أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نادية محمود - -الاقتصاد السياسي- للميلشيات في العراق














المزيد.....

-الاقتصاد السياسي- للميلشيات في العراق


نادية محمود

الحوار المتمدن-العدد: 6086 - 2018 / 12 / 17 - 10:12
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


في لقاءه مع نواب ومحافظ نينوى قبل ايام وعد رئيس الوزراء عادل عبد المهدي بإغلاق "المكاتب الاقتصادية" التابعة لأحزاب وفصائل مسلحة في المحافظة، والتحقيق في انتشار الفساد خاصة في بعض الأجهزة الأمنية العاملة هناك والمتهمة بالقيام بأعمال غير شرعية للسيطرة على سوق العقارات والمزادات في المحافظة. تضمنت هذه الاعمال بيع أراضي مملوكة للدولة الى المواطنين، بأسعار يصل سعر القطعة منها الى 70 مليون دينار، بالاضافة الى احتكار المزادات والسكراب، فرض رسوم على طالبي التصريحات الأمني لدخول السكان الى المدن، وفرض خاوات على الراغبين بالانخراط في الأجهزة الأمنية. .. وإن عبد المهدي لديه علم سابق بأغلب المشاكل التي طرحت)"وائل نعمة، المدى، (4319).
عشم ابليس في الجنة! ان يقوم عبد المهدي وحكومته بمحاربة فساد الاحزاب السلطوية والميلشيات!
كقاعدة عامة، الحصول على الاموال والثروات والاثراء يأتي من خلال مراكمة الارباح عبر استغلال جهود العمال في الزراعة والصناعة والتجارة او السياحة او الخدمات، وكما هو متعارف في العالم الرأسمالي. الا ان وجود "فرص" للحصول على الاموال والاثراء وتكديس الثروات، عبر السلب والنهب والتزوير والتهريب والاتجار باراضي وممتلكات الدولة، و"اغراق" الملايين من الدولارات نتيجة موجة امطار، والخ.. هو ما أسس ووضع اركان لنمط "دولة" ما بعد 2003. والتي تشكل الصراعات والحروب والمنازعات والمنافسات والفساد ماركة مسجلّة لها للحصول على الاموال وباية طريقة كانت وبطرق يجري التفنن في ايجادها. تسجل ارقاما قياسية بالفساد، وبنهب المال العام، ولا من حسيب ولا رقيب. الصراعات والحروب والمنازعات التي تتلبس ثوبا سياسيا، الا انها في حقيقة دوافعها اقتصادية بحتة.
فما يجري من افقار شديد من جهة وغنى متراكم في الجهة الاخرى هو ليس بسبب الفوضى وعدم وجود نظام، وليس بسبب عدم وجود "دولة"، فالدولة الحالية ديدنها الحصول على اكبر ما يمكن من ثروات، دولة يقف على رأسها اناس تحركهم دوافع الحصول على تلك الثروات، وما السياسة والعمل السياسي الا سبيل وغطاء وطريق للحصول على الاموال. فالذي يحرك رجال السلطة من الاحزاب وسياسييهم من اعضاء برلمان ومجالس محافظات، والميلشيات المرتبطة بها والمرشحين الى مناصب نيابية وحكومية، والدخول في شبكات العشائر، هو ما توفره هذه الانتماءات والشبكات من فرص لا عّد ولا حصر لها من منافذ الحصول على الاموال.
ان المبدأ الاقتصادي الذي تقوم عليه سياسة "المحاصصة"، هو مبدأ "توزيع الفرص" للحصول على الاموال. وحتى تكون للمحاصصة – توزيع الفرص، مقاييس ومعايير للتحاصص وللتوزيع، استخدموا "الطائفية الدينية" كأفضل معيار"شرعي" لهم للتوزيع. نسمع خطاب "مظلومية الشيعة" ثم نسمع خطاب "اكثرية المجتمع العراقي - الشيعة" "، ثم نسمع خطاب "الاغلبية السياسية" للمالكي، وكلها ما هي الا "دعايات حرب" لينال سياسيو الاحزاب الشيعية حصة اكبر من الاقسام الاخرى. يقسم المال العام على الوزارات، لا تسائل الوزارات، يهرب الوزراء بكل ما سرقوا ونهبوا وليس بوسع احد ما في "الدولة" محاسبة احد. لانهم كلهم شركاء في عملية "استثمار الفرص"!
فان يأتي رئيس وزراء، يحمي نفسه، بورقة استقالة في جيبه، ليتحدث عن دراسة وحل موضوع النهب والسلب من قبل الميلشيات في الموصل بعد خرابها وتدمير المدينة تدميرا تاما وشاملا، وهو يعي تماما ان دولة ما بعد 2003 قائمة اصلا على هذا المبدأ، لا يمكن تخيل ان هذا سينطلي على احد.
وحتى اولئك المعترضون من محافظ نينوى ومجلس المحافظة ونواب البرلمان من الموصل، هل يريدون فعلا ايقاف السلب والنهب والمصادرات، ام ان قضيتهم هي ازاحة غيرهم من الحصول على تلك الاموال، واستفرادهم هم بها لا غير؟ لا الشخصيات "الموقرة" في الموصل تريد انهاء الفساد ولا رئيس الحكومة يريد ذلك. حيث يمكن ببساطة طرح السؤال التالي: لماذا لم يقضى على الفساد في بغداد، في عقر دار رؤوساء الوزراء؟ لماذا لم يقضى على الفساد في البصرة التي اضرم المتظاهرون النيران غضبا من محافظ واعضاء مجلس المحافظة، في مدينة ليست منكوبة بالحرب مثل الموصل، وتمتلك من الثروات ما لا يعرف احد حجمها من نفط ومنافذ حدودية وموانيء وغيرها، في مدينة يعيش فيها 4 ملايين مواطن في مدينة اساسا غير صالحة للسكن صحيا.
حين كانت داعش تسود في المنطقة ولمدة ثلاث سنوات قامت بكل تلك الاعمال وغيرها. لقد بلغت ميزانية داعش في عام 2015 ما قدره 900 مليون دينار، فمن اين جلبت داعش وميلشياتها السنية تلك الاموال؟ انه النهب، نهب وتصدير النفط، مصادرة اموال المواطنين من اقليات دينية في المدينة، مصادرة ممتلكات الذين هربوا من المدينة مع قدوم داعش، تهريب الحبوب، فرض الاتاوات على الناس، بيع والاتجار باجساد النساء، فرض الضرائب على الطرق، للداخلين والخارجين منها- كما تفعل القوات الامنية الان- مصادرة اموال البنوك، فرض الضرائب على المزارعين والخ.. كلها اوجه متشابهة الى حد بعيد، في كيف قامت دولة الخلافة تلك. انه السعي للحصول على الاموال والثروات وجمعها باكبر ما يمكن هو الذي يشكل نمط دولة ما بعد 2003. ان هذا هو ما يشكل "الاقتصاد السياسي" للميلشيات واحزابها المرتبطة بها على مختلف اتجاهاتها.



