أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مجاهد الطيب - مختارات من -سجن العمر - توفيق الحكيم















المزيد.....

مختارات من -سجن العمر - توفيق الحكيم


مجاهد الطيب
(Megahed Al-taieb)


الحوار المتمدن-العدد: 6099 - 2018 / 12 / 30 - 16:46
المحور: الادب والفن
    


مختارات من “سجن العمر” -1
توفيق الحكيم

كامل الخلعي
انتهت الإجازة الصيفية وعدت إلى القاهرة حاملا مسودة المرأة الجديدة وقد أتممتها ، كان شهر أكتوبر قد أقبل ، فوجدت مسرح الأزبكية قائما على قدم وساق ، يجري تدريبات على”خاتم سليمان”و"العريس " ومسرحية أخرى اسمها "الدنيا ومافيها" للشيخ يونس القاضي المؤلف الملحق بفرقة منيرة المهدية ، كان قد تركها واتجه إلى العكاكشة ، ولعل يونس القاضي وهو أيضا مؤلف الاغنية المشهورة وقتئذ :” ارخى الستارة اللى فى ريحنا أحسن جيرانك تجرحنا “
لعله الوحيد الذى لم يكن يقتبس عن مسرحية أجنبية لجهله اللغات الأجنبية … لهذا كانت مسرحياته عبارة عن مشاهد غنائية ، لا رابط بينها ولا ضابط ، لكنها كانت صالحة كإطار للموقف الغنائي ، كان اهتمامي الخاص بالطبع متجها إلى مسرحيتي ” العريس ” وقد قرر لي زكي عكاشة نظيرها ولا مرد لقراره مبلغ عشرين جنيها فقط ، بحجة أنها خالية من الألحان ، وأني المؤلف الوحيد فيها لا شريك لي،أما “خاتم سليمان ” فكانت تدريباتها قد انتهت، وجاءنا كامل الخلعي يسألني أنا ومصطفى ممتاز” هل الألحان أعجبتكم ” ؟
فكان ردنا الطبيعي : ( نعم أعجبتنا)
فمد يده قائلا” يدكم على البقشيش !!” … ووالله ما تركنا إلا بعد أن قبض من مصطفى ممتاز ومني مبلغ جنيه مناصفة ، وأعطانا إيصالا بذلك قال فيه بالنص:
( استلمت من حضرتي ممتاز أفندي وتوفيق أفندي مؤلفي رواية خاتم سليمان ماية قرش صاغا كمكافأة على حسن الألحان التى وضعتها فى روايتهما ، وهذا وصل بالاستلام)
كامل الخلعي 11 نوفمبر1924
ملحن رواية خاتم سليمان



تياترو زيزينيا
” نجحت فى الليسانس “
فلم أصدق ، إلى أن جاءوا بالصحف ، وطالعت فيها العبارة المألوفة وقتئذ : نجح فى شهادة الليسانس الأفندية الآتية أسماؤهم : وبحثت عن اسمي بسرعة فوجدته قبل الأخير باسمين ، فحمدت الله أن قد وجد اثنان أسوأ منى !! ، وكان فرحي عظيما ، فحسبي أني نجحت ونلت الليسانس والسلام ، ولكني بعد الفرحة جعلت أتأمل المستقبل بعين الحيرة والتساؤل … الآن ماذا أنا صانع ؟ المحاماة ؟ النيابة ؟ لم تكن ميولي متجهة فى هذا الطريق .. لم أفكر طويلا ، فقد شغلت عن التفكير بمجىء جوقة عكاشة إلى الإسكندرية ذلك الصيف لتمثل رواياتها – ومن بينه رواياتي – على مسرح كان يسمى تياترو زيزينا ، وانغمرت بالطبع بين الممثلين والمطربين ، كنت ليل نهار بينهم ، وكانوا قد نزلوا فى فندق متواضع بشارع البورصة ، مملوء بحانات البيرة ، كان الممثل الكوميدي الأول المرحوم محمد بهجت لايحلو له إلا النزول من فندقه إلى قارعة الطريق يجلس إلى إحدى موائد الحانة على الرصيف بالجلباب والقباب ‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍ ، وكان مدير الفرقة زكي عكاشة قد نزل فى فندق آخر فاخر يليق بمقامه ، مكتفيا بالمرور كل صباح فى عربة لا ينزل منها ، بل يشرف من عل بكل تعاظم على أعضاء فرقته ، فما أن كان يرى محمد بهجت فى جلسته تلك حتى يقول له بازدراء (جلابية وقباب فى الشارع العمومي ، الكوميديان الكبير بتاعنا ؟!)
فيرد عليه محمد بهجت رحمه الله بقوله : ( وأنا كنت طلعت بالقباب والجلابية فى دور السلطان صلاح الدين أو ريكاردو قلب الأسد؟ أنا هنا فى الشارع سلطان زمانى ، بقبقاب، بصرمة قديمة، أنا حر!)، فيترفع زكي عكاشة عن الرد ويصعر خده ، ويكتفي بأن يأمرالحوذي بصلف وعجرفة: (ســـــــــــوق يا اســـــــــطى) ‍
فما أن تبتعد العربة حتى يبصق محمد بهجت فى أثره بصقة كبيرة وهو يقول : ( رح ، داهية تسمك فى تقل دمك) ‍

