أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - علاء هادي الحطاب - اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الدفاعية















المزيد.....

اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الدفاعية


علاء هادي الحطاب

الحوار المتمدن-العدد: 6083 - 2018 / 12 / 14 - 20:06
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الدفاعية

علاء هادي الحطاب

في سبيل الوصول الى اطروحة التقاطع او الالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الدفاعية علينا اولا تعريف المفردات وخصائصها واشتغالاتها ومن ثم البحث في التقاطع او الالتقاء.
عرفت الواقعية منذ ظهورها مسار تطوري أدى إلى ظهور العديد من الاتجاهات داخل المنظور الواقعي، فالبداية الفعلية لظهور الواقعية كانت مع إسهامات Morgenthau فيما عرفت بالواقعية التقليدية ، ثم عدلت الواقعية التقليدية لاحقا نتيجة تحــولات عرفتها بنــية البيئة الدولية ، و أضيفت إليها قطع نظرية جديدة طورتها في شكل الواقعـية الجديدة البنيوية مع Kenneth Waltz ، و إحدى الإسهامات المهمة داخل المنظور الواقعي تمثلت في ظهور التوجهين الهجومي-الدفاعي في إطار ما عرفت بالواقعية النيوكلاسيكية.
حاولت الواقعية على اختلاف مسمياتها ( تقليدية، جديدة/ بنيوية، نيوكلاسيكية)، تقديم تفسيرات مقبولة لما يحدث في العلاقات الدولية، ونقطة الاشتراك بينهم هي القول بتأثير معطيات البيئة الدولية على سلوكات الفواعل الخارجية، غير أن ما يمكن ملاحظته في ما يتعلق بمواقفهم حول طبيعة الفصل ما بين السياسة الداخلية و الخارجية هو اختلاف حدة هذا الفصل، بحيث نجده صلبا مطلقا عند أنصار الواقعية التقليدية وكذلك الجديدة البنيوية مع Kenneth Waltz ، في حين يذهب أنصار الواقعية النيوكلاسيكية إلى تخفيف حدة هذا الفصل، و القول بتأثير المحددات الداخلية للدولة وأهميتها في فهم السلوك الخارجي إلى جانب المحددات الخارجية.
تصنف الواقعية في دراستهـا للسلوك الخارجي للدول نحو بعضها البعض من المقاربات الفوقية " top-down approaches "، أي أنها تنظر لسلوك الدول من منظور النظام الدولي كمفتاح لفهم سلوك الدول، ووفقا لهذه النظرية الحوافز والقيود، أو معايير السلوك هي خارجة عن أي فاعل، وبالتـالي هي في الأصل نسقية.
أن النظرية الواقعية في صيغتها الدفاعية/الهجومية تمتلك مميزات نظرية جيدة في العلاقات الدولية منها:-
أولا: إنها تمتلك ثلاثة عنصر تؤهلها لتكون نظرية ذات قوة تفسيرية كبيرة
أ. بسبب وضعها تمتلك تأثيرا واسعا، لأن التباين في فهم توازن الدفاع/الهجوم يتسبب في الاختلاف حول حدوث الحرب.
ب. تمتلك معدل تفسيري واسع، لأنها تفسر النتائج عبر كثير من ميادين السلوك، وتدير مجموعة من الظواهر وتختزل أسباب عديدة في سبب واحد ذو تأثيرات متعددة.
ج. سريان واسع على العالم الواقعي على الرغم من أن الهجوم الواقعي نادر في الوقت الحديث، ولكن الفهم الدفاعي/الهجومي له انتشار واسع.
ثانيا: النظرية الدفاعية/الهجومية تمتلك فائدة توصيفية واسعة، لأن توازن الدفاع / الهجوم تحدث بواسطة السياسة القومية العسكرية والخارجية، وفهم توازن الدفاع / الهجوم أيضا مرن، وأصبح موضوعا للتصحيح من خلال الجدال والنقاش.

