أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - سامي عبدالقادر ريكاني - الانسحاب الامريكي من سوريا الاسباب والتداعيات (دراسة تحليلية)















المزيد.....

الانسحاب الامريكي من سوريا الاسباب والتداعيات (دراسة تحليلية)


سامي عبدالقادر ريكاني

الحوار المتمدن-العدد: 6091 - 2018 / 12 / 22 - 18:08
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


وصف الاعلام العالمي خبر اعلان ترامب عن سحب جيشه من سوريا بالمفاجيء، ولكن هذا الوصف في نظرنا غير دقيق بالاساس، وذلك لان ترامب ومنذ توليه لمنصبه، بل وحتى قبل ذلك، كان دائما يظهر امتعاضه من سياسة الادارات الامريكية السابقة في ما يتعلق بارسال الجنود الامريكيين ليخوضوا حروبا خارجية باسم الحفاظ على المصالح الامريكية ومصالح اصدقائها، ومن جعل امريكا شرطي العالم.
بل ان ترامب وحتى قبل اربعة اشهر وقبلها بسنة ايضا قد كرر نيته الانسحاب من سوريا ولكن لضغوطات عدة، داخلية منها، من الكونكرس ومن ادارته ومن مستشاريه المقربين، واخرى خارجية، من اصدقائه الذين دفعوا له اموالا طائلة لحمايتهم وحماية مصالحهم كدول الخليج، وكذلك من حلفائه الاوروبيين كفرنسا وبريطانيا الذين تحملوا اكبر الاعباء المالية لابقاء القوات الامريكية هناك، واخيرا لاسباب متعلقة بالانتخابات المقبلة للدورة الرئاسية الثانية وحاجة ترامب الى مادة اعلامية تعزز من فرص نجاحه فيها، فكان بقائه وخوضه الحرب ضد داعش وكسر اسطورته وانتصاره عليه كان ينظر اليه ترامب وادارته بانها ربما ستعتبر مادة اعلامية دسمة في الانتخابات المقبلة ، كل هذه العوامل أخر ترامب عن تنفيذ قراره حول الانسحاب من سوريا، ان كنا نعتبره انسحابا! وهذا ما اشك فيه!، لان سياسات امريكا اكبر من ترامب ومجموعته، وان القرار ما كان ليؤخذ اذا لم يتوافق مع خيارات اصحاب القوة المتخفية والمتحكمة في القرار الامريكي، هذا اذا لم نحسب على انها لاتخرج عن كونها تكتيكا للتموضع من اجل التحضير لمرحلة جديدة.
وعلى ضوء هذا، فهل نستطيع القول بان قرار ترامب جاء عشوائيا ومزاجيا او جاء بعيدا عن مشاوراته مع اصحاب القرار الامريكي؟ بالطبع لا.
وبالامكان توضيح ذلك من خلال الاشارة الى عدة قراءات لاتخلوا عن كونها تبريرات مقنعة تعبر عن سياسة مدروسة ومتوافقة مع المصالح الامريكية وسياسات ترامب وقراراته الاخيرة ومنها:
1- ان ترامب تردد دائما بان سياساته قائمة على قاعدة "امريكا اولا" وانه لن يخوض حروبا او يقود جيشا او يرسم سياسة خارجية، مالم تصب بالدرجة الاولى والمباشرة في مصلحة الشعب الامريكي، اما حل مشاكل العالم وحماية مصالح الاصدقاء فمع انه لن يتركهم الا انه لن يخوض أي حرب نيابة عنهم مالم يتواجد جنودهم في الخطوط الامامية للمواجهة مع العدو، ومالم يدفعوا اموالهم لخدمة هذه المهمات، وعندها فقط ستكون امريكا مستعدة لان تقودهم.
والا فان امريكا ستتصرف بمفردها ووفق ماتملي عليها مصالحها الخاصة وفي اختيارها لاصدقائها واعدائها، فليس هناك قاعدة ستحكم تصرفاتها سوى قوتها ومصالحها، ووفق هذه التوجهات فان تصرف ترامب لم يخرجه عن مساره وهو ملتزم بمبادئه وسلوكه السياسي والقيادي.
2- انها جاءت بعد حصول ادارة ترامب على وسام عالمي بانه دحر الارهاب الداعشي في المنطقة، وبذلك يكون قد حقق مبتغاه البطولي ومادته الاعلامية الدسمة التي سيعول عليها في الدعاية الانتخابية المقبلة.
3- انه سحب البساط من تحت اقدام اطراف استانة (تركيا وروسيا وايران) الذين كانوا يخططون عبر غرفة عمليات مشتركة لايقاع الجنود الامريكيين في مستنقع شرق الفرات عبر عمليات عسكرية كانوا على وشك تنفيذها عبر وكلائهم من القوات والميليشيات الموالية لكل منهم، ومن بينها اعادة الحياة للفلول الداعشية لتواجه بهم الجنود الامريكيين.
4- انها كانت الطريقة الوحيدة للمحافظة على حليفها التركي وارضائها وعدم المواجهة معها، حتى لاتصب في صالح ايران وروسيا.
5- وكذلك كانت هي الخطوة الامريكية الوحيدة للحيلولة دون دخول تركيا الى شرق الفرات، لتجنيب حليفها الكوردي من الهجوم التركي والموالين لها من القوات المتواجدة على الارض السورية، هذا الحليف الذي لايكتمل صورة امريكا في دحر اسطورة داعش دون وجود مكانة لهم في تلك الصورة وبجنب امريكا.
6- قد افشلت هذه الخطوة مخطط الدول الثلاث(روسيا ايران تركيا) واتفاقاتهم حول تقسيم الاراضي السورية وتوزيعها بين ايران وروسيا وبدعم تركي من جهة ، مقابل دعم الدولتين ليستحوذ الاخير على شرق الفرات بعد ان كانت قد حصلت على عفرين عبر صفقة سابقة .
7- انها اربكت خطط وحسابات الاصدقاء والاعداء، واوقعت استراتيجياتهم وكيفية اتخاذ قراراتهم في حالة من التحركات الفوضوية سياسيا وعسكريا واعلاميا، والنتائج صبت في صالح امريكا.
8- انها خيبت امال كل من روسيا وايران اللذان كانا يتمنيان حصول مواجهة عسكرية بين الحليفين التركي والامريكي.
