أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - زهير دعيم - المربّية ورصيف الفلّ














المزيد.....

المربّية ورصيف الفلّ


زهير دعيم

الحوار المتمدن-العدد: 6086 - 2018 / 12 / 17 - 10:09
المحور: المجتمع المدني
    


قبل سنوات عديدة كُنتُ في القاهرة ؛ المدينة العريقة والتاريخيّة والجميلة! ...جميلة حقًّا لولا تلك الخصلة التي نسمّيها " النّظافة" أو على الأصح الّلا نظافة إن صحّ التعبير، فتكاد هذه النظافة ان تكون معدومة ، فالشوارع تغوض بالنفايات والقمامة من أوراق وبقايا مأكولات وعلب عصائر واعقاب سجائر ومئة شيء وشيء.
وكان بيدي يومها علبة كوكا كولا أشربها على مهل ، فلما فرغت ظللت محتفظًا بها دقيقة ودقائق ومترًا وأمتارًا لعلّني أجد سلّا للنفايات فما وجدت ، بل وجدت وشاهدت من يرمي بالعلب الفارغة بجانب عامود للكهرباء أو في النيل الخالد أو أينما حلا له وطاب، ففعلت مثلهم صاغرًا.
تذكرت هذه الحادثة وأنا استمع لإحدى المربّيات المُهذبات والفاضلات والتي صادفتني فبادرتني قائلة : " كنتُ أريدك استاذنا ان تكتب عن آداب النظافة وأخلاقيات الجيرة الحسَنة ... هل تُصدّق أن جيراننا ينظّفون بيتهم وحديقتهم ويُقلّمون أشجارهم ويضعون هذة " الكنوز" على رصيف الشارع العامّ وبالقرب من جدار بيتنا !
قُل لنا بربّك ماذا نفعل علمًا انّه يروق لنا بل ومن حقّنا الطبيعيّ في ايام الربيع والصيف وخاصّة في الصباحات والأماسي أن نجلس على شرفة بيتنا المُطلّة على الشارع العامّ لنرتشف قهوتنا ، فيتعكر المزاج بدل من أن يعتدل ويطيب ، وكيف يطيب وأكوام النفايات لا تريد ان تفارقنا ؟ّ
ونحن يا سيّدي أناس لا نحبّ الشكوى الصارخة او الامتعاض الظاهر فنروح نكبت الامر في دواخلنا لعلّ وعسى أن " يزور" الذوق جيراننا الكرام فيُقلعوا عن هذه العادة الجميلة !!!
ولكن هيهاتِ !!!
وكيف يُقلعون وهذه الآداب مغروسة في الأعماق وفي النفوس ، لقد باتت نهجًا وأسلوب حياة بل أضحت " خِصالًا " نتزيّن بها ، فلا تستغربَنَّ إن رأيت من يعبر بجانبك بسيارته ثمّ ما يلبث أن يقذف بعلبة بيبسي فارغة من النافذة او بعقب سيجارة مشتعل أو ببقايا رغيف فلافل ؛ يقذفه ولا يتحرّك له عصب ، فألأمر طبيعيّ وأكثر.
وكيف تتحرّك أعصابه وهذه الأمور أضحت من عاداتنا ونهج حياتنا واسلوبنا ، فمن لا يفعلها ينشقّ عن الجماعة ويضحي أقليّةً ، وفي مجتمعنا العربيّ نمقت هذه المُسمّاة " أقلية " ..
لا أريد أن أعمّم ، فهناك من تربّى على الآداب الجميلة والأخلاقيات الأجمل فعشق النظافة وتبنّاها وصان الجيرة الحسّنة ولوّن حياته باحترام الوقت وتقديسه.
واسؤال المطروح هو : الى متى سنبقى هكذا ، نتصرّف في حيفا وتل أبيب بشكل مغاير عمّا نتصرّف به في بلداتنا العربيّة وذلك خوفًا من غرامة تفرضها الشُّرطة على المخالفين .
صرخة هادرة أطلقها مع هذه المربيّة الرائعة والخلوق لعلّها وعساها تزوبع في الضمائر والنفوس والحنايا فيبنت على ارصفتنا الفلّ والمنتور!!! .



#زهير_دعيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فيروز... زنبقة الأودية ( 2)
- الفرخ الصغير الذي أضاع أمّه
- سافرَ ولن يعودَ
- لنزرعِ الأمل في بَلداتنا
- - طالعة .. نازلة.. شبعنا ريّحونا-
- نتالي... أغرودة أيلول
- بِصليبِكَ أزهو
- ليْلُنا سِكّين
- انتخاباتنا نُريدها أعراسًا
- أحبُّكَ لو تعلم !
- اغفرْ لهُم....
- أفٍّ وألف أفٍّ
- وهاجتِ الذّكرى...
- وَصَلَ العددُ الزُّبى
- بيركوفتش أوْت
- فجرٌ كَرباتيّ
- نفس الوجوه القديمة
- وسافرّ ذاكَ الذي لم أعرفْهُ
- يا ويلكوا من الله
- أحمد حازم يُموّه ويُضلّل


المزيد.....




- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة
- زاهر جبارين عضو المكتب السياسى لحماس ومسئول الضفة وملف الأسر ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - زهير دعيم - المربّية ورصيف الفلّ