أ- الواقعية الدفاعية: The Defensive Theory
تفترض الواقعية الدفاعية أن فوضوية النسق الدولي أقل خطورة، و بأن الأمن متوفر أكثر من كونه مفقودا، و هي بهذا تقدم تنازلا نظريا بتقليصها للحوافز النسقية الدولية، و جعلها لا تتحكم في سلوكات جميع الدول، إنها بدأت تقر بوجود سياسات خارجية متميزة، و بالتالي الاعتراف بالآثار الضئيلة للبنيات الداخلية على السلوك الخارجية، فعندما تكون القدرات الدفاعية أكثر تيسرا من القدرات الهجومية فإنه يسود الأمن وتزول حوافز النزعة التوسعية، وعندما تسود النزعة الدفاعية، ستتمكن الدول من التمييز بين الأسلحة الدفاعية والأسلحة ذات الطابع الهجومي، آنئذ يمكن للدول امتلاك الوسائل الكفيلة بالدفاع عن نفسها دون تهديد الآخرين، فالقادة السياسيون هنا لا يحاولون وضع دبلوماسية عنيفة وإستراتيجية هجومية إلا في حالة الإحساس بالخطر، و بالتالي في غياب الأخطار الخارجية، الدول ليس لها دوافع آلية إلى إتباع هذه السياسات العنيفة.
وتعتبر الواقعية الدفاعية بالصورة التي قدمها روبرت جيرفس ستيفن والت و جورج كويستر، جاك سنايدر، ستيفن فان إفرا من الإضافات المهمة للواقعية اذ يجادل هؤلاء بأن احتمال وقوع الحرب كانت أعلى حين كانت الدول تستطيع أن تتغلب على بعضها، ولكن كلما كان الدفاع أسهل، فإن الأمن كان أوفر، وحوافز التوسع أقل، واحتمالات التعاون أعلى، بل حين يكون للدفاع فائدة، وتكون الدول قادرة على التمييز بين الأسلحة الهجومية والدفاعية، فإن الدول تستطيع أن تكسب وسائل الدفاع عن أنفسها من غير أن تهدد الآخرين ( من هنا تفترض الواقعية الدفاعية أن الدول تسعى إلى الأمن أكثر من سعيها إلى النفوذ، وبذلك تتنبأ أن الأمم تعمل على توسيع مصالحها عندما تتعرض للتهديد في أوقات انعدام الأمن في مواجهة الأمم القوية ذات النوايا العدوانية وفي غياب مناخ التهديد، لا يتوافر للدول الحافز النظامي للتوسع). يدعى كل من "روبرت جيرفيس و"جاك سنايدر أن قادة الدول بدءوا يفهمون بأن تكاليف الحرب أصبحت "بوضوح أكبر من فوائدها وأن استخدام القوة العسكرية من أجل الغزو والتوسع عبارة عن إستراتيجية أمنية يرفضها الكثير من القادة في هذا العصر الذي يمتاز بالاعتماد المتبادل المعقد والعولمة.
اما اهم الانتقادات التي تواجه الواقعية الدفاعية بأنها انها :-
أ. خلطت بين ما يجب أن تتعلمه الدولة من النظام الدولي مع ما تتعلمه الدولة فعلا.
ب. فشلت في إعطاء تفسير لحالة الدول المصححة أو التي تريد تغييرا للوضع القائم.
.ج أعطت تركيزا أكبر لمستوى الوحدة في تفسير الفشل الذاتي في السياسة الخارجية أو النتائج الدولية السلبية.
ب- الواقعية الهجومية: The Offensive Theory
ظهرت الواقعية الهجومية كرد فعل للواقعية الدفاعية، حيث انتقدتها حول المرتكز الأساسي لها في أن الدولة وفي إطار الفوضى الدولية تبحث فقط عن أمنها، حيث ترى عكس ذلك بأن الفوضى تفرض باستمرار على الدول تعظيم وزيادة القوة، لذا يعتقدون بتزايد احتمالات الحرب بين الدول كلما كانت لدى بعضها القدرة على غزو دولة أخرى بسهولة، وبالتالي استمرار حالة الفوضى المطلقة، غير أن ما يميز هذا الطرح عن واقعية والتز هو عدم الإقرار بأن تفسير السياسات الخارجية و المخرجات الدولية لمختلف الدول يكون مبنيا على فكرة الفوضى، و هذا ما ترفضه الواقعية الهجومية كعامل واحد، شكلت هذه المواقف الجديدة بالنسبة للواقعية النيوكلاسيكية، تحولا عميقا لدى المدرسة الواقعية فيما يتعلق بالحدود الفاصلة بين ما هو داخلي و ما هو خارجي، لتفتح المجال أمام ضرورة إعادة النظر حول تأثير المحددات الداخلية في توجيه السياسة الخارجية، و إزالة ذلك الفصل الصلب بينهما.
تحدت الواقعية الهجومية وجهة نظر الواقعية الدفاعية على عدة جبهات:-
أ- يلاحظ "راندل شويلير إن فرضية الواقعية الدفاعية بأن الدول تسعى للبقاء فقط هي فرضية تكدس الوضع الراهن، وإنها تهمل تهديدات الدول التي تدعو إلى تصحيح الوضع القائم وتغييره مثل ألمانيا في زمن هتلر" و فرنسا في زمن "نابليون"، هذه الدول تطالب بمزايا أكثر مما تمتلك، وترغب في المخاطرة لنيلها.