9- اوقع الدولتين(روسيا وايران) تحت هاجس الخوف من ان يكون وراء هذه الخطوة اتفاقا تركيا امريكيا يتم بموجبها تسليم الاخير شرق الفرات الى الاول مجانا مما سيعزز هذا من مكانة تركيا في المنطقة على حسابهما.
10- اربكت هذه الخطوة حسابات ايران مع تركيا، فمن جهة ترى ايران في القرار بانها ستوسع من نفوذ تركيا في اغنى واهم منطقة جغرافية من سوريا، ومن جانب اخر ستكون لها مردود سلبي على علاقاتها مع تركيا لصالح تقوية علاقات الاخير مع امريكا، مما سيكون لذلك تاثيره البالغ على تحجيم نفوذها في المنطقة وعلى انجاح الحصار المفروض عليها من قبل الاخير.
11- ان الخطوة الامريكية اضافة الى كونها افسدت الاتفاقات الروسية الايرانية مع تركيا ، الا انها ايضا وضعتهما في حالة المواجهة معها في سوريا، فبعد الانسحاب الامريكي من المستحيل ان تقبل الدولتان(روسيا ايران) دخول الجيش التركي والقوات الموالية لها الى شرق الفرات، بل انهما سيفضلان ابقائها في ايدي القوات الكوردية بدل منها، وذلك في حالة اذا لم تقبل تركيا بان يكون البديل عن القوات الكوردية هو الجيش السوري الرسمي.
12- ان القرار الامريكي اوقعت تركيا في حيرة من امرها وابطلت كل رهاناتها التي عولت عليها للدخول الى شرق الفرات، فمن جهة ان أي تحرك من قبلها ستواجه معارضة روسية وايرانية، الى جانب مواجهتها للجيش السوري الذي وفق أي من الظرفين ستكون تلك المواجهة حتمية، سواء عن طريق القوات الكوردية التي ستطلب من دمشق التدخل مقابل قبول كل شروطها اذا ما دخلت الجيوش التركية في حرب ضدها، اوعن طريق الدعم الروسي والايراني للجيش السوري والمليشيات الموالية لهم ودفعهم لمواجهة تركيا اذا ما اصر الاخير على دخول شرق الفرات السوري بدون موافقة تلك الاطراف
13- ان امريكا حصلت على صفقات مالية وتجارية واتفاقات استراتيجية وعسكرية مع جميع اطراف الصراع في المنطقة وبما تخدم مصالحها سواء مع دول الخليج او تركيا او روسيا وحتى ايران ، وصولا الى اصدقائها الاوروبيين الذين ادخلوا جيوشهم تحت امرة امريكا في المنطقة، والذي سيبقون في سوريا حتى بعد الانسحاب الامريكي منها وذلك للحفاظ على ما انجزته امريكا في هذه المنطقة،
وبالمقابل ستبقى امريكا وجيوشها بعد انسحابها الى اربيل والتي لن تبتعد كثيرا، لتصبح هي اللاعدو واللاصديق او بالعكس الصديق والعدو امام الكل، وستبقى هناك وعن قريب تترقب ما ستؤول اليه نتائج الصراع على هذه المنطقة، مستفيدة من كل التناقضات والتضادات بعد تحكمها بكل خيوط اللعبة وبدون دفع أي ثمن بالمقابل .
14- من خلال تحليل التصريحات والمواقف والردود الداخلية والخارجية على قرار ترامب يوحي للجميع بان تصريحات ترامب يكتنفه شيء من الغموض الذي يحمل معه كثيرا من التفسيرات والاحتمالات التي لايمكن الوثوق اوالارتكان بصورة مطلقة او شبه مطلقة الى اي منها.
وذلك لان قرار ترامب وان كان قد اعلن عن انسحاب امريكي من سوريا، الى انه من خلال تصريحاته، ربط انهاء عملية الانسحاب بمدة زمنية طويلة وقابلة للتمديد، وهذا يترك تساؤلات عديدة لدى الجميع حول جدية ترامب في قراره وربما تخفي ورائه امورا اخطر.
كما انه لم يعلن بصورة صريحة بان هذا الانسحاب معناه نهاية للوجود الامريكي في المنطقة بل كان اكثر دلالة على انها نهاية مرحلة وبداية لمرحلة جديدة واستراتيجية جديدة.
وهذا ما اربك الموقف الروسي ومعه مواقف جميع الدول ، خاصة وانها لن تاخذ بجيوشها بعيدة عن المنطقة ، بل ستتمركز في اربيل بعد خروجها من سوريا، وهذا يشير الى كونها اقرب الى وصفها بانها ليست سوى تحرك تكتيكي من اجل التموضع في وضع افضل يتناسب مع المرحلة القادمة والتي لن تكون دوي طبول الحرب بعيدة عنها، سواء بضرب ايران او بحرب شاملة !
خاصة وان ترامب المح في تصريحاته الى وجود مشاورات مع الجانب العربي والتركي، ربما ستتمخض عنها في الايام القادمة ارسال جنود عربية ليحلوا محل القوات الامريكية وبمشاركة ومعية القوات الفرنسية والبريطانية ودول اروروبية اخرى .
كما فيه اشارة بانه قد توصل مع تركيا وبقية الاطراف على صيغة توافقية حول مصير منطقة شرق الفرات ومن ثم مصير بقية المناطق السورية، خاصة وان اعلان ترامب لقرار الانسحاب جاءت نتيجة آخر مكالمة تلفونية جرى بينه وبين الرئيس التركي اردوغان. كما ان تصريح اردوغان الاخير بانه سيتريث عن شن عمليات عسكرية على شرق الفرات بطلب من امريكا، يشير الى وجود مثل هذا السيناريو او الاتفاق وهذا كله يوحي بان الخطوة مدروسة، ونحن مقبلون على ايام عصيبة مالم يتداركه منطق العقل.
اذا وعلى ضوء هذه المعطيات فما هي التداعيات المستقبلية المحتملة التي من الممكن ان تحصل في سوريا والمنطقة برمتها بعد هذا الاعلان؟.
باعتقادي ان ابرز هذه التداعيات ستكون احدى السيناريوهات التالية:

السيناريو الاول: خلال المئة يوم التي حددتها امريكا للانسحاب من سوريا سيترتب عنها ضغوطات على جميع الاطراف للقبول باحلال قوات متعددة ومشتركة عربية ودولية لتحل محل القوات الامريكية في منطقة شرق الفرات السوري بحيث ترضي جميع الاطراف كبديل للتدخل التركي وتدخل الجيش السوري والمليشيات التابعة لها ولايران الى هذه المنطقة. اضافة الى ابعاد وتحجيم دور القوات الكوردية المتواجدة هناك وابعادها عن الحدود التركية والهائها بمحاربة داعش، ومن ثم الضغط عليها لتغير من اسمها ومنهجها وتبعيتها التي تتهمها تركيا بتبعيتها للحزب العمال الكوردستاني المحظور، ومن ثم ارغامها للقبول بمشاركة احزاب وقوات كوردية اخرى (بيشمركة روژ ئاڤا) لتشارك معها في ادارة المناطق الكوردية.
وقوات البشمركة هذه اشرفت اربيل على تدريبهم وتجهيزهم وتحضي بدعم ورضى تركي، وهذه النوات الكوردية المشتركة ستشارك مع الاطراف السورية الاخرى من اجل صناعة مستقبل سوريا السياسي وباشراف دولي، هذا ان تحكمنا الى منطق العقل.

