أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسن الجزولي - كورال الحزب الشيوعي نموذجاً















المزيد.....

كورال الحزب الشيوعي نموذجاً


حسن الجزولي

الحوار المتمدن-العدد: 6086 - 2018 / 12 / 17 - 10:09
المحور: الادب والفن
    






أضواء على تجارب كورالات الغناء والموسيقى في السودان

إعداد:ـ حسن الجزولي



صالح عركي:ـ الكورال جاء مُشرّباً بمرتكزات الموضوعية، والآفاق الأرحب للإنسانية!.
أروي الربيع:ـ انحصرت النصوص على الارث الأدبي للحزب الشيوعي ولم يتناول التراث السوداني وتقديمه برؤية جديدة!.
شاكر عبد الرحيم:ـ الكورال يعد أحد التجارب الموسيقية الجادة من حيث رسالته ومضمونه!.

نواصل إلقاء مزيد من الاضاءات حول تجربة كورال الحزب الشيوعي، وندلف بذلك إلى تناول التجربة بإفادات مباشرة وحية بحوارات صحفية مع عدد من المشاركين في مراحل التأسيس الأولى لنقف على تجاربهم. فنستصحب الموسيقيين منهم والمطربين والمؤدين والملحنين، بما فيهم إدارة الكورال ومن أشرفوا على التجربة والفرقة على السواء، مستصحبين آراء أعضاء التجربة الثانية للكورال الحالي من موسيقيين وملحنين ومؤديين حيث ستأتي إفاداتهم تباعاً.

مداخلنا للتوثيق في هذا الجزء الرابع هي الافادات التي قدمها لنا ثلاثة من المتخصصين الموسيقيين مع تجربة لعضوة كانت لصيقة بتجربة الكورال الأول، وضمن المساهمين المباشرين منذ مراحل التأسيس، نستصحب كل من الموسيقار والناقد الموسيقي صالح عركي والأستاذة أروة الربيع الناقدة الموسيقية والفنية ثم شاكر عبد الرحيم الموسيقي المعروف وعضو الكورال الأول:ـ

يقول الأستاذ صالح عركي:ـ



أعتقد أعتقاداً جازماً بأن إنسان السودان عرف الغناء الجماعي منذ تاريخ سحيق فى تجربته الحضارية. وما الأعمال الكورالية إلَّا نتاج طبيعي للموسيقي الغنائية في التراث الشعبي لدى المجموعات البشريَّة منذ تكويناتها الأُولى. وقد عُرف هذا النمط من الأداء بالجوقات (جوقة –مفرد) لاحقاً، وهو يرتكز على وظيفة الغناء الصوتي الأساسيَّة، وهي إهزوجات التفكير الجمعي للممارسات الطقسيَّة، لرواية الأحداث أو نداءات التمني بالنجاح والتوفيق أو التضرُّع للإله ومناجاته. ولكنَّها كانت تُؤدَّي من قِبَلْ مجموع عناصر المجتمع، شيباً وشباباً، إناثاً وذكوراً، باعتبار المشاركة رابط عرقىٌّ والممارسة حياة وفعل وليس إستعراضاً.

وجاء كورال الحزب الشيوعى السوداني فى القرن العشرين من تاريخ البشريَّة المُدَوَّن، مُشرّباً بمرتكزات الموضوعية، منادياً بالنضال من أجل المُثل العليا ونحو الآفاق الأرحب للإنسانية، بعيداً عن الذاتية التي تكرَّست خلال الحقب، وأغرقت رايات الإبداع الجماعي بالفردية المطلقة، وإن أشرعت أجنحة التميُّز والإعجاز والثراء الفني والتطور. كذا، جاء كورال الحزب الشيوعى بالتميُّز عمَّا حوله من تجارب:-

تاريخياَ:- أعقب كورال الحزب الشيوعى السوداني الرائد الأول أوركسترا وكورال معهد الموسيقي والمسرح والفنون الشعبيَّة، وإن إختلف عنه بأنه كان الأسبق في تناول أعمال شعرية كتبت خاصة للكورال وأهدافه. فإن الرائد إعتمد على معالجة مختارات من تراث إنسان السودان الإبداعي، وأعاد توزيعها علمياً وقدمها بمستوى عال من التنفيذ، ما عدا الكورال الذى وضع ألحانه كاتب هذه السطور من شعر الاستاذ الشاعر هاشم صديق بإسم (أنا والزمان) والذي قُدِّمَ فى حفل تخريج الدفعة الأولى للمعهد، وتم تسجيله من قبل الإذاعة السودانية ولم يجد حظه من إعادة العرض أو تقديمه الأ كشعار لبرنامجه الإذاعى (نغم للجميع) لدورة إذاعية واحدة.

