أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - علي طه النوباني - الحرية بين الكبت (والانجلاق)














المزيد.....

الحرية بين الكبت (والانجلاق)


علي طه النوباني

الحوار المتمدن-العدد: 6098 - 2018 / 12 / 29 - 16:37
المحور: حقوق الانسان
    



شاهدت برنامجاً وثائقياً عن الكيفية التي تواجه فيها المجتمعات الغربية الفردانية التي نتجت عن التطور التكنولوجي الباهر الذي وصلوا إليه، والذي نتج عنه ظهور وظائف جديدة تعمل على الحد من آثار الفردانية كالمدربين والأخصائيين النفسيين ومصممي البرامج المدرسية وغير المدرسية للبالغين وغير البالغين؛ لإخراج الإنسان من عزلته القاتلة، وإكسابه مهارة حرية التعبير، وتفجير ما في جوفه من أفكار ومشاعر وأحزان وخيبات وأحلام لكي يستطيع أن يتوازن وينجح في الحياه.
كل مدرب ابتدع طريقة مختلفة عن الآخر لمساعدة الناس على اقتحام مصاعب الحياة وتكرار المحاولة حتى أن واحدا من المدربين نفذ جلسات يوغا لمتدربيه وهم عارون من الملابس تماماً بهدف كسر حواجز الخجل التي تمنع كل واحد منهم من البوح بما في داخله من المشاعر والأفكار المتنوعة من الأبيض إلى الأسود.
يحدث هذا في البلدان التي وصلت إلى الدولة الحديثة؛ دولة القانون والمؤسسات لأن تماسك الإنسان وتفاعله مع المجتمع هو رأسمالها الحقيقي، ويحدث عكسه تماما في البلدان التي ما زالت ترفض فكرة القانون والمؤسسات، وتبني دولة أشبه بالمافيا، قوامها الأساسي هو كبت حرية التعبير، ومنع الإنسان من التجمع مع أخيه الإنسان إلا من خلال الشكل الذي قامت المافيا بتصميمه مسبقاً ليكون خانقاً لحرية التعبير والتفكير والإبداع، فكلُّ فئةٍ أو طائفة ممنوعة من الحديث عن الدين لكي لا تجرح مشاعر الطوائف الأخرى، وكل فئة ممنوعة من الحديث عن الجنس لكي لا تخدش ما يسمى بالحياء العام، وكل فئة ممنوعة طبعاً من الحديث عن السياسة لكي لا تعري الأسياد الذين يستأثرون بالسلطة والثروة، وكلّ فردٍ حكماً ممنوع من الحديث عن معاناته النفسية لأنها تخدش رجولته وفحولته التي لم يبق منها غالباً سوى التمثيل والخداع، وهكذا يصبح اللسان أداة للتزوير والكذب والنفاق وليس آلة خلاقة تمحص الأشياء لفهمها وخلق الجديد والمبدع.
شاهدت في البرنامج الأطفال والشباب والرجال الأستراليين وهم يبوحون بما لديهم من أفكار في جلسات مفتوحة مع زملائهم ومع مدربين مختصين، يتحدثون عن الجنس والمخدرات والإيمان والإلحاد والصحة والمرض وكل شيء دون تحفظ، ولم يمت المشاهدون أو المشاركون لأن حياءهم قد انخدش، أو لأن إيمانهم قد انجرح، وفي المحصلة ها هم يبنون واحداً من أنشط الاقتصادات نموا في العالم يبنون بلادهم ويصدرون اللحم والبرسيم لبلاد الصمت المطبق.
ذكرني هذا بكلمة في اللهجة المحلية الأردنية هي كلمة " انجلق" والتي تعني انطلق بعد صمت وأفرغ كل ما لديه من حديث إلى درجة الإسفاف. والجلق في الفصحى هو صوت الضحك الشديد، وقد انبثقت هذه الكلمة من وعي عام تشكل لدى الناس يجعل الإنسان متحفظاً دائما، خائفا من التعبير عما يجول في نفسه، لأن المجتمع والدولة يوحون له دائماً بأنه الأقل، وأنه لا يمكن أن يقدّم جديداً للناس والحياه.
لذا فإنني أتمنى على الناس أن (ينجلقوا) جميعا للتعبير الحر الذي يمكن أن يمنحنا فرصة للحاق بالبشر، وأنْ يمنحوا للإنسان الثقة التي يمكن أن تصنع شخصيته المنتجة.




#علي_طه_النوباني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حرَّم الخمر...، واختار النساء
- تحقيق الصفو العام في بلاد الخوف العام
- بنما دولة بعيدة... ومُشوِّقة جدا
- الأزمة الاقتصادية، ومصالح الطبقات
- معادلة أحادية المقاربة بين التسليم والعقم الحضاري
- الفصل من جروب الفيسبوك، عقوبة ثقافية جديدة
- اليسار التقدمي يُغير الشعب
- وسِّع الميدان ... نزلت الفرسان


المزيد.....




- أستراليا.. اعتقال سبعة مراهقين يعتنقون -أيديولوجية متطرفة-
- الكرملين يدعو لاعتماد المعلومات الرسمية بشأن اعتقال تيمور إي ...
- ألمانيا تعاود العمل مع -الأونروا- في غزة
- المبادرة المصرية تدين اعتقال لبنى درويش وأخريات في استمرار ل ...
- مفوض أوروبي يطالب باستئناف دعم الأونروا وواشنطن تجدد شروطها ...
- أبو الغيط يُرحب بنتائج التحقيق الأممي المستقل حول الأونروا
- الاتحاد الأوروبي يدعو المانحين لاستئناف تمويل الأونروا بعد إ ...
- مفوض حقوق الإنسان يشعر -بالذعر- من تقارير المقابر الجماعية ف ...
- مسؤول أميركي يحذر: خطر المجاعة مرتفع للغاية في غزة
- اعتقال أكثر من 100 متظاهر خارج منزل تشاك شومر في مدينة نيويو ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - علي طه النوباني - الحرية بين الكبت (والانجلاق)