أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى القرة داغي - -سلام عليك- هل هو نشيد وطني أم أغنية وطنية ودينية!















المزيد.....

-سلام عليك- هل هو نشيد وطني أم أغنية وطنية ودينية!


مصطفى القرة داغي

الحوار المتمدن-العدد: 6102 - 2019 / 1 / 2 - 04:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أشيع مؤخراً خبر مفاده أن هنالك مساعي حثيثة يبذلها السيد الصدر للتواصل مع أحد المخرجين العراقيين والفنان كاظم الساهر للعمل على جعل أغنية الأخير "سلام عليك" كنشيد وطني للعراق بعد طرحها على البرلمان وإعلانها من خلاله، وقيل أن الصدر قد طلب أن ينشد كاظم النشيد برفقة كورال من طلبة مدارس العراق من الموصل بصفتها آخر أراضي العراق المحررة من تنظيم داعش، وتحديداً موقع منارة الحدباء المهدم.‮ ‬وفي‮ ‬حال‮ ‬صح‮ ‬الخبر‮ ‬فإنه‮ ‬وكالعادة،‮ ‬محاولة‮ ‬ذكية‮ ‬من‮ ‬السيد‮ ‬لتحريك‮ ‬مياه‮ ‬السياسة‮ ‬العراقية‮ ‬الراكدة،‮ ‬ولتمرير‮ ‬موضوع‮ ‬ما‮ ‬زال‮ ‬معلقاً‮ ‬منذ‮ 󉄿‮ ‬عاماً‮ ‬دون‮ ‬أن‮ ‬يجرأ‮ ‬أحد‮ ‬على‮ ‬الاقتراب‮ ‬منه،‮ ‬لاستغلال‮ ‬الممكن‮ ‬بدلاً‮ ‬من‮ ‬انتظار‮ ‬المستحيل،‮ ‬مراهناً‮ ‬على‮ ‬حب‮ ‬وتقدير‮ ‬غالبية‮ ‬العراقيين‮ ‬للفنان‮ ‬كاظم‮ ‬الساهر‮ ‬ودعمهم‮ ‬أو‮ ‬على‮ ‬الأقل‮ ‬عدم‮ ‬وقوفهم‮ ‬بوجه‮ ‬المقترح،‮ ‬مما‮ ‬سيحقق‮ ‬له‮ ‬إصابة‮ ‬عدة‮ ‬عصافير‮ ‬بحجر‮ ‬واحد.‭…

العصفور الأول يتمثل بأنه سينسي البعض نشيد "أرض الفراتين"، الذي لدى البعض الآخر حساسية منه، بسبب الخلفية البعثية لزمن اعتماده ولشاعره الراحل شفيق الكمالي. والعصفور الثاني يتمثل بكونه سيلغي استعارة نشيد "موطني" الذي وضعه الشاعر الفلسطيني الراحل ابراهيم طوقان لفلسطين لا للعراق.‮ ‬أما‮ ‬العصفور‮ ‬الثالث‮ ‬والأهم‮ ‬فيتمثل‮ ‬بأنه‮ ‬سيمرر‮ ‬نشيد‮ "‬سلام‮ ‬عليك‮" ‬رغم‮ ‬ما‮ ‬فيه‮ ‬من‮ ‬إشارات‮ ‬دينية‮ ‬واستعارات‮ ‬طائفية‮ ‬بلون‮ ‬معين،‮ ‬ما‮ ‬دام‮ ‬الموضوع‮ ‬من‮ ‬طرف‮ ‬حبيب‮ ‬ملايين‮ ‬العراقيين‮ ‬القيصر‮ ‬كاظم‮ ‬الساهر.

بالنهاية، من وجهة نظر السيد، سيكون الموضوع مُرضِياً لجميع الأطراف دون وجود خاسر، أو سيرضي الغالبية وباقل الخسائر، وهي وجهة نظر وإن كان فيها بعض الصحة، إلا أنها غالباً لن تنجح أو تعَمر على المدى البعيد، لأنها محاولة ترقيع تستغل ظرف طارئ ومرحلة قلقة لتمرير ما لا يتناسب مع العراق كبلد متعدد الحضارات، وكشعب متنوع الأديان والأعراق. لذا ممكن لهذا النشيد أن يكون أغنية وطنية أو دينية مقبولة، لكن كنشيد وطني لا، لأن كلماته ليس عمومية جامعة، بل تخصص وتركز على أجزاء معينة من أديان العراق وطوائفه ومكوناته وتغفل الكثير غيرها، والعراق يحتاج الى نشيد افضل يساهم في استقراره لا في زعزعته، وأغلب الظن أن مساعي السيد لن تنجح، لأنها ستصطدم بالكثير من المعوقات التي بدأت تظهر وتثار تباعاً، وآخرها ما أشيع من أن الجملة اللحنية التي اعتمدها الفنان كاظم الساهر لتلحين النشيد، مأخوذة أو مقتبسة من الجملة اللحنية الأساسية للسلام الجمهوري الذي وضعه الملحن لويس زنبقة لحكومة إنقلاب 1958، والذي كان موسيقى فقط دون كلمات.

