أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إدريس سالم - لن يتّحد الكورد في غربي كوردستان















المزيد.....

لن يتّحد الكورد في غربي كوردستان


إدريس سالم

الحوار المتمدن-العدد: 6099 - 2018 / 12 / 30 - 06:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إن السنوات الثمانية من الأزمة أو الثورة السورية التي مرّت حتى الآن أثبتت أن المجلس الوطني الكوردي يفضّل الائتلاف السوري المعارض على حركة المجتمع الديمقراطي، فيما الأخيرة ففضّلت هيئة التنسيق الوطنية وتفضّل العشائر والتنظيمات العربية على المجلس الوطني الكوردي، إذ لا يوجد في الوسط الكوردي السوري أحزاب وليدة لأفكار سياسية واجتهادات تنظيمية تأخذ منهجاً قومياً أو وطنياً؛ فهي اعتادت على قالب كلاسيكي معيّن، بعّدت نفسها عن امتلاك برنامج أو مشروع قومي محدّد وواضح، كَمَسار لتحقيق الأهداف والطموحات المرجوة، من خلال النضال في الساحة الكوردية بسوريا.

لقد أثبتت هذه السنوات أن الأحزاب الكوردية التي فقدت بوصلتها الجماهيرية والقومية لن ينهضوا ولن يتوقفوا عن هذا التوالد السرطاني الكارثي بأكثر من مائة حزب صغير وكبير، غالبيتهم ولدوا من رحم بعضهم البعض، لصراعات شخصية أو أجندات إقليمية ودولية أو مداخلات أمنية محلية، يرفضون الإصلاح السياسي والذاتي وسماع نقد الشعب والمثقّفين، وتقديم مشروع كوردي حقيقي واقعي، فإلى الآن ولم يتجرّأ قيادي أو سكرتير الاستقالة من منصبه احتراماً لفاجعة حلّت بمدينة أو لموقف سياسي من حزبه، إلى الآن والكورد محرومون من رؤية سكرتير حزبي سابق، ما عدا حزب يكيتي الكوردي، الذي لديه سكرتارية سابقين ويناضلون في حزبهم بمناصب قيادية مختلفة.

كل التجارب وأحداث التاريخ، القديم والحديث – اتفاقات ومعاهدات، حروب تكتيكية وإستراتيجية – أثبتت أن الكورد هم أكثر القوميات العالمية انقساماً وسقوطاً، وذلك بفعل عاملين أساسيين، خارجي، يديره الدول العظمى من أمريكا وروسيا ودول أوروبية ومجلس الأمن الدولي ومنظمة الأمم المتحدة، الذين يرفضون ويحاربون الدولة الكوردية ويضعون العراقيل في سبيل عدم ولادتها، وعامل داخلي، مرتبط بالأحزاب والمجالس والمنظمات والقوات العسكرية الكوردية، الذين يُموّلون بعدّة طرق مختلفة، منها نظيفة ومنها مشبوهة.

لقد خسر الكورد فرصة تاريخية قد لن تتكرّر مثلها لبناء إقليم كوردي قومي خاصّ بهم، وعلى الناس والمجتمع والشعب أن يدركوا هذه الحقيقة المُرّة ويتقبّلوها ويعملوا على الخروج منها بأقل الخسائر الممكنة، فهم خسروا في "سيفر ولوزان وسايكس – بيكو"، واليوم خسروا في "هولير ودهوك" ويخسرون في "جنيف وسوتشي"، والمصيبة الكبرى هو أنه في كل محفل دولي سياسي خاص بالأزمة السورية، الكورد يكونوا فيه منقسمين، قسم يؤيد ذاك المحفل وقسم يعارضه.

انشقّ من كل حزب حزبَين أو ثلاثة وأحياناً أربعة، كلها بهدف الانتقام الشخصي أو المنصب أو المال السياسي والاقتصادي، ولم يكن يوماً الانشقاق لخلاف فكري سياسي أو عقائدي متعلق بنوعية المشروع الذي يطرح لأجل تحقيق مطالب الشعب الكوردي ونُصرة قضيته، وبالتالي فإن الحزب الكوردي السوري الذي تأسّس عام 1957 والذي ناضل من خلاله آلاف الكورد، بات اليوم يتألف من مائة حزب أو أكثر، وكلها منتهية إما بكلمة "ديمقراطي أو تغيير أو كوردي أو كوردستاني"، دون أن يغيّروا من المعادلة السياسية الكوردستانية والإقليمية والدولية شيئاً.

لن يتّحد الكورد، طالما غالبيتهم يناضلون نظرياً ويحلّلون عاطفياً وينظّرون خيالياً ويكيلون الكيل بمكيالين وثلاثة تخويناً واتهاماً، إما على تويتر أو الفيس بوك أو اليوتيوب، أما البقية الباقية من تلك الغالبية فهم يوزّعون المناصب القيادية والنفوذ الحزبي في لجان فرعية أو منطقية أو مركزية أو سياسية، والوحيدون الذين يقاتلون بنُبل وشجاعة هم الشباب المقاتلون الذين يدافعون في الخنادق عن مدن قادتهم يعتبرون الكورد إرهابيين.