موت الأب
أشار لي والدى وهو على فراش المرض ، فاقتربت منه ، فسألني بصوت متداع عن والدتي ، فقلت له إنها فى المنزل ، وتسأل عن صحته ، فقال هامسا : ” سلم عليها ” ، والواقع أنه لم يكن ينتظر وجودها إلى جانبه بالمستشفى ، ولا كان يريده .. لقد كان دائما يوصيني فى حياته هامسا : ” أمك لا ينبغي إطلاعها على خبر مثير، ولا إحضارها فى موقف مثير ” ! فهي بطبيعتها المنفعلة ما كانت تطيق هذه المواقف ، وما كانت تتمالك أعصابها فيها ، وأنا نفسي ما من شيء يخفينى مثل علم والدتي بمرضي ، ذلك أنها تملأ الدنيا صياحا وضجيجا وشكوى وأنينا ، ولا تترك الطبيب يؤدي واجبه دون أن تنهال عليه بالسؤال الملح والقلق الصاخب وأحيانا بالتقريع والتأنيب لتأخر ظهور الشفاء ، بل ، ولي أيضا أنا المريض لتعريضي نفسي لمسببات المرض .. . كل ذلك فى الوقت الذى يحتاج فيه الموقف إلى الهدوء والتماسك ، والعمل الصامت المجدي ، لذلك حمدنا الله أن بقي والدي وحده مع تلك الممرضة .. لكن المرض طال حتى أنهك الجسم وأجهد القلب ، كنت أزوره فى المستشفى كل يوم .. فلما اشتدت عليه العلة وساءت حاله ودخل طور الاحتضار ، سألنا الطبيب عما إذا كان يُستحسن إحضار” كونصلتو” ، فقال إن هذا لم يعد مجديا .. ولست أذكر هل كان معي فى ذلك اليوم صديقي الدكتور حسين فوزى الذى كان يلازمني أحيانا فى هذه الزيارات بالمستشفى ، كل ما أذكر هو أن إدارة المستشفى اشترطت دفع خمسة جنيهات مقدما لمجرد السماح لنا بإحضار ” كونصلتو ” ، وثارت ثائرتي لهذا الإجراء غير المعقول ! ورأيت فيه ابتزازا واستغلالا للموقف، إن أطباء الكونصلتو علينا نحن بالطبع ، فلماذا وفى نظير ماذا يأخذ منا المستشفى الجنيهات الخمسة ؟ وفى غمرة هذه الثورة النفسية رفضت ، ولم أزل حتى هذه اللحظة نادما على هذا الرفض ، ماذا يساوي مال الدنيا كلها أمام رجل يحتضر ! وأى رجل هو ؟! أمام الموت ماكان ينبغي لي أن أناقش فى المعقول وغير المعقول ، ولكنه طبعي أحيانا لعنه الله.
ومات والدي ، ولم أكن وقتئذ إلى جواره ، كنت فى المنزل أتهيأ للذهاب إليه فى موعد الزيارة ، وإذا جرس التليفون يدق ، إنه المستشفى يعلن إلينا الخبر ، وعندما دخلت إليه حجرته ، وجدته مسجى على الفراش وقد غطوا وجهه بالملاءة البيضاء ، وقالت لي الممرضة اليهودية : إنه كان قد أفاق لحظة وطلب منها كوب ماء ، ثم التفت إلى الحائط وكان معلقا عليه تمثال صغير من الخشب للمسيح وهو مصلوب ، فأشار بإصبعه إلى تمثال المسيح وقال لليهودية بصوته المتداعي ، محاولا أن يحتفظ فيه بنبرة سخريته القديمة (إيه رأيك ؟ مش انتم اللى قلتم اصلبوه ؟