ب- يستخدم "بيتر ليبرمان مجموعة من الحالات التاريخية- مثل الاحتلال النازي لأوروبا الغربية وهيمنة روسيا على أوروبا الشرقية- ليبرهن على أن منافع الغزو تتجاوز التكاليف في اغلب أحيان، ويثير الشك حول الفرضية القائلة بأن التوسع العسكري لم يعد مربحا. الواقعيون الهجوميون، من أمثال "إريك لابس و جون ميرشايمر يجادلون بأن حالة الفوضى الدولية تشجع كل الدول لتحاول تحقيق الحد الأقصى من قوتها النسبية، وذلك ببساطة لأن أي دولة لا تستطيع أن تتأكد من في أي وقت تظهر القوة التي تطالب بتغيير الوضع الراهن. " جون ميرشايمر"، هو أحد المؤيدين للواقعية الهجومية، يقترح بأن القوة النسبية وليست القوة المطلقة هي الأهم بالنسبة للدول. ويقترح بأن على قادة الدول أن تبحث عن سياسات أمنية تضعف من قدرات أعدائها تزيد من قوتها النسبية تجاههم.
نظرية المهيمن الاقليمي
قدم ميرشايمر شرح لنظريته المهيمن الإقليمي، والتي تعد إحدى أهم نظريات المدرسة الواقعية الهيكلية الهجومية، الأدبيات الأكاديمية تصف نظريته بالهجومية لأنها تحاجج بأن الدول لا تسعى لاحداث توازنات في القوى بين بعضها وخاصةً الدول العظمى، وإنما تسعى لإخلال التوازنات في القوى لتصبح الأقوى نسبةً لغيرها، وهذا عكس ما قاله والتز الذي يحاجج أن الدول تسعى لإحداث التوازنات في القوى لاستقرار النظام الدولي، وهذا ما يجعل نظرية والتز تصنف بالدفاعية في الأوساط الأكاديمية.
يبدأ ميرشايمر في نظريته بتقديم خمس مُسَلمات عن هيكل النظام الدولي وهم التالي:
1) الدول هي العوامل المسيطرة والرئيسية في الساحة الدولية ولا توجد سلطة مركزية عليا فوق الدول. المقصود هنا أن المؤسسات والمنظمات الدولية كعصبة الأمم سابقاً والأمم المتحدة حالياً تلعب دوراً ضئيلاً مقارنةً بالدور الذي تلعبه الدول، وعدم وجود سلطة مركزية هو نفس مفهوم المدرسة الواقعية عن الفوضى. 2) كل دولة تمتلك قدرة هجومية، مع تفاوت تلك القدرة بين الدول، لكن مجرد وجود بشر في أي دولة يعني أنهم يستطيعون الهجوم على دولة مجاورة حتى لو بالحجارة. 3) الدول غير قادرة على معرفة نوايا الدول الأخرى، أي أنه لا تستطيع دولة ما معرفة إذا ما كانت نية الدولة المجاورة عدوانية أم مسالمة، ونية الدولة المسالمة الآن لا يعني أنها قد تكون مسالمة مستقبلاً. 4) أكبر هدف للدولة هو البقاء، ثم يليه أي هدف آخر مثل الازدهار الاقتصادي، ولكن يبقى البقاء هو الأهم. 5) الدول عقلانية في سلوكها، حيث أنها تحسب تبعات قراراتها قبل الشروع فيها. يحاجج ميرشايمر أنه عندما نجمع تلك المُسَلمات ينتج عن ذلك ثلاثة سلوكيات للدول العظمى: أولاً، الدول تخشى بعضها لأنها لا تعلم نوايا بعضها، في حين علمها التام بحقيقة قدرة أي دولة على الهجوم في أي وقت، وأيضاً لأن النظام الدولي فوضوي فلا تستطيع أي دولة ضمان المساعدة من أي دولة أخرى عند وقوع هجوم عليها. ثانياً، الدول تعلم أن الحل الوحيد للدفاع عن نفسها هو بالدفاع عن نفسها بنفسها، دون الاعتماد على الدول الأخرى. ثالثاً والأهم، أفضل حل للبقاء كدولة فعالة في النظام الدولي هو أن تصبح أقوى دولة، أي أن تصبح المهيمن. تلك السلوكيات الثلاثة تفرض على الدول العظمى أن تسعى للهيمنة على إقليمها لأنها لا تستطيع الهيمنة على العالم، فالحل الواقعي لضمان أمنها هو الهيمنة على إقليمها.
لذا يعتقد "ميرشايمر" بأن الدول العظمى تحاول الهيمنة في منطقتها وتحرص في الوقت عينه على ألا تسيطر أي قوة عظمى منافسة على منطقة أخرى والهدف الأساسي لكل قوة عظمى هو زيادة حصتها من النفوذ العالمي إلى أقصى حد، والسيطرة في النهاية على النظام. لكل قوة عظمى من الطاقات العسكرية العدوانية، أي أنها قادرة على إلحاق الأذى بعضها البعض. وأفضل طريقة للاستمرار في نظام كهذا هي أن تكون قوية قدر المستطاع نسبة إلى الدول المنافسة المحتملة وكلما كانت الدولة أقوى، تضاءلت احتمالات تعرضها لهجوم دولة أخرى.
