أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - إبراهيم رمزي - ميلاد أخوية الغلاقات














المزيد.....

ميلاد أخوية الغلاقات


إبراهيم رمزي

الحوار المتمدن-العدد: 6083 - 2018 / 12 / 14 - 18:17
المحور: كتابات ساخرة
    


ميلاد أخوية الغلاقات
لم ينتبه لاقتحامي عليه صومعته، مما دفعني لإثارة انتباهه بالتنحنح. بدا غير مستغرب لحضوري وكأنه كان يتوقّعه، وانطلق ـ بحماس منقطع النظير ـ يشرح لي ـ بكلام متلاحق يكاد يقطع أنفاسه ـ أنه منهمك في إعداد تصور لمشروع عالمي سيعزز التفاهم والتسامح بين الأجناس البشرية على اختلاف ألوانها وأديانها ومذاهبها السياسية والفكرية ...
قال إنه بصدد إطلاق نداء لعقد مؤتمر، تشارك فيه جميع دول المعمور بممثلين لها، يهتمون مثله بجمع الغَلّاقات.
صحت: ماذا؟ غلاقات؟
نظر إلي باستغراب واستنكار لمقاطعته: أجل، غلاقات .. سدّادات ..
لاحظ ما ظهر على وجهي من علامات السخرية من كلامه. فلوى شدقه احتقارا لي، وتابع بنبرة الواثق المعتد بما يقول: غلاقات القارورات والأواني التي تحفظ فيها السوائل .. من فلِّين وبلاستيك وخشب ومعدن .. هل تستطيع أن تحدد أعدادها وأحجامها وألوانها وأدوارها ومصائرها؟
وبعد هنيهة صمت، التقط خلالها أنفاسه، ومسح نظارتيه، عاد ليتابع: لم لا تخصص لها متاحف في كل الدول؟
تصنعت الجد وأنا أسأله: ما عدد الغلاقات التي عندك؟
قال بابتهاج: لا أعد بالواحدة، بل بالوزن، عندي ما يزيد عن خمسة أطنان.
أطلقت صفير الاستغراب، وسألت: كيف جمعتها؟
قال: أستغلّ نهايات الأسبوع للانتقال لمطرح الأزبال خارج المدينة، فأنتقي بعضا مما أعثر عليه منها .. لكن حين عرف "الميخاليون" الآخرون "هوايتي" بدأوا يجمعون الغلاقات، فيبيعون لي ما أعتبره منها متميزا ومتفردا. ثم صاروا يتبادلونها بينهم. مما يعني أنني ساهمت ـ دون قصد ـ في ميلاد تنظيم عفوي لهواة الغلاقات .. وذلك ما أوحى لي بفكرة خلق "تنظيمات" مماثلة تمتد علاقاتها إلى كل الدول ..
حدق في بإمعان .. منتظرا مني تنويها .. ولما لم أخرج عن صمتي، قال بتحدٍّ:
هل عانيت من إخراج غلاقة فلين من قارورة، في غياب الساحب المخصص لذلك؟
أردفت بدوري سائلا:
هل رأيت أطفالا صنعوا لعباً على هيئة عربات، وعجلاتها هي الغلاقات؟
عقّب بفتور:
هذه واحدة من فوائد الغلاقات، ونموذج من إعادة تدويرها.
سألته متصنعا الجد والاهتمام: ماذا تتوقع مستقبلا؟
وبدون تردد قال: عقد مؤتمر عالمي لجَمّاعي الغلاقات. تصورْ الرواجَ الإعلامي والسياحي والاقتصادي والثقافي والمعرفي حين يحضر وفد مكون من بضعة أشخاص، من كل دولة، محملين بمعارفهم عن الغلاقات، ومعهم عشرات النماذج من الغلاقات المتنوعة والمختلفة المتداولة في بلدانهم، يعرضونها للجمهور، ويسردون قصصا عن صنعها، ومميزاتها، وأدوات سحبها واستخراجها، وأماكن العثور عليها، وتبادلها، وكيفية تدويرها وبعثها لحياة ثانية واستعمالات جديدة؟ وتأثيرها على البيئة حين التخلص العشوائي منها؟ ثم يُختم ذلك بإنشاء "أخويات" ـ لتبادل الخبرات ـ محلية وإقليمية وعالمية.
قلت متحسرا: هل تخلصت البشرية من كل عاهاتها، لتُقبِل على التفكير في إلهاءات "مشروعك الإخواني أو الأخوي"؟
مراكش 10 ـ 12 ـ 2018



#إبراهيم_رمزي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحلوى التي تحجب الغابة
- خطاب انتخابي
- القانون المغربي الذي ..
- لصوص الألقاب
- هجرة 600 مهندس سنويا، وإفلاس 6 آلاف مقاولة سنويا
- جلد لاعبي المنتخب السعودي
- تنظيم الظهور الإعلامى لعلماء الدين في مصر
- رقابة عبثية .. في الفضاء الفسيح
- المحكمة بين الإعدادين: -العالمي- و-الأنجلوساكسوني-
- سبحان الفوتوشوب
- أنتروبولوجيا دينية
- تغريدات 5/5
- تغريدات 4/5
- تغريدات 3/5
- تغريدات 2/5
- تغريدات 1/5
- المتدين والعلمانية
- مدرستي الحلوة - كتابة ساخرة -
- الموقع العتيق
- -مساهمة- في فوضى الفتاوي


المزيد.....




- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - إبراهيم رمزي - ميلاد أخوية الغلاقات