|
الصدفة والنسخة الأخيرة
حسين عجيب
الحوار المتمدن-العدد: 6096 - 2018 / 12 / 27 - 05:54
المحور:
العولمة وتطورات العالم المعاصر
مسودات نص الصدفة ، مع ملاحظات مبعثرة قبل النسخة النهائية ... مثال 1 اللحظة الحاسمة .... عبارة اللحظة الحاسمة تشبه فكرة المنتصف ، أو أصغر من أصغر شيء ، أو العكس أكبر من أكبر شيء ، وماذا يوجد قبل البداية أو بعد النهاية وغيرها من المفارقات اللفظية أو المنطقية ، مثالها عنوان رواية عادل محمود " إلى الأبد ويوم " . مثلها أحاجي زينون وما يشبهها كجدلية الدجاجة و البيضة ، ....لقد بقيت لعشرات القرون تسحر العقول والعواطف بالتزامن . بالتوازي مع أحاجي البوذيين والمتصوفة وغيرهم " من أين أتيت " أو التصفيق بيد واحدة ... وفي القرن العشرين شغلت " الفجوة بين الدال والمدلول " البنيوية ، وأغرقتها بالحذلقة بعد ذلك ، والمثال الأكثر مدعاة للحزن جاك دريدا _ صاحب أحد ألمع العقول في القرن العشرين ، والذي تحول إلى مهرج في العديد من نصوصه تحت تأثير " وهم الاختلاف " ... لا شيء اسمه اللحظة الحاسمة . كل لحظة تحمل نفس االاحتمالين ، التغير الانفجاري الذي يفوق التوقع ( نمط السلسلة الهندسية ) أو الروتين والإيقاع الوحيد ( نمط السلسة الحسابية ) . بعبارة ثانية ، تنطوي البدايات المختلفة على القاعدة والأساس المشترك ، لكل من المتوالية الهندسية مع مجال الاحتمال والمصادفات التي يتعذر تحديدها أو التنبؤ بها بشكل مسبق أو الاحتمال الآخر المتوالية الحسابية مع الجانب السببي وقابليته الثابتة للتوقع العلمي والدقيق . مثال 2 المثانة العصبية ، وهذه حالة خبرتها شخصيا مع مرض الكلية ... من يشرب أكثر من 3 ليترات سوائل باليوم ، غالبا يصاب بمشكلة البول المتكرر ، والعكس أقل من ليتر في اليوم يصاب على العكس بمشكلة حبس البول . بالطبع توجد عوامل أخرى ، عديدة ومتنوعة تسبب حالة المثانة العصبية تتعلق بالشخصية الفردية وحالتها الصحية أو المرضية ، ولا يمكن استخلاص قوانين عامة ومسبقة تنطبق على الأفراد اللاحقين بهذه الحالات المشابهة . يبدو أن المثال غير موفق ، والحالة أكثر تعقيدا من إمكانية استخدامها كمثال سريع ... مثال 3 وهو على درجة متزايدة من الأهمية ...الشغف من لا يعرف التوق إلى الشغف ، تلك الحالة التي تسحبنا من التردد والحذر ...وكل شيء ! ما هو الشغف ؟ ببساطة شديدة ، الشغف حالة تتضمن العنصرين _ المتناقضين في الحالات العادية _ الاثارة والأمان ... لا تخلو حالة شغف من التقاء النقيضين بالتزامن ، ويضاف لها توابل أخرى تزيد من شدتها ، والنزوات العاطفية معروفة في مختلف الجماعات والثقافات ولا يجهلها أحد . في حالة غياب عامل الاثارة _ أو نقصه لدرجة كبيرة _ ينحدر الوضع بسرعة إلى الملل والسأم . والعكس في حال نقص الأمان ، ينحرف الوضع باتجاه القلق والذعر ... في النتيجة كل حالة شغف تتضمن التقاء النقيضين الأمان والاثارة بالضرورة . هل يمكن اختيار حياة ، فيها شغف أكثر من غيرها أو العكس ؟ بالتأكيد . مشاعرك مسؤوليتك . مشاعرك هويتك الفردية الحقيقية . مشاعرك مرآة دقيقة لشخصيتك . هذه الفكرة تحتاج إلى تفكيك ومواجهة شيطان التفاصيل ؟ .... الاهتمام كلمة السر والفصل ، بين العيش بفعالية وشغف أو العكس حيث الحالة الحدية بين نقيضين : القلق مع الذعر المزمن ، حالة غياب الأمن أو نقصه بدرجة خطيرة ( الهستريا ) أو الكسل والبلادة ، حالة غياب الاثارة أو نقصها الشديد ( الاكتئاب ) . عالجت سابقا موضوع " صعوبة تحقيق احترام النفس أو التقدير الذاتي الملائم " ، وخلصت إلى عامل ثابت في مختلف الأحوال وبصرف النظر عن الاختلافات الفردية والبيئية ، وأقصد احترام العقل وفن التفكير الصحيح . .... مثال أخير وبغاية الرداءة ... ثنائي العالم الجديد ترامب _ بوتين ...!؟ مقدمة غير مبتذلة... لا خلاف على التوافق الشخصي بين بوتين وترامب ، مع أن العلاقة بين الرجلين لا يعرفها غيرهما ، سوى ما تنقله وسائل الاعلام من تخمينات تحتمل المبالغة والخطأ أكثر . شخصيا أعتبر الصراع بمختلف أشكاله هو الحضيض ، ...لا يوجد تحته أو خلفه شيء . وهذا مبدأ ثابت ، تستثنى منه حالة الدفاع عن النفس ( ضمن القانون ) . لا أعتبر الاستسلام من جهة السلام أو ضمن استراتيجية السلام ، بل العكس ، الاستسلام نهاية مرحلة فاترة من الصراع وبداية جولة جديدة أعنف . وبناء على ما تقدم ، أعتبر التوافق الروسي _ الأمريكي على أي قضية خطوة في الاتجاه الصحيح وليس العكس ( والاستثناء بالطبع لأصحاب القضية _ أهل مكة ادرى ...) . معرفتي بمواقف الرئيس الأمريكي وزميله الروسي أيضا ، مصدرها الاعلام مثل الجميع . روسيا لم تكن يوما دولة ديمقراطية _ حكومتها _ وليس شعبها أو نخبها المختلفة . على خلاف حكومة الولايات المتحدة ، الديمقراطية الأقوى في العالم . .... الديمقراطية السياسية ، آلية وأداة حكم ، قابلة للقياس العلمي والموضوعي . ماركس نفسه ، كان يعيب على الديمقراطية السياسية سطحيتها وشكلانيتها ، مع نقصها أو اقتصارها على الجانب السياسي ، وكان الوعد الاشتراكي : تحقيق الديمقراطية الكاملة بالفعل ، التي تتحقق خلالها الحرية مع العدالة والمساواة لا الحرية السياسية فقط . لا أريد التشعب في الموضوع ، وأكتفي بالتصنيف الثنائي لشكل الدولة في العالم : 1 _ الدولة الحديثة _ ديمقراطية بطبيعتها ، بصرف عن كونها ملكية دستورية ... أو بقية تسميات المملكة البريطانية أو السويد وغيرها . 2 _ الدولة الفاشلة _ تسلطية بطبيعتها ، وبصرف النظر عن التسميات . الاختلاف النوعي بين النمطين ، يتمحور حول نوع السلطة : مؤقتة ، وغير وراثية في الدولة الحديثة _ على العكس تماما من الدولة الفاشلة . اختلاف آخر ، حول ترتيب الأولوية بين قيمتين للوطنية مختلفتين : الولاء والجدارة . في الدولة الفاشلة ، الولاء للحاكم قيمة شبه وحيدة ...وبعدها بدرجات تأتي الجدارة . والعكس في الدولة الحديثة ، حيث الجدارة والولاء بنفس درجة الأهمية ، مع رجحان الكفة المتزايد نحو الجدارة . ونقص الجدارة عند أحد السياسيين ، يكفي لخسارته الموقع القيادي أو المرغوب ...