أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - قاسم محمد حنون - الهجرة مقبرة لأحلام الشباب














المزيد.....

الهجرة مقبرة لأحلام الشباب


قاسم محمد حنون

الحوار المتمدن-العدد: 6093 - 2018 / 12 / 24 - 07:39
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


بمناسبة اليوم الدولي للهجرة وهي ليست بمناسبة عابرة ومبهجه، بل تنم وتعكس مدى وحشية النظام الراسمالي العالمي تجاه حياة البشر. وقد تجسدت حركة الهجرة عبر ترك المنازل والاصدقاء والذكريات التي رميت بالبحر كاحد شروط المافيات التي ترسملت على حساب كدح الشباب. قبل ان يقرر الشباب الهجره من اوطانهم فقد هاجرت امالهم ايضا. وهو ليس قرار يدرس وفردي او لتحقيق مكسب شخصي وابداعي كما كان يحصل لدى النخب او السياسيين او الفنانين. انها هجرة المحرومين من اجل الخبز والسلام. لكن العالم لايسمح لهم اين يعيشوا او يحصلوا على الخبز والامان، بل يجب ان يدفعوا الثمن في كل مكان، اذ ان العالم متشابه ويتحكم به مجموعة شركات ولصوص وقوانين لا هم لها سوى المال والربح.
لقد هرب العراقيون والسوريون من داعش والحرب التي لا تنتهي بعد ان شاهدوا نار تحرق احبتهم واصدقائهم والابرياء. انه مشهد لم يتخيل بعد كما يوم القيامة.. رصاص والغام ورجال غلاظاشداء يطوقون الناس الابرياء من كل مكان اينما يولوا. وبعد الهرب خلال ساعات اطول من ٢٤ ساعه باليوم، يتوهمون بانهم وصلوا الى بر الامان، ليتذكروا ذويهم وامانيهم وذكرياتهم عندما كانوا صغارا. شعروا بالعبودية من نوع اخر لا ينتهي وعذابات والام لاتستوعبها الجمل الحقوقية ومنظمات حقوق الانسان. الوجع يتزايد من جهة والاكاذيب تلاحق الواقع لتضلله وتوهمه اكثر من خلال الفن والاعلام الفوقي للطبقات العليا التي تقصف حياة واذهان المسحوقين والمحرومين. لم ينج سوى افراد ولم يحصدوا على شيء من اوهامهم. وبات الشرق والغرب مقبرة للمعوزين، حيث اليمين بكل مكان واعلامه ومؤسساته وأيدولوجيته يفتعل حربا ويبيع سلاحا ويغير ديمغرافيا لعالم برجوازي جديد، منطلقه السيطرة اكثر والربح اكثر.
بات القهر والاغتراب والجوع والخوف سلاح بيد المخرفين والمخوفين . لقد صنع داعش بمختبرات هذا النظام الرأسمالي واسلحته المدمرة وقوانينه وبوليسه وسياساته الخارجية ومنظماته التجارية والاقتصادية وبنوكه ومحلليه وثعالبه، ليفتك كالمرض والوباء والميكروبات الجرثومية التي لا تتوقف ماكنتها بالقتل والذبح واهانة ومس كرامة الناس. لقد صرخ مواطن بافغانستان عندما وقع صاروخ على بيته لايعرف هل هو صنع حركة اسلامية سلفية او امريكية او روسية، انه بيتي والصواريخ المحررة والوطنية والمقاومة تقع على راسي. وصرخ فلسطيني عندما هدم جدار ذكرى اطفاله، الجميع يعتاش ويؤرخ على حسابنا ولم ينته شيء. والعراقي عندما تهدم بيته هو الاخر نتيجة مقاومة بين امريكا وجيش المهدي.
بنفس الرفض والصراخ، ومازال المشهد يتكرر. ان سلاح البرجوازية لا دين ولاوطن له. انها سياسة هيمنة وسيطرة على العقول والارض والسماء. انها عنجهية الملكية الخاصة والحفاظ عليها وهي مرض هذا النظام الذي يجب استئصاله وجزئياته الدينية والقومية وأيدولوجياته السطحية والمفرغه من محتواها الانساني.
ان الهجرة هي ليست عثور الانسان على ارض جديدة للعيش افضل وزحف مجاميع بحثا عن الماء والحضارة والتعاون, بل هي سياسية برجوازية لتقسيم العالم ووضعه في اتون صراعات وحروب وكراهيه لاتنتهي وحفر بإعماق المشاعر البدائية للبشر عبر التخويف وكراهية الاخر. لقد بات العالم وطن للبرجوازيين فقط من كل مكان عبر شركات متعدده الجنسيات لاجنسية لها ولغات لا لغه لها. يقول انجلز ان الاشجار لاتنبت سيوفا. فالغزو والحروب، وحرب الجميع ضد الجميع اي ليست اقدارا وحتميات، بل هي صنيعة وافراز طبيعي لخصيصة هذا النظام البربري المتوحش.
ان الرسالة التي تركها الشاب السوري الغريق لامه ولعائلته والتي اصبحت افلاما ولوحات ويتلاقفها البرجوازيون باسم الابداع ليغتنوا ويتموقعوا ويشتهروا تجسد اللوحات الواقعية لحياة الاطفال والمهاجرين. كأن العالم لوحة بيد الرأسماليين ليتاجروا بالبشر واجساد النساء. انه جنون منظم سببه التمييز والعنصرية والتفاوت الطبقي.
ان شبح وانسانية ماركس بكل مكان تطوق روحنا واحلامنا بالخلاص. اذ بات ماركس وفكره وابنائه الشرعيين هم الخلاص من هذا النظام الذي لا صلاحله سوى نفييه. وهو بسبب المتضادات يخرج من احشائه مقاومة ورفض تنمو لإنهائه ونفييه. ويتطلب هذا ارادة سياسية من العمال والمحرومين والمهاجرين، وتنظيمها لتغيير مسار وحشية العالم الى المساواة والتسامح والحب عبر توزيع الثروة بالتساوي واستخدامها للاستعمال وليس للمداولة والربح . اذا كان الانسان هو الاولوية وهو اثمن رأسمال، فلماذا الحروب من اجل السيطرة وبيع السلاح والنساء والمخدرات والعصابات. لماذا وثنية السلعة والاحتكارات، لماذا البطالة والتجويع والافقار. لماذا الكبت والحرمان، انه نظام سيطرة السلع المال والربح والمؤسسات القائمه لإدامته وترسيخ تقاليده وتزييف الواقع ليخرج لنا هيجل ويقول "كل ماهو واقع هو معقول وكل ماهو معقول هو مقبول" ومازال مثقفوا وفلاسفة العالم البرجوازي يرددون مثل هكذا "خرابيط" وتنويمة للجياع وتنهيده بإصرار بسبب تأملات المثقفين ووعيهم المزيف الذي ينطلق من الراس والتأمل والجمل وليس من واقع المهاجرين والجياع والصراع بين العمل الماجور والرأسمال. اي بين البرجوازيين والعمال. لايوجد مجتمع بدون هذا التفتيت بسبب هذا الصراع بين الطبقات.
لذلك لاحل ولاوهم امام المهاجريين والشرفاء ودعاة المساوة والثوريين غير التنظيم ضد برجوازييهم وتشكيل اممية لمواجهة اممية الحروب وتجارها وحزبها الاحتكاري، وذلك من خلال بناء الاحزاب الثورية والجماهيرية وتحديد الخطوات والهدف والسيطره على ادوات البرجوازية واعلامها ووسائل عنفها من الجيش والبوليس والمخابرات وتوظيفها لصالح العمال كطبقة لذاتها.
ان الوعي الطبقي هو مقدمة للتنظيم الاممي ومن ثم الممارسة لتحقيق خطوات واهداف انهاء الرأسمالية التي هي السبب بكل العلل والالام والفقر.



