أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - محمد مندلاوي - مثقفو كوردستان وأحزابها.. أين أنتم مما جرى ويجري حولكم أو في عقر داركم؟!















المزيد.....

مثقفو كوردستان وأحزابها.. أين أنتم مما جرى ويجري حولكم أو في عقر داركم؟!


محمد مندلاوي

الحوار المتمدن-العدد: 6089 - 2018 / 12 / 20 - 14:52
المحور: القضية الكردية
    



من هو المثقف؟ ومن هو السياسي؟. المثقف ذلك الإنسان الذي لديه خزين معرفي كبير، وهو العين الساهرة على حفظ تاريخ وتراث وأدب الأمة ماضياً وحاضراً. إما السياسي، فهو ذلك الإنسان الذي يكون سريع البديهية، أي:" يفهمها وهي طايرة" أضف لهذا، عليه أن يعلم بقدر كبير قواعد اللعبة السياسية الدولية والإقليمية والمحلية، ويحتم عليه، أن يكون قارئ نهم، ومستمع جيد لما ينشر ويقال في وسائل الإعلام عن ما يحدث في العالم، حتى يستطيع أن يقرأ ما بين السطور وما خلفها، أي:"يقرأ الممحي والمكتوب". وقبل هذا وذاك، يجب أن يكون لديه لغة واضحة، وخطاب واضح بكلمات مفهومة ودقيقة ومؤثرة، بهذا الأسلوب العلمي الرصين يصل فحوى ما يقول إلى عموم مشاهديه ومستمعيه بصورة صحيحة وسليمة ومؤثرة. السؤال هنا، هل يوجد لدينا نحن الكورد مثقفون وسياسيون من هذا الطراز؟ أم لدينا ثلة من أشباه المثقفين والسياسيين؟. بلا تردد أقول لدينا أشباه مثقفين وسياسيين، لأني شاهدتهم وسمعت إليهم ورأيت أعمالهم خلال عشرات الأعوام لم يحفظوا تاريخنا، صار نهبناً للعرب والأتراك والفرس وغيرهم، ولم يوحدوا لغتنا، بل قووا اللهجات المحلية كل في منطقة سلطته، ولم يصونوا تراثنا من النهب والعبث بها من قبل كل من هب ودب الخ، وهكذا هم سياسيونا، لم يردوا لنا شبراً واحداً من أراضينا المغتصبة، لا بل فقدوا الكثير من أراضينا لصالح المحتل العربي الغاشم، ولم يرسموا لنا حدود وطننا الجغرافي من أين إلى أين؟، ولم يوحدوا بين الشرائح الكوردية في بوتقة الأمة الكوردية، بل كانوا دائماً أداة للتفرقة بين هذه الشرائح. على سبيل المثال وليس الحصر، قائد سياسي كان مشغولاً بسرد النكات البايخة كرر مرات عديدة في خطاباته: "سلێمانی شارە حەیاتەکە= حياتي مدينة السليمانية" كأن مدن كوردستان الأخرى عدوة له، أو ليست حياته!. إن هذا القائد المعروف في إحدى الاجتماعات الحزبية لتقييم مفاوضات حزبه مع حزب البعث المجرم تكلم عن بعض المدن الكوردستانية ومن ضمنها مدينة كفري التي وصفها وصفاً تهكمياً حين سماها:كفري مفري!!. وذات مرة قال في التلفزيون دون خجل وحياء: إننا لا نقبل من كتابنا أن يمسوا إيران بسوء في كتاباتهم!!. أهذا سياسي! أم قرقوز (قرقوز: دمى يحركها إنسان مختف)؟. وسياسي الآخر بعد مرور 60 عاماً على تأسيس حزبه الديمقراطي قال في إحدى لقاءاته: سنحاول أن نتعلم الديمقراطية بعد الآن!، إلا يعرف هذا.. أن عمر حزبه جاوز آنذاك 60 سنة واسمه الديمقراطي، يا ترى كيف بعد ستت عقود يقول سوف يتعلم الديمقراطية!! إذاً لماذا حزبه اسمه ديمقراطي!!. أو ذات مرة سأله الصحفي الذي أجري معه لقاءً: ماذا تقرأ الآن يا أبا.. . قال: أقرأ القاموس. هل أن القاموس للقراءة!! أم للمراجعة والبحث عن معنى اسم ما، أو كلمة ما؟؟. وسياسي آخر من حركة التغيير، قال في لقاء تلفزيوني أنا لا أريد أن تعود بعض المناطق المستقطعة من كوردستان لأنها تسبب لنا المتاعب!!. هل هذا كلام يقوله سياسي من حركة اسمها التغيير!! ألم يجب من المصور والعاملين داخل الأستوديو قبل الشارع أن ينهالوا على رأسه الأجوف بأحذيتهم المتسخة؟؟. لكن ماذا نقول للعراقجية، الذين لا يعرفون مدى قدسية الانتماء للوطن الكوردستاني والشعب الكوردي، أو يعرفون ويحرفون من أجل حفنة دولارات، كتلك التي غيرت حتى لقبها إلى لقب عربي، ليس هذا فقط، بل رشحت نفسها للبرلمان العراقي على قائمة عربية وصارت تعادي الكورد علناً.
