أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبري يوسف - [4]. اِندهاش شاعرة سويديّة في حانوتي، قصّة قصيرة















المزيد.....


[4]. اِندهاش شاعرة سويديّة في حانوتي، قصّة قصيرة


صبري يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 6100 - 2018 / 12 / 31 - 19:14
المحور: الادب والفن
    


4. اِندهاش شاعرة سويديّة في حانوتي

اشتريْتُ لي حانوتاً في "يوردبرو" إحدى ضواحي ستوكهولم، في مستهلِّ أيّار (مايو) من عام 1999 فيما كنتُ مقبلاً على نهايةِ الألفين، وبعدَ شهورٍ من شرائي المحل مررْتُ بظروفٍ اِقتصاديّة حادّة، فقد تراكمَتِ الدِّيون فوقَ كاهلي، بسببِ بعض النّصابين الَّذين نصبوا علي آنذاك، وكنْتُ قد استدَنْتُ هذه الفلوس من البنكِ ومن بعضِ الأصدقاءِ والأهلِ والمعارفِ وأصبحَتْ كلّها ديوناً في ذمَّتي، ممّا جعلَني الوضع أن أفكّرَ بطريقةٍ سريعة وسهلة كي أسدِّدَ هذه الدِّيون ولو على مراحل، بعدَ أن شمّعَ مَنْ شمَّعَ الخيطَ أو تلكّأ وامتنعَ بعضُهم الآخر عن الدّفعِ، أو سدّدَ بالقطّارةِ وعلى مضض. وفي إحدى الأماسي وفيما أنا في شقَّتي أفكِّرُ بأوضاعي المتصدِّعة، بعدَ أنْ هيمنَتْ هذه الدِّيون على تفكيري وانعكَسَتْ سلباً على وضعي، وقبلَ أنْ تستفحلَ هذه الأوضاع على حالتي النَّفسيّة والصّحّيّة، أحببْتُ أنْ أعالجَها بسلاسةٍ بعيداً عن القالِ والقيلِ، أمسكْتُ قلماً وورقة مهملة جانبيّة بيضاء، وبدأتُ أوجِّهُ لنفسي سؤالاً مباشراً: كيفَ ممكن أن أخرجَ من المأزقِ الاِقتصادي الّذي وقعْتُ فيهِ، وأبدأ بتسديدِ ديوني خلال أقرب فرصة ممكنة ضمن الظُّروف الّتي أمرُّ فيها؟! كيفَ ممكن أنْ أجيبَ عن هذا السُّؤال، وأحلَّ الأزمةَ الاِقتصاديّة الخانقة الَّتي وقعْتُ فيها، بحيثُ أنْ أخرجَ منها دونَ أيّةِ مشكلة وخلال فترة قصيرة نسبيّاً، مقارنةً بما أنا فيه، وضربْتُ فكرةَ القلقِ النّاجمِ عن الدِّيونِ والنّصّابين عرضَ الحائطِ وتركْتُ معالجةَ الأمرِ معهم للزمنِ، والتفْتُ إلى حلِّ مشكلتي بنفسي بطريقةٍ عمليّة، بعيداً عن الاتِّكالِ على أيِّ شخصٍ على وجْهِ الدُّنيا! دقَّقْتُ في لبِّ السُّؤالِ، ثمَّ فتحْتُ قنينةَ بيرة وصبَّيْتُ كأساً من البيرة، وفيما كنْتُ أرتشفُ أوّلَ رشفة، لمعَتْ في ذهني فكرةً تنقذُني ممّا أنا فيهِ، ثمَّ همسْتُ في سرِّي، رائع جدّاً يا أبا الصَّبر، لقد فُرِجَتْ أو سَتُفرَجُ أزماتي الاقتصاديّة ببساطةٍ غير متوقّعة، وقد قرَّرْتُ خلال ثوانٍ، نتيجةَ الضُّغوطاتِ الاِقتصاديّة والدِّيونِ المتراكمة عليّ، أن أؤجِّرَ شقَّتي وأنقلَ سريري الفردي إلى مكتبِ المحلِّ وأحوِّلَ المكتبَ إلى سكنٍ لي ومقرِّ للعملِ بنفسِ الوقتِ، كي أتخلّصَ من دفوعاتِ إيجارِ شقّتي وتكاليف أخرى كالكهرباءِ والانترنيت والهاتف، وكي أربحَ ساعتين من الوقتِ ذهاباً وإياباً من محلِّ إقامتي إلى مقرِّ عملي الجديد، لأنّهُ تراكمَ عليَّ قرابةَ ثلث مليون كرون من الدِّيون، ثمّ اتَّصلْتُ مباشرةً معَ بعضِ الأصدقاءِ قائلاً، أريدُ أنْ أؤجِّرَ شقَّتي خلال 24 ساعة، وقبلَ رأس السَّنة الجديدة حصراً حيثُ كنّا في يومٍ يصادفُ 28. 