الجيد في هذا الموضوع هو أنه من الممكن أن يدفع العراقيين لمراجعة وسؤال أنفسهم عن الإشكالية التي يعيشونها مع نشيدهم الوطني منذ عقود، والذي لم يكن ولا مرة نشيداً بسيطاً عمومياً عميقاً ومختصراً عن كل العراق ولشاعر وملحن عراقي! فالأول كان "والله زمان يا سلاحي" وهو نشيد حرب حماسي لا صلة له بالعراق إطلاقاً للشاعر المصري صلاح جاهين وألحان الموسيقار المصري كمال الطويل! تلاه "أرض الفراتين" وهو قصيدة عن العراق للشاعر شفيق الكمالي، أقحمت فيها للأسف الكثير من الإشارات للبعث، لحنها الموسيقار اللبناني وليد غلميه! وبعده إعتُمِد نشيد "موطني" الذي كتبه الشاعر الفلسطيني إبراهيم طوقان لوطنه فلسطين وليس للعراق، ولحنه الموسيقار اللبناني محمد فليفل! وكل هذا لم يستفز مشاعر أي شاعر عراقي ليَنظُم قصيدة بسيطة معبرة عن وطنه على غرار "موطني" و" بلادي" لأنه اختزل الوطن بولاءاته الايدلوجية والحزبية والطائفية، وكان مشغولاً بنَظم القصائد عن حزب العمال وزعيمهم الأوحد، أو حزب الجماهير وقائدها الضرورة، أو حزب الطائفة وخطوطها الحمر!

لطالما كان موضوع إختيار النشيد الوطني في العراق، كما العَلَم أو اليوم الوطني أو أغلب الأمور الرمزية الأخرى، مزاجياً يعتمد على المشاعر، وكيفياً يتبع ولاء الشخص الذي يقوم به. وللأسف النشيد الأخير لم يخرج عن هذه الدائرة الضيقة من فئوية الاختيار، فالطائفة ورموزها حاضرة فيه بوضوح، لأن المشاعر الحالية، حتى على مستوى النخب، هي بهذه الاتجاه، أما الوطن فهو عنوانها الرئيسي فقط وليس محركها وهدفها. لكن ربما يكون نشيد "أرض الفراتين" بمقدمته فقط (وطن مد على الافق جناحا.. وارتدى مجد الحضارات وشاحا.. بوركت أرض‮ ‬الفراتين‮ ‬وطن..‮ ‬عبقري‮ ‬المجد‮ ‬عزما‮ ‬وسماحا‮)‬،‮ ‬هو‮ ‬حتى‮ ‬الآن‮ ‬الأفضل‮ ‬نسبياً‮ ‬لشاعر‮ ‬عراقي،‮ ‬لأنه‮ ‬يدخل‮ ‬بعد‮ ‬المقدمة‮ ‬بجزئيات‮ ‬إشكالية‮ ‬لا‮ ‬يفترض‮ ‬للنشيد‮ ‬الوطني‮ ‬أن‮ ‬يخوض‮ ‬فيها.



مصطفى القرة داغي

[email protected]



#مصطفى_القرة_داغي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السُلطة بين مَدينية عَلاوي والعبادي، وتَرَيّف الجعفري والمال ...
- الأبداع لا يَصنع النهضة في عَصر إنتكاسة الوعي!
- إستفتاء البرزاني وإستقالة الحريري
- داعش والحشد، عتلتان تُعَشِّقان بعضهما في مشروع فارسي واحد
- الفكر الديني يواجه بفكر ليبرالي محايد لا بضِد إلحادي!
- إنسانية الفرد أبقى له من دينه ومَذهبه وعِرقه!
- دفورجاك.. فتى بوهيميا الذي أبهَر العالم الجديد فأبهَره
- يوم الروما وحقوق المواطنة!
- أزمة الوعي العراقي.. (4) الوعي العراقي ونزوعه للإستبداد
- مصطلح حَواضِن الإرهاب في العراق، والكيل بمِكيالين!
- كونشيرتو الكمان الأول لماكس بروخ.. أوبرا بلا كلمات
- اليَسار العراقي.. الدَور الخطأ في الزمان الصَح، والدَور الصَ ...
- أزمة الوعي العراقي.. (3) الوعي العراقي ونصب اللاحرية
- الموسيقار التشيكي سميتانا.. قلب بوهيميا النابض
- العراق يَمضي الى زوال لولا نسيم الجبال!
- أزمة الوعي العراقي.. (2) الوعي العراقي وقطبيته المعكوسة في ت ...
- المالكي والعبادي بين شَخصية المُعارض وشَخصية رَجل الدولة
- لو كان المعتدلون أغلبية ما تأسست بغيدا وما حدثت شارلي
- جوزيف جونغن ساحر الأورغن وإيقونة بلجيكا الموسيقية الأبرز
- هيكل.. سكت دهراً عن المالكي ونطق ظلماً عن العبادي!!


المزيد.....




- الإمارات تشهد هطول -أكبر كميات أمطار في تاريخها الحديث-.. وم ...
- مكتب أممي يدعو القوات الإسرائيلية إلى وقف هجمات المستوطنين ع ...
- الطاقة.. ملف ساخن على طاولة السوداني وبايدن
- -النيران اشتعلت فيها-.. حزب الله يعرض مشاهد من استهدافه منصة ...
- قطر تستنكر تهديد نائب أمريكي بإعادة تقييم علاقات واشنطن مع ا ...
- أوكرانيا تدرج النائب الأول السابق لأمين مجلس الأمن القومي وا ...
- فرنسا تستدعي سفيرتها لدى أذربيجان -للتشاور- في ظل توتر بين ا ...
- كندا تخطط لتقديم أسلحة لأوكرانيا بقيمة تزيد عن مليار دولار
- مسؤول أمريكي: أوكرانيا لن تحصل على أموال الأصول الروسية كامل ...
- الولايات المتحدة: ترامب يشكو منعه مواصلة حملته الانتخابية بخ ...


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى القرة داغي - -سلام عليك- هل هو نشيد وطني أم أغنية وطنية ودينية!