وبذا يكون كورال الحزب الشيوعي السوداني رائد الكورالات فى السودان وظيفياً وفنياً وإبداعياً.

وظيفياً:- بأنه أختط منهجاً تناول دوراً طليعياً فى إثارة الوعي بالقضايا العامة، وتوثيق مواقف الرموز وطلائع النضال البطولية.

إبداعياً:- إنتهج كورال الحزب الشيوعي السوداني إسلوب إبتداع ألحان جديدة خاصة بالقصائد التى يتبناها، تأخذ قالب الأُغنية البسيطة Simple tune التى تنسجم مع وظيفة النص ندائياً، سردياً كان أم تقريرياً، حتى يصبح أهزوجة يشترك في أدائها المجموعة الصوتية دون عناء. ويتبادل شطراتها المستهدفون من العامة، لتصبح على لسان كل من استمع إليها في حوارية واضحة.

فنياً:- حافظ الكورال على حرية الحركة الإيقاعية بعيداً عن المارشات العسكرية، متنقلاً بين الإيقاعات الشعبية والعالمية، بما يحفظ للألحان الحيوية الدافقة والإحساس بالإستمرارية حيناً والتنويه بالتركيز حيناً آخر، في وحدة Unition صوتية ضاهت تجربة بشير عباس مع البلابل، وتنكبت طريقة عقد الجلاد في الإستفادة من الطابع النغمي Tone color للعناصر الصوتية (نسائية ورجالية)، ولم تغفل تجارب " ساورا" فى النسيج الموسيقي للألات، رغم جنوحه - أي الكورال - للتعامل مع الآلة الموسيقية الواحدة ذات المفاتيح Keyboard .

وإذا جاز لي أن أنوه لما يحتاجه هذا الكورال، لكي ينطلق بإضطراد في مسيرته المتطورة حالياً، فإن الإهتمام بإستصحاب المعرفة الموسيقية، يساعد على إثراء المعالجات العمودية Harmonic، التي أتسم بها إنتاجه الأخير، وتشجيع عناصره في إمتلاك ناصية اللعب Playing music على بعض من الآلآت الموسيقية أثناء الآداء ، ويا حبذا إذا كانت شعبية، كل منها حسب معدن صوته Timbre في فعاليات Dynamics هادئة ومحددة، لإثراء الناتج النغمى بالحيوية الدافقة، التي تغري مجموعة المستمعين بالإشتراك كل حسب إمكاناته وتتبني محتويات المنتج بإنسجام، حتى ننتقل لمرحلة أوكسترا وكورال الحزب الشيوعي السوداني.

ويفيد الجيتاريست شاكر عبد الرحيم:ـ



نعم شاركت في كورال الحزب الشيوعي السوداني وكنت عازفاً على آلة الجيتار ونفذت مع الكورال أعمالاً عديدة أهمها تنفيذنا لألبوم الانتخابات إبان الديموقراطية وكان تحت إشراف استاذنا الموسيقار الراحل عبد الرحمن عبدالله وتم تسجيله باستوديوهات الاذاعة السودانية.

أعتقد أن التجربة متفردة حتى على نطاق العالم والعالم العربي، وكما هو معلوم فإن للأغنية السياسية تصنيفها كأسلوب من أساليب الغناء في العالم، إن أخذنا تجارب موسيقيين سياسيين من أمثال كل من جوان بيز، بوب مارلي، مارسيل خليفة، جوليا بطرس. ماريام ماكيبا، الشيخ إمام، مارسيل خليفة، شوقية العطار، وفي السودان محمد وردي. فهذه المدرسة لها دورها المؤثر في إشعال الحماس كما أنها تلمس قضايا البسطاء والمهمشين وترفض القمع والديكتاتورية.

في تجربة كورال حزبنا أعتقد بأن الايجابيات تطغي علي السلبيات حول التجربة، فهي فكرة متفردة وغير مسبوقة وحتي تنفيذ البوم الانتخابات ( محمد أحمد همتك،

أغنية حب للخرطوم للراحلين محجوب شريف في الكلمات و عبد الرحمن عبد الله في التلحين، وقاسم امين ثم أغنية وا حلالي تلحين عباس عمر) كلها تجارب متفردة، بشكل عام أعتقد بأن تجربة الألبوم كانت غير مسبوقة حتي في العالم من حولنا.

فقط أعيب علي الكورال عدم التواصل وأعتقد بأن الكورال غير نشط والدليل علي ذلك عدم ظهوره في وسائط للميديا وحتى في اليوتيوب الذي بإمكان المتخصصين رفع أعماله فيه لأنه أحد وسائل الانتشار والذيوع. أتمني أن نري نشاطاً فعلياً، فالكورال من الأهمية وله تاريخه الفعال والمؤثر وعلى الحزب والقائمين عليه أن يولوه مزيداً من الاهتمام وتوفير كل المعينات له، فهو أحد التجارب الموسيقية الجادة من حيث رسالته ومضمونه.