12 من عامِ 1999 وعلى أبوابِ عام الألفين، وقد كانَ كلُّ البشرِ على وجهِ الدُّنيا يخطِّطُون لقرنٍ جديد بطريقةٍ جميلة، وأنا أخطِّطُ لمشروعٍ لا يخطرُ إلَّا على بالِ المفلسينَ من العيارِ الثَّقيلِ وحازمينَ من العيارِ ما فوقَ الثّقيلِ لاعتقالِ نفسي بنفسي في محلِّي ليلَ نهار، وبعدَ وقتٍ قصير وردَني من أحدِ الأصدقاءِ أنَّ هناكَ من يريدُ استئجار الشّقّة لمدَّةِ عامٍ على الأقل فوافقْتُ مباشرةً، وفي نفسِ اللَّيلةِ وقَّعْتُ على العقدِ لتـأجيرِ شقّتي لمدّةِ عام، وكانَ لدي ثلاثة أيَّام لأخلي الشّقّةَ للمستأجرِ الجديدِ وقدْ كانَتْ عائلة كرديّة تتألّفُ من الوالدِ وابنتَيهِ. ثمَّ اتّصلْتُ معَ صديقٍ بلغاري كي ينقلَ لي بعضَ ما أحتاجُهُ من الشّقّةِ عبرَ سيارتي الفاغن/ باص أو عربة صغيرة وهي سيارتي العائدة للمحلِّ، وكانَ يعملُ عندي كسائقٍ يتسوَّقُ لي الكثيرَ من حاجياتي للمحلِّ مقابلَ جزء من ديوني الّتي عليهِ وكانَ الوحيدُ من بين الّذينَ كانوا مدانينَ لي ولم يخلفْ بوعدِهِ، فوافقَ على أن يعملَ سائقاً عندي مقابلَ اقتطاع مبلغاً من المالِ شهريَّاً من ديوني، وهكذا حضرَ عندي بنفسِ اللَّيلة وقلْتُ لهُ سننقلُ كل كتبي ولباسي وأوراقي وأغراضي المهمّة إلى المحلِّ في مكتبي الصَّغير لأنّني سأؤجِّرُ شقَّتي اِعتباراً من السّنةِ الجديدةِ وعليَّ أنْ أُخلي الشّقة خلالَ يومين وأحبُّ أنْ أقضي ليلةَ رأس السَّنة في المحلِّ، وهكذا بدأنا ننقلُ كتبي ولباسي وأغراضي الَّتي أحتاجُها ووضعْتُ بقيّةَ الأغراضِ الخاصّة في القبو التّابع لشقّتي، وفيما كنتُ ألملمُ لباسي وأغراضي وأضعُها في أكياسٍ كبيرة بشكلٍ سريع وغاضب، كانَ صديقي البلغاري ينزعجُ جدّاً لِمَا أنا فيهِ، ثمَّ قالَ لي لماذا ستنتقلُ إلى المحلِّ وتبيتُ في المحلِّ، في مكتبٍ صغيرٍ، تفضَّلْ تعالَ وانتقلْ إلى شقّتي فلدي شقّة من ثلاثِ غُرفٍ وتستطيعُ أنْ تعيشَ في غرفةٍ منها، فقلْتُ له لا أستطيعُ أن أعيشَ ضمنَ هذا الوقت إلّا معَ نفسي كي أخطِّطَ لبرنامجي على مزاجي، ناهيكَ عن أنّني أريدُ التَّخلّصَ حتّى من كلفةِ بطاقةِ القطارِ وأربحُ ساعتَين من الوقتِ ذهاباً وإياباً إلى العملِ، وبدَتْ لي فكرتي في الاِنتقالِ إلى المحلِّ رائعة خاصَّةً أنَّني خلال دقيقة من استيقاظي أكونُ في المحلِّ، ففكرة ذهابي وإيابي إلى المحلِّ كانَتْ تزعجني، وقد حسبتُها حساباً شهرياً فأربحُ من تأجير شقّتي قرابة 7 آلاف كرون، فحسبتُها على ورقة عبر السُّؤال الّذي وضعتُهُ، كيفَ سأخرجُ من المأزقِ الاقتصادي الّذي أنا فيهِ، وإذ بي أجيبُ من خلالِ تأجيرِ شقَّتي والانتقالِ إلى مقرِّ عملي وأعيشُ في المكتبِ إلى أن أسدِّدَ كلَّ ديوني، لأنّه ليسَ من حقِّي أن أعيشَ في شقَّتي طالماً كنتُ ساذجاً ووثقْتُ في ناسٍ غشّوني وطعنوني في الظّهرِ، فأحببْتُ من جهةٍ أن أعاقبَ نفسي، علماً أنَّني كنتُ بريئاً لكن معَ هذا كنتُ أنظرُ في المرآة معاتباً نفسي، وعندما كنتُ أتخيَّلُ نفسي مديوناً قرابةَ ثلث مليون كرون ويضافُ إليها فوائد أيضاً، لأنّ جزءاً من الفلوس كنتُ قد استدنْتُها من البنكِ والجزء الآخر من الأصدقاءِ والمعارفِ وأيضاً مقابل بعض الفوائد الرَّمزيّة كنتُ أسدِّدُها لأصحابِ الدّيونِ، وجدْوَلْتُ الدِّيونَ فأصبحَتْ قرابةَ نصف مليون كرون معَ الفوائدِ لو سدَّدْتُها ما بين 4 ــ 5 سنوات، فوجدْتُ أنَّ الموضوعَ بسيط وحل المشكلة ليسَ أصعب من كتابةِ قصيدة من حيثُ التّركيزِ على تفاصيل بنائِها الفنّي وجموحات تحليقاتها، لأنّ كل المشكلة تمّ حلّها من خلالِ سؤالٍ عابرٍ وإجابةٍ عابرة وسريعة، وهكذا أصبحَ بمقدوري لمجرّد تأجير شقّتي حل الجزء الأكبر من ديوني عبر 4 ــ 5 سنوات من خلالِ الرّبحِ الّذي سأجنيه من تكاليفِ الشّقّة وبطاقةِ القطارِ وسأربحُ ساعتَين من الوقتِ يوميّاً لراحتي، وخلال سنة أصبحَ بمقدوري أن أوفِّرَ 7 آلاف كرون ضرب 12 يساوي 72 ألف كرون، ولو ضربنا 5 سنوات بـ 72 ألف كرون يساوي 360 ألف كرون وهو أكثر من الدّيون الصّافية بقليل، ما عدا الفوائد الّتي تترتَّبُ عليّ وهي قرابة مئة وخمسين ألف كرون فاعتبرُ أنّني سأربحُ أيضاً من المحلِّ غير المبلغ الّذي سأربحُهُ عمّا يزيد عن قيمة تأجير شقّتي، ثمَّ حسمْتُ الأمر دونَ اِستشارة أحد، لأنّ كل آراء الأصدقاء والمعارف لا تساوي عندي مقارنةً بفكرتي درهماً مبخوشاً، طالما لمجرَّد نقل سريري من مكانٍ إلى آخر سيتمُّ حل مشكلتي خلال أربع، خمس سنوات، واعتبرْتُ نفسي وكأنَّي اِلتحقُ بالجيشِ لأخدمَ الخدمة العسكريّة في أرضِ مملكةِ السُّويد، فعلى الأقل أنا هنا حرّ في هذه الخدمة وهكذا اِنتقلتُ بكلِّ سلاسةٍ وقناعةٍ، كانَ مكتبي صغيراً 2.5 × 2 متر. يا إلهي، كم كان الموقف صعباً علي وأنا أنقلُ أغراضي الخاصّة، لباسي وكتبي وحاسوبي وأحشرُ بقيّة أغراضي الخاصّة في القبو/ المخزن الخاص بشقّتي، لكنِّي كنتُ قويّ الإرادة، صلباً كحجرِ الصّوانِ وبنفسِ الوقتِ حنوناً وحساساً تجاهَ نفسي، فما وجدْتُ نفسي إلَّا ودمعتي تنسابُ عندما كنتُ ألملمُ لباسي، فشاهدَني صديقي البلغاري فتألّمَ لحالي وقالَ لي لا تقلق، المهم أنَّكَ بخير وصحّتكَ على مايرام، شعرْتُ أنَّ دموعي طهرّتني من أحزاني وضغوطاتي وهي أصدقُ صديق لي في الحياةِ، ورغمَ كل ما انتابني من أسى وحزنٍ، تحدَّيتُ النّصّابين من خلالِ تحدِّي نفسي، بأنّني سأنتصرُ عليهم، لأنَّ القصيدةَ كانَتْ في الانتظارِ، وهي هدفي وحلمي الأقوى، لن أنسى أنّني عندما نقلْتُ كل ما أحتاجُهُ إلى المكتبِ، نسيتُ اللِّحافَ والبطانيات، فقد ظلَّتْ في خزائن الشّقة في آخرِ لحظة من آخر نقلة، لكنِّي اتَّصلْتُ معَ المستأجرِ وخبَّرتُهُ بأنّ صديقي سيمرُّ عليهم فيما بعد كي يسلِّمونَه اللِّحافَ والبطانيّات في اليومِ الثّاني أو الثّالث بحسبِ وقتِ فراغِهِ، فقالَ بالرّحبِ والسّعةِ متى ما يأتي صديقكَ. الجميع يحضِّرون أنفسهم لليلة رأس السّنة، وأنا حضَّرْتُ نفسي بطريقتي لأنّني بالأساسِ احتفلُ بهذا اليوم بالاستماعِ إلى أغاني فيروز وأستوحي من فضاءاتِ أغانيها شعراً، رتَّبْتُ قليلاً المكتبَ ودقَّيتُ العديد من المساميرِ على أحدِ أطرافِ المكتب كي أعلِّقَ فوقها لباسي، ثمّ غطَّيتها بستارةٍ تناسبُ المساحة المخصّصة للباسِ، حضَّرْتُ ترتيبات ليلة رأس السّنة، كل شيء يتوفّرُ في المحلِّ، فهو محل خاص بالأكلِ والشّربِ ويتوفّرُ عندي كل أنواعِ الطّعامِ والشّرابِ، والخضارِ والفاكهة، خصّصْتُ معطفي الطَّويل الفرو ومعطف آخر وبعض جواكيتي كلحافٍ لي، ووضعتُها على السّريرِ كي أستخدمَها لحافاً لي أثناءَ النَّومِ، كانَ لديَّ طاولة صغيرة، خلالَ وقتٍ قصيرٍ كانتْ طاولتي عامرة بالأكلِ والشّربِ والفواكِهِ والموالحِ من كلِّ الأنواعِ، وضعْتُ شرّيطَ كاسيت لفيروز وبدأتُ أسمعُ أغانيها بعدَ أن أسدلْتُ السّتائرَ، حيثُ كانَ المكتبُ يطلُّ على الشَّارعِ، واستخدمْتُ ضوءاً خافتاً، كم شعرْتُ بالبهجةِ وأنا منقطعٌ عن العالمِ، أسمعُ فيروز في مكتبي في ليلة رأس السّنة 1999 على 2000، كم شعرْتُ بثقةٍ في نفسي، وكم شعرْتُ بأنَّني مسرور إلى درجة أوجدْتُ لنفسي مساحةً صغيرةً ورقصْتُ قليلاً تعبيراً عن فرحي رغمَ ضراوةِ الموقفِ، لديّ طاقة غريبة في تحدِّي المشاكل والكوارث، فأنا كنتُ في وضعٍ كارثي، مع هذا شعرْتُ أنَّني منتصر وفي موقعِ القوّةِ مقارنةً بالنَّصابين. صبيّتُ كأس من البيرة، ورفعْتُ كأس فيروز وكأس غربتي الفسيحة في الحياةِ.
كنتُ أكتبُ منذ ذلكَ الحين نصوصي وأشعاري وقصصي مباشرةً على الحاسوب عبر برنامج الوورد الخاص بالكتابة، كما ترجمْتُ مجموعة مقاطع شعريّة إلى اللُّغةِ السُّويديّة منذُ أكثر من سنة، وأصدرْتُ ديواناً شعريَّاً بعنوانِ: "روحي شراع مسافر"، ثمَّ ترجمْتُ إلى السُّويديّة 10 قصائد من قصائدي لإعداد ديوان آخر كي أصدره باللُّغة السُّويديّة والعربيّة معاً، بعنوان "طقوس فرحي"، وأشرفَتِ الشَّاعرة السُّويديِّة "إنغريد هوفمان سي" على تدقيقِ ومراجعةِ القصائد بصيغتها النّهائيّة، وقد كنتُ قد كتبتُها على حاسوبي واشتغلتُ على مدى أسابيع على إخراجِ الدِّيوان، ومضَتْ رأس السّنة بفرح، وعندما دقّتِ السّاعة الثّانية عشرة ليلاً لحلولِ رأس السَّنة، خرجْتُ أتمتَّعُ بمشاهدةِ الألعابِ النّاريّة، وبعدَ أن شاهدْتُ أبهى الألعاب النّاريّة، عدْتُ إلى مكتبي، ونمْتُ بكلِّ استرخاءٍ، مستخدماً معطفي الفرو وبعض جواكيتي وكنزاتي كلحافٍ لي ونمْتُ نوماً عميقاً كأنّني في فندقٍ من ثلاثةِ نجومٍ ونصف النّجمة، وقد بدا لي اللّحاف نجمة كاملة لوحدِهِ! وسارَتِ الأيّام بشكلٍ روتيني، أعملُ نهاراً وأسهرُ في صومعتي وأقرأ وأكتبُ نصوصي وأخرجْتُ ديواني السُّويدي ودواوين أخرى بالعربيّة.