السيناريو الثاني: ان تركيا من طرف ودمشق وحليفها الايراني من طرف اخر سيتسابقون للتدخل في شرق الفرات لمليء الفراغ الذي سيتركه امريكا وعبر حجج وتبريرات مختلفة، الاول تدخل تركي بحجة المحافظة على امنها ومحاربة القوات الكوردية المتهمة تركيا بتبعيتها للحزب العمال الكوردستاني pkk. والثاني تدخل الجيش السوري بحجة التزامها ببسط الشرعية السيادية لدمشق على جميع اراضيها، وتلك التحركات ستكون ابتداءا عبر وكلاء من المليشيات الموالية لكل منهم وبدعم عسكري من الطرفين.
ولكن هذا السيناريو فيه مجازفة كبيرة وغير مامونة النتائج لكلا الطرفين خاصة وان الاطراف الدولية المتواجدة على ارض سوريا غير مستعدة لدعم وتمرير مثل هذا السيناريو بدون اخذ موافقتهم، وبخلاف ذلك فان مثل هذه الخطوة ستفتح بابا لحروب مفتوحة ستستنفذ من خلالها جميع الاطراف قوتها وميزانيات ولن يصلوا الى أي نتيجة مامولة .
كما انها ستكون بالنسبة لتركيا مقامرة خاسرة وغير مربحة لان أي ضغط غير مدروس منها على القوات الكوردية فلن تكون النتيجة الا التسريع بذهاب هذه المنطقة الى احضان دمشق، وذلك بتمهيد وتسهيل من القوات الكوردية التي تفضل دمشق على انقرة.

السيناريوالثالث: توسيع اتفاق استانة لتشمل اضافة الى تركيا وايران وروسيا لتضم دمشق الى تلك التسوية ايضا، وبشروط تركية يكون من نتائجها موافقة دمشق وبرعاية روسية ايرانية على طرد حزب العمال الكوردستاني وبقية القوات المحسوبة عليهم من سوريا، ومن ثم تقوية العلاقات الاقتصادية بين دمشق وانقرة بحيث تصل في مراحلها النهائية بان تشمل قبول دمشق بتمرير خط الغاز المسال القطري ليمر عبر الاراضي السورية الى تركيا ومن ثم الى اوروبا، وهذا هو الحلم التركي الذي ان قبل بها روسيا فانها مستعدة ليس للتفاوض مع دمشق وحسب بل حتى للضغط على القيادة القطرية للقبول بمشاركة الشركات الروسية العملاقة في مجال الغاز للعمل في الحقول القطرية .
واذا ماتوصلت هذه الاطراف الى صيغة معينة فان الخطة ستبدا بتحرك تركي وبالتزامن مع الجيش السوري بعد انهاء مهلة انسحاب امريكا من سوريا، وستبدا القوتان بالضغط على القوات الكوردية لاجبارها اما للتسليم لسوريا او تركيا او للخروج من المنطقة.

السيناريو الرابع: حرب شاملة، وتستند هذه الرؤية على طبيعة الصراع الموجود والقائم على الاهداف الاقتصادية والتجارية وعلى طبيعة التكتلات وصراعهم الدائر والتي تتطلب معها السيطرة على مناطق مصادر الطاقة واسواقها والممرات التي تربط بين تلك المصادر واسواقها عبر العالم اضافة الى فتح الاسوق امام البضائع الاخرى وعلى راسها تجارة الاسلحة وكل هذا يتطلب ايضا تدخلا لخلق انظمة وقوات موالية في تلك الدول والمناطق بحيث تهيء الارضية السياسية والقانونية والامنية لتمرير تلك الاستراتيجيات الاقتصادية، وبالنظر للوضع الحالي في منطقة الشرق الاوسط واروروبا واسيا الوسطى ينظر فيها بان المصالح الاقتصادية ونفوذ اوروربا وامريكا هي اكثر عرضة للخسائر مستقبلا وفق الوضع الراهن بعد التقاربات بين الجبهات المنافسة لهم على الساحة الدولية، لذلك فان التفكير في التوجه خطوة الى الحرب ربما ستكون فيه انقاذ للاقتصاد الغربي ومخرجا لاعادة هيكلة الوضع الدولي بعد استهداف القوى الصاعدة المنافسة للغرب كالصين وروسيا وايران وابعادهم عن المناطق الغنية بالموارد الطبيعية والبشرية، واسواقهم العطشة للبضائع الغربية.

وفي النهاية ومن بين السيناريوهات الاربع ماهو السيناريو الارجح وقوعه.

