أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد الورداشي - اللغة العربية














المزيد.....

اللغة العربية


محمد الورداشي
كاتب وباحث مغربي.

(Mohamed El Ouardachi)


الحوار المتمدن-العدد: 6098 - 2018 / 12 / 29 - 22:47
المحور: الادب والفن
    


بسم الله الرحمان الرحيم، والصلاة والسلام على سيد الأولين والأخيرين، تسليما دائما وأبدا، والحمد لله رب العالمين.
أما بعد،
تحتل اللغة العربية مكانة كبيرة ومهمة داخل الحضارات عامة والحضارة العربية الإسلامية خاصة، ويرجع ذلك إلى كونها لغة القرآن، وهذا ما يخبرنا به القرآن الكريم نفسه في مواضع عدة. إذن، يمكننا أن نتساءل: ما الذي جعل اللغة العربية ترقى إلى مستوى أن تكون لغة القرآن دون غيرها؟
للإجابة عن هذا السؤال، ينبغي أن نقسم الإجابة إلى شقين اثنين. فالأول نلامسه في الشعر الجاهلي، والثاني نجده في كتاب الله عز وجل.
1- في الشعر العربي القديم.
إن ما يبرر نزول القرآن الكريم بلغة عربية فصحى، أو بالأحرى بلغة قريش، هو كون القرآن موجها إلى العرب، حيث إنهم كانوا معروفين بقوة القول، وذلك ما نجده في أشعارهم ومروياتهم. لهذا نجد أن الله تعالى أرسل إليهم نبيه صلى الله عليه وسلم، برسالته السماوية، منزلة بلغة العرب التي كانوا يتفاخرون بها.
إن القرآن الكريم نزل بلغة عربية ليعجز العرب الذين كانوا متفوقين وعارفين باللغة نفسها، من ثمة أعجزهم الله تعالى، ولم يستطيعوا أن يأتوا بمثل القرآن الكريم. قال الله تعالى في كتابه العزيز:
"وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله، وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين". (البقرة، الآية: 23). وفي هذا المجال آيات كثيرة تدل عن عظمة لغة القرآن وإعجازها.
2- في القرآن الكريم:
هناك آيات كثيرة وردت في كتابه عز وجل تؤكد أنه نزل بلسان عربي، أي بلغة عربية فصيحة. لهذا سنقدم بعض الآيات التي تدل على ذلك:
"إن أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون" (يوسف، الآية: 2).
"لسان الذي يلحدون إليه أعجمي وهذا لسان عربي مبين" (النحل، الآية 103).
"وكذلك أنزلناه قرآنا عربيا" (طه، الآية: 113)
"كتاب فصلت آياته، قرآنا عربيا لقوم يعلمون" (فصلت، الآية: 3).
"إنا جعلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون" (الزخرف، الآية: 3).
"فإن الله تعالى شرف اللغة العربية بنزول القرآن الكريم، وحفظها بحفظ كتابه؛ لأنه مما لا ريب فيه أن القرآن هو سر بقائها حية قوية، بخلاف غيرها من اللغات التي تغيرت، وانتهت"(1). ولا شك أن اختيار العربية" لتكون لغة وحي الله أو لتكون خطاب الله إلى جميع البشر، التي يوكل حفظها وكتابتها وقراءتها وإقراؤها للأجيال من خلال عزمات البشر، يحمل من الأبعاد والفاعلية والعبر الشيء الكثير الذي يدعو للتأمل والنظر(2).
"ولذلك تعتبر اللغة هي المقوم الأساس لبناء الأمة وقيامها- على اختلاف الآراء حول عوامل تكوين الأمم- لأنها لغة التواصل والاتصال والصياغة لكل الأفكار، وتفعيل العوامل الأخرى(3).
لقد اعتبر الكثير من العلماء" أن العروبة اللسان، وأن الكلام بغيرها لغير حاجة يخشى أن يورث النفاق، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:‘‘ من يحسن أن يتكلم بالعربية فلا يتكلم بالعجمية فإنه يورث النفاق‘‘(4). وكره الشافعي لمن يعرف العربية أن يتكلم بغيرها، وذلك لكون اللغة العربية "من الدين، ومعرفتها فرض واجب، فإن فهم الكتاب والسنة فرض، ولا يفهم إلا بفهم اللغة العربية، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب(5). وفي هذا السياق قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه:‘‘ تعلموا العربية فإنها من دينكم، وتعلموا الفرائض فإنها من دينكم‘‘.