تمرُّ الأيامُ بشكلٍ هادئ وأنا غائصٌ في فضاءاتِ نصوصي وكتاباتي، وفيما كنتُ في مكتبي صبيحة يوم الأحد، وراء الحاسوب وإذ بي أسمعُ صوتَ نقراتٍ على طاولةِ البيعِ، رفعْتُ السِّتارة الفاصلة بيني وبين الزَّبائن وإذ بشابّة سويديّة في أوجِ بهائِها تسألُني ما قصّتكَ كلّما آتي إلى المحلِّ صباحاً وظهراً ومساءً أراكَ خلفَ السِّتارةِ بجانبِ حاسوبِكَ، ماذا تعملُ هناكَ من حساباتٍ؟ أنتَ تعملُ في المحلِّ ولسْتَ في مكتب، نظرْتُ إليها ببسمةٍ واِحترامٍ، وهي من الزَّبوناتِ الّتي تتسوَّقُ في الأسبوعِ مرّةً أو مرَّتين بعضَ الحاجيات الخفيفة، فأجبْتُ عن سؤالِها بسؤالٍ، هل عندكِ بعض الوقتِ؟ فقالَتْ لماذا تسألُني هذا السُّؤال؟ فقلْتُ لها كي أجيبَ عن سؤالِكِ بشكلٍ دقيقٍ وصحيحٍ بحيثُ أن تتأكَّدي بأمِّ عينيكِ من دقَّةِ الجوابِ، فقالَتْ نعم اليوم عطلتي الأسبوعيّة، لكن لديّ موعد معَ صديقتي وأريدُ زيارتها بعدَ قليلٍ، فقلْتُ لها ماذا تريدينَ أن تتسوَّقي؟ فقالَتْ علبة دخان مارلبورو من الحجمِ الصَّغيرِ، فقلْتُ رائع، تفضّلي، هذه علبة مارلبورو حجم صغير تنتظرُكِ هنا! تفضَّلي هنا في المكتبِ لو سمحْتِ، سأريكِ شيئاً ربّما يسرُّكِ وهو جواب عن سؤالِكِ المهم، كي ترتاحي ولا تسأليني مرّةً أخرى عن سببِ بقائي طويلاً خلفَ حاسوبي كلّما تأتَي إلى محلِّي!
