أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماجد احمد الزاملي - تمرد ترامب على الدبلوماسية و التقاليد الامريكية والدولية















المزيد.....

تمرد ترامب على الدبلوماسية و التقاليد الامريكية والدولية


ماجد احمد الزاملي
باحث حر -الدنمارك

(Majid Ahmad Alzamli)


الحوار المتمدن-العدد: 6097 - 2018 / 12 / 28 - 21:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تمرد ترامب على الدبلوماسية و التقاليد الامريكية والدولية
أظهر وصول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض الضعف الذي يعاني منه النظام الأمريكي، وفنّد الفكرة القائلة: إن الرئيس الأمريكي تختاره كبرى اللوبيات والشركات الاقتصادية والإعلام الكبير؛ فترامب لم يمثل مصالح الشركات الأمريكية الكبرى بتوجهاته الاقتصادية، وقد وقف في وجهه غالبية الإعلام الأمريكي الكبير. بنفس الوقت لا هو ولا معاونيه يشكلون مجموعة عباقرة أو أشخاص استثنائيون ممن يمكن أن يغيروا وجه التاريخ، فهم لم يظهروا يوما رؤية استراتيجية متميزة أمريكيا، ولا قراءة عميقة للعلاقات والصراع الدولي وبنية النظام العالمي الجديد، الذي بذلت لتأسيسه الولايات المتحدة الكثير منذ تسعينات القرن الماضي بعد سقوط السوفييت؛ وأيضا سياسيا لم يكن ترامب رجل صداقات سياسية يستقطب دعم السياسيين. الظاهرة الترامبية هي التعبير الأقوى عن حركة ردة أصولية متطرفة تجتاح العالم الغربي والعالمين العربي والإسلامي، وهي حركة تاريخية قد تؤدي لنتائج أخطر من المتوقع. ولن يستطع السياسيون والإعلام والنخب التقليدية مواجهتها دون التحرر من منهجيات العمل المستمرة منذ القرن الماضي. كاتبوا الدستور الامريكي لهم آليات حفظ التوازن في المؤسسات، وهناك نوع من ضبط الإيقاع بين المؤسسات الثلاث، لكن مع ظهور "ترامب" خرجت أمريكا من هذا الاستثناء وأصبحت تدار على طريقة الدول النامية، وتنامى القضاء على الروح النقدية، وبالتالي لو سمحت المؤسسات- لتحول "ترامب" إلى الإمبراطور الذي لم تراه أمريكا منذ تأسيسها.و تقوم الاستراتيجية الترامبية، على تسويق "ترامب" كرجل استعراضي، يشعر الأمريكيون بأنه يريد التغيير، ويحسن خلق الانطباع بأنه رجل الحسم، ويتميز بالارتجالية والكذب . في تأثير "الترامبية" على العلاقات الدولية المعاصرة، فأن هناك الآن اتجاهان يتفاعلان في واشنطن: نزعة أمريكية تتماشى مع عقيدة ترامب، وهناك اتجاه يتمسك بالنزعة العالمية (حتى داخل المؤسسات السياسية وزارة الدفاع والخارجية) وأصحابها هم الذين استطاعوا خلال عام إيجاد التوازن والحد من طموح "ترامب"، ولذلك ففي حضور هذا الأخير إلى مؤتمر دافوس صرح: "وإن كانت أمريكا تبحث عن مصالحها فهي ليست وحدها" مما يدل على أنه أصبح ينفتح على العالمية. وعلاقة ترامب بمنطقتنا العربية فأن "ترامب" استطاع أن يسوّق خطاب مكافحة الإرهاب بأعلى سعر لدول الخليج العربي وفي مقدمتهم العربية السعودية ، وبالتالي أصبح يتعامل "ترامب" مع المنطقة العربية بمنطق "الصفقات" و تحويل منطقة الخليج إلى بقرة حلوب. وذلك يتماشى مع وعوده في السياسة الداخلية، حيث وعد الأمريكيين بإيجاد خمس وعشرين مليون وظيفة، ولذلك يسعى إلى توفير الأموال لإنعاش سوق العمل . "ترامب" يفتخر بأنه لا يفهم كثيرا في السياسة ولكنه يفهم في الصفقات، وإذا كانت السياسة سابقا يقودها السياسي ويسير خلفه الاقتصادي فإن ترامب يريد الاقتصادي هو الذي يقود والآخرون يجلسون ويسكتون.
تأثير وتأثر الظاهرة الترامبية بالشرق الأوسط والمنطقة العربية والإسلامية بحاجة لبحث مستقل، لكن باختصار يمكن القول إن ترامب تفاعل مع هذه المنطقة وفق منهجيين: الأول هو الاستثمار في الزعامات القائمة لدول المنطقة وإدارة خلافاتها عن بعد، كما هي حال خلافات معسكر السعودية والإمارات العربية المتحدة ومصر مع معسكر تركيا وقطر، أو كصدام معسكر الخليج العربي مع إيران. المنهج الثاني، هو زيادة قوة التيار الإسلامي المتعصب سنيا أو شيعيا، من خلال زيادة حدة اللهجة العدائية ضد الإسلام والمسلمين من قبل إدارة ترامب، فمن المعلوم أن ردة الفعل الشعبية على السياسات الأمريكية تميل دائما لدعم من تكرهه وتعاديه أمريكا وإسرائيل، باعتبارهما مصدر “الشر” المتآمر على هذه المنطقة منذ قرون.
فالقضية الفلسطينية تمر في مرحلة حرجة لم تمر بها على مدى السبعين عام الماضية ، وهي الآن بين مطرقة مشروع التطرف لدى الادارة الامريكية وسياسات الامر الواقع الاسرائيلية التي تتقدم على الارض بشكل تدريجي، خاصة, في قضيتي الاستيطان والقدس. هذه الحال لم تأت دفعة واحدة بل هي نتيجة مفاوضات عمرها ربع قرن من مفاوضات عبثية ورهانات فلسطينية وعربية فاشلة، بينما حكومة نتن ياهو تنفذ يومياً خططها الاستراتيجية والمرحلية بنهب الأرض وهدم المنازل وتهجير اهلها، وصولاً إلى ما يسمى بعرف اليمين واليمين الاسرائيلي المتطرف «إسرائيل الكبرى» من المتوسط حتى نهر الأردن. هذا كله بسبب سياسة الأوهام عند الذين ذهبوا إلى أوسلو الذين واصلوا السياسة ذاتها، رغم نتائجها المرئية والملموسة لدى الجميع. ناهيك عن تداعيات الانقسام في الصف الفلسطيني، الذي أدى إلى تفكيك وحدة الشعب والأرض، وفكك الوحدة الوطنية. الشروط الامريكية تعني افساح الطريق امام الحكومة اليمينية والعنصرية الاسرائيلية، من اجل التفرغ لإستكمال مخططات الدولة الإحتلالية الفاشية في منهجيتها المتعددة الألوان، منهجية الدولة العنصرية، والتفرغ لبرنامجها في إبتلاع الأرض الفلسطينية، طالما أن الإستيطان في رأي الإدارة الأمريكية الراهنة لا يمنع من مواصلة المفاوضات مع الفلسطينيين، وتعزز دورها الإقصائي العنصري، في جوهر طبيعتها ونشأتها، وهي «تشرعن» الإستيلاء على أراضي ملكية خاصة لفلسطينيين، وإبقاء الإستيطان ركيزة «التشريع» الإحتلالي، وفي جوهر طبيعته وأهدافه، و«إسرائيل» ذاتها إنبثقت ونشأت نتيجة ولادة مشوهة، قامت بها بالمجازر والحديد والدم والنار. صفقة القرن الترامبية، وإقامة «ناتو عربي» ضد عدو وهمي اسمه ايران، حلف عموده الفقري «إسرائيلي» هذه الصفقة هي إمتداد لمسلسل الدراما بالمواصفات والشروط الأمريكية- الإسرائيلية، لا دولة فلسطينية . وهي حقا فرصة أمام الكيان الغاصب , الذي يلعب لعبة الإعلام وتزوير الواقع والتاريخ بطرق مختلفة، بما فيها زج خبراء في الحرب النفسية، لإستعادة هيبة «الجيش الذي لا يقهر»، وقدرات «الموساد» الذكية، لكن الواقع يفضح هذا الضجيج الذي ولَّى، و«إسرائيل» لن تخدم أي مخططات لأي بلد عربي، بقدر ما تبحث عن تفتيت محيطها العربي، وينقسم النظام العربي، في حروب داخلية وأهلية وطائفية ومذهبية واقليمية في المشرق العربي والشرق الأوسط, فليحذر الجميع مما هو آت.



