أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سليم نزال - الباحث حين يصبح شاعرا !














المزيد.....

الباحث حين يصبح شاعرا !


سليم نزال

الحوار المتمدن-العدد: 6090 - 2018 / 12 / 21 - 11:31
المحور: الادب والفن
    



عندما كنت اكتب تلك القصائد فى زياراتى المتعددة لمدينة وارسو , كنت اجلس اتامل نهر الفيستولا ينساب بهدوء تارة خاصة فى الصيف و بغضب تارة اخرى فى الشتاء.لم اكن اعرف ان تلك القصائد ستصدر فى ديوان شعرى يحمل اسم النهر.كنت عادة اذهب الى مقهى على النهر, اجلس بجانب النافذة, و اتامل النهر الذى ينساب عبر بولندا كلها و لذا فهو نهر بولندى من منبعه الى مصبه .كنت افكر بتاريخ المدينة التى قيل عنها انها مثل طائر الفينيق تموت ثم تحيا .دمرت مرات عدة كان اخرها فى اتفاضتها المشورة اواخر الحرب العالمية.و كانت النتيجة دمار مروع للمدينة يرى بعض من تفاصيله فى متحف انتفاضة وارسو حيث بطولات رجال و نساء وارسو و هم يدافعون بشجاعة منقطعة النظير عن مدينتهم .

قالت لى صحافية بولندية ان دبابات ستالين كانت على تقف على الجانب الاخر للنهر .تساءلت بدهشة كيف يمكن ان تكون هذه الدبابات على مسافة قصيرة جدا من المدينة , و لم تتحرك لمساعدتها حين كانت تقصف بشدة من اخر موجات طيران كان يملكه الفوهرر؟ اجابت ,لانهم كانوا يريدوننا ضعفاء لكى يتدخلوا و يفرضوا ما يريدون و قد نجحوا فى ذلك, و غرقنا فى حكم شيوعى لعقود !لم اناقش هذا الامر مع الشيوعيين العرب من اصدقائى .فذات يوم كنت واحد من هؤلاء, و انا نفسى ما زلت اؤمن بالفكر الاشتراكى لكن بمراجعة تاريخه . و لكى على المرء قراءة تاريخ تلك المرحلة بدون ضغط الاثنين معا , الايديولوجيا و النوستولوجيا .

اغنيات على نهر الفيستولا هى مجموعة قصائد بالانكليزية كتب بعضها فى تلك الامسيات الرائعة و انا اتامل النهر و المدينة التى تعرضت للدمار و كانت تنهض مجددا .ان القصائد التى تمجد قيم الحب و الجمال التامل فى فضاء الكون و مصير الانسان تصب فى نهاية المطاف فى دعم القيم الانسانية العظيمة .مثلما هى وثيقة شعرية تؤرخ تجربة عاطفية كان مسرحها مدينة وارسو و ضفاف نهر الفيستولا.
على الرغم ان القصائد فى مجملها كان بعيدة عن التاريخ لكن يبدو انى لم استطع التحرر من كونى باحثا فى التاريخ , و لا استطعت ايضا ان ابعد تاريخ المدينة عن قصائدى .و هوما يظهر على الاقل فى قصيدة افتتاح الكتاب .
سؤال وجهه لى صديق كيف يمكن للباحث ان يصبح شاعرا ؟سؤال وجيه و الجواب عليه ان الباحث الغارق فى التحليلات ذات الطابع الموضوعى يحتاج الى مساحة شخصيه يعبر فيها عن ذاته متحررا من ضغط الموضوعية و التحليل و القياسات المنطقيه .و لا يمكن حصول هذا بدون اجنحة الشعر التى تسمح للمرء ان يطير بعيدا .و لذا ربما يحتاج الباحث للمساحة الشعرية اكثر من سواه !!!


بعض الاسئلة التى سمعتها من اكثر من صديق عربى اجدها مغرقة فى التوقع و الانعزال .من يستغرب ان عنوان الكتاب عن نهر غير عربى لم يقرا الكتاب اولا ليفهم لماذا اسم النهر , و ثانيا يتحدث عن الامر و كانه كتاب حول جغرافيا الانهار, و هو طبعا ليس كذلك.هناك العشرات من الكتاب و الرسامين الغربيين ممن كتبوا و رسموا مدن و قرى فى بلادنا العربية و لم يات احد ليقول لماذا رسمت مدينة القاهرة مثلا و ليس لندن!
.اعتزازى بانتمائى العربى الفلسطينى و.انا اعتقد انه لا وطنية حقة بلا انتماء انسانى .و خلو الوطنية من البعد الانسانى جلب الكوارث للبشرية كما فى مرحلةالمانيا النازية. و هذه ترجمة لقصيدة ,وداعا يا فيستولا التى هى اولى القصائد فى الكتاب.

كان النهر هادئا
ذات مساء صيف
و كنا نتعانق بصمت
قالت ان الكون قد اتحد فينا
و قلت اننا اتحدنا بالكون
سرنا فى شوارع وارسو القديمة
و شربنا القهوة فى مقهى افريقيا
من هناك اندلعت الانتفاضة
هناك سمعت صوت التاريخ!
و صوت الجنرال موموروسكى يخاطب رجاله
القتال حتى الموت او النصر!
وارسو لن تموت !



#سليم_نزال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يمكن تفسير السلوك الحضارى ؟
- هل ستعود الحضاره الى ا المنطقة العربية ؟
- تنتهى الطريق و لا تنتهى الاغنية !
- حول الاخر !
- مجتمعات بلا هوية !
- الامور مترابطة!
- حول جمعية مع اسرائيل من اجل السلام النرويجية!
- نهايه العالم القديم!
- العقل الجمعى او الذات الجمعية !
- تاملات !
- هل يمكن للقاتل و المقتول ان يعيشا معا ؟
- ناس تاتى و ناس ترحل و تستمر الحياة !
- فيرونيكا تستعد للسفر !
- حان الوقت ان نتغير !
- صورة قاتمة و لكن هناك امل !
- البرتو مانغويل و ذلك العشق العظيم !
- حول المسالة الفلسطينية
- بيت برناردا اخر مسرحيه كتبها غارسيا لوركا فى مقاومه طغيان ال ...
- من اى وطن انت؟
- فى زمن الصمت !


المزيد.....




- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...
- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...
- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سليم نزال - الباحث حين يصبح شاعرا !