إن تأكيد عمر بن الخطاب رضي الله عنه على واجب التفقه في اللغة العربية وتعلمها" هو الذي حفظ هوية الأمة المسلمة وكيانها، في الكثير من البلاد الإسلامية المستعمرة مثل الجزائر وغيرها"، ومن إيجابيات التيارات والاتجاهات القومية العربية،‘‘ أنها اعتبرت اللغة العربية الفصحى هي إحدى مقومات وجود الأمة العربية(7). فاللغة العربية إذن؛ لغة التنزيل والحضارة، وهي أول مقوم من المقومات التي بنيت وأقيمت عليها الأمة الإسلامية. ومنه، فإن حمايتها وصيانتها فهي صيانة للدين الإسلامي. وكذا الحفاظ على استمرارية الحضارة، وعدم فقدانها. ‘‘ هذا علاوة عن أن اللغة العربية تمتلك من الطاقات والإمكانات ومخزون الألفاظ المترادفات، ما يستطيع التعبير عن أدق الأحاسيس وأبسطها(8).
إن ما يمكن استخلاصه مما سلف ذكره أن لغة الضاد، هي إرثنا الحضاري، وأسنا المكين، وبها نتنفس ونعيش ونتواصل ونتطور. إذن من الواجب علينا تعلمها ودراستها، وفهم قواعدها، ما يمكننا من فهم كتاب الله جل جلاله. ومنه فإن‘‘ دراسة اللغة العربية ضرورية لكل دارس مسلم مهما كان تخصصه. ليكون على دراية بأهم قواعدها وأساليبها، فاللغة العربية لها شأن كبير في تقويم اللسان، وتزويد الدارسين لها بالثروة اللغوية، وتكسبهم القدرة على التعبير، وتربية الذوق الأدبي. ولهذا يجب أن تنال حظا من العناية والاهتمام، حتى يستطيع المتعلم معرفة المفردات اللغوية، والاستخدام الصحيح له(9). لهذا، حاولوا أن تهتموا باللغة العربية، وأن تتعلموها حتى تستطيعوا فهم معاني كتاب الله عز وجل، وحتى تقوموا ألسنتكم، أي تحسنون الكلام بلغة فصيحة، وتستطيعون كتابة الشعر، إذا أردتم أن تصبحوا شعراء.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) عبد الله محمد النقراط: الشامل في اللغة العربية، ط1: 2013، ص 7.
(2) طالب عبد الرحمان: نحو تقويم جديد للكتابة العربية، كتاب الـأمة الرقم 69،ص: 18.
(3) المرجع نفسه، ص21.
(4) نفسه ص 26.
(5) نفسه ص 27.
(6) نفسه ص 28.
(7) نفسه ص 28.
(8) نفسه ص 37.
(9) عبد الله محمد النقراط، ص 7.



#محمد_الورداشي (هاشتاغ)       Mohamed_El_Ouardachi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحاجة
- الصراع يعود من جديد...!
- قراءة في رواية -نبض- ل أدهم الشرقاوي.
- نزيف قلم
- أزمة المقررات الدراسية
- سيدي المتجبر.
- أنماط النصوص
- تركيا... إلى أين؟
- ولأن الأفكار لا تموت...
- الحرية عند المفكر المغربي: عبد الله العروي.
- تعليق حول: حفريات في الذاكرة من بعيد، للمفكر المغربي محمد عا ...
- هكذا فهمت جبران
- الشعرية وتجلياتها عند أدونيس
- الثابت والمتحول وتجلياتهما في التراثين: الديني والشعري، من م ...
- الرسالة
- أبو زيد... هل أحزنتك روح التفكير؟
- أبو زيد.. هل أحزنتك روح التفكير...؟
- قراءة في كتاب السيميولوجيا والتواصل. ل إريك بويسنس، ت: جواد ...
- قراءة في مضامين كتاب: مفهوم النص دراسة في علوم القرآن، ل نصر ...
- قراءة في المباحث الأولى من كتاب السيميائية وفلسفة اللغة ل أم ...


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد الورداشي - اللغة العربية