أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جميل السلحوت - أمريكا وحربها الخاسرة في سوريا














المزيد.....

أمريكا وحربها الخاسرة في سوريا


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 6090 - 2018 / 12 / 21 - 09:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


جميل السلحوت
أمريكا وحربها الخاسرة في سوريا
قرار الرّئيس الأمريكي ترامب سحب قوّات بلاده العسكرية من سوريا، ليس حبّا في سوريّا ولا في شعبها، تماما مثلما هو التّدخل الأمريكي في سوريا وإشعال نار حرب طاحنة دمّرت سوريا وقتلت وشرّدت شعبها، فقرار الانسحاب كان بالتّنسيق مع اسرائيل، وتركيا وحلف الناتو وكنوز أمريكا الاستراتيجيّة في بلاد العربان، وهذا ما حصل أيضا عند اشعال فتيل الحرب القذرة على سوريا، من أجل تنفيذ المشروع الأمريكيّ"الشّرق الأوسط الجديد" لإعادة تقسيم المنطقة العربية، وتصفية القضية الفلسطينيّة لصالح المشروع الصهيونيّ التّوسّعيّ.
فأمريكا استطاعت تجنيد كنوزها الاستراتيجيّة في المنطقة، واستغلت المتأسلمين الجدد الذين ضلّوا طريق الجهاد، وأعلنوا حربهم على بلدانهم في سوريا، العراق، ليبيا، واليمن، وظهرت داعش وجبهة النّصرة وغيرها من قوى الارهاب الذي يتلفّع بعباءة الدّين؛ لتخدم المشروع الصهيوأمريكي، فعاثوا في الأرض قتلا وتدميرا وارهابا مستغلين جهل الجاهلين، الذين يحلمون بالجنّة والحور العين، فكانوا وقودا لحرب أوصلتهم جحيم الدّنيا والآخرة.
وأمريكا التي تشنّ حروبها المتواصلة في مناطق مختلفة في العالم، ولم تحترم يوما حقّ الشّعوب في تقرير مصيرها، تيقّن رئيسها ترامب ومستشاروه أنّ حربهم في سوريا خاسرة، بسبب صمود القيادة السّوريّة وحلفائها "روسيا، ايران وحزب الله"، وجدت من مصلحتها الاقتصاديّة والسّياسيّة ضرورة الانسحاب العسكري من سوريّا، متخلّية عن حلفائها الذين أوقعتهم في حبائل خيانة وطنهم، لأنّها رأت أنّ من مصلحتها أن لا تتصادم مع تركيّا العضو الفاعل في حلف النّاتو، والتي ترفض أيّ وجود كرديّ مسلح داخل أراضيها، أو على حدودها في سوريا والعراق.
ويخطئ من يعتقد أنّ زيارة الرّئيس السوداني لسوريا قد جاءت عفويّة، أو أنّ الرجل قد عاد إلى رشده، بعد هذه السّنوات من وقوفه ضدّ سوريا بناء على تعليمات أولياء نعمته في واشنطن والخليج البترولي، فهذه الزّيارة ليست منفصلة عن قرار الانسحاب الأمريكيّ من سوريّا، وهي تحمل إشارات مِن كلّ مَن تورّطوا في سوريّا واستحمّوا بدماء شعبها، وأصيبوا بزكام الغبار المتطاير من مدنها وقراها التي دمّرها الارهابيون المجرمون.
ويبدو أنّ أمريكا بانسحابها العسكريّ من سوريّا قد تركت تنفيذ مخططاتها في هذا البلد العربي لحليفتها تركيا، بينما تأخذ أمريكا "استراحة المحارب" للإعلان رسميّا عن مشروعها التّصفويّ" صفقة القرن"، والذي باشرت بتنفيذه من جانب واحد من خلال الاعتراف يوم 6 ديسمبر 2017 كعاصمة لاسرائيل، ونقلت سفارتها إليها، ومحاولتها تصفية قضيّة اللاجئين الفلسطينيّين بقطع مساهمتها المالية لوكالة غوث اللاجئين"الأنروا"، وإغلاق مكتب منظمة التحرير الفلسطينيّة في واشنطن، وقطع التمويل المالي عن السلطة الفلسطينيّة، وضغوطاتها الاقتصادية على الأردن بسبب موقفه من القضيّة الفلسطينيّة وخصوصا القدس. وهي بهذا ستعطي تابعيها من العربان فرصة لالتقاط الأنفاس، وتطبيع علاقاتهم مع اسرائيل بشكل علنيّ، وكي يأخذوا دورهم المطلوب بالضّغط على الفلسطينيّين شعبا وسلطة لتمرير الصّفقة. لكن هذا الانسحاب العسكريّ الأمريكيّ، والضّغط لإنهاء الحرب الظالمة على اليمن لم يأت من فراغ، وهو بمثابة اعلان النّصر لسوريّا واليمن وحلفائهما.
21-12-2018



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بدون مؤاخذة- دلالات فشل المشروع الأمريكي في الجمعيّة العامّة
- ابراهيم صبيح يرحل دون استئذان
- قصة دقدوق لا تزعج أبوك في ندوة مقدسي
- قصّة دقدوق والسجع على حساب اللغة
- الأديب محمود شقير وسيرته الأدبيّة
- بدون مؤاخذة- العدوان على غزة ليس عفويا ولا بريئا
- سداسيّة محمود شقير للأطفال والبعد التّربويّ
- رؤية أخرى للنكبة في رواية بلد المنحوس
- بدون مؤاخذة-الخاشقجي وربيع السعودية
- البهاء ومدرسة ثقافة الحياة
- د. عدنان عرفه أنت السابق ونحن اللاحقون
- بدون مؤاخذة-المجرم -س-!
- رحلة الحياة في عين الحبّ كفيفة
- بدون مؤاخذة- الانتحار العربي في فصعة القرن
- بدون مؤاخذة-طاسه وضايع غطاها
- قضية اسحاق الطويل وأدب المغامرات
- بدون مؤاخذة- قم للمعلم
- بدون مؤاخذة-السعودية وفصعة القرن
- شبابيك زينب رواية الحبّ والحياة
- جرائم داعش بحق الأيزيديات


المزيد.....




- هارفارد تنضم للجامعات الأميركية وطلابها ينصبون مخيما احتجاجي ...
- خليل الحية: بحر غزة وبرها فلسطيني خالص ونتنياهو سيلاقي في رف ...
- خبراء: سوريا قد تصبح ساحة مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران
- الحرب في قطاع غزة عبأت الجهاديين في الغرب
- قصة انكسار -مخلب النسر- الأمريكي في إيران!
- بلينكن يخوض سباق حواجز في الصين
- خبيرة تغذية تحدد الطعام المثالي لإنقاص الوزن
- أكثر هروب منحوس على الإطلاق.. مفاجأة بانتظار سجناء فروا عبر ...
- وسائل إعلام: تركيا ستستخدم الذكاء الاصطناعي في مكافحة التجسس ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة في غزة (فيديو)


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جميل السلحوت - أمريكا وحربها الخاسرة في سوريا