أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مشعل يسار - في ذكرى ميلاد الثوري الصيني ماو تسي تونغ















المزيد.....

في ذكرى ميلاد الثوري الصيني ماو تسي تونغ


مشعل يسار
كاتب وباحث ومترجم وشاعر

(M.yammine)


الحوار المتمدن-العدد: 6097 - 2018 / 12 / 28 - 00:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


صادف يوم 26 ديسمبر/كانون الأول الجاري الذكرى السنوية الـ 125 لميلاد مؤسس جمهورية الصين الشعبية ماو تسي تونغ.
كان "الربان الأعظم" ماو هو مكتشف المعادلة المعروفة بـ "حرب المدينة العالمية ضد القرية العالمية"، تلك التي اكتسبت حالياً أشكالًا تكنولوجية، بل اجتماعية واقتصادية جديدة (على سبيل المثال، تحول البروليتاريا إلى بريكاريا*). كما أنه كان أحد طرفي التحالف الذي أنشأه مع ستالين، وقد أصبح التحالف الاستراتيجي السوفييتي الصيني مثابة السابقة الهامة لتحالف اليوم بين الصين الشعبية وروسيا، في المرحلة التاريخية الجديدة، باعتباره البديل الحقيقي الوحيد لما يمكن اعتباره "المعتقَل الليبرالي العالمي" الذي يمثله "السلام الأميركي" (Pax Americana) و"إمبراطورية الدولار"، والرد الوحيد اليوم على العدوان المتنامي "للغرب الجماعي" الذي تقوده الولايات المتحدة ضد الاتحاد الروسي وضد جمهورية الصين الشعبية.
التجمد والتسمّر في الماضي لدى تقييم ماو تسي تونغ لا يزال مؤثراً تأثيرا كبيراً. فلا تزال هناك بين أوساط الجهاز الحزبي ورجال الأعمال والمثقفين الصينيين ذكريات سلبية قوية عن العواقب الوخيمة "للقفزة الكبرى" و"الثورة الثقافية". وينتمي رئيس جمهورية الصين الشعبية نفسه شي جين بينغ، في الواقع، إلى فئة "المقموعين" في عهد ماو تسي تونغ. ومع ذلك، تشير استطلاعات الرأي الآن إلى أن الذكريات عن ماو بين العمال والطلاب الصينيين أصبحت أكثر إيجابية وأكثر ارتباطًا بالنقاش السياسي الداخلي حول المآل الذي ينبغي أن يؤول إليه بلدهم: نحو الخضوع لمصالح الولايات المتحدة أو نحو إنشاء "مركز قوة" خاص بالصين في المنظومة العالمية للعلاقات الاقتصادية.
والمسار نفسه يلحظ في روسيا حيث تعود الناس فشيئا فشيئا، حسب استطلاعات الرأي الدورية، إلى تقدير دور ستالين في التاريخ السوفياتي وتاريخ الدولة الروسية وإلى تفضيل الواقع السوفياتي على الحاضر. وأخذت تفرض نفسها العلاقة الجيدة بين روسيا والصين رغم الصراع الأيديولوجي والسياسي وحتى العسكري الذي شاب علاقات البلدين خلال مرحلة ترؤس خروشوف- بريجنيف – أندروبوف للحزب والدولة في الاتحاد السوفياتي.
لقد كانت الصداقة مع الصين تستند إلى حد كبير على العلاقة الشخصية بين ستالين وماو.
وتحاول النخب السياسية في الاتحاد الروسي والجمهوريات السوفييتية السابقة اليوم عمدا طمس ذكر مصادر الصداقة التاريخية بين الاتحاد السوفييتي والصين، والتي تبلورت في الفترة من 1945 إلى 1953، عندما قدم الاتحاد السوفييتي وستالين مساعدة لا تقدر بثمن للحزب الشيوعي الصيني: بالأسلحة، بما في ذلك الغنائم التي تم الاستيلاء عليها من جيش Kwantung الياباني، وبالمستشارين العسكريين، والاستثمارات المالية، والتكنولوجيا. كل هذا أدى إلى انتصار الحزب الشيوعي الصيني والجيش الشعبي لتحرير الصين على حزب الكومينتانغ وإلى أن كان ماو تسي تونغ هو الذي أعلن في 1 أكتوبر 1949 إنشاء جمهورية الصين الشعبية في ميدان تيانانمين، وبهذا تغيرت تغيرا جذريا نسبة القوى العسكرية والسياسية على الساحة العالمية، مما جعل من الضروري إنشاء حلف شمال الأطلسي وتوحيد الغرب تحت قيادة الولايات المتحدة.
ولئن قررت بكين وماو تسي تونغ شخصيا في نهاية الخمسينيات - بداية الستينيات من القرن الماضي الانفصال عن الاتحاد السوفياتي، فإن هذا القرار كاتن في المقام الأول ردا على المؤتمر العشرين واتهامات خروشوف الزائفة لـستالين بأنه نشر ممارسة "عبادة الفرد". فلم يكن باستطاعة ماو أن يتفق مع هذا الخط - ليس فقط لأنه كان يعني بالنسبة له موتاً سياسياً واستقالة من المنصب القيادي في جمهورية الصين الشعبية، بل لأنه كان يتناقض مع كل قناعاته وتجربته الحياتية باعتباره ثوريًا ووطنيًا صينيًا - بما في ذلك تلك التي تم اختبارها بالتفاعل مع ستالين. لذلك، اتهم ماو بصدق وإخلاصٍ قيادة الحزب الشيوعي السوفياتي في ما بعد ستالين بالانتقال إلى مواقف النزعة الاستهلاكية، ومواقف التوفيقية والتقارب مع "المدينة العالمية" المتمثلة في الغرب.
ولكن حتى بعد إقالة خروتشوف، لم تفعل القيادة الجديدة برئاسة ليونيد بريجنيف ومَن بعده شيئًا لأجل عودة البلدين إلى التقارب، بل حتى أوصلت تلك القيادة الأمر إلى نزاع عسكري عند جزيرة دامانسك.
وينبغي الاعتراف بأن التطورات التاريخية وانهيار الاتحاد السوفييتي قد أكدت وجهة نظر ماو، لا سيما حين لعب يوري أندروبوف الذي كان بناء على تعليمات خروشوف يشرف على الجدل مع الحزب الشيوعي الصيني في أواخر الخمسينات وأوائل الستينات، دوراً حاسماً لاحقاً في وصول "عرّابي البيريسترويكا" إلى رأس السلطة. فأولئك الذين عينهم أندروبوف كقادة سياسيين لعبوا الدور الرئيسي في تدمير اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية ومجلس التعاضد الاقتصادي وحلف وارصو. لذا، لا بد عشية الحلقة الجديدة من هجمة الولايات المتحدة وحربها الهجينة على الاتحاد الروسي وجمهورية الصين الشعبية من إلقاء نظرة جديدة على الخلافات السوفييتية الصينية في الماضي والتأسيس للحلف المقابل.


