أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رشيد برقان - الثقافة الاحتجاجية (9) بصدد المنطلقات














المزيد.....

الثقافة الاحتجاجية (9) بصدد المنطلقات


رشيد برقان

الحوار المتمدن-العدد: 6088 - 2018 / 12 / 19 - 21:49
المحور: الادب والفن
    


انطلاقا من الحقيقة التي تقر بأن كل شكل تعبيري لا يمكن أن يحيى داخل مجتمع معين دون أو يكون له سند في الواقع، ودون أن تكون هناك، على الأقل، فئة اجتماعية تحتضنه وتدافع عنه وتروّج له، على أساس أنه يعبّر عن تصورها وطموحاتها وتطلعاتها. أقول انطلاقا من هذه الحقيقة، لا ينبت هذا النمط من التعبير داخل المجتمع كالفطر، ولكن ثقافة الاحتجاج تستمد مشروعيتها من مجموعة من الثوابت؛ لعل أولها حق كل فئات المجتمع في التعبير عن ذاتها، والإفصاح عن تصوراتها، وحقها في أن ترى أفكارها وتصوراتها وتطلعاتها على أرض الواقع.
وانطلاقا من قاعدة التدافع الاجتماعي الذي يرى أن الأصل في كل مجتمع هو الصراع بين الفئات والطبقات المتواجدة فيه على أساس أن هناك فئات وطبقات سائدة تسعى دائما إلى إنكار الصراع، وتجر المجتمع نحو الثبات والمحافظة على الوضع القائم لأنه يستديم مصلحتها. وضدها توجد فئات وطبقات صاعدة لا تستفيد من الوضع ولا ترى أي مصلحة في بقاءه على حاله لهذا تسعى، بحسب قوتها، إلى تغييره. لهذا يبدو غريبا أن نجد نتصور المجتمع أرضا خلاء، ذلك أنه فضاء مملوء أصلا بتصورات هي تصورات الفئات السائدة، على كل تصور جديد أن يجد لنفسه موطئ قدم. ومن هنا تترسخ الطبيعة الاحتجاجية والرفضية للقائم والموجود داخل ثقافة الطبقات الصاعدة.
إن الأصل في كل مجتمع بشري هو الحرية والإيمان بوجود إرادة حرة هي التي تعطي للإنسان مبدأ الوجود. وعلى أساسها يتصرف داخل المجتمع ويسعى إلى تأكيد وجوده. وعندما لا يسمح له بتأكيد وجوده وإثبات ذاته، لأن هناك تصورا موجودا بشكل ضاغط، فإنه يجد نفسه في وضعية المواجهة من أجل إثبات الذات، ولإنجاح هذه العملية يجب عليه إزاحة التصور القديم المتداول. وهنا تحضر ضرورة الاحتجاج لهز أركان التصوّر القديم وتقويضه تمهيدا لإحلال تصور جديد. إن الأصل والحالة هذه هو التعبير وليس الرفض، ولكن الرفض يتحوّل تعبيرا ويحل محلّه بوجود هذا الضغط.
هكذا يتوضح لنا أن مشروعية الاحتجاج والرفض تأتي من وجود فئات أو طبقات اجتماعية تسعى إلى الصعود أو احتلال موقع متقدم في المشهد الاجتماعي، ولكن لا يسمح لها بالتعبير عن تطلعاتها، وتطبيق تصوراتها للحياة والوجود. كما تعكس ثقافة الاحتجاج نمطا من أنماط التدافع الاجتماعي خصوصا خلال لحظات احتكار السلطة، وعدم السماح للحساسيات المجتمعية بالظهور والتعبير عن حاجياتها وطموحاتها. وبهذا تشكل الواجهة الثقافية في الآن نفسه مقدمة للصراع، تتبارى فيها كل الفئات في الدفاع عن نفسها وتلميع صورتها وإبراز جانب التناقض والتهافت في التصور الآخر. كما تشكل الواجهة الثقافية تمرينا أوليا لكل الفئات لكي تختبر صلابة تصوراتها، وترى مدى صمود طروحاتها خلال لحظات المواجهة، وفضلا عن ما ذكر تبقي الواجهة الثقافية دائما مغذّيا للصراع خلال لحظات تأججه وبلوغه درجات قصوى من الاحتداد. وغالبا عندما تنهزم طبقة أو فئة اجتماعية ثقافية تهلّ بشائر سقوطها واندثارها.



#رشيد_برقان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثقافة الاحتجاجية (8)
- الثقافة الاحتجاجية (7)
- الثقافة الاحتجاجية (6)
- الثقافة الاحتجاجية (5)
- الثقافة الاحتجاجية (4)
- الثقافة الاحتجاجية (3)
- الثقافة الاحتجاجية (2)
- الثقافة الاحتجاجية (1)
- مناصفة الإرث جرأة في الطرح أم هروب إلى الأمام
- مانفع المهرجانات
- تسريب الامتحانات أو فن صناعة الأبطال
- الزين اللي فيك أو جرح الكرامة
- لكل مقام نفاق مناسب
- الزين اللي فيك محروق
- من أجل 20 فبراير ثقافية
- حول 20 فبراير و المثقف
- عودة إلى المشهد الثقافي بالمغرب
- من أجل مشهد ثقافي هادف
- المثقف و الممانعة
- وصفة خارقة للريادة الثقافية


المزيد.....




- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رشيد برقان - الثقافة الاحتجاجية (9) بصدد المنطلقات