المادة الأخرى في موضوعنا لهذا اليوم هي عن أحد أبناء الكورد الغيارى، إلا وهو السلطان (صلاح الدين الأيوبي) هذا الصرح الشامخ، هذه القيمة التاريخية الكبيرة، الذي لا زال العالم يذكره بفخر وإجلال، إلا أنه عند المثقفين الكورد وسياسييهم صار نسياً منسيا!!. عزيزي القارئ، أنك تعرف بين فينة وأخرى هناك من المثقفين أو السياسيين العرب وغيرهم يذكر (صلاح الدين الأيوبي) سلباً أم إيجاباً. لكن هذه المرة الذي ذكر صلاح الدين بسوء هو مفكر مصري له وزنه ومكانته في العالم اسمه (يوسف زيدان)، للعلم أنه صديق للشعب الكوردي، ومدافع عن حقوقه، إلا أنه متخذ موقف من صلاح الدين ويصفه بكلمات نابية، لقد قال عنه في لقاء تلفزيوني: أنه"أحقر شخصية" الخ. لقد قامت القيامة عليه في البلدان العربية، لم يبقى أحد لم يتهجم عليه ويفند ما قاله الدكتور يوسف. بدوري كتبت مقالة لتوضيح النقاط السلبية التي أثارها وفندتها بطريقة علمية، وكان مقالي تحت عنوان: إلى المفكر والروائي الدكتور (يوسف زيدان) مع التحية. لكن الذي حز في قلبي وآلمني وأحزنني كثيراً أن أحد من المثقفين الكورد أو حتى سياسييهم لم يدلوا بدلوه فيما أثاره الدكتور يوسف عن صلاح الدين!. للأسف، أن بعض (المثقفين) الكورد لا يوجد شيء في جعبته لذا يبرر عدم إمكانيته للرد بأمور تافهة، مع أنه من واجبه كمثقف أن يصحح التاريخ المغلوط الذي لا يوافق الحقيقة، لا أن يبرر ضحالته بالأوهام والخرافات، بأن صلاح الدين لم يؤسس دولة كوردية لذا نحن تركناه للغير! كأن العالم في عصر صلاح الدين كان لهم دولاً قومية وصلاح الدين تخلف عنهم؟! ألم تكن الدولة الأموية بإسم بني أمية؟ وهي عائلة، ألم تكن الدولة العباسية بإسم عباس عم النبي محمد؟ ألم تكن الدولة العثمانية بإسم شخص واحد اسمه عثمان الخ وهكذا كانت الدولة الأيوبية بإسم آل أيوب، إلا أنها كبقية الدول المشار إليها كانت إسلامية الطابع، وترك الخليفة العباسي في بغداد في قصره دون أن يمسه بسوء كما فعل به الأتراك فيما بعد، لكنها كانت دولة كوردية وهذا ما شهد ويشهد به التاريخ القديم والحديث في صفحات عديدة. عجبي، كيف بمثقفي كوردستان يسمحوا لأنفسهم أن يتنازلوا عن جزء هام من تاريخهم لغيرهم بالمجان؟! أن صلاح الدين الشخص الوحيد في العالم مُدح ولا زال يُمدح من قبل أعدائه لشهامته وإنسانيته. حذاري، إن من يتنازل عن جزء هام من تاريخه بوزن وثقل صلاح الدين بلا أدنى شك يتنازل عن أي شيء آخر من هذا الوطن الكوردي، كوردستان. بالمناسبة أن الدكتور (يوسف زيدان) زار إقليم كوردستان مؤخراً وألقى محاضرة في معرض أربيل الدولي للكتاب، ولم يحضرها من المثقفين الكورد إلى نفر قليل، ربما إلى الآن لم يعرف غالبيتهم من هو (يوسف زيدان)!. من ضمن الأسئلة التي وجهت إليه، سؤالاً عن كلامه القاسي عن صلاح الدين. قال في رده مبتسماً: إن صلاح الدين ليس كوردياً. سكت الجميع سكوت أهل القبور، ولم ينبس أحدهم ببنت شَفة، كما أسلفت، كان من بين الحاضرين بعضاً من (المثقفين) الكورد!! بسكوتهم هذا أمام شاشات التلفزة يغتال هؤلاء (المثقفون).. الحق الكوردية بوضح النهار.
عزيزي القارئ اللبيب، بعد انتصار الانتفاضة الخالدة، التي قامت بها جماهير الكوردية في مدن جنوب كوردستان، والحماية الدولية التي حصلت عليها من المجتمع الدولي، أصبح جزء من الوطن الكوردي حراً وبيد أبناؤه. وقبل هذا أمر الرئيس العراقي المجرم صدام حسين بسحب جميع مرافق الاحتلال العراقي من جنوب كوردستان، عندها استقر الوضع الأمني في الإقليم، لكن سرعان ما استلمت دفة السلطة فيه بعض الأحزاب الكوردية، ومن حولها ثلة من أشباه المثقفين..، أولئك الذين يدورون في فلك هذه التنظيمات كما يدور المغزل في فلكه، ويقومون بتزيين (مكياج) الوجوه الكالحة فيها أمام الجماهير الكوردية، حين يظهروا الفساد المتفشي في دوائر الإقليم على أنه خدمة للمواطن الكوردستاني؟ وسرقة المال العام الكوردي بأنها تصرف في مشاريع خدمية، وتسليم نصف مساحة جنوب كوردستان كخانقين وخورماتو وكركوك الخ للأشياع وللغرباء التركمان على أنه عمل وطني!!. أليس من واجب المثقف أن يحاول بمداد قلمه توحيد الأمة قبل السياسي؟ يا ترى أين أنتم فيما يجرى في غربي كوردستان ضد جزء هام وحيوي من الشعب الكوردي؟ أو الجرائم البشعة التي يقوم بها العاهر أردوغان ضد أخواننا في شمال كوردستان، أو ما تقوم به سلطة الملالي القابعة في طهران ضد شعبنا الأبي في شرقي كوردستان؟. يا ترى أين أنتم يا مثقفي وسياسيي الشعب الكوردي الجريح من كل هذا الذي يجري في وطننا؟؟!!.
" الثقافة التي تخاف على نفسها من هجمة قط الجيران... ثقافة فئران"
(نزار قباني)
20 12 2018



