أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - محمد عبد المجيد - أمة ترفض الشفاء وتستمتع بالمرض!














المزيد.....

أمة ترفض الشفاء وتستمتع بالمرض!


محمد عبد المجيد
صحفي/كاتب

(Mohammad Abdelmaguid)


الحوار المتمدن-العدد: 6093 - 2018 / 12 / 24 - 07:43
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


أمة ترفض الشفاء وتستمتع بالمرض!
المشهد المصري في كل المؤسسات يتصدره الآن جاهلون وأنصاف أميين وأعداء العقل وخصوم المنطق وحُماة الفساد.
المشهد المصري من رئيس الجمهورية مرورًا بخَدَمِه، أي الوزراء والمحافظين والإعلاميين والصفوة وليس انتهاء بالأكاديميين والمثقفين وضيوف الفضائيات هو مشهد بائس وفقير الفكر وضعيف الحجة.
المشهد المصري يُمهّد لسقوط وطن خائف وسلبي وكنـَـبي(من الكنبة) ينظر ببلاهة منقطعة النظير لسلسلة في رقبته ويصفق لمن يسحبها فيجره على أرض متسخة؛ متوجها إلى المجهول.
المشهد المصري الذي لا يخلو من الضحك الهستيري في فصول تستحق البكاء هو مقدمة للهزيمة النفسية والعاطفية والدينية والعلمية والفكرية.
المشهد المصري المعادي للمعرفة، وغير القادر على الإنصات الجاد، والرافض لتحريك ماء البحيرة الآسن خشية النظافة والدخول إلى العصر، حالة من العبودية الطوعية المعلقة بالجهل والخائفة من القضاء على الفساد لئلا تستنشق هواءً نقيا يأتي من رئة العقل والوعي والثقافة والفنون والآداب.
المشهد المصري يتصدره أناس يتباهون بالجهل، ويفتخرون بعدم المعرفة، ويتعجلون الجملة الأخيرة في فقرة لم تكتمل.
المشهد المصري يشبه حالة رجل يتلوىَ في الوحل وهو يضحك بهستيريا ولذة ومتعة ثم يُصرّ أنه كان يغسل جسده وروحه وعقله بالماء المقدس.
المشهد المصري المريض تغمسه السلطة التنفيذية ومعها القضائية بدعم خاوٍ من التشريعية فإذا بالمصريين يحتفلون به كأنه يوم عُرس أم الدنيا.
المشهد المصري مُجمدّ، وبارد، وصُلب .. مربوط في أساسيات مُثبـّـتة في تواريخ مجهولة فتقف شخوصُه تدافع عن خيال المآتة.
المشهد المصري ليس مرتبطا بالسماء في أي صورة من الصور حتى لو احتشد الملايين في مساجدهم وكنائسهم زاعمين أن الله في الداخل ومتناسين أنه، جل شأنه، في أنفسهم وعقولهم وصدورهم ومشاعرهم.
المشهد المصري حالة خادعة من الدروشة الدينية والإعلامية والسياسية والثقافية والفنية والسلوكية والتربوية فأينما نظرتَ إليه تنعكس على صفحته المهتزة صورتُك وكأنك سكير في فرح كل الحاضرين فيه يتلقون العزاء وهم يرقصون.
المشهد المصري في كل جوانبه يستحق اللطم ولكن أكثر اللاعبين فيه يهنئون بعضهم البعض.
المشهد المصري أينما أبصرته أبكاك لو عرفتَ أن فيك نفخة من الرحمن، فإذا دخلت صيدلية أو مستشفى أو مدرسة أو جامعة أو برلمانا أو معملا أو مؤسسة مالية أو محكمة أو سجنا أو مسجدا أو كنيسة أو استديو في التلفزيون أو مدافن أو مشرحة أو مكتب رئيس الدولة، فيبدو المجتمع قد تلقى حقنة تخدير دينية خاطئة وضعته في غيبوبة، كان المفترض أن توقظه أو تطلق وعيــَه.
المشهد المصري لا يختلف عن لحظات سقوط أمم فضّلت الاستمتاع بعبقرية البلادة وبهجة الجهل وحماقة الصمت.
المشهد المصري حالة من النوم الجماهيري الشعبي فإذا أيقظت نائميه صفعوك بألسنة حداد، فيعاتبونك على أنك لم تتركهم في كهفهم غافلين.
المشهد المصري مغرور بمعرفة جاهلة، وبفساد رفضت الحكومات المتعاقبة ومعها رجال الدين والقضاء والإعلام أن تقضي عليه.
المشهد المصري المدفون في تاريخ مجهول يعبّ من مروياته غير الموثـّــقة ما يظنه وقودًا لقافلة تسير فإذا هو لجِمال بَرَكَتْ، والتصقت بالأرض فلا تبرحها قبل أن يأذن لها سيّدُ القصر.
المشهد المصري ترتعد كل مساماته من سوط وصوت وعلى المصريين أن يحتفلوا بالموت والظلام وسط أضواء خافتة أو باهتة من سارقي رسالات السماء.
المشهد المصري عاد خمسة آلاف عام يسأل أهل توابيت صمّاء فوجدها أكثر ازدهارًا وتحضرًا وكرامة وعدلا.
المشهد المصري السرادقي لا يبكي فيه إلا القلة العاجزة على التغيير، فالكثرة تتربص بأي حركة نهضة أو يقظة أو وعي أو شجاعة.
المشهد المصري لا يؤمن فيه المصريون بأن مصر بلدهم، إنما هي للأسياد فقط مع بخور كهنة المعبد وأوغاد الإعلام وفساد القضاء.
المشهد المصري موبايلاتي، أي تفاصيله داخل هذه العلبة الصغيرة التي لا تسمح لأحد أن يتابع ثلاثة أسطر من المعرفة حتى ينتقل إلى الترفيه.
محمد عبد المجيد
طائر الشمال
عضو اتحاد الصحفيين النرويجيين
أوسلو في 24 ديسمبر 2018



#محمد_عبد_المجيد (هاشتاغ)       Mohammad_Abdelmaguid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فاطمة ناعوت و .. عُش الدابير!
- لهذه الأسباب أدعو محمد بن سلمان للانتحار!
- تجديد جواز سفري النرويجي!
- رسالة مفتوحة إلى النائبة الكويتية صفاء الهاشم!
- أعتذر للملك محمد السادس فالساخرون جاهلون!
- هكذا تبصق المصريةُ على خمسة آلاف عام!
- الخطأ الذي وقعت فيه فاطمة ناعوت!
- لا يصدّق المصريون أن اللهَ نفخ فيهم من روحه!
- هجاء الحب في مفردات لغة متغربة بين أهلها!
- عقْلنة التَدَيُّن!
- الموتٌ يحكم الحياة في الجزائر!
- رسالة لي من مؤيد لتغطية وجه المرأة!
- دمعة حُزْن واحدة تكفي!
- مستنقع الإعلام المصري في عهد السيسي!
- ثقافة الصورة وكوارثها!
- قراءة في مبادرة السفير معصوم لإنقاذ مصر!
- الجماهير ليست صاحبة حسم أخلاقي كرودريجو الفيلبيني!
- رسالة مفتوحة إلىَ رئيسٍ مَيّتٍ!
- صديقي القبطي؛ ألم يأن الوقت الذي فيه تتحرر؟
- مصر تريد!


المزيد.....




- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024
- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية
- الهجمة الإسرائيلية القادمة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - محمد عبد المجيد - أمة ترفض الشفاء وتستمتع بالمرض!