أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - رشيد غويلب - مع استمرار الاحتجاجات وتصاعد القمع السلطوي / نظام البشير يعتقل قادة الحزب الشيوعي السوداني














المزيد.....

مع استمرار الاحتجاجات وتصاعد القمع السلطوي / نظام البشير يعتقل قادة الحزب الشيوعي السوداني


رشيد غويلب

الحوار المتمدن-العدد: 6094 - 2018 / 12 / 25 - 00:12
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


مع استمرار الاحتجاجات وتصاعد القمع السلطوي
نظام البشير يعتقل قادة الحزب الشيوعي السوداني


بقدر ما مثل اندلاع احتجاجات الربيع العربي في عام 2010، محطة زخم لقوى الديمقراطية والعدالة الاجتماعية في البلاد العربية، جاءت اغلب نتائجه السياسية، ولاسباب معروفة، بالضد من تطلعات اوسع الاوساط الشعبية التي اطلقته. وظن الكثير من قصيري النفس، بان لافائدة من الاحتجاج، لانه يفضي لتكريس الاستبداد من جديد، اما قوى الاستبداد والسلطة، وظلاميو بلادنا العربية، فقد سعوا الى تكريس هذه الموضوعة، لاحبا بالديمقراطية والتقدم، وانما لتكريس انظمتهم المنافية لمنطق الحياة ومسار تطورها.
لكن الشعوب وقواها الحية خيبت آمال الفريقين، واستمر الاحتجاج في العراق والسودان ولبنان والاردن وتونس والمغرب، واكتسب في مسيرته زخما وخبرة، وتنوعت تأثيراته، وفقا لتوازن القوى، وطابع اللوحة الاقتصادية الاجتماعية السائدة في البلد المعني، و اكد حقيقة ان على قوى التغيير والمستقبل الافضل ان لا تتخلى عن اهم اسلحتها في الصراع مع المتنفذين، الاوساط الشعبية المتضررة الواسعة، والرؤية التعبوية النقدية القادرة على احداث التغيير.
احتجاجات السودان تجدد الأمل

وتأتي الحركة الاحتجاجية المتصاعدة في الخرطوم وبقية مدن السودان، منذ خمسة ايام، لتؤكد هذه الحقيقة البسيطة. وتشير آخر التطوارت في السودان الى تصاعد واتساع قمع نظام البشير الاسلاموي، واستخدامه ابشع الوسائل، في مواجهة شعب غاضب، لم يعد يتردد في الهتاف عاليا "الشعب يريد إسقاط النظام"، و"حرية.. حرية"، فهذه الخرطوم تعيد الى شعارات ربيع القاهرة وتونس القها، وتعطي لمحتجي بغداد زخما جديدا.
فلا غرابة ان تكون مكاتب حزب الدكتاتور هدفا للمحتجين، لانهاء 29 عاما هي الاكثر ظلاما وقسوة على السودانيين، بعد عهد سلفه النميري. وتتسع المشاركة في الاحتجاج بانضمام قطاعات مهنية مثل الاطباء، الذين اعلنوا انهم سيبدؤون اليوم اضرابا، لمضاعفة الضغط على النظام.
ويبدو ان الغازات المسيلة للدموع، والهراوات، وصولا الى استخدام الرصاص الحي ضد الناس لم ينفع السلطة كثيرا، مثل اتهاماتها المكررة والمستعارة من مستبدين بلدان عربية اخرى، بالاندساس في التظاهر والتحريض على العنف، والارتباط بقوى اقليمية وعالمية.

اعتقال القادة الشيوعيين يعكس رعب السلطة

في تطور نوعي، اقدم ازلام البشير على اعتقال الرفيق مسعود علي, عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي السوداني, فيما كان قد اعتقل الرفيق هنادي فضل عضو المكتب السياسي في العاصمة. ومعروف ان سلطة البشير تقوم مع كل انفجار للغضب الشعبي باعتقال قادة وكوادر الحزب الشيوعي والقوى الديمقراطية، الى جانب معارضين آخرين، لانها ترى فيهم الخطر الذي يهدد سلطتها في العمق، فالاحتجاج والانتفاض بالنسبة لهذه القوى لا يمثل تكتيكا لتحقيق اهداف جانبية، او غرضا منعزلا عن المصالح الحقيقية للناس. وسبق لهذه السلطة المستبدة ان اعتقلت الرفيق الخطيب وعددا من قادة الحزب ومناضليه في شباط الفائت. وعادت لتطلق سراح الكثيرين منهم، وستجبر هذه السلطة لاطلاق سراح المعتلقين، في حال استطاعت هذه المرة الافلات من محطة النهاية، التي اصبحت شديدة القرب منها.

