أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - سليم نزال - عن القراءة و عن الحياة !














المزيد.....

عن القراءة و عن الحياة !


سليم نزال

الحوار المتمدن-العدد: 6099 - 2018 / 12 / 30 - 11:19
المحور: سيرة ذاتية
    




لى صديق القراءة لديه تعادل وجوده كما قال .و اتذكر الكثير من النقاشات التى كانت تدور بيننا فى مقهى الغراند هوتيل فى اوسلو فى واسط ثمانينات القرن الماضى.لم اره يوما الا و هو يحمل كتاب علما ان الكتب العربية فى تلك الفترة كانت نادرة .سمعت منه عن المفكر الجزائرى مالك بن نبى لاول مرة و بالفعل ما ان سافرت حتى عدت و معى مجموعة مالك بن نبى التى قراتها كلها .و اتذكر نقاشا دار بيننا حول عدد الكتب المفترض قرائتها فى العام و اتفقنا ان قراءة عشرين كتابا من الحجم المتوسط يفترض ان يكون امر جيد .

كنت قبل نحو ثلاثة اسابيع اجلس مع مثقفة اوكرانية فى كييف فى مقهى جميل اسمه مقهى لفيف نناقش الادب الاوكرانى من ضمن مسائل اخرى .و كنا قد سرنا على شارع لا اذكر اسمه لكنه كان يكتظ بلوحات الفنانين و كل فنان او فنانة يقف او تقف بجانب اللوحات .و فى اسفل الطريق المنحدرة وجدنا المقهى الجميل فقررنا ان نرتاح بعد سير اكثر من ساعتين .

و انا لدى سرعة لا اعرف من اين تاتينى فى اكتشاف مقاهى جميلة حيثما اسافر.فما ان اكتشف المقهى حتى اذهب اليه حاملا كتاب او كومبيوتر لكى اكتب او اقرا .ففى المقهى مساحة افضل من البيت او من غرفة الفندق .هناك تقرا و ترى وجوها و اناس يتحركون فى دائرة الحياة اليومية .و هو منظر احب رؤيته لانه يمنحنى فرصة التعرف على ما اسميه روح الحياة فى البلد .

و عندما اجلس فى بيتى فى اوسلو افكر فى المدن التى زرتها فانى عادة اتذكر منها ما هو قريب لفكرة روح الحياة و هو تعبير اجد صعوبة فى وصفه و لكن له علاقة بايقاع الحياة فى البلد .هناك ايقاعات سريعة خاصة فى العواصم و اكثر استرخاء فى المدن الاصغر .

و عندما كنا صغارا قال لنا المعلم ان الجاحظ توفى بان سقطت عليه كتبا كثيرة وجدت على صدره فمات .و يومها فكرت كيف يمكن ان يحصل هذا الامر .و بغض النظر عن صحة او عدم صحة الرواية الا ان هناك علاقة واضحة بين الرجل و حب القراءة .و الانتاج الكثير الذى انتجة الرجل يدل على ذلك .

الكاتب الضرير لويس بورخيس تخيل الجنه على شكل مكتبه جميله ! كان بورخيس يخشى الموت قبل ان ينهى قراءه مكتبته ! لكن من المؤكد ان بورخيس ما كان لينتهى ابدا من القراءه ..انها رحله رائعه يتعرف فيها المرء عن ذلك العشق الكبير بين الانسان و الكتاب.
لكن للقراءة ايضا تقنيتها او اسلوبها و لكل اسلوبه .و انا اعتقد ان جمال القراءة يمكن فى التنوع .التنوع يمنح الانسان فرصة ان يرى العالم ليس من منظار واحد .المنظار الواحد هو نوع من سجن للمرء .
و انا من عادتى ان اقرا عدة كتب متنوعة فى وقت معا .و هذا امر يساعدنى ان اتخلص من الملل الذى قد يحصل لدى قراءة كتاب واحد .

و لعل افضل الكتب هى التى تدفع المرء ان يفكر .انه الكتاب المستفز الذى يدفع بالعقل ان يعمل بعد قراءة الكتاب .ما فائدة الكتاب ان لم يستفزك ,قال كافكا ذات يوم .
و ها هو العام يمضى بكل ما حمله من فرح و احزان و قلق .الى جانبى كتاب للروائى النرويجى كنوت هانسن ,و كتاب للامريكية الصديقة الشخصية و الصديقة لفلسطين اليسون ويير .و كتاب للمفكر المغربى فى علم المستقبليات المرحوم المهدى المنجرة .
و ان كنا نعد اعمارنا بعدد السنوات فلربنا نعدها ايضا بعدد الكتب التى قراناها .

عام ينصرم و عام ياتى و نحن نمضى فى رحلة العمر



#سليم_نزال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على اعتاب عام جديد!
- حذار من ضياع هويتنا !
- كان ياما كان فى قديم الزمان !
- احاديث نهاية السنة !
- لقاء مع صديق اوغندى!
- الباحث حين يصبح شاعرا !
- هل يمكن تفسير السلوك الحضارى ؟
- هل ستعود الحضاره الى ا المنطقة العربية ؟
- تنتهى الطريق و لا تنتهى الاغنية !
- حول الاخر !
- مجتمعات بلا هوية !
- الامور مترابطة!
- حول جمعية مع اسرائيل من اجل السلام النرويجية!
- نهايه العالم القديم!
- العقل الجمعى او الذات الجمعية !
- تاملات !
- هل يمكن للقاتل و المقتول ان يعيشا معا ؟
- ناس تاتى و ناس ترحل و تستمر الحياة !
- فيرونيكا تستعد للسفر !
- حان الوقت ان نتغير !


المزيد.....




- نيابة مصر تكشف تفاصيل -صادمة-عن قضية -طفل شبرا-: -نقل عملية ...
- شاهد: القبض على أهم شبكة تزوير عملات معدنية في إسبانيا
- دول -بريكس- تبحث الوضع في غزة وضرورة وقف إطلاق النار
- نيويورك تايمز: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخاص ...
- اليونان: لن نسلم -باتريوت- و-إس 300- لأوكرانيا
- رئيس أركان الجيش الجزائري: القوة العسكرية ستبقى الخيار الرئي ...
- الجيش الإسرائيلي: حدث صعب في الشمال.. وحزب الله يعلن إيقاع ق ...
- شاهد.. باريس تفقد أحد رموزها الأسطورية إثر حادث ليلي
- ماكرون يحذر.. أوروبا قد تموت ويجب ألا تكون تابعة لواشنطن
- وزن كل منها 340 طنا.. -روساتوم- ترسل 3 مولدات بخار لمحطة -أك ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - سليم نزال - عن القراءة و عن الحياة !