أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محسن عامر - ضحايا النظام أم ضحايا حركة النهضة؟ : الحصاد المر للإتجاه الإسلامي..














المزيد.....

ضحايا النظام أم ضحايا حركة النهضة؟ : الحصاد المر للإتجاه الإسلامي..


محسن عامر

الحوار المتمدن-العدد: 6084 - 2018 / 12 / 15 - 17:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


"إن ثقة الإسلاميين في الله ثم في سيادة الرئيس عظيمة،أن تكون هذه الخطوة الجديدة مفتاحا فعلاً لحل كل القضايا برمتها ضمن عائلة تونسية متضامنة متحابة متعاونة و تحركها بواعث عظيمة لٱقتحام المستقبل و خوض معركة التنمية و ٱمتلاك المصير" هذا جزأ من تصريح راشد الغنوشي لوكالة تونس إفريقيا للأنباء عقب إطلاق سراحه. ردا على سؤال عبد الجليل بوڨرة للطفي زيتون عن المعلومة ٱلتي يروج لها الصحبي العمري من أن بن علي ٱلتقى راشد الغنوشي و طلب منه أن يغادر ووفر له سيارة رئاسية، ضحك و قال" وقع لقاء في قصر قرطاج و لكن لم يكن هذا موضوعه(اللقاء كان في 7 نوفمبر 1988 أي بعد أشهر من خروج الغنوشي من السجن و ٱلذي وصفه الغنوشي أنه كان لطيفا و متفهماً) مع أن الغنوشي خرج و بقيت القيادة كلها في السجن ،فكانهم كانوا يريدون أن يتحدثو إليه وحده ، المجموعة الأمنية خرجت منها الدفعة الأخيرة بعد الإنتخابات في ما بدى تنقية للأجواء ..أعطيت جوائز للشيخ راشد الغنوشي و سمحوا له بالخروج .."
الإسلاميون رؤوا في "تغيير السابع من نوفمبر" في المستوى السياسي فرصة تاريخية ستدخلهم إلى السياسة، و لم لا المشاركة في الحكم بعد حملة ٱعتقالات عنيفة مع بداية سنة 1987.هذا حذا براشد الغنوشي للقول أن بيان السابع من نوفمبر "إجراءات لإعادة الإعتبار للإسلام يجعل المشروع كفيلا بالإلتفاف حوله و تعميقه".السلطة الجديدة ٱلتي تبحث عن تركيز الوضع السياسي جديد دخلت شهر عسل دام سنة (1988_1989 بعد الإنتخابات) ، قبلت فيه الإتجاه سنة 1988 تغيير ٱسمها نحو حركة النهضة. واقعيا، لم يكن النظام مستعدا تحت أي ظرف من الظروف تدوير الإسلاميين في الحكم و لا النخبة السياسية " الحداثية" التونسية كانت تريد ذلك.الإتجاه الإسلامي حافظ كما هو معلوم على خطاب مزدوج يبرأ من ٱحتكار الدين تارة (بيان الندوة الصحفية في جوان 1981) ليعود إلى تبني خطاب صفائي إخواني صرف مع الحملة الإنتخابية لسنة 1989.توجس السلطة عبر عنه بن علي في الحديث الصحفي لجريدة لوموند بمناسة زيارته لفرنسا،و لكنه عبر عن "ٱستعداده للإعتراف بها إذا ٱلتزمت بما نص عليه قانون الأحزاب و نبذت العنف ، و تعهدت بعدم ٱختراق أجهزة الدولة.."

