أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - آدم دانيال هومه - صوت من الغيب 1














المزيد.....

صوت من الغيب 1


آدم دانيال هومه

الحوار المتمدن-العدد: 6099 - 2018 / 12 / 30 - 16:46
المحور: الادب والفن
    


صوتٌ من الغيب
بقلم: آدم دانيال هومه.
مضى شطرَ وهجِ المرافئِ
يبغي الوصولَ إلى مدنٍ لا يُساورها النومُ
تلهو على سندسِ الضوءِ بين مروجِ الشَّمَال
تقايضُ كلَّ صلاةٍ بشدوِ البلابلِ في مطلعِ الفجرِ
أغنيّةٍ من عنينِ النواعيرِ منتصفِ الليلِ
أو أنّةِ الناي خلفَ التلالِ تُناغي الرعاةَ وقطعانهم
تؤجّجُ فيهم مشاعرَ شوقٍ إلى وطنٍ مُستباح
تقابلُ كلَّ سجودٍ على الأرض بالرقصِ فوق سطوحِ الغمام
لتعكسَ فيها مرايا الضبابِ وجوهاً لآلهةٍ لاذت بزاويةٍ من مغارٍ قديم
تجرجرُ تابوتَ أحلامِها فوق موجِ السَّديم
تراقبُ زهوَ الينابيعِ تنسابُ جذلى على نغمِ الفجرِ بين الجبال
لتروي السنابلَ فوق سفوحِ التلالِ
لينهمرَ الخبزُ في جَفَنَاتِ الجِياع
لتنهارَ أعمدةُ الليلِ تحت معاولِ نورِ الصباح
ويسّاقطُ الغيثُ فوق جميعِ البِطاح
يعودُ المهجَّر من رحلةِ التِّيهِ
يَمحي فصولَ الضَياع.