#محمد_مندلاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكوردية الإيزيدية -نادية مراد- ما لها وما عليها؟
- إلى المفكر والروائي الدكتور (يوسف زيدان) مع التحية
- القاتل كوردي والمقتول كوردي ومؤيد فتوى القتل كوردي؟!
- نحن نتساءل، هل هو شمال العراق، أم إقليم كوردستان كما جاء في ...
- ما هي قواعد معايير قياس السلوك والأخلاق عند المثقفين والسياس ...
- متى تولد الروح الوطنية الكوردستانية الحقيقية في ضمير عموم ال ...
- قبل أن تتشكل الحكومة الكوردية الجديدة نصيحة متواضعة للحزب ال ...
- قنوات التلفزة الكوردية التي تبث باللغة العربية لا تخدم الكور ...
- خيانات الطالبانية للشعب الكوردي الجريح بين الأمس واليوم
- رموز الاحتلال العربي في العراق؟
- مقبرة النجف وما أدراك ما مقبرة النجف؟!
- أمريكا وسياسة الكيل بمكيالين؟!
- دار داران دور ههههه؟
- ماذا يريد الشعب في إقليم كوردستان من الفائزين الكورد في الان ...
- كيف تمييز بين الانتماء واللا انتماء للوطن؟؟
- أردوغان.. وهواجس الخوف والذعر من عام 2023؟
- عفرين عنوان البطولة والفداء الكوردية
- لله يا محسنين العلمانيين الكفار؟!
- طريقة إلغاء الدولة في ظل ولاية الفقيه والأحزاب الإسلامية بسن ...
- كلمة كوردية صريحة وجريئة يجب أن تقال في هذا الزمن العصيب


المزيد.....




- الأمم المتحدة: 800 ألف نسمة بمدينة الفاشر السودانية في خطر ش ...
- -خطر شديد ومباشر-.. الأمم المتحدة تحذر من خطر ظهور -جبهة جدي ...
- إيران تصف الفيتو الأمريكي ضد عضوية فلسطين في الأمم المتحدة ب ...
- إسرائيل: 276 شاحنة محملة بإمدادات الإغاثة وصلت إلى قطاع غزة ...
- مفوضية اللاجئين تطالب قبرص بالالتزام بالقانون في تعاملها مع ...
- لإغاثة السكان.. الإمارات أول دولة تنجح في الوصول لخان يونس
- سفارة روسيا لدى برلين تكشف سبب عدم دعوتها لحضور ذكرى تحرير م ...
- حادثة اصفهان بين خيبة الأمل الاسرائيلية وتضخيم الاعلام الغرب ...
- ردود فعل غاضبة للفلسطينيين تجاه الفيتو الأمريكي ضد العضوية ...
- اليونيسف تعلن استشهاد أكثر من 14 ألف طفل فلسطيني في العدوان ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - محمد مندلاوي - مثقفو كوردستان وأحزابها.. أين أنتم مما جرى ويجري حولكم أو في عقر داركم؟!