‍‍‍‍‍‍‍‍ ‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍) ، فضحكت اليهودية ثم استدارت تملأ له كوب الماء ، ولما عادت به إليه لتسقيه وجدت رأسه قد انحدر من فوق الوسادة ، لقد فارق الحياة ، لم تشأ الممرضة أن تريني وجهه ، ولكني أصررت على أن تكشف الغطاء لأتأمله ، وإذا بي أرى وجها لا يمكن أن أنساه ، إنه الصفاء والتجرد والسمو عن الأرض، كل ذلك قد ارتسم على وجه هادئ بلا ملامح ، أو ربما كانت هى ملامح الخلود
ولا أذكر أني ذرفت عبرة ، بل كان الموقف أجل من أي مشاعر عادية لقد تجمدت لحظة وذهلت عن نفسى ثم أفقت فى الحال ؛ لتشغلنى توا مسئوليات الساعة ، وجدت أخي زهير خارج الحجرة ، موفدا من قبل والدتي بمبلغ من المال قال إنها دفعت به إليه لاحتياجات الدفن ثم سافرت إلى العزبة ، لأن أعصابها لا تحتمل الموقف ، وكنت أنا قد احتطت للأمر فجئت معي بمبلغ كاف من القاهرة ، وجعلنا ندبر أمر مراسيم الدفن ، وكانت معالجتنا لهذا الأمر أنا وأخي غاية فى الحمق وقلة الدراية.
فقالت لنا المستشفى: (الجثمان تحت تصرفكم)، قلنا ( احفظوه عندكم لحين الطلب) فقالوا ( لايمكن الاحتفاظ به فى الحجرة ، لأنها سوف تخلى وتطهر وتعد لاستقبال المرضى الجدد ، ولكن الذى سيحصل فى هذه الحالة هو أن الجثمان سينقل ويوضع على رخامة بجوار الباب الخارجي لحين طلبكم)
فتركناهم يفعلون ما شاءوا بالجثمان … وانصرفنا نفكر فى أمر الجنازة … وفى الطريق قابلنا بالمصادفة أحد المعارف… فلما علم بالخبر قال يجب إعلان الوفاة بسرعة ،وذكر لنا أن أسرع طريقة هى طبع إعلانات صغيرة توزع على مقاهي المدينة وأن هذا يمكن ، أن يتم فى ساعتين ، فكلفناه بالمهمة ، وكان الليل قد دخل ، فآوينا إلى المنزل أنا وأخي ، وكان المنزل خاليا خاويا بعد سفر والدتي بالخدم فنمنا من التعب ، أو هكذا خيل إلينا ، فقد كنا فى حالة من الأرق والقلق واضحة، وإذا الباب يدق، فنهضنا على عجل ونحن نتساءل منذا يكون الطارق فى مثل تلك الساعة من الليل ؟ ، وفتحنا وإذا به صديق والدنا المهندس ” يوسف ” ، أدخلناه وقد خيمت على وجهه سحابة حزن ، سألنا كيف علم بالخبر ، فقال من الإعلانات ، كان جالسا على القهوة التجارية وإذا إعلانات يد تلقى عليه وعلى الجالسين، فظنها كما قال إعلانات تياترو، وهم برميها بعيدا، وإذا بها إعلان عن وفاة ( إسماعيل الحكيم)!
وختم كلامه الحزين متنهدا ( لا حول ولا قوة إلا بالله ، إنا لله وإنا إليه راجعون ) . وغرق فى الصمت لحظة ، وغرقنا معه ، ثم رفع رأسه وجال ببصره فى اتجاه البيت سائلا عن المكان الذي بيبت فيه جثمان الفقيد ، فلما علم أنه المستشفى. وفهم منا أن جنازته ستخرج من هناك مباشرة ، كاد الرجل يصعق ، وقال (ما هذا الكلام ؟ ، أليس له بيت يخرج منه ؟ يخرج من مستشفى ؟ كمن لا بيت له ولا أهل ولامحل إقامة ؟ ما هذا لايصح أبدا، جنازته لا بد أن تخرج من بيته ، هذه هي الأصول)