ملحوظة حول تعريف البريكاريا أو "الطبقة الخطرة الجديدة» (باللغة الإنجليزية The Precariat, the new dangerous class):
هي طبقة من الناس يعيشون في وضع اقتصادي إجتماعي هش وكان يشار بهذا المصطلح إلى الشك وعدم اليقين على الصعيد الإقتصادي والإجتماعي والثقافي والسياسي لدى مجموعة متنامية داخل المجتمع. وأهم ما يميز هذه الطبقة هو نقص فرص العمل وقصر مدة عقود العمل وانخفاض الدخول، وصعوبة العلاقات الإجتماعية ، وانخفاض الضمان الإجتماعي ، والافتقار للأمن الوظيفي ، وانعدام الصوت السياسي . فضلا عن خطر ارتفاع معدلات الفقر (مثل نظام الوظائف القصيرة الأمد في ألمانيا). ومن نتائج هذا أن هذه الطبقة عرضة لنمو الراديكالية و الشعبوية في أوساطها وبذلك فإنها تشكل تهديدا للديمقراطية.
ويقدر عدد أفراد البريكاريا في اليابان مثلا بأكثر من 20 مليون شخص، بينما اصبحت في أوروبا تشكل موضوع نقاش منذ مطلع القرن الحادي والعشرين : شباب حائزون على درجات تعليمية عالية ولكنهم عاطلون عن العمل وليس لديهم أية وظيفة يؤدونها أو يقومون بأداء وظائف أو أعمال ذات أجر زهيد.



#مشعل_يسار (هاشتاغ)       M.yammine#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما تفتقدون المال اللازم للعيش الكريم كلوا -حرية وديموقراط ...
- فرنسا: التعبئة ضد سلطة الاحتكار الرأسمالي وعنفه الطبقي!
- الشهادة الوصية للمؤرخ السوفياتي والروسي الكبير فيكتور زمسكوف
- الصهارة بدأت تغلي
- ليست الرأسمالية هي من هزم الشيوعية في الاتحاد السوفييتي، بل ...
- هل -الدولة المدنية- هي الحل؟
- ضد الحرب! ضد تأجيج هستيريا الحرب! ضد الامبريالية والإمبريالي ...
- رسالة إلى شعوب بريطانيا والولايات المتحدة وفرنسا
- -الآن نعود إلى نقطة الصفر في كل ما حققه جيشنا في سوريا-
- في مقابلة مع أناتولي واسرمان: ستالين بريء الذمة من القمع-
- روسيا ليست لا العراق ولا ليبيا، ولا سورية ولا أوكرانيا
- كارثة كيميروفو: الرأسمالية تقتل
- -الذكرى السنوية ال100 لثورة أكتوبر الاشتراكية العظمى: المثل ...
- في ذكرى فيكتور أنبيلوف Viktor Anpilov*
- لنعلن سنة 2018 -سنة ماركس-!
- -سيريزا- روسيا تدعم رأس المال!
- استقلالنا الموهوم
- في المرة القادمة سوف تتم الأمور بصورة أفضل!
- الثورة المضادة لن تمر! - نحو الذكرى المئوية لثورة أكتوبر
- فلاديمير بوشين* والمصادر الحقيقية لللاسامية


المزيد.....




- مكالمة هاتفية حدثت خلال لقاء محمد بن سلمان والسيناتور غراهام ...
- السعودية توقف المالكي لتحرشه بمواطن في مكة وتشهّر باسمه كامل ...
- دراسة: كل ذكرى جديدة نكوّنها تسبب ضررا لخلايا أدمغتنا
- كلب آلي أمريكي مزود بقاذف لهب (فيديو)
- -شياطين الغبار- تثير الفزع في المدينة المنورة (فيديو)
- مصادر فرنسية تكشف عن صفقة أسلحة لتجهيز عدد من الكتائب في الج ...
- ضابط استخبارات سابق يكشف عن آثار تورط فرنسي في معارك ماريوبو ...
- بولندا تنوي إعادة الأوكرانيين المتهربين من الخدمة العسكرية إ ...
- سوية الاستقبال في الولايات المتحدة لا تناسب أردوغان
- الغرب يثير هستيريا عسكرية ونووية


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مشعل يسار - في ذكرى ميلاد الثوري الصيني ماو تسي تونغ