السؤال المطروح بالنسبة ل"ميرشايمر" هو: هل يمكن للمؤسسات الدولية ان تخفض عدد تكرار خطر وكثافة الصراعات العنيفة بين الدول والصراعات غير العنيفة التي يمكن أن تؤدي إلى الحرب ؟ الجواب المؤكد عند "ميرشايمر" يذهب إلى أن المؤسسات قائمة على مجموع المصالح الذاتية للقوى العظمى ويرى بأن المؤسسات الدولية تمتلك الحد الأدنى من التأثير على سلوك الدول والقضية الأهم بالنسبة له هي العلاقات الأمنية لذلك يبحث عن تأثير المؤسسات الدولية على الاستقرار الذي يعرفه بأنه غياب الحروب والأزمات الكبرى، ويعتقد بأن التعاون بين الدول لها محدداتها، لأنها وبشكل أساسي مقيد بواسطة هيمنة التنافس الأمني، بحيث لا يمكن استبعاد أي مقدار من التعاون، ويقول ميرشايمر": "إن الدول تتفاعل في بيئتين: بيئة السياسة الدولية وبيئة الاقتصاد الدولي، والأولى تسود على الثانية في الحالات التي تتنازع فيها الاثنين والسبب واضح وصريح وهو أن النظام الدولي فوضوي في الأساس، وفي الختام يقول "ميرشايمر": "الصورة التي رسمتها ليست جميلة، ويضيف ان السياسات الدولية مجال قذر وخطير. ولا تستطيع كل النوايا الطيبة الحد من التنافس الأمني الشديد الذي سيسود مع ظهور قوة مهيمنة طموحة جديدة في آسيا أو في أوروبا.
اهم الانتقادات التي وجهت للواقعية الهجومية
من أهم الانتقادات التي وجهها جون هال ضد نظرية ميرشايمر هي عن طبيعة الاقتصاد العالمي المعولم والهيمنة الأمريكية العالمية. يجادل هال أن طبيعة الاقتصاد في زمن العولمة يحتم على الدول المشاركة في الاقتصاد العالمي لكي تنعش اقتصاداتها الداخلية، فالاقتصاد الانتاجي الضخم للولايات المتحدة يرتبط ويعتمد على الاقتصاد العالمي. فأمريكا لا تمتلك جميع الموارد والقوى العاملة في أراضيها كي تتمكن من الاعتماد على نفسها، وفرضية أن حروبها الخارجية فقط لدحر أو للحد من صعود أي مهيمن إقليمي آخر لا تتماشى واعتماد اقتصادها على دول أخرى. هذا يعني أنه من الصعب على أمريكا محاربة دول عندما يكون عند تلك الدول موارد تحتاجها أمريكا، فهذه مخاطرة على اقتصاد أمريكا في المقام الأول. هذه المعلومة مشابهة لما جاء في نظرية الاعتماد المتبادل المعقد لروبرت كوهين وجوزيف ناي في كتابهما “القوة والإعتماد المتبادل” حيث أنهما يجادلان أن احتمالية نشوب الحروب أصبحت صعبة ومكلفة في ظل الاعتماد المعقد بين اقتصادات الدول مع بعضها. وانتقاد جون هال الثاني هو عن محاججة ميرشايمر أن الولايات المتحدة لا تستطيع الهيمنة على العالم، حيث يجادل أن القواعد العسكرية الأمريكية المنتشرة حول العالم تدل فعلياً على أن الولايات المتحدة تهيمن على العالم، والبحار لم تقف عائقاً أمام إرساء هذه القواعد العسكرية.
اختبر براندون فاليريانو في بحثه الإحصائي فرضيات نظرية ميرشايمر، ومن أهم النتائج التي توصلت إليها دراسته أن الدول العظمى الديموقراطية ليست هجومية، وهذا تحدي لحجة ميرشايمر أن النظام الداخلي للدول لا يغير من سلوكها، خاصةً الدول العظمى. بالاضافة، أثبتت الدراسة أن نظرية ميرشايمر صحيحة فيما يتعلق بارتفاع مستوى النزاعات بين الدول العظمى مقارنةً بالدول الأخرى، لكن ميرشايمر يحاجج أن انتصار أمريكا في حروبها يعني زيادة وضمان لقوتها، ودراسة فاليريانو أثبتت أنه فقط 14% من النزاعات بين الدول العظمى انتهت بانتصار حاسم لطرف واحد أدى لزيادة وضمان قوته. وهذه النسبة ضئيلة، مما يعني أنه في الغالب الدول العظمى لم تستفد من نزاعاتها بقدر ما ذكر في كتاب ميرشايمر.
يمكن تلخيص ما سبق في إن الواقعية الهجومية ترى بأن الدول تسعى للحصول على الحد الأعلى من القوة النسبية في مواجهة الدول الأخرى للحفاظ على هامش الأمن الموجود. المثال الجيد لهذا النوع من الدول، هي الدولة المهيمنة على نظام محدد، والتي تحافظ على أدنى درجات الخوف من الدول الأخرى في النظام. وعلى العكس من ذلك ترى الواقعية الدفاعية، أن الدول لا تسعى إلى تعظيم قوتها النسبية، وإنما تحاول إن تحافظ على مستوى قوتها في مواجهة الدول الأخرى بحيث لا تنحصر شيئا من قوتها النسبية في مقابل قوة خصومها. بتعبير آخر (( تحاول الواقعية الهجومية الحصول على الأمن عن طريق بناء قدرات ثابتة أكبر من قدرات أعداءها مجتمعة، بينما تعتمد الواقعية الدفاعية إستراتيجية أخرى صممت لتمنع الدول الأخرى من محاولة توسيع قواتها النسبية)).