من خلال دراستنا الحالية فاننا نرجح بان السيناريو الاول سيكون اكثر ترجيحا وفق المعطيات الراهنة، وتجنبا للحرب الشاملة وانها اقرب الى الرضى الغربي، الا انها ايضا محفوفة بالمخاطر لانها لن تنهي على الصراع بصورة نهائية . لذلك فان تركيا وروسيا ودمشق ومعها ايران يفضلون السيناريو الثالث لانها تعتبر بالنسبة لهم حلما بعيدة المنال.
الا ان تحقيق هذا الحلم ايضا من المحال لانها ستكون بمثابة دق المزمار الاخير في نعش النفوذ الاوروبي وستكون وبالا على اقتصادها وستوقع حاجاتها الماسة الى الغاز تحت رحمة الشركات الروسية المحتكرة لاسواق الغاز العالمي ، وبعد مدة ليس بالطويلة فان ذلك سيؤثر على مكانة امريكا ودورها في القيادة العالمية وستبرز نجم روسيا لتلمع امبراطوريتها الغازية اكثر في الساحة الدولية بعد ان تسيطر على الغاز القطري وستكون تركيا اكثر المستفيدين من هذه الامبراطورية لان اراضيها ستحتضن اكثرية الخطوط الغازية التابعة للشركات الروسية والتي ستنقل الى الاسواق العالمية سواء تلك الاتية من اسيا الوسطى اوعلى بحر القزوين او تلك التي ستاتي من الشرق الاوسط ومن اكبر حقولها الغازية الموجودة في قطروالذي يشاركها فيه ايران بثلث الكمية الموجودة فيه.
وبهذا فاننا نرى بان السيناريو الاول اذا لم ينجح واذا لم يسمح الغرب وامريكا بالحل الثالث فان السيناريو الثاني سيكون طريقا سالكا لاينتهي الا بايصال المنطقة الى حالة من الفوضى لايكون الخروج منها الا بنقل اطراف الصراع الى السيناريو الرابع.



#سامي_عبدالقادر_ريكاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صراع البارتي واليكتي على منصب رئيس العراق(العقدة والحل).
- الكورد وخيارات الانضمام الى الحكومة العراقية المقبلة
- المفسدون في الارض (متلازما السلطة والفساد)
- الازمة التركية بين الحقيقة وزيف الاعلام الايديولوجي
- الاستراتيجية الامريكية الجديدة بقيادة ترامب بعد داعش
- الانتخابات التركية الرئاسية والبرلمانية والتوقعات
- الانتخابات العراقية والتخبط الكوردي
- لتصعيد الامريكي والغربي الاخير بين الحقيقة والواقع
- لا تنتظروا الحل خاصة من بغداد فعقدة الحل هاهنا(في اقليم كورد ...
- الايديولوجيات الاسلامية، والتركية منها، واللعبة الدينية ضد ا ...
- القضية الكوردية بين كركوك وعفرين
- حكومة الاقليم بين خيار الانصياع للداخل او الخضوع لبغداد
- هموم المواطن الكوردي ولعبة الاحزاب
- كوردستان وعكس السير
- تجار الاوهام
- التقاذف بكرة الاستفتاء بين العبادي والمحكمة الاتحادية
- امريكا وروسيا وغرامهم بالزواج الاسلامي
- على الكورد ان لايلوموا امريكا بل عليهم ان يلوموا انفسهم
- ما الذي حصل في كركوك؟
- مستقبل الدولة الكوردية بين البداوة والمدنية


المزيد.....




- مقتل فلسطينية برصاص الجيش الإسرائيلي بعد مزاعم محاولتها طعن ...
- الدفاع المدني في غزة: العثور على أكثر من 300 جثة في مقبرة جم ...
- الأردن: إرادة ملكية بإجراء الانتخابات النيابية هذا العام
- التقرير السنوي لـ-لعفو الدولية-: نشهد شبه انهيار للقانون الد ...
- حملة -شريط جاورجيوس- تشمل 35 دولة هذا العام
- الصين ترسل دفعة من الرواد إلى محطتها المدارية
- ما الذي يفعله السفر جوا برئتيك؟
- بالفيديو .. اندلاع 4 توهجات شمسية في حدث نادر للغاية
- هيئات بحرية: حادث بحري جنوب غربي عدن
- وزارة الصحة في غزة تكشف عن حصيلة جديدة للقتلى والجرحى نتيجة ...


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - سامي عبدالقادر ريكاني - الانسحاب الامريكي من سوريا الاسباب والتداعيات (دراسة تحليلية)