فقال له أخي : ( إحنا مانفهمش فى الموت ده) ، وأردفت أنا موضحا ( كل ما خطر ببالنا هو اختصار الطريق ، والطريق أقصر من المستشفى إلى المقبرة ) ، فهز رأسه أسفا ، وسأل عما إذا كنا قد بلغنا المحافظة !
فلما علم أننا لم نبلغ أحدا صاح قائلا : ( يا ناس هذا له مقامه ومركزه ، مستشار سابق ، لا بد أن ترسل له المحافظة كم عسكري سواري بجوار النعش)
فقلت ( واالله فى الحقيقة أنا لا أعرف هذه الأشياء ، والحمد لله أنك حضرت فى الوقت المناسب ، والبركة فيك )
فنهض هذا الصديق االوفي النشيط من ساعته وأخطر المحافظة بالتليفون ، واتصل بجريدة الأهرام لنشر النعي، ولما فرغ من ذلك عاد إلينا يقول : وأين هى المستشفى الذى تركتم فيه الفقيد ؟ ، فلما عرف العنوان خاطب الإسعاف بالتليفون ، ثم تركنا وأسرع بالخروج دون أن يلتفت إلينا ، ومضت ساعة أو ساعتان ، وإذا بنا نسمع بوق سيارة الإسعاف على بابنا ، فنزلت وفتحت باب الحديقة الكبير ، فدخل الصديق المهندس وخلفه رجال الإسعاف يحملون الجثمان ، وساروا به فى ضوء القمر فوق ذلك الرصيف الطويل ، بخطى رتيبة وئيدة ذات إيقاع جليل مهيب ، على ذلك البلاط ، فى صمت الليل الرهيب ، فخيل إلى أنها جثة هاملت فوق أكتاف الأبطال.
ووضع الجثمان فى إحدى حجرات الجناح ،وكنا قد اتفقنا جميعا على أن يكون تشييع الجنازة فى الساعة الثالثة من بعد ظهر اليوم التالى ، حتى يستطيع الأهل والأقارب والمعارف الحضور بعد قراءة النعي فى الصباح ، وبالفعل ما كاد الموعد يقترب حتى كان كل شيء قد تم ، إعداده ، ونصب صوان أمام البيت ، وجيء بالمغسلين ، فهمس لي الصديق المهندس أن من الواجب أن أحضر غسله ، فحضرت ، وكان المنظر لا ينسى لقد بدأت الجثة فى التحلل ؛ فقد مضى على الوفاة نحو أربع وعشرين ساعة، وكنا فى مطلع الصيف ، وحاول المغسلون أن يكتموا الرائحة بإطلاق البخور ، واجتمع فى المكان بعض الأقارب والأعمام ، فرأيتهم يبكون البكاء المر أمام المنظر ، حتى أولئك الذين كان بينهم وبين أبى قطيعة خلال حياته .. ولكن دموعي أنا كانت جامدة كالصخر ؛ لأني كنت فى واد آخر، كنت أتأمل منظرا عجيبا قلما يتكرر .. منظر وجه يتحول أمامي تحولات غريبة سريعة ، هذا الأنف الذى أعرفه لأبي قد بدأ يتخذ شكلا آخر ، بدأ يلين كأنه قطعة عجين ، والبطن قد انتفخ كأنه بالون يوشك أن ينفجر ، معالم والدي أخذت تتفكك أمامي ، كما يتفكك شكل سحابة فى السماء ويتلاشى ، إن الفناء إذن ليس كلمة تكتب على الورق ويلوكها اللسان ! كنت أتأمل كل ذلك مأخوذا ، وقد نسيت تماما أن الذى أتأمله هو والد يجب أن أبكيه.