#علاء_هادي_الحطاب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اطروحة الدبلوماسية الموازية -البارادبلوماسي- Paradiplomacy
- لماذا يكذب القادة والزعماء ؟
- كان يوم في بلادي
- مفخخات خارج نطاق الخدمة!!! ...


المزيد.....




- أحمد الطيبي: حياة الأسير مروان البرغوثي في خطر..(فيديو)
- خلل -كارثي- في بنك تجاري سمح للعملاء بسحب ملايين الدولارات ع ...
- الزعيم الكوري الشمالي يشرف على مناورات مدفعية بالتزامن مع زي ...
- الاحتلال يقتحم مناطق في نابلس والخليل وقلقيلية وبيت لحم
- مقتل 20 فلسطينيا في غارات إسرائيلية على غزة
- بالصور: زعيم كوريا الشمالية يشرف على مناورات -سلاح الإبادة- ...
- ترامب يفشل في إيداع سند كفالة بـ464 مليون دولار في قضية تضخي ...
- سوريا: هجوم إسرائيلي جوي على نقاط عسكرية بريف دمشق
- الجيش الأميركي يعلن تدمير صواريخ ومسيرات تابعة للحوثيين
- مسلسل يثير غضب الشارع الكويتي.. وبيان رسمي من وزارة الإعلام ...


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - علاء هادي الحطاب - اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الدفاعية