أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - منير المجيد - عائلة سورية لاجئة في اليابان














المزيد.....

عائلة سورية لاجئة في اليابان


منير المجيد
(Monir Almajid)


الحوار المتمدن-العدد: 6097 - 2018 / 12 / 28 - 14:30
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


اليابان ليست بلد هجرة، ولا تُساعد الهاربين من الحروب والمجاعة، كما تفعل أوروبا الغربية. لقد تعلّموا من تجارب الآخرين فوضعوا ما يشبه السياج حول جزرهم.
هل هم مُحقّون أم لا؟ هذا موضوع قد أتعرّض إليه في مناسبة اخرى.
هذا العام تقدّم نحو ثمانية وعشرون ألفاً بطلبات لجوء في البلاد فوافقت السلطات على طلبات ستة عائلات. نعم، الرقم صحيح.

عائلة سورية من حماة مُنحت حقّ الإقامة واختيرت ماتسوياما (يقطنها قرابة نصف مليون) مكاناً لسكناهم.
جرى هذا بينما كنتُ مُقيماً مُزمناً هناك في ربيع العام الجاري.
أصدقائي أزفّوا الخبر لي وكأنه إنتصار للمدينة ولقلبي السوريّ.
إحدى صديقات أصدقائي درست اللغة العربية في مصر وتعرف شرقنا جيّداً، قامت بتقديم كل الخدمات اللازمة لهذه العائلة وصرفت أوقات فراغها بالكامل لمساعدتهم وكتابة إستماراتهم ووسيط عقد إجتماعاتهم وتفاصيل اخرى، كما أنها جعلت السوپرماركت المحليّ يتحمّل تكاليف إستيراد اللحوم الحلال خصيصاً لهم من طوكيو، ليُنقل الخبر في الصحافة ومحطّة التلفزيون المحليّة، وجاء مُحلّلون يشرحون للناس ماهيّة وأسباب طريقة الذبح هذه.
كانت مترجمتهم في كل شيء بمعنى آخر.

تابعتُ القصة التي كانت تنشرها على صفحتها على الفيسبوك، على نحو يومي.
لاحظتُ وعرفتُ، من خلال الصور وأقاويل الأصدقاء، أن الرجل ملتحٍ، والزوجة مُحجّبة وهي لا تُصافح الرجال وما إلى ذلك من حدّوتات.
حسناً، قبل الشروع في تفاصيل اخرى، أريد أن أؤكّد على أنني لست ضد حجاب المرأة ولا لحى الرجال، بدليل أنني دافعت، على الدوام، في غمار النقاشات الحادّة رسمياً وشعبياً، عن حقّ المرأة بارتداء ما تشاء في الدانمارك، دون أن أعرف أنها تُرغم عليه أم لا، وحريّة المعتقد الديني أيّاً كان، إذا احتفظ المرء به لنفسه فحسب.

وحين اقترح عليّ بعض الأصدقاء التعرّف إلى هذه العائلة، اعتذرت بذريعة أنني أيضاً غريب في هذا البلد، وليس بوسعي تقديم أية مساعدة. وللمُقرّبين من أصدقائي همستُ أنني لن أستطيع الإقتراب والتحاور تماماً مع عائلة مُحافظة حتى لو كانت سوريّة، حيث أن أسلوب وطريقة حياتي وبُنية عقلي التحتية والفوقية لن تُفضي إلى نتائج إيجابية.
حينها، لاحظت تعابير الإستنكار على وجوههم، وفق الطريقة اليابانية الناعمة المُهذّبة.

في أوروبا تُتيح السلطات المخولة حيّزاً زمنياً للاجئين وتُساعدهم ليل نهار، ماديّاً ومعنوياً، كي يقفوا على أرجلهم ويتجهّزوا لسوق العمل في فترة تأهيل قد تمتد إلى أكثر من سنة. ولأن أسواق العمل نادرة للذين لا اختصاصات لديهم، فإنهم يبقون تحت رحمة المساعدات.
أمّا في اليابان فإنهم يعرضون على هؤلاء الإنخراط في سوق العمل مُباشرة، بسبب عدم وجود قوانين تُنظّم مسائل اللجوء وفترة التأهيل، في بلد يكاد يخلو من اللاجئين. وللعمل، كما هو معروف، هالة واسعة من الإحترام والقدسيّة والطقوسيّة.
اليابانيون يتفانون من أجل عملهم، أي عمل كان.
ووفقاً للمبدأ تلقّت السيّدة السوريّة عرضاً بوظيفة بدوام كامل لتكون في فريق تنظيف تابع لإحدى الشركات.
«لم آتي لهذه البلاد كي أكون خدّامة»، كان جوابها القطعي للسلطات.
اتسعت عينا الموظفّ المُختصّ ولم يفهم تماماً السبب، حينما قامت الفتاة اليابانية المتطوّعة بنقل موقف سيدتنا السوريّة.
هكذا كتبتْ على صفحتها على الفيسبوك، وذيّلت موضوعها بعبارة «يبدو أنني لن أستطيع، مع الأسف، الإستمرار في تقديم المساعدة لهذه العائلة».



#منير_المجيد (هاشتاغ)       Monir_Almajid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في ثقافة التواليت
- السريان، من القامشلي إلى السويد
- أوساكا (٣)، هم الذين يطلقون سراح الشمس
- كوبيه، هم الذين يطلقون سراح الشمس
- أوساكا (٢)، هم الذين يطلقون سراح الشمس
- أوساكا (١)، هم الذين يطلقون سراح الشمس
- نارا (٢)، هم الذين يطلقون سراح الشمس
- نارا (٣)، هم الذين يطلقون سراح الشمس
- نارا (١)، هم الذين يطلقون سراح الشمس
- الميلاد في الدانمارك ليس جورج مايكل فحسب
- كيوتو (٣)، هم الذين يطلقون سراح الشمس
- كيوتو (١)، هم الذين يطلقون سراح الشمس
- كيوتو (٢)، هم الذين يطلقون سراح الشمس
- طوكيو، هم الذين يطلقون سراح الشمس
- الشينكانسن، هم الذين يطلقون سراح الشمس
- قامشلو
- لا، هذا ليس رثاء يا أمي


المزيد.....




- مسجد باريس الكبير يدعو مسلمي فرنسا لـ-إحاطة أسرة التعليم بدع ...
- جيف ياس مانح أمريكي يضع ثروته في خدمة ترامب ونتانياهو
- وثيقة لحزب الليكود حول إنجازات حماس
- رئيس الموساد: هناك فرصة لصفقة تبادل وعلينا إبداء مرونة أكبر ...
- لقطات جوية توثق ازدحام ميناء بالتيمور الأمريكي بالسفن بعد إغ ...
- فلسطينيو لبنان.. مخاوف من قصف المخيمات
- أردوغان: الضغط على إسرائيل لوقف حرب غزة
- محلات الشوكولاتة في بلجيكا تعرض تشكيلات احتفالية فاخرة لعيد ...
- زاخاروفا تسخر من تعليق كيربي المسيء بشأن الهجوم الإرهابي على ...
- عبد الملك الحوثي يحذر الولايات المتحدة وبريطانيا من التورط ف ...


المزيد.....

- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون
- في مسعى لمعالجة أزمة الهجرة عبر المتوسط / إدريس ولد القابلة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - منير المجيد - عائلة سورية لاجئة في اليابان