وغيرها . واختلاف أخير _ زمني _ هو برأيي يصلح كمعيار موضوعي وشامل للاتجاه الصحيح في مختلف العلاقات الاجتماعية أو الدولية : اتجاه الصحة والسلامة : اليوم افضل من الأمس . اتجاه الفشل والمرض : اليوم أسوأ من الأمس . وهذا المعيار يفصل بين الدولة الحديثة ونقيضها الدولة الفاشلة . الدولة الحديثة : اليوم أفضل من الأمس ، وغدا هو الأكمل ( السويد وكندا وأستراليا ... الدولة الفاشلة : اليوم أسوأ من الأمس ، وغدا الكارثة ( الصومال ، ليبيا ، سوريا ... أكتفي بهذا التمييز بين الشكلين المتعاكسين والمتناقضين تماما . .... المنطق الثنائي أو التفكير الثنائي يحكم العالم منذ عشرات القرون . الثنائيات أنواع عديدة ، من أهمها : 1 _ العلاقة الجدلية ( الحرية _ المسؤولية ) ، ( الحق _ الواجب ) ، ( القانون _ الفوضى ) ...وغيرها 2 _ العلاقة القطبية ( شمال _ جنوب ) ، ( غرب _ شرق ) ، ( ليبرالية _ يسار ) ...وغيرها . العلاقة القطبية مزدوجة ، بالإضافة إلى تثنيتها السابقة ...باتجاه التمدد أو الانكماش . وهذه الفكرة _ التمييز بين أنواع الثنائيات _ ضرورية لفهم تعقيدات العالم المعاصر ، أو بعبارة واقعية وأقل بدرجة الادعاء : لتكوين تصور معقول عن العالم نحتاج لفهم الفارق بين العلاقة القطبية والعلاقة الجدلية . حل العلاقة الجدلية دينامي _ تطوري وتكاملي بالتزامن . بينما العلاقة القطبية قد لا تحمل أي مشكلة حاليا أو مستقبلا ...أي ضرر من تسميات شمال _ جنوب! .... القضية الجدلية ، هي بالأصل مشكل وحل بالتزامن . مثالها الذي أعمل عليه منذ سنوات ، الصدفة والسبب ؟ بدل علاقة : سبب _ نتيجة أو سبب = نتيجة . أو العكس : صدفة _ نتيجة أو صدفة = نتيجة . المغالطة القديمة ، التي يتعذر حلها ( كونها مغالطة ) . أفضل تغيير المصطلحات : مصدر _ نتيجة أو مصدر يكافئ النتيجة . وهذه القضية ناقشتها في نصوص سابقة عديدة . .... التفكير الثنائي ، مع ضرورته تحول إلى عبء ومرض إنساني مزمن . .... .... الصدفة ( طبيعتها ومصادرها _ النسخة المعدلة والأخيرة ....2 المصدر الواقعي للصدفة ( تفسير علمي مع قابلية الاختبار والتعميم ) 1
الماضي مصدر السبب واضح ومباشر ، ...قانون السبب والنتيجة أو الزرع والحصاد . وهو يصلح كتفسير علمي ، مع قابليته للقياس والاختبار والتعميم ، رغم المغالطة التي ينطوي عليها ( المساواة والمطابقة بين السبب والنتيجة ، أو بين الصدفة والنتيجة ) ؟ خلاصة نصوص سابقة : النتيجة = سبب + صدفة أيضا وبشكل مشابه : الحصاد = زرع + صدفة وهذه الفكرة _ الخبرة _ عالجتها مرارا خلال نصوص سابقة ، إلى درجة الملل . الصدفة عامل ثابت ودائم مصدرها الزمن ، قبل الحياة ، ولها وجودها المستقل والموضوعي . لا يخلو منها تفصيل أو اتجاه ، أو نتيجة . ثنائية الصدفة والسبب ظاهرة وجودية ، موضوعية ، ومنفصلة عن الوعي والشعور . وهي سابقة لنشوء الحياة ، كما تدل على ذلك جميع مظاهر الوجود ، المتعددة ، والمتنوعة . للصدفة تسميات عديدة ، كالطفرة أو المعجزة أو السحر ، ويبقى الابداع تسميتها الأهم..... ربط الصدفة بالجديد ، وغير المتوقع ، بل بما هو _ خارج الوعي ومنفصل عنه غالبا . .... مبدأ الحياة الأساسي _ النمو والتكاثر _ يفسر نشوء ظاهرة الصدفة ، كما يمكن ملاحظتهما بالتزامن وبشكل ثابت عبر مختلف أنواع الحياة وأشكالها ؟ نظام الحياة يشبه إلى درجة المطابقة المتوالية الهندسية ، وليس الحسابية أو أية سلسلة أخرى ، في اعتمادها المزدوج على مبدئين متناقضين ، الانقسام والتكامل ، بشكل دوري ومتزامن خلال حل التناقض بواسطة عملية غاية في التعقيد والروعة تمثلها غريزة القطيع عند الحيوانات والطيور _ أو عقل الفريق عند النحل والنمل ! تشترك السلسة الحسابية والهندسية بالقاعدة نفسها ، على المستويين الأحادي والثنائي . عبر انقسام الواحد ينشأ الاثنان ( هذا المبدأ في الرياضيات ، فرضية علمية نظرية ، ولم يتحقق بعد كقانون علمي ، وثابت يقبل القياس والاختبار والتعميم . كما توجد فرضية معاكسة أيضا ، مفادها أن يكون مصدر التعدد _ ومصدر الحياة _ نفسها من الخارج الموضوعي ، وليس داخلي أو ذاتي الأصل والنشوء ).... !؟ المستقبل وحده يحمل الجواب الصحيح والحقيقي . وبعد المرحلة الثانية يحدث الاختلاف النوعي بينهما : السلسلة الحسابية : 1 ، 2 ، 4 ، 8 ، 16 ... الأساس 2 أو المضاعفة فقط . بعبارة ثانية أساس السلسلة الحسابية ثابت ومحدد مسبقا ( السبب ) . السلسلة الهندسية : 1 ، 2 ، 4 ، 16 ، ( 16 ضرب 16 ) ، وتتكرر عملية ضرب النتيجة الجديدة بنفسها وليس بأساس سابق . وبعبارة ثانية الأساس مجهول ، ويتغير مع كل حالة جديدة _ إلى جديد آخر ومجهول _ ضمن مجال احتمالي ، غامض ومجهول أيضا ، كما يتعذر توقعه أو التنبؤ بحدوثه بشكل مسبق . بعبارة ثانية نتيجة السلسة الحسابية ضمن التوقع المنطقي ، وتحكمها العلاقة البسيطة والأولية : سبب _ نتيجة ، زرع _ حصاد ....وغيرها . وهي يمكن أن تحقق التوقع بشكل مطابق ، وبدون احتمالات . السلسة الهندسية تختلف بعد المرحلة الثالثة ( الثالث المرفوع ) ...والنتيجة ( أو الحصاد أو الواقع ...) انفجارية ومن خارج التوقع سوى من الجانب السببي ، الذي يقبل التنبؤ بمصداقية ودقة مع قابلية الاختبار والتعميم . .... المدهش في فكرة _ خبرة _ الصدفة حدس لاوتسي ... 1 + 1 = أكثر من عشرة آلاف أيضا ناقشت هذه الفكرة مرارا ، عبر نصوص سابقة ومنشورة على الحوار المتمدن . .... المنطق الجدلي والمنطق العلمي ، يمكن مقارنتهما بالسلسلتين الحسابية والهندسية . تتضمن الهندسية الحسابية والعكس غير صحيح . نفس الشيء بالنسبة للمنطق العلمي ، يتضمن الموقف الجدلي بالضرورة أو يحدث الخلل والأخطاء _ التي مصدرها العلماء بصفتهم بشرا _ وليس خطأ العلم أو المنطق العلمي . ذكرت سابقا أن الحل النموذجي _ الذي يقارب الكمال _ لقضية جدلية : نصف + عشرة أصفار _ بالحد الأدنى _ قبل الفاصلة ثم الواحد ، مقابل الموقف الثاني ( المعارض أو الذي يلي ... ) . اقرب تمثيلاته الواقعية نتائج الانتخابات في الدولة الحديثة . بعد فهم مصدر الصدفة _ الحياة وواقعها