دخلَتْ خلفَ طاولةِ البيعِ ثمَّ دخلَتْ في المكتبِ، كانَت صفحةُ ديوان "طقوس فرحي" على الحاسوبِ، مدقَّقاً ومنقَّحاً من قبلِ الشَّاعرة السُّويديّة، وكانَ تقريباً جاهزاً للطبعِ لكنِّي كنتُ أشتغلُ على إخراجِهِ بشكلٍ نهائي لدفعِهِ إلى المطبعة عبر دار نشري، مطبعة "فورفاتاريز بوكماشين"، في البدايةِ شعرَتْ بالإحراجِ من الدُّخولِ إلى المكتبِ ودخلَتْ بحذرٍ، وقلْتُ لها، لكي تأخذي راحتَكِ سأتركُكِ وحدَكِ والسِّتارة مسحوبة عليكِ، بعدَ أنْ أقدِّمَ لكِ كأس شاي أو فنجان قهوة أثناء قراءة هذا النَّص الَّذي كتبتُهُ منذُ سنوات وترجمتُهُ بنفسي إلى اللُّغة السُّويديِّة، اِقرَئِي بحسبِ الوقتِ الّذي يناسبُكِ، دقيقة دقيقتَين خمس دقائق كما ترينُهُ مناسباً لك، بعدَئذٍ سنناقشُ سببَ جلوسي خلفَ حاسوبي طويلاً، قدَّمْتُ لها فنجان قهوة على طلبِهَا، وفتحْتُ النَّصَّ على برنامجِ الوورد وسحبْتُ السِّتارةَ كي تكونَ مرتاحةً، وبدأتْ تقرأُ القصيدةَ الأولى، توقَّعْتُ أن تقرأَ بضع دقائق ثمَّ تشكُرَني وتذهبَ في حالِ سبيلِها، لكنِّي وجدتُها غائصةً في قراءةِ القصائدِ وهي متسلسلة، وقرأتْ قصيدةً تلو الأخرى، اِندهشْتُ لصبرِهَا واستمراريّتها، وعرفْتُ مباشرةً أنّها من المهتّماتِ والهائمات في الشِّعرِ والإبداعِ والكتابةِ، صمْتٌ مطبقٌ كانَ يهمينُ على أجواءِ المكتبِ والمحلِّ وكنّا في بداياتِ الصّباحِ والزَّبائن قليلة في هكذا وقت، وبكلِّ هدوء كنتُ أستقبلُ الزّبائن، وبعدَ حوالي ساعة سمعْتُ همهمةً، فعرفْتُ أنّها قرأَتِ الكتابَ كلّه، سحبَتِ السِّتارةَ وقالَتْ هل هذه القصائد هي قصائدُكَ؟ ألم أقُلْ لكِ أنَّها قصائدي منذُ البداية؟ أجابَتْ، ما أجمل هذه القصائد وما أروعك يا يوسف، رفعَتْ يديها وعانقتني عربون فرحها وبهجتها وتمتّعها في أجواءِ وفضاءاتِ القصائد، وقالت، هلْ تعلمُ أنّني أعملُ معلّمة للحلقةِ الإعداديّة وشاعرة أيضاً، لديّ العديد من القصائد ولم أصدرْها في ديوان بعد، فقلْتُ لها ما رأيكِ الآن بعملي خلفَ حاسوبي الّذي رأيتيني خلفَهُ كلَّما دخلْتِ إلى المحلِّ؟! يا يوسف مكانُكَ هو خلفَ الحاسوب، وليس هنا لبيع الدُّخان والبوظة والبندورة والحليب والبطاطا! ثمَّ قلتُ لها الآنَ عرفْتِ لماذا أنا مشغولٌ خلفَ حاسوبي طوالَ الوقتِ؟ فقالَتْ أجل، عرفْتُ، أحيِّيك، أنتَ شاعر رومانسي شفيف ولم أقرأ شعراً بهذه الرُّومانسيّة منذُ زمنٍ بعيد، كم شعرك جميل في صورِهِ الفنّية وفيهِ شفافية وتجلّيات وخيال سيّال ومنساب. قلْتُ لها أعدُكِ حالما أصدرُ الدِّيوانَ سأهدي نسخةً منهُ لكِ، والآن يا عزيزتي أقدِّمُ لكِ علبةَ الدّخان هذه هديّة لكِ عربونَ تمتُّعكِ وقراءتِكِ لقصائد ديواني: "طقوس فرحي" كي تزدادي فرحاً، ضحكَتْ وقالَتْ أنتَ فعلاً شاعر حتّى بتعاملِكَ، تناولَتْ علبةَ الدّخان، ثمَّ قالتْ لكنّي يجبُ أن أتسوَّقَ شيئاً ما من المحلِّ، فقلتُ لها عملي الحقيقي هو الشِّعرُ والإبداعُ، فقد تسوَّقْتِ أجمل ما عندي وهوَ قراءة شعري، فقالت يا إلهي كم أنتَ جميل يا يوسف، كانت تخاطبُني باسمي الثّاني لأنّه اسم متعارف عليه عند الغربيِّين، أكثر من اسمي الأوّل، ابتسمَتْ وودَّعتْني وهي تقولُ لا تنسَ أن تحتفظَ لي بنسختي عندما تنشرُ هذا الدِّيوان كي توقّعَ لي عليه سيكونُ من أجملِ الهدايا، وبكلِّ تأكيد.