#نادية_محمود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرأسمالية لا تملك حلا لمطالب الستر الصفراء لا في فرنسا ولا ...
- عالم واحد ونضال واحد: فرنسا، ايران والعراق!
- بضعة كلمات بمناسبة اليوم العالمي للعنف ضد النساء
- -سكن- النواب أو-معيشة- العاملين بعقود في قطاع الكهرباء؟
- سائرون يطالب ب-عفو عام-عن متظاهري البصرة! العفو عن ماذا؟ وعن ...
- قتل المثليين في العراق- ودوران الارض حول الشمس!
- الثقافة السائدة لم تعد ثقافة الطبقة السائدة في العراق!
- بعد ديمقراطية -شلّه واعبر- المحاصصة الطائفية تترسخ!
- الافقار والاسلمة: ركنا -دولة- الاسلام السياسي في العراق!
- القمع ليس جوابا!
- كي لا ننسى - دروس من انتفاضة البصرة-
- لا تحرفوا القضية: مطالب ثورة البصرة.. ماء وكهرباء وفرصة عمل
- على مذبح ثلاثية الحصة- الطائفة- الفساد، تنتفض البصرة!
- مالذي تغيّر في احتجاجات صيف 2018 عن تظاهرات صيف 2015؟
- التظاهرات والتنظيم!
- حول التنظيم العمالي- البطالة، العمالة الهشة (المؤقتة، غير ال ...
- حول التنظيم العمالي- اوضاع الطبقة العاملة في العراق واثارها ...
- احتجاجات العاطلين عن العمل
- حول التنظيم العمالي- توزيع الطبقة العاملة في العراق- الجزء ا ...
- حول التنظيم العمالي- المجالس العمالية - الجزء الرابع


المزيد.....




- بعد جملة -بلّغ حتى محمد بن سلمان- المزعومة.. القبض على يمني ...
- تقارير عبرية ترجح أن تكر سبحة الاستقالات بالجيش الإسرائيلي
- عراقي يبدأ معركة قانونية ضد شركة -بريتيش بتروليوم- بسبب وفاة ...
- خليفة باثيلي..مهمة ثقيلة لإنهاء الوضع الراهن الخطير في ليبيا ...
- كيف تؤثر الحروب على نمو الأطفال
- الدفاع الروسية تعلن إسقاط 4 صواريخ أوكرانية فوق مقاطعة بيلغو ...
- مراسلتنا: مقتل شخص بغارة إسرائيلية استهدفت سيارة في منطقة ال ...
- تحالف Victorie يفيد بأنه تم استجواب ممثليه بعد عودتهم من موس ...
- مادورو: قرار الكونغرس الأمريكي بتقديم مساعدات عسكرية لأوكران ...
- تفاصيل مبادرة بالجنوب السوري لتطبيق القرار رقم 2254


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نادية محمود - -الاقتصاد السياسي- للميلشيات في العراق