خسر الكورد أمام كل اللاعبين الفاعلين والمتحاربين في الجغرافية السورية، خسروا أمام تنظيم داعش يوم دمّر الأخير في حرب طاحنة عام 2014م نصف مدينة كوباني، وشرّد أكثر من (800) ألف شخص في الدول الإقليمية والأوروبية، خسروا أمام تركيا يوم احتلت مدينة عفرين، وبضوء أخضر سوري روسي أمريكي، خسروا أمام أمريكا التي تخلّت عنهم بتغريدة رئيسها دونالد ترامب على صفحته في موقع تويتر، فبات الكورد لقمة سائغة في يد تركيا وإيران وروسيا وفرنسا والنظام، خسروا أمام المعارضة السورية التي إلى الآن ترفض الاعتراف باللغة الكوردية كثاني لغة في سوريا، خسروا أمام النظام السوري الذي كالمعارضة رفض ويرفض الاعتراف بالكورد كثاني قومية في سوريا، وهنا سيتساءل القارئ: "ماذا ربحنا من هذه الحرب؟!"، إلا أن الجواب مرّ جدّاً، إذ لم يربحوا سوى أن انتصروا على أنفسهم أولاً، وثانياً كانوا في مقدمة الحروب والمعارك، ويا ليتها كانت في سبيل نيل الحقوق الكوردية والاعتراف بها!!

نحن مَن اتهمنا الجيش الحرّ بالخيانة في معركة سري كانيية في بدايات الثورة السورية، ونحن مَن اتهمنا الائتلاف السوري المعارض بالداعشية في حرب كوباني عام 2014 عندما أعطى شرعية لداعش في هجومه على المدينة، وروسيا في حرب عفرين يوم أعطت الضوء الأخضر للجيش التركي بالاجتياح والاحتلال، واليوم اعتبرنا انسحاب أمريكا من المناطق الكوردية في شرقي الفرات خيانة وطعنة في الظهر، في حين نحن أكثر الشعوب شراهة وشراسة في ممارسة الخيانة مع أنفسنا وشعبنا وقضيتنا ولغتنا وتاريخنا «أيستحق الكورد لأن يكونوا أصدقاء الجبل والحجل؟!».

إن النخبة المثقّفة والسياسية، التي كانت تناشد أصغر كوردي إلى أكبر كوردي، للتوحيد وترصيص الصفوف، وبناء قاعدة جماهيرية موحّدة، قادرة على مواجهة التحدّيات والمخطّطات، إلا أنها كلما ناشدت الكورد في أن يتّحدوا في الفكر والسياسة كلما عاكسهم المسؤولون وقادة الأحزاب في العناد والتفرقة، وكأنهم يريدون تطبيق مقولة "لا حياة لمَن تنادي" على الكورد، وبحذافيرها.

يبقى القول أن الشعب الكوردي لم يكن هو الشعب الوحيد الذي وزّعته القوى الاستعمارية الإقليمية والدولية توزيعاً سياسياً حسب أهواها ومصالحها الظرفية والمستقبلية في النصف الأول من القرن العشرين، إلا أن قرابة مائة مليون كوردي محروم اليوم من اللغة والثقافة وديانته الخاصة "الكورد مسلمون أم زردشتيون؟!"، وكل الظروف باتت ضدّ ولادة الدولة الكوردية.



#إدريس_سالم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غريق يستنجد بغريق
- رقصة الفيل الأمريكي
- مضمون تغريدة ترامب
- محمد رمو: الحرب إن لم تصنع منك كاتباً فأنا أشكّ بشعورك وعمل ...
- الرجل الناقص في المكان الكامل
- نقاط المراقبة في شرقي الفرات.. مَن يراقب مَن؟!
- لهذا دعمت السعودية الأكراد.. وهكذا سترد تركيا
- أوكِ كوكل
- الكورد في سوريا.. أمريكياً وروسياً
- ريزان صالح إيبو: ابتكرت أبجدية كوردية بطريقة «برايل»، والإعل ...
- سوبر كلاسيكو.. بوكا للفقراء وريفر للأغنياء
- ناقدون رُعاع.. واستئسادٌ فيسبوكي
- أيتام الصفحات الوهمية بين التخوين وغياب العقل
- الكوميديا السوداء في شرقي الفرات
- المخرج السينمائي يلماز المحمد علي: السينما ليست وسيلة للتعبي ...
- المجلس الوطني الكوردي ليس مجلساً -جزراوياً-
- أسطورتا التهديف.. وصراع الكلاسيكو
- ظاهرة البثّ المباشر في الشرق الأوسط
- خاشقجي.. كوردياً وسورياً
- الأسد وتركيا يريدون ضرب قضيتنا.. وفي هذه الحالة سيسيطر النظا ...


المزيد.....




- هل تتعاطي هي أيضا؟ زاخاروفا تسخر من -زهوة- نائبة رئيس الوزرا ...
- مصريان يخدعان المواطنين ببيعهم لحوم الخيل
- رئيس مجلس الشورى الإيراني يستقبل هنية في طهران (صور)
- الحكومة الفرنسية تقاضي تلميذة بسبب الحجاب
- -على إسرائيل أن تنصاع لأمريكا.. الآن- - صحيفة هآرتس
- شاهد: تحت وقع الصدمة.. شهادات فرق طبية دولية زارت مستشفى شهد ...
- ساكنو مبنى دمرته غارة روسية في أوديسا يجتمعون لتأبين الضحايا ...
- مصر تجدد تحذيرها لإسرائيل
- مقتل 30 شخصا بقصف إسرائيلي لشرق غزة
- تمهيدا للانتخابات الرئاسية الأمريكية...بايدن في حفل تبرع وتر ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إدريس سالم - لن يتّحد الكورد في غربي كوردستان