الاحتمالي ،_ يصير من السهولة بمكان اختيار موقف التسامح والحب والابداع بدل التعصب والخوف والجهل ... لا استطيع أن أمنع نفسي من ذكر المقارنة بين كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية . وقبل ذلك ألمانيا الشرقية وألمانيا الغربية ، وفي بلادنا ليبيا وتونس الشفقة والتعاطف مع ليبيا الدهشة والاعجاب بتونس .... الحياة مصدر الصدفة ، والحياة حل الصدفة الأمثل بالتزامن والسؤال المقلق دوما ....هل اتجاه الصدفة تتضمنه الحياة أيضا !؟ وما علاقة الذكاء الإنساني ، والقرار الذي يتضمن المجازفة دوما ، بذلك !! هذه الأفكار والتصورات تتصل مباشرة بموضوع الشعور أو قضية الشعور ... الشعور مزدوج بطبيعته ، من جهة تشكله الحواس مع المثيرات الخارجية والموضوعية ، ومن المقابل يشكله الاعتقاد الشخصي مع العاطفة العميقة التي تتمحور حول الذاكرة الفردية . والازدواج يطول موقف التجنب المتعاكس دوما : تجنب القلق والملل أو بذل الجهد والوقت ...وهي موضوعات ناقشتها سابقا ، وتجنبا للتكرار أتوقف عند هذا الحد ، مع العودة للعنوان وهو مصدر الصدفة ؟ والجواب الحياة نفسها المصدر والحل للأسباب والمصادفات والنتائج . ..... 11 التفكير الجديد _ التفكير العلمي والموضوعي
المكان والحركة والزمان متلازمة _ ليس المكان والزمان فقط _ وهي عنصر واحد مركب . بعبارة ثانية ، الوجود ثلاثي الأبعاد والتكوين بالحد الأدنى ( قد يكون أكثر وهو المرجح ) ، زمان ومكان وسرعة ، وطاقة أيضا ، لكن الطاقة قد تكون داخلية أو موضوعية ! علم المكان متطور ( الهندسة والفيزياء والكيمياء ) ، وعلى درجة عالية من الدقة والشمول . علم الحركة (ميكانيك التوازن والحركة والسكون ) ، أقل تطورا من علم المكان . علم الزمن ، ما يزال بالمستوى الفلسفي ، والنظري فقط ، لسوء الحظ . نحن نفهم الزمن بدلالة المكان والحركة ( السرعة ) بشكل خاص ، أو بعبارة ثانية ما يزال الفهم الحالي للزمن بشكل تقريبي وشبه كاريكاتوري . يلزم دراسة وفهم الأبعاد الثلاثة بالتزامن ، وليس بشكل منفصل فقط ومجزأ كما هو الواقع الحالي ، بشكل دوري ومتبادل . بعدها قد تتحقق المصداقية العلمية ، المنطقية والتجريبية . فهم المكان بدلالة الزمن أيضا أمر مطلوب وضروري ، فقط لصعوبة العملية نؤجلها ( ونكبتها ) ، ولكن لا نستطيع تغيير العالم الموضوعي إلا وفق قوانينه الحقيقية والصحيحة . ولنتذكر أن الرغبات أو المخاوف أول أعداء المعرفة الموضوعية والصحيحة . بعبارة ثانية ، أعتقد أن العلم الحالي أو منهج العلم الحالي ما يزال بعيدا عن الموضوعية . وربما منحرفا إلى درجة من التزييف والتشويه ، ومع كل الإنجازات الرائعة التي تحققت ما يزال غير مطابق للحقيقة الواقعية ، التي توازن بين التجربة والحواس بشكل دقيق ومحسوب . .... المعرفة العلمية ، والمعرفة ما قبل العلمية !؟ التصنيف الثنائي للمعرفة له ميزة السهولة والوضوح ، صحيح على حساب الدقة ، لكن بهذا النص يكفي ولا ضرورة إلى تعقيد الفكرة والأمثلة أكثر ... لذلك أكتفي بمستويين للمعرفة العلم والايديولوجيا ؟ الفارق بين المستويين كمي ونوعي بالتزامن ، ومع الاعتراف بصعوبة اثبات الفارق النوعي ، يوجد معيار منطقي للتمييز والفصل بين المستويين : قابلية التحديد والقياس . المعرفة العلمية تتضمن بقية أشكال المعرفة ، والعكس غير صحيح . كما يتضمن الرقم عشرة ، بقية الأعداد التي تسبقه والعكس غير صحيح . أو كما تتضمن مرحلة الكهولة الطفولة والشباب ، والعكس مجرد احتمال . بعبارة مختصرة ، المعرفة العلمية تعني الاقتراب من الواقع أكثر ما يمكن ، والعكس صحيح أيضا المعرفة قبل العلمية تتميز بانفصالها عن الواقع . وتبقى الكلمة الأخيرة ، حول نقطة ضعف المعرفة العلمية الحالية ، أنها ما تزال بدلالة المكان بشكل أحادي ، وبالدرجة الثانية علم الحركة ، بينما علم الزمن ينتظر ...وقد يطول الانتظار ! .... أمثلة على ما سبق ... البطء والاستعجال : _ البطء : استهلاك وقت أكثر من اللازم . _ التسرع : استهلاك وقت أصغر من اللازم . حتى القرن العشرين ، كان الزمن الشخصي قليلا بالفعل ، وبصرف النظر عن الموقع . ربما يوجد استثناء الملوك وأسرهم ! بعد النصف الثاني للقرن العشرين ، صار الزمن ( الوقت الشخصي ) مشكلة العقل الأولى ، بعدما تحول إلى فائض عند كل فرد وعبء مزمن . بعبارة اكثر وضوحا : حالة انشغال البال الدائم أو عدم الكفاية ، مصدرها الأول الفهم الخاطئ للزمن ( الفهم المشترك للزمن خطأ ) . وبالدرجة الثانية تأتي العوامل الاجتماعية والشخصية . كمثال مباشر : القلق والضجر ؟ القلق بدلالة الزمن ، وقت قصير أو ضيق واثارة شديدة ومركبة . الضجر بالعكس تماما ، وقت فارغ . وبقية المشاكل العقلية _ النفسية ، تشبه القلق أو الضجر . .... مفارقة بوذا ( واينشتاين ) ... الفكر العلمي ، يقترب أكثر ما يمكن من الموضوعية ، أو المعرفة بمعزل عن المشاعر وتأثيرات العوامل الإنسانية . والعكس أيضا ، الفكر العلمي يقترب أكثر ما يمكن من الذاتية ، أو المعرفة الاستبطانية والداخلية بمعزل عن الوجود الموضوعي ( البيئة والمناخ ) . الفكر العلمي يتضمن الجدل بالضرورة ، والعكس غير صحيح . بعارة ثانية : زمن نيوتن موضوعي . زمن اينشتاين ذاتي . .... في الفلسفة ، المنطق الأحادي والثنائي قضية جدلية .... في العلم ، أو الحل العلمي عبر الانقسام والتعدد . حل القضية الجدلية ، النموذجي والذي يطابق الكمال : نصف + عشرة اصفار قبل الفاصلة ، مع التبادل الدوري بين الطرفين باتجاه الغد ( باتجاه الحياة وعلى عكس الزمن ) . لكن في السياسة والفكر السياسي الحالي ، وعبر الحياة اليومية أيضا ، تتمحور العلاقات كلها حول توازن القوى فقط . وهذا الواقع مصدر المشكلة . ما يزال نيتشه بيننا ومعه كثيرون ، الفرد آدلر أكثر من فرويد وينغ معا ! .... ملاحظة أخيرة الموقف الفلسفي يعتبر الوجود جدلية بين : ذات _ موضوع . يتقدم على التنوير الروحي ، ويتأخر على المنطق العلمي _ التجريبي ... ( لا اعرف مناهج الفلسفة الحالية ( 2018 ) ، أو إذا كان المنطق والتصور الذي أفكر من خلاله عبر هذه السلسلة موجود فعلا ....