شخص آخر أيضا كان مثلي يراقب الأمور – ولكن من زاويته الواقعية – محتفظا بهدوئه : هو الصديق المهندس ، لم يبك مع الباكين ، ولكنه كان يصدر الأوامر والتعليمات إلى المغسلين ، ليحثهم على الإتقان ، ويمنعهم من العجلة و “الكلفتة ” ، صائحا فيهم :” بالليفة والصابون من فضلكم ، الرغوة تكون تقيلة، امسحوا الكتف بالراحة ، هنا ناقص غسيل ، الشغل لازم ياخد حقه ” ، وهكذا كان ذلك المهندس يراقب ويدير كل شيء كأنه أمام عمارة يباشر أعمال بنائها أو ترميمها.
وخرجت الجنازة أخيرا من بيت الفقيد فى يوم جمعة من شهر مايو 1936 على صورة من المهابة والجلال والوقار لم أكن أتوقعها ، يحف بالنعش أربعة جنود من السواري على خيولهم المطهمة ، وسرت أنا وأخي خلف النعش ، وسار خلفنا خلق كثير ، لم أنتظر حضورهم ، ولا أدري من أين جاءوا ؟ ، لعلهم من معارف والدي أو من عارفي فضله الصامت ، هنا فقط ، وفى تلك اللحظة ، غلبتني الدموع ، وحاولت جاهدا أن أتماسك ، حتى لا أجهش بالبكاء وأنا وسط الناس.
وبلغت المقبرة ، مقبرة الأسرة .. فى ناحية المنارة برمل الإسكندرية تلك المقبرة التى كان آخر من دفن فيها جدتي سالفة الذكر ، وأذكر يوم ذهبنا لتشييع جنازتها أن فقهاء ” الترب ” بعد قيامهم بمراسيم التلاوة والتلقين ، وكذلك ” الترابية ” بعد أن سووا التربة وانتهوا من عملهم تجمعوا حول والدي يسألونه الأجر ، فأخرج من جيبه قروشا جعل ينفحها هنا وهناك ، وهو يشق طريقه بين الأيدي الممدودة المتدافعة ، فلما علا التصايح بطلب المزيد قال لهم بنبرته الجادة الوقورة الممزوجة بالسخرية الخفية : ” المرة الجاية ، المرة الجاية ! ” ولم يكن بالطبع يدري ولا أحد من الحاضرين يدري أن المرة القادمة سيكون هو نفسه المدفون.










#مجاهد_الطيب (هاشتاغ)       Megahed_Al-taieb#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عبد الحميد مبروك
- من - هوا مصر الجديدة -
- سعاد
- هربت الفكرة
- لقطة المترو
- دَوا نُقَط
- فوقية
- قهوة علي مالك
- جبال الألب
- محمود ونوجة وصفية
- النادي الفرنساوي
- بأثر رجعي
- شارع الحب
- مصر الجديدة - الرابع والخامس من ديسمبر 2012
- ليلي نهارك
- نُؤْنُؤ
- حراس الفكرة


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري الكبير صلاح السعدني
- -نظرة إلى المستقبل-.. مشاركة روسية لافتة في مهرجان -بكين- ال ...
- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مجاهد الطيب - مختارات من -سجن العمر - توفيق الحكيم