بعد قرابة شهر أصدرْتُ الدِّيوان، وترقّبْتُ عودتها فقد كانت زبونة متقطّعة في تسوِّقِها، فغالباً ما كانت تتسوّقُ من عندي بعضَ الأشياء الخفيفة كالدُّخان أو آيس كريم أو القهوة والشّاي ولكن تسوُّقها الأساسي كانَ من المحلّاتِ الكبيرة دفعةً واحدة، وفي صبيحةِ يوم الأحد وجدتُها وهي في أوجِ قيافتِها وبهائِها تدخلُ المحلَّ وهي بكاملِ فرحِها، صباحُ الخير أيُّها الشَّاعر الرُّومانسي الجميل، أهلاً بكِ عزيزتي آنيتا، وقفَتْ تنظرُ إليّ وكأنّها تسألُني هلْ أصدرْتَ الدِّيوانَ، لكنَّها لم تسألْني ولم تطلبْ طلبَها للتسوِّقِ، ابتسمْتُ لها ثمَّ دخلْتُ المكتبَ، وأخرجْتُ الدِّيوانَ وعرضْتُ لها الكتابَ فقالت يا إلهي كم كانَ لديَّ شعورٌ أنَّني سأتلقَّى الدِّيوانَ الآن، فيما كنتُ أقدِّمُ لها الدِّيوان دخلَتْ خلفَ طاولةِ البيعِ ثمَّ هنّأتني وعانقتني بفرحٍ كبير، وقالَتْ وقّع لي عليه، توقيعك مهم، فكتبْتُ: إلى آنيتا الّتي قرأتْ هذا الدِّيوان ذات يوم وأحبَّتْهُ وهو مايزال في حاسوبي، ووعدْتُها أن أقدِّمَ لها الدِّيوان حالما أصدرُهُ ويرى النُّور، وها قد خرجَ إلى النُّور كي أقدِّمَهُ إلى بهاءِ عينيها! قراءة ممتعة مرَّة أخرى أتمنّاها لك يا عزيزتي آنيتا في هذا الصَّباح الجميل! صبري يوسف، التَّوقيع "يوردبرو" ــ ستوكهولم 22. 2. 2000 .
شكرَتْني بكلِّ اِمتنان وعانقتني كأنّها تعانقُ شجرة ممتلئة بأريجِ الزّهورِ، ونسيَتْ أن تتسوَّقَ ما جاءَتْ من أجلِهِ، وخرجَتْ وهي في أوجِ فرحِهِا، بعد أيّام وجدْتُها تدخلُ المحلَّ ومعها صديقتها السُّويديّة، ومعَها باقةُ ورد رائعة، وقالَتْ كم أنا سعيدة أنْ أقدِّمَ لك هذه الباقة من الوردِ عربون فرحي وسروري لإصدارِ ديوانِكَ "طقوس فرحي"، وهذه الزُّهور تُشبهُ الزُّهورَ الّتي كنتَ تُشبّهُ الصَّبايا بها عبر القصائد، قدَّمَتْ لي باقة الورد وهي في أوجِ ألقِها ومرحِها معَ عناقٍ طافحٍ بالمودّةِ والاِحترامِ وقدَّمَتْ صديقتها لي وقالت إيلزابيت. صبري يوسف، فقالت أنتَ معروف! فقلتُ لها هل قرأتِ ديواني؟ فقالَتْ لا ليسَ بعد، لكن آنيتا تحدّثتْ لي عنه فأحببْتُ أنْ ألتقيكَ وأقتنيهِ، أهلاً بكِ، دخلْتُ إلى المكتبِ ثمَّ قدّمْتُ لها ديواناً هديّة ووقَّعْتُ عليهِ، ففرحَتْ بِهِ وقالَتْ أنتَ فعلاً شاعر رائع وأندهشُ كيفَ تعمل في هذه الأجواء وتكتبُ شعرَكَ وأنتَ تعملَ طوالَ النّهارِ، فقاطعتْها آنيتا وقالت قُلي، أنّه يكتبُ طوالَ الوقتِ، لأنّني كلّما أدخلُ المحلَّ أراهُ خلفَ الحاسوبِ يكتبُ! أجل أستغلُّ الوقتَ بالكتابةِ عندما لا يوجد زبائن في المحل. قالت لي آنيتا تعرف آخر مرّة زرتُكَ، وقدَّمْتَ لي الكتاب، نسيتُ من شدَّةِ فرحي أنْ أتسوَّقَ من عندِكَ بعضَ الأغراض. ولا يهمُّكِ، أنا نفسي تخيَّلتُ هذا الأمرَ لأنَّني وجدْتُك خرجْتِ مسرورةً ولم تتسوَّقي شيئاً، فقلْتُ أنَّها نسيَتْ ما كانت ستتسوّقُهُ، بإمكانِكِ أن تتسوَّقي الآن مرّتين، فضحكَتْ وقالَتْ لِمَ لا؟ تسوَّقا بعضَ الأغراضِ، ثمَّ خرجتا وهما مسرورتان.