#ماجد_احمد_الزاملي (هاشتاغ)       Majid_Ahmad_Alzamli#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القضاء على اثار الديكتاتورية بعد انهيارها لصيانة حقوق الانسا ...
- الجهود الدولية والتضحيات الشعبية لإقرار حقوق الانسان
- وجهة نظر في الشأن العام
- مأساة الحروب في القرن الحادي والعشرين(حرب اليمن مثالا)
- المفهوم والتطبيق لهيبة الدولة الحديثة
- الدولة العميقة والقيادة
- النزاهة والشفافية والحفاظ على المال العام لاجل دولة مستقرة س ...
- الترتيبات التي تحاول الولايات المتحدة ان تمهد بها لتمرير صفق ...
- موقع المرأة في مجتمعاتنا الذكورية وموقف الاسلام منها
- الحرب الاقتصادية التي يقودها ترامب ضد الجميع
- لا ينتهي التنافس الأقليمي والدولي على الارض العراقية
- الحصار الاقتصادي والمردود السلبي على المؤسسات المالية العالم ...
- العوامل التي تتحكم بقوة وضعف الدولة
- اساليب العمل الديمقراطي ودور جماعات الضغط
- ما أشبه اليوم بالامس
- الذكرى الستين لثورة 14 تموز
- ألتحالفات الانتخابية
- المساعدات الخارجية للدول الفقيرة وتأثيرها على قرارها السيادي
- العقوبات الاقتصادية والحصار لا يمكنهما إسقاط نظام سياسي
- تأثير الاوضاع الامنية والاقتصادية على الاستقر السياسي


المزيد.....




- نيابة مصر تكشف تفاصيل -صادمة-عن قضية -طفل شبرا-: -نقل عملية ...
- شاهد: القبض على أهم شبكة تزوير عملات معدنية في إسبانيا
- دول -بريكس- تبحث الوضع في غزة وضرورة وقف إطلاق النار
- نيويورك تايمز: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخاص ...
- اليونان: لن نسلم -باتريوت- و-إس 300- لأوكرانيا
- رئيس أركان الجيش الجزائري: القوة العسكرية ستبقى الخيار الرئي ...
- الجيش الإسرائيلي: حدث صعب في الشمال.. وحزب الله يعلن إيقاع ق ...
- شاهد.. باريس تفقد أحد رموزها الأسطورية إثر حادث ليلي
- ماكرون يحذر.. أوروبا قد تموت ويجب ألا تكون تابعة لواشنطن
- وزن كل منها 340 طنا.. -روساتوم- ترسل 3 مولدات بخار لمحطة -أك ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماجد احمد الزاملي - تمرد ترامب على الدبلوماسية و التقاليد الامريكية والدولية