ضمن مجال الفلسفة نظريا أو عمليا ) . .... ملاحظة بعد الأخيرة توجد فكرة خطأ ، كما توجد فكرة صح ، كما توجد فكرتين خطأ أو فكرتين صح ...الخ وهذا لا يتعارض مع المنج العلمي ولا مع المنطق الجدلي أيضا ، مع أني وحسب خبرتي الشخصية المزدوجة _ ثقافيا ومعيشيا _ أعتقد أن المنطق الجدلي هو قبل علمي ودونه ، وقد تجاوزه العلم والحقوق والذائقة أيضا ... .... جملة اعتراضية وأخيرة بالفعل منا أو من غيرنا ...من يفهم سوى لغة القوة ، الحب ، أو التفاهم ، أو الاقناع _ الاقتناع المتبادل ، أو الصفقة الذكية ؟ التفكير الصحيح اتجاه الصحة العقلية _ العاطفية إن غدا لناظره قريب !!! غدا أجمل يا روزا يا صديقتي أيضا ....
#حسين_عجيب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
المصدر الواقعي والموضوعي للصدفة
-
طبيعة الزمن _ الشيئ أو الموضوع الذي تقيسه الساعة
-
عندما بكى نيتشه للمرة الثالثة
-
احترام داروين ( مع تحية ل ايمان مرسال )
-
احترام داروين _ احترام العقل أيضا
-
عندما بكى نيتشه تتمة
-
عندما بكى نيتشه
-
من هو برنار ليفي
-
نقد الأعداء مديح ، والعكس صحيح أيضا
-
علاقة السبب والصدفة _ خلاصة
-
فن التفكير...2
-
فن التفكير
-
الفكر العلمي الجديد _ المتجدد 2
-
الفكر العلمي الجديد 1
-
للأنثى مثل حظ الذكرين ...
-
تفسير أحداث باريس
-
تكملة ...صناعة القرار
-
صناعة القرار _ العمل واللعب
-
زمن نيتشه
-
الصفقة الذكية
المزيد.....
-
السعودية.. أحدث صور -الأمير النائم- بعد غيبوبة 20 عاما
-
الإمارات.. فيديو أسلوب استماع محمد بن زايد لفتاة تونسية خلال
...
-
السعودية.. فيديو لشخصين يعتديان على سائق سيارة.. والداخلية ت
...
-
سليل عائلة نابليون يحذر من خطر الانزلاق إلى نزاع مع روسيا
-
عملية احتيال أوروبية
-
الولايات المتحدة تنفي شن ضربات على قاعدة عسكرية في العراق
-
-بلومبرغ-: إسرائيل طلبت من الولايات المتحدة المزيد من القذائ
...
-
مسؤولون أمريكيون: الولايات المتحدة وافقت على سحب قواتها من ا
...
-
عدد من الضحايا بقصف على قاعدة عسكرية في العراق
-
إسرائيل- إيران.. المواجهة المباشرة علقت، فهل تستعر حرب الوكا
...
المزيد.....
-
النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف
...
/ زهير الخويلدي
-
قضايا جيوستراتيجية
/ مرزوق الحلالي
-
ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال
...
/ حسين عجيب
-
الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر )
/ حسين عجيب
-
التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي
...
/ محمود الصباغ
-
هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل
/ حسين عجيب
-
الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر
/ أيمن زهري
-
المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع
/ عادل عبدالله
-
الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية
/ زهير الخويلدي
-
ما المقصود بفلسفة الذهن؟
/ زهير الخويلدي
المزيد.....
|