور منير السعيداني: واجبنا بناء علوم اجتماعية جديدة ل ...
- الإعلان عن وفاة الفنان المصري صلاح السعدني بعد غياب طويل بسب ...
- كأنها من قصة خيالية.. فنانة تغادر أمريكا للعيش في قرية فرنسي ...
- وفاة الفنان المصري الكبير صلاح السعدني
- -نظرة إلى المستقبل-.. مشاركة روسية لافتة في مهرجان -بكين- ال ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - علي أحماد - الحل بين عناد رحل أيت مرغاد وتأويل النادل لسداد ثمن البراد