لنعد إلى رواية لطفي زيتون، يقول:"الحركة هي التي تحدد من يخرج و من لا يخرج ؛في سنة 1987 ٱتخذ قرار بعدم المغادرة ،بعد حكم الإعدام اتُّخذ قرار أن يخرج صالح كركر و حمادي الجبالي فقط، و الآخرون يبقون في البلاد،حتى علي العريض بقي رغم أن عليه حكما بالإعدام ، في سنة1990، الوضع مختلف "ادخار التنظيم و الإستعصاء" ٱتخذ قرار إخراج قيادات الصف الأول، ووقع إخراجهم..". حركة النهضة ذات البناء التنظيمي الصارم و ٱلتي ٱنكشف جزأ كبير منها بعد ٱنتخابات 1989 (نالت فيها القائمة البنفسجية 14℅)، ٱتخذت قرارا مصيريا أمام إستعداد النظام لٱستئصالها. حسب شهادة لطفي زيتون و غيره كان إخراج قيادات حركة النهضة من الصف الأول، أي و بوضوح ، فرار القيادة و ترك الأنصار و الكوادر الوسطى لقمة سائغة لجهاز أميني بدأ بعد الإنتخابات يستعد للفتك بهم. ما حصل لاحقا في ديسمبر 1990 و إلى حدود 1997 عملية ٱستئصال عنيفة طالت الجميع بدون ٱستثناء(آلاف) من الكوادر وصولا للدوائر البعيدة من عائلات الأتصار.
السؤال هنا تنظيمي و أمني و سياسي و أخلاقي في آن؛ كيف يستقيم تنظيميا كشف كل الجهاز أمام الأمن في الوقت ٱلذي تعي فيه حركة الإتجاه الإسلامي أنها تتجه نحو التصادم مع نظام بن علي؟ السؤال الأخلاقي الأكثر إلحاحاً هو ؛ كيف يستقيم أن تفر قيادة مسؤولة سياسيا و أدبيا تجاه مناضليها لتراقب من وراء البحار محرقة دموية و إجرامية؟!! الجواب كان مع بداية الألفية، أُرسلت رسالة موقعة بٱسم "قيادات من النهضة في الخارج" بمناسبة زواج إبنة راشد الغنوشي تتحدث عن نفاقات راشد الغنوشي و عن البذخ و الإسراف في الوقت ٱلذي تشرّد فيه المئات بين عواصم السودان و سوريا بقية الدول ..
ملف التعويضات لضحايا الإستبداد قضية قانونية مرتبطة بالعدالة الإنتقالية كجزأ محوري من الإنتقال الديمقراطي. ولكنها في ذات الوقت قضية أخلاقية و قيمية مرتبطة بحركة النهضة نفسها ..من المسؤول عن المجزرة الأمنية؟ الإجابة هي: النظام القمعي حتما، و لكن بين ثنايا شهادة لطفي زيتون هناك مسؤول آخر يمكن قرائته بين السطور..
________________________________________________

مصادر :
كتاب: الإسلام السياسي في تونس،هل من خصوصية؟ الهاشمي الطرودي
كتاب: لطفي زيتون، سيرة ابن نقابي «عاشـــوري» أصبح نهضويّا .عبد الجليل بوڨرة



#محسن_عامر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- موقف الجبهة الشعبية من مسألة الميراث: ضرورات الإنخراط في الف ...
- إتحاد الشغل والسلطة: الصِدام
- إتحاد الشغل و السلطة : الصِدام
- المتغيٍّر السياسي في تونس على ضوء تحوير القانون الإنتخابي
- توافق ورثة نداء تونس على طاولة حركة النهضة
- ردود المنتصرين: مدخل إلى -مفهوم التوافق-
- صراع السلطة و الإتحاد : رسائل يوسف الشاهد الأخيرة
- يهود تونس فاعل انتخابي من باب حركة النهضة
- الإعلام -السلطة- و الإعلام -المتسلّط عليه-
- اللورد و الواعظ و صناعة المشرق العربي الجديد
- إعلان حماس عن مسؤولية -إسرائيل- في اغتيال الشهيد محمد الزوار ...
- الفصل الثاني من الإنتقال الديمقراطي في تونس : المفهوم الناشئ ...
- الدعاية السياسية حين تتحول إلى ثرثرة : الدعوة إلى انتخابات م ...
- مَا بَعْدَ إِعْلانِ مُبادَرَةِ عبيد البريكي : بِنْيةُ المباد ...
- اليَسَاريُّونْ الأخْياَرْ و اليَسَارِيُّون الأَباَلِسَة


المزيد.....




- في دبي.. مصور يوثق القمر في -رقصة- ساحرة مع برج خليفة
- شاهد لحظة اصطدام تقلب سيارة عند تقاطع طرق مزدحم.. واندفاع سا ...
- السنغال: ماكي سال يستقبل باسيرو ديوماي فاي الفائز بالانتخابا ...
- -لأنها بلد علي بن أبي طالب-.. مقتدى الصدر يثير تفاعلا بإطلاق ...
- 4 أشخاص يلقون حتفهم على سواحل إسبانيا بسبب سوء الأحوال الجوي ...
- حزب الله يطلق صواريخ ثقيلة على شمال إسرائيل بعد اليوم الأكثر ...
- منصور : -مجلس الأمن ليس مقهى أبو العبد- (فيديو)
- الطيران الاستراتيجي الروسي يثير حفيظة قوات -الناتو- في بولند ...
- صحيفة -كوريا هيرالد- تعتذر عن نشرها رسما كاريكاتوريا عن هجوم ...
- برلمان القرم يذكّر ماكرون بمصير جنود نابليون خلال حرب القرم ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محسن عامر - ضحايا النظام أم ضحايا حركة النهضة؟ : الحصاد المر للإتجاه الإسلامي..