*****
أجدّدُ جلدَ أشعاريَ بين حينٍ وحينْ
فأكتبُ يوماً قصائدَ تنثالُ كالومضِ فوق أجيجِ الأحاسيسِ
ممزوجةً بأريجِ البنفسجِ في يقظةِ االصبحِ
تجري ظلالا من الكلماتِ على صفحاتِ المياهِ
لتضرمَ فيها الحرائقَ والسِّحرَ والإفتنانْ
وحيناً أطرّزُ ثوبَ القصيدةِ بالزهرِ من كل صنفٍ ولونْ
لتعبقَ بالعطرِ والطيبِ
تختالُ مثلَ الطواويسِ بينَ الخمائلِ قبلَ حلولِ المساء
كغانيةٍ تتمايلُ غُنجاً أمام لفيفٍ من العاشقين.
*****
سماءُ بلادي منمّقةٌ بالشظايا
وكلُّ بناءٍ عليهِ زخارفُ من قومِ عَادْ
وكل جدارٍ عليهِ نقوشُ بني كلبٍ
وفي كلِّ حيٍّ تسيلُ دماءُ بني قحطان
وفي كلِّ ركنٍ جريحٌ يُكابدُ أقسى صنوفِ العذاب
ولا من مستجير
وفي كل زاويةٍ من زوايا الشوارعِ والطرقاتِ
أجثاثُ قتلى بلا قدمين
ورأسٌ بلا جسدٍ
وأجنحةُ الموتِ تخفقُ فوق عمومِ البلاد
وفوق رؤوسِ العباد
ورائحةُ الدمِ تعبقُ في زمهريرِ الرياح
كأن ملاكَ الكوارثِ قد مرّ من ها هنا
/أو أن سلفادور دالي قد أقام معرضا للوحاته السوريالية/.
*****
يحلّقُ نسرُ النبؤاتِ في ذاتهِ الأزليّةِ فوق تخومِ السماواتِ
يئتزرُ الرعدَ
ينتعلُ االبرقَ
يفتحُ عينيهِ... ينظرُ نحو الجبالِ القَصيّةْ
فينهمرُ البيلسانُ على شُرفاتِ الكهوفِ العَصيّةْ
وتخفقُ شمسُ الشُّموسِ على مقلتيهِ
ويومِضُ في شفتيهِ رنينُ الكلام
يطلُّ الربيعُ على خطوهِ فوق متنِ الغَمام
يرفرف في الأفُقِ الرَّحْبِ فوق مباهجِ دارِ السلام
ليفتحَ لعشتارَ بوّابةِ الياسمينِ
لتختالَ في موكبِ الفجرِ فوق بساطِ النجوم
ويوقدُ قنديلَ قلبهِ فوق ناصيةِ الحُلمِ في ملكوتِ الظلام
ينير دروبَ رُعاةِ القداديسِ نحو الطقوسِ التي لم تزلْ مُثمِرةْ
ونحو نباتِ الخلودِ الذي لم يزلْ هائماً في قرارةِ بحرٍ سحيق
ليرتعشَ الكونُ مختلجاً تحت وقعٍ صرير مزاليجِ بابِ الجحيم
ويمسحُ أغبرةَ الموتِ عن وجههِ
يمتطي صهوةَ النارِ
يطوي طقوسَ المعابدِ تحتَ جناحيهِ
ويتلو وصاياهُ في محفلِ العاشقين
ثم يغادرُ زنزانةَ الأرضِ نحو الأقاصي البعيدة
ليركنَ في واحةِ الضوءِ تحت الظلالِ الرغيدة.
****
وأنا على شاطئٍ البحر في نُزهةٍ في بلادِ الغياب
التقيتُ بحسناءَ أبهى من الطاووسْ
وأجملَ من زهرةِ الجُلّنار
كأنَّ جمالَ جميعِ النساءِ تناسخَ عنها
تجمّدَ زهرُ القرنفلِ في شفتيها
وذابَ رحيقُ الرياحينِ في ثغرها
وسالَ أريجُ الخزامى على خدّيها
وغرّدَ طيرُ الكناري على جفنيها
فكلُّ الجمالِ وكلُّ الجلالِ تجسّدَ فيها
ولكنْ
على الرغمِ من كل هذا الجمال
وهذا الجلال
وهذا البهاء
وهذا السناء
فسنبلةُ القمحِ في وطني أجملُ الغانياتِ
وأبهى من الحُسنِ ... من كلِّ فاتنةٍ في السماء.
*****
سلاماً أيا دوحةَ الرافدين
سلاماً على شارعِ الموكبِ الملكيّ المهيب
سلاماً على كلِّ حبَّةِ رملٍ على شطِ دجلةْ
على باسقِ النخلِ فوق ضِفافِ الفراتْ
سلاماً على درَّة الكونِ... تاجِ الحضاراتِ
ينبوعُ نورٍ... ونار
بوّابةُ الأبجديّةِ.... مُنتَجَعُ الأُمراءِ
ومُنتزهُ الفقراءْ
غداً... عند بدءِ الشروقِ العظيمِ من الغربِ
حيثُ الزغاليلُ تلتقطُ الحبَّ من بَيدَرِ الشمسِ
تبني ركائزَ أحلامها في ذرا ناطحاتِ السحابْ
لتُبْسِطَ أجنحةَ السِحْرِ فوق الربوعِ اليبابْ
يومها....
سيهتفُ صوتٌ من الغَيْبِ من فوق زَقّورةَ أورْ
سلاماً ومجداً لآشورَ يَمْخُرُ بحرَ العوالمِ في زورقِ نُورْ
ليصطادَ آلهةَ الشَّرِ في غَيْهَبِ الدّيجورْ.

سدني- استراليا

[email protected]



#آدم_دانيال_هومه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وادي الخابور وسهل نينوى
- شعب الطبل والمزمار
- كالرياح بلا استقرار
- سيرة شخصية
- روزي مالك يونان
- انتعلت خفاف الرياح
- مرتكبو مذابح الآشوريين في العراق
- ملحمة السنونو
- قصيدة شعر (أغنية... وخبز محمّر)
- سورة صطوف
- هل أتت داعش بجديد؟
- وحوش الجحيم
- اللبوة الجريحة
- قصيدة شعر


المزيد.....




- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...
- فنانة لبنانية شهيرة تكشف عن خسارة منزلها وجميع أموالها التي ...
- الفنان السعودي حسن عسيري يكشف قصة المشهد -الجريء- الذي تسبب ...
- خداع عثمان.. المؤسس عثمان الحلقة 154 لاروزا كاملة مترجمة بجو ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - آدم دانيال هومه - صوت من الغيب 1