#قاسم_محمد_حنون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العملية السياسية والعلل الاجتماعية الناجمة عنها
- شبح ماركس يخرج من معطف التاريخ
- الربيع الفرنسي والصراع الطبقي وموت البرلمانية...
- قتل النساء وعدم تشكيل الحكومة العراقية
- هنا فجر الحرية
- الصراع اليميني اليميني بين الكتل. ويسارية التظاهرات
- الماركسية والحاجات الانسانية
- الحفاة بين النظريات الشيوعية والبرجوازية
- محرومي المجتمع والسلطة السياسية
- لن ننفظ؟ وسوف ننتفض
- العراق بحاجة الى اداة ثورية وحزب ثوري لايساوم
- الجزء الثاني من رواية جوع في العراق الجديد
- البطالة وسياسة التجويع
- الجزء الاول من رواية جوع في العراق الجديد
- من اجل حراك ثوري وليس مدني
- سلطة المليشيات والبديل المجالسي الضرورة
- قصة قصيرة : في الحرب فقط تاكدت انني رجلا
- حرية الراي والتعبير بلا قيد وبلا شرط
- الشرطوية والتبعية وبضعة مستقيلين
- من اجل الاشتراكية


المزيد.....




- -إسرائيل تنتهك قوانينا.. وإدارة بايدن لديها حسابات-.. مسؤولة ...
- الجيش الإسرائيلي يواصل عملياته في محيط مستشفى الشفاء بغزة لل ...
- موسكو تدمر عددا من الدبابات الأوكرانية وكييف تؤكد صدّ عشرات ...
- مفتي روسيا يمنح وسام الاستحقاق لفتى أنقذ 100 شخص أثناء هجوم ...
- مصر.. السفيرة الأمريكية تثير حفيظة مصريين في الصعيد
- بايدن يسمي دولا عربية -مستعدة للاعتراف بإسرائيل-
- مسؤول تركي يكشف موعد لقاء أردوغان وبايدن
- الجيش الاسرائيلي ينشر فيديو استهدافه -قائد وحدة الصواريخ- في ...
- مشاهد خراب ودمار بمسجد سعد بن أبي وقاص بمخيم جباليا جراء قصف ...
- قتيل بغارة إسرائيلية على جنوب لبنان والمقاومة تقصف شبعا


المزيد.....

- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة
- فريدريك إنجلس . باحثا وثوريا / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - قاسم محمد حنون - الهجرة مقبرة لأحلام الشباب