كم كانَ فرحي كبيراً لهذه المستجدَّات الطَّيَّبة الّتي حصلَتْ، وفيما كنتُ في محلِّي عصر أحد الأيام وإذ بالمدقِّقة السُّويديّة "إنغريد هوفما سي"، تدخلُ المحلَّ وهي تقولُ الشّاعر الرُّومانسي صبري يوسف في محلِّهِ يبيعُ البوظة والدُّخان والقهوة والشّاي على إيقاعِ الشِّعر وهي تضحكُ، لأنّني خبَّرتها أنَّ الدِّيوانَ تمَّ إصداره، فجاءَتْ كي تحصلَ على نسختِها وتقرَؤها كتاباً ورقيّاً وليسَ نصَّاً للتدقيقِ كلمةً كلمةً، تفضَّلي! أمسكَتِ الكتابَ وضمَّتْهُ إلى صدرِهَا، قلْتُ لها، تضمِّين الكتابَ إلى صدرِكِ ونسيتِ صاحبَ الكتابِ، فضحكَتْ وعانقتني وهي تقولُ إنَّني أعانقُكَ من خلالِ الكتابِ أيضاً، كانَ اللِّقاءُ بديعاً وكانَ للقهوةِ مذاقٌ آخر، ضيّفتها ما تشاءُ من الحلويات معَ القهوة. كم شعرْتُ بالسَّعادةِ وأنا وسط الكراتين وصناديق الكولا والمحل الضَّاج بالأعمالِ، أكتبُ شعري ونصوصي وقصصي. وقد أصدَرْتُ في العام 2000 أربعةَ دواوين شعريّة، ثلاثة دواوين بالعربيّة وديوان بالسُّويديّة والعربيّة معاً، وهكذا بدأتُ خطواتٍ بديعة وأنا في أوجِ أزماتي الاقتصاديّة، أعملُ بشكلٍ مستمر، وأوفِّر شهريّاً ما بين 10 ــ 15 ألف كرون وأسدّدُ ديوني بانتظام، وآكلُ وأشربُ وأنامُ في محلِّي وأكتبُ شعري ونصوصي وقصصي بكلِّ تركيزٍ رغم اِنشغالاتي، وأشربُ بيرتي على مزاجي وأنامُ نوماً عميقاً كأنّني أعيشُ في قصرٍ من قصورِ ستوكهولم!

ستوكهولم: 13. 10. 2018



#صبري_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- [3]. عبور في عوالم واهِم، قصّة قصيرة
- [2]. النَّمل، قصَّة قصيرة
- [1]. حفلة موسيقيّة في الهواء الطَّلق، قصّة قصيرة
- [10]. العلّوكة والطَّبّكات، قصّة قصيرة
- [9]. رحيل امرأة من فصيلةِ البحر، قصّة قصيرة
- [8]. يذكِّرني يوسف، ابن كابي القسّ بالخبز المقمّر، قصّة قصير ...
- [7] . الشّروال، قصّة قصيرة
- [6]. خوصة وخلّوصة، قصَّة قصيرة
- [5]. إيقاعاتُ الشَّخير، قصّة قصيرة
- [4]. الطُّفل والأفعى، قصّة قصيرة
- [3]. نوال ودلال وعيدانيّة بالدَّين، قصّة قصيرة
- [2]. تسطعُ ديريك فوقَ خميلةِ الرُّوح، قصّة قصيرة
- [1]. حيصة وسلال العنب، قصّة قصيرة
- [10]. ترتيلة الرّحيل، قصَّة قصيرة
- [9]. حنين إلى تلاوين الأمكنة والأصدقاء، قصَّة قصيرة
- [8] عمّتي تشتري عظامها من الله، قصّة قصيرة
- [7]. اللّحية واللّحاف، قصّة قصيرة
- [6]. الذَّبذبات المتوغِّلة عبر الجدار، قصَّة قصيرة
- [5]. حنين إلى ديريك بعقلائها ومجانينها، قصّة قصيرة
- [4]. أنا والرَّاعي ومهارتي بِبَيعِ العدس، قصّة قصيرة


المزيد.....




- -نظرة إلى المستقبل-.. مشاركة روسية لافتة في مهرجان -بكين- ال ...
- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبري يوسف - [4]. اِندهاش شاعرة سويديّة في حانوتي، قصّة قصيرة