أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ابراهيم سبتي - الصحافة في عامها المفجع














المزيد.....

الصحافة في عامها المفجع


ابراهيم سبتي

الحوار المتمدن-العدد: 6100 - 2018 / 12 / 31 - 19:14
المحور: الادب والفن
    


رصدت منظات الدفاع عن الصحفيين حول العالم ، مقتل العشرات من الصحفيين والاعلاميين في عام 2018 وبينت في تقاريرها بان هذه الاعداد فاقت ما قتل منهم في الاعوام السابقة . يبدو ان المؤشر بات ينذر باخطار كبيرة تواجه من يعمل في الصحافة والاعلام حول العالم .ومفاده بان عمليات القتل لم تقتصر على دول العالم الثالث او دول النزاعات العرقية او على الجبهات الساخنة فيها ، انما تطور الامر الى ابعد حين حدث القتل في بعض الدول المتقدمة . انها ظاهرة تسمح بتغييب الاصوات الناقلة للحقيقة ومن ثم اخفاء دلالات الاحداث مهما كانت درجتها . عندما يقتل الصحفي في الحروب اسوة بالمحارب الواقف على خط النار ، فان قدره حتم عليه ان يذهب لنقل وقائع ما يجري الى الناس كأمانة في عنقه وبالتالي هو يعلم ان حياته في خطر محدق في كل لحظة وهذا ما وقع فعلا في العراق خاصة عندما شهد سقوط ضحايا من الصحفيين والاعلاميين وهم يغطون مجريات القتال ضد الجماعات الارهابية . اما حين يقتل صحفي لمجرد نقله لمصداقية الاحداث في دول اخرى فهذا منسوب بات مفزعا لكل العاملين في هذا الميدان اضافة الى ما يتعمده البعض من القتلة الى تغييب تلك الاصوات وكتمها بشتى انواع العنف لكونها قد تكلمت عن قضية ما او فضحت سياسة معينة او اقتربت من المحظور فلزوما ان تختفي عمدا وقهرا وغيلة وقتلا وغدرا ، عندها تصدح منظات الدفاع عنها مطالبة بوقف عمليات التنكيل والقتل ولا احد يستمع اليها فيذهب الدم هدرا مستباحا . ان الصحفي اليوم لم يعد ذاك الذي كان يجلس على مكتبه ويبحث عن اخبار النجوم والمجتمع وموائد الطبخ وموضات الازياء عبر مهاتفة المعنيين او السطو على اخبار الصحف الاخرى ، انما صار بارعا في التقاط الحدث وتحليله وفك شفراته قبل نشره ليطلع على الناس مثيرا مفيدا لا شائبة عليه . فأندفع في قلب التظاهرات وفي خطوط الصد الاولى وفي ادغال مهربي المخدرات وفي قلب البيوت الواهنة وفي مواجهة المسؤول ومحاورته واستنطاقه وفي عمق قيعان المجتمع وفي مجالات التقنية الحاذقة وفي غرفة العمليات وفي بعثات الفضاء وفي الفيضانات والبراكين والزلازل والاعاصير . انه يتحرك بثقة العارف والناقل للاخبار التي يريدها الناس ويتلذذون بسماعها . هذا صحفي اليوم انه مقاتل من نوع آخر وهب حياته لاجل عمله ووضعها على كف وحش مفزع . لقد ابدعت التقنية الحديثة على ايصال الخبر الى الجمهور بكل يسر عن طريق اجهزة الهواتف الذكية فصار المواطن العادي صحفيا بالتطوع حين يصور مشهدا لا تستطيع كاميرات الاعلام الوصول اليه وبالتالي اهدت التقنية كما هائلا من المعارف والمعلومات والخفايا عن طريق التعامل البيتي المحسوس مع كل شاردة او عائدة .. فكان لزوما على الاعلامي الحصيف الوصول الى اقسى نقطة واقصاها واصعبها لاجل الحصول على المعلومة الثمينة كالباحثين عن الكنوز بين مجاهيل الوديان والجبال . انه عصر النهضة المعرفية الكبرى حين تصل المعلومة الى حيث يجلس طالبها وهذا يفسر عمليات الاستهداف المقصود للعاملين في حقلي الصحافة والاعلام لان الوسائل باتت متوفرة وسهلة والمعلومة لا يمكن ان تغيب او تنسى او يغض الطرف عنها . يخبرنا تاريخ الصحافة بان كل الضحايا من الصحفيين والاعلاميين كانوا يحاولون او ربما يحملون اخبارا صادقة صادمة عن البعض من الذين يخشون من الفضائح ومواجهة القانون او يخافون انقلاب الرأي العام عليهم فيصابون بالفزع وهم يرون الاخبار في متناول كل من يبحث عنها . ان منذور الاحداث التي جرت خلال عام 2018 فيما يخص الجانب الصحفي والاعلامي ، لهو كفيل بوقوع مخاطر اكثر حدة وفزعا واكثر خوفا على الحياة ما يتطلب وقفة دولية جادة من جميع المنظات والمدافعين مهما كان نوعهم او جنسياتهم او معتقداتهم بان يتداركوا الامر خشية وقوع فجائع اخرى في بقاع العالم المتعددة ، لان الصحفي هو نفسه ان كان هنا بيننا او في ادغال الامازون او في تظاهرات باريس . نفس الهم ونفس وسائل الصدق والشجاعة . ان مهنة المتاعب ، تواجه الموت في كل مفاصلها لانها تواجه الآخر ببسالة الحق والحرية التي نبحث عن مفرداتها بين ثنايانا ..



#ابراهيم_سبتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- امبرتو ايكو .. هل رواية واحدة تكفي ؟
- اندريه كروكوف.. حارس السجن الذي أمتع العالم برواياته
- مهارة الرواية اليتيمة
- فرجينيا وولف .. سباق الرواية مع الموت
- مقاربة روائية عراقية
- الشاعر كمال سبتي في ذكراه العاشرة
- صمويل بيكيت في عزلته الروائية
- كتاب الثقافة
- ما يتجنبه القاص في سرده!
- غياب الشاعر .. حضور الشعر
- فرجينيا وولف .. نصف رواية متبقية
- الثقافة بقلب نابض
- ثقافة المذيعين والأخطاء المكشوفة
- هل يصنع السياسي مجدا لنفسه ؟ ‏
- القصة القصيرة جدا وتقرير المصير
- هل يوجد نجم ثقافي في العراق ؟‎
- بمناسبة الذكرى الخامسة لرحيل الشاعر كمال سبتي .. موت الشاعر ...
- الروائي منتحرا .. فرجينيا وولف الساحرة
- هل يوجد نجم ثقافي في العراق ؟
- عن قاص عراقي


المزيد.....




- أحمد عز ومحمد إمام.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وأفضل الأعم ...
- تيلور سويفت تفاجئ الجمهور بألبومها الجديد
- هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف ...
- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ابراهيم سبتي - الصحافة في عامها المفجع