اروى الربيع:ـ



عندما يتوحد الصوت البشري في الأداء الغناائي الكورانلي أو الجماعي، فإنه يُعبر عن أعلى درجات الإتساق الحسي والشعور والتوافق الوجداني. وهو من أصعب المهام الموسيقية الغنائية، حيث أن اندماج الشعور الجماعي وإتحاد الأداء والتوافق الفكري والعاطفي الذي يحقق الإحترافية العالية ويكمل الصورة الفنية في أبهى شكل لا يأتي مصادفة، أو عن طريق التدريبات وإستخدام الزخارف الموسيقية، كالهارموني والكاونتربوينت أو توظيف طبقات الأصوات الرجالية والنسائية المختلفة من سوبرانو،آلتو، تينور و باريتون ، فقط وإنما يتحقق أيضاً بالإيمان الكبير بالمبادىء التي من أجلها أُنشئ العمل الفني، وبالإلتزام الفكري . وهذا ما إنطبق تماماً وبدون أدنى شك على كورال الحزب الشيوعي السوداني منذ تأسيسية وإلى الآن .وهنا لا يستقيم الحديث إلا بذكر الموسيقار المجُيد عباس عمر والراحل المقيم الاستاذ مصطفى سيد أحمد وإسهامتهما المقدرة في التلحين والتوزيع الموسيقي والاداء الرائع، الذي ميز أداء الكورال حتى شهد له أعداء الفكر قبل مؤيديه بمقولة ( أن الإبداع يساري أو شيوعي ) .فالقائمين على أمر الكورال قد إمتلكوا المعرفة الموسيقية والفكرية وقبل ذلك الالتزام الإنساني في تناول قضايا الناس والمسحوقين بإختيار النصوص التي تلامس شغاف قلوب الجماهير و تستنهض همم الشباب بعمق المعنى وصدق التعبير، وأختيار الألحان والايقاعات المناسبة لها حتى تكتمل صورة العمل الإبداعي الثوري في أبهى صورة ومن هنا يأتي التفرد . فكورال الحزب الشيوعي قد تميز بالآتي :

١/ أصبح رمزاً من رموز المقاومة برفع شعار الحرية والديمقراطية .

٢/ وحدة الهدف والمبدأ .

٣/ قوة الكلمة المغناة وإحياء ذكرى شهداء الفكر والضمير والوطنية .

٤/ إذكاء الشعور الوطني وبث روح المقاومة .

٥/ إمتلاك مقومات النجاح بالمقدرة الفنية والاداء المتمكن ووجود الخامات الصوتية المدربة والموسيقيين المهرة .

٦/ دخوله حيّز التاريخ الأدبي الثوري بالأغنيات التي تعتبر واحدة من أدوات المقاومة والتغيير .

٧/ أحدث نقلة نوعية في مجال الغناء الجماعي الوطني وساهم في الحراك الفني .

٨/ تغنى لكبار الشعراء الذين لهم دور بارز في المقاومة والتغيير ( محجوب شريف، القدال، حميد ،، الخ)

٩/ الاستمرارية .

١٠/ تلون الأداء والألحان واستخدام العلمية الموسيقية .

ولكن كل ذلك لا يمنعنا في أن نسرد بعض السلبيات في آداء الكورال والتي منها :

١/ أحياناً يإتي صوت الآلآت الموسيقية مرتفعاً عن الأصوات البشرية الشيء الذي يتسبب في عدم معرفة مخارج الحروف والكلمات ويقلل من الاستمتاع بالغناء و التفاعل إلا للذين يحفظون النصوص عن ظهر قلب .

٢/ انحصرت النصوص على الارث الأدبي للحزب الشيوعي ولم يتناول التراث السوداني وتقديمه برؤية جديدة.

٣/ استخدام محدود للآلات الموسيقية.

٤/ لم ينتشر بالصورة المطلوبة وانحصرت مشاركاته على المناسبات الخاصة بالحزب .

٥/ التوزيع الموسيقي أصبح محدود مؤخراً .

٧/ الانتاج الفني يحتاج لمزيد من الدعم المادي حتى تخرج الاعمال بشكل أفضل.



#حسن_الجزولي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مهرجان اللومانتيه ،، مهرجان الانسانية والغد الوضئ!.
- الشيخ محمد عبد الكريم وفتوى تكفير الحزب الشيوعي


المزيد.....




- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...
- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسن الجزولي - كورال الحزب الشيوعي نموذجاً