لا بديل لإسقاط
نظام البشير

ومرة اخرى تؤكد الحياة ان حاجات الناس الاقتصادية والاجتماعية وتوقهم للحرية والعدالة الاجتماعية، هي اسباب، وعوامل جوهرية محركة تمتلك الديمومة، لتجدد فعل الاحتجاج وتصعيد المطالبة بالتغيير. وكما يشير بيان المكتب السياسي للشيوعي السوداني: "الجماهير تعبر عن رفضها المطلق لنظام الذل والجوع والفقر والمرض". ومعاناة السودانيين من نظام الاخوان باشكاله المختلفة يمتد الى عام 1989، ورغم صراخ هؤلاء بالعداء للغرب، الا ان نظامهم يمثل اداة لخدمة سياسات تدمير الانتاج والخدمات العامة واتساع الفساد والتعشيق الشديد بين منظومته، ونظام البلد السياسي، وبالتالي الارتباط بالمراكز المالية العالمية، وعرض البلاد بالكامل للبيع المجاني. وتحويل البلاد الى مرتع للقواعد الامريكية، ومراكز المخابرات المركزية، ونتيجة لذلك تحول السودان الى جزء من تحالفات اقليمية تابعة، وكانت الحروب الداخلية وسيلته للتعامل مع التنوع في المجتمع السوداني، والعنف المنفلت سلاحه في مواجهة الملايين الجائعة. وانكشف زيف خطابه السياسي وفشلت ادعاءاته في القدرة على التعامل مع الازمة، ولم يبق امامه الا الرحيل غير المأسوف عليه.
وفي لحظة احتدام الصراع يمثل التضامن الأممي سلاح الشعوب المجرب. ويكتسب التضامن مع الشيوعيين والديمقراطيين في السودان، اهمية قصوى، لمواجهة صمت انظمة الاستبداد العربي، ومؤسساته الاعلامية التي تحتكر حرية التعبير وتمارس التضليل، وتحرم غالبية الشعب من اسماع صوته وايصال مطالبه للرأي العام. فلترتفع الاصوات وتتنوع فعاليات التضامن في البلاد العربية وعموم العالم مع الآلاف التي تجوب شوارع السودان من اجل غده الافضل.



#رشيد_غويلب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قرار ترامب المنفرد في سوريا.. / تناقضات داخلية وردود افعال و ...
- تحت شعار: انقلوا التضامن الى الشوارع / النمسا.. عشرات الآلاف ...
- قوى اليمين المتطرف تكشف وجهها الحقيقي / قوى اليسار الفرنسي ت ...
- تقاليد معاداة الشيوعية لا تزال حاضرة / منع الاحتفال البرلمان ...
- الشرطة الفرنسية تصعد من قمعها الاحتجاجات / مشاركة واسعة للنق ...
- تعهد باجراء تغييرات عميقة / رئيس يساري يدشّن التحول الرابع ف ...
- الخلافات بين المراكز الرأسمالية كانت حاضرة فيها احتجاجات واس ...
- نتائجه خيّبت آمال الخصوم والمنافسين / المؤتمر 38 للشيوعي الف ...
- قراءة في حدث ملتبس / سترات باريس الصفر بين المضامين الاجتماع ...
- أساليب الفاسدين في العالم هي هي / هايتي .. المحتجون ضد الفسا ...
- طليعة المهاجرين وصلت الحدود الأمريكية – المكسيكية/ أمريكا ال ...
- بعد تحرير البلاد من هيمنة صندوق النقد الدولي / حكومة اليمين ...
- مائة عام على نهاية الحرب العالمية الأولى / الساعون إلى سباق ...
- في إطار التقييم وردود الفعل على نتائج الانتخابات النصفية الأ ...
- مفهوم لينين للحزب والظرف التاريخي الملموس
- بعد فوز اليمين المتطرف في الانتخابات الرئاسية / الشيوعي في ا ...
- تنسيق غير مسبوق بين قوى اليسار في البلاد / البرازيل.. جبهة م ...
- سياسة المراجعة والتجديد تحقق ثمارها / بلجيكا .. حزب العمل يح ...
- ماركسنا - غرامشي
- حزب الخضر افضل الفائزين / المانيا .. خسارة قاسية لاحزاب التح ...


المزيد.....




- شاهد..قرية تبتلعها الرمال بعد أن -تخلى- عنها سكانها في سلطنة ...
- الأمن الروسي يعتقل 143 متورطا في تصنيع الأسلحة والاتجار بها ...
- وزارة الخارجية الروسية تصر على تحميل أوكرانيا مسؤولية هجوم م ...
- الحرب على غزة| وضع صحي كارثي في غزة وأيرلندا تنظم إلى دعوى ا ...
- ضغوط برلمانية على الحكومة البريطانية لحظر بيع الأسلحة لإسرائ ...
- استمرار الغارات على غزة وتبادل للقصف على الحدود بين لبنان وإ ...
- تسونامي سياسي يجتاح السنغال!!
- سيمونيان لمراسل غربي: ببساطة.. نحن لسنا أنتم ولا نكن لكم قدر ...
- قائد الجيش اللبناني يعزّي السفير الروسي بضحايا هجوم -كروكوس- ...
- مصر تعلن موعد تشغيل المفاعلات النووية


المزيد.....

- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد
- تشظي الهوية السورية بين ثالوث الاستبداد والفساد والعنف الهمج ... / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - رشيد غويلب - مع استمرار الاحتجاجات وتصاعد القمع السلطوي / نظام البشير